دعاء للمريض في ساعة استجابة

دعاء للمريض زالاستشفاء بالقرآن الكريم

شرع الله -تعالى- لعباده التّداوي بالقرآن الكريم، ومن ذلك الاستشفاء بآيات القرآن الكريم؛ فالقرآن الكريم كلّه شفاء، قال الله تعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)،[١] وآيات الشّفاء التي تُقرأ على المريض من القرآن الكريم كثيرة، ولكن ينبغي على المسلم عند التّداوي بالقرآن الكريم أن يكون موقناً بقدرة الله -تعالى- على شفائه، مخلصاً للّه في دعائه. كما أباح الله -تعالى- للمريض التّداوي وسؤال أهل الاختصاص، والاستعانة بهم، إلى جانب الاستشفاء بالقرآن الكريم.[٢]

آيات الشفاء للمريض

أهمّ آيات الشّفاء ما يأتي:[١][٣]

• قراءة سورة الفاتحة على المريض، التي تسمّى بالسّورة الشّافية، ويسنّ قراءتها سبع مرّات، قال الله -تعالى-: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين* الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).[٤]
• قراءة آية الكرسي، قال الله -تعالى-: (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).[٥]
• قراءة سورة الإخلاص، قال الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٦]
• قراءة المعوذتين، أي سورة الفلق، قال الله -تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ)،[٧] وسورة النّاس قال الله -تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)،[٨] وذلك لأنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ بهما عند مرضه، كما جاء في حديث عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ إذا اشتَكَى يَقرأُ على نَفسِهِ بالمعوِّذاتِ وينفثُ، فلمَّا اشتدَّ وجَعُهُ كنتُ أقرأُ علَيهِ، وأمسحُ بيدِهِ، رجاءَ برَكَتِها).[٩]
• قراءة الآية: (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ).[١٠]
• قراءة الآية: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).[١١]
• قراءة الآية: (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ).[١٢]
• قراءة الآية: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ).[١٣]
• قراءة الآية: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ).[١٤]
• قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.

الأدعية المأثورة للمريض في السنة النبوية

ورد في السّنّة النّبوية الكثير من الأدعية والأذكار التي تُقرأ على المريض للشّفاء من الأسقام، نعرض جزءاً منها فيما يأتي:[١٥]

• (بسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، برِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا).[١٦]
• (أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا).[١٧]
• اشتكى بعض الصّحابة -رضوان الله عليهم- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من ألم فقال له: (ضَعْ يدَك على الَّذي تأْلَمُ مِن جسدِك وقُلْ: بسمِ اللهِ ثلاثًا وقُلْ: أعوذُ باللهِ وقدرتِه مِن شرِّ ما أجِدُ وأُحاذِرُ سبعَ مرَّاتٍ).[١٨]
• قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن عادَ مريضًا لم يحضُرْ أجلُهُ، فقالَ عندَهُ سبعَ مرَّاتٍ: أسألُ اللَّهَ العظيمَ، ربَّ العرشِ العظيمِ أن يشفيَك، إلَّا عافاهُ اللَّهُ).[١٩]
• ( باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ).[٢٠]
• قراءة دعاء الكرب وهو: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ).
• ثبت أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له).[٢١]

أوقات استجابة الدعاء

يسنّ للمريض إذا أراد أن يدعو الله -تعالى- ويرجو منه الشّفاء العاجل أن يتحرّى الدّعاء في أوقات الاستجابة، إذ إنّ هناك أوقاتاً فاضلة لا يردّ الله -تعالى- فيها الدّعاء، كما يستحسن أن يذكر الله -تعالى- ويُثني عليه عند الدّعاء، وأن يفتتح دعاءه بالصّلاة على النّبي- صلّى الله عليه وسلّم-، وأمّا الأوقات التي يستجاب فيها الدّعاء فهي:[٢٢]

• الدّعاء بين الأذان والإقامة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الدعاءُ لا يُردُّ بين الأذانِ والإقامةِ).[٢٣]
• الدّعاء في الثّلث الأخير من الليّل، كما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[٢٤]
• عند جلوس الإمام للخطبة من يوم الجمعة إلى أن ينتهي من الصّلاة.
• عند السّجود، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٢٥]
• الدّعاء بعد الانتهاء من التّشهد الأخير وقبل الصّلاة الإبراهيمية، فيدعو المسلم بما يشاء قبل التّسليم فهو موضع استجابة للدّعوات، وقد قال النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- عندما علّم أصحابه التّشهد: (ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أعْجَبَهُ إلَيْهِ، فَيَدْعُو).[٢٦]
• الدّعاء في السّاعة الأخيرة من نهار يوم الجمعة قبل غروب الشّمس، حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).[٢٧]

المراجع

1. ^ أ ب سورة الإسراء، آية:82
2. ↑ أميمة الجلاهمة، “الا بذكر الله تطمئن القلوب”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
3. ↑ د.نوح القضاة (8/6/2012)، “ما هي آيات الشفاء في القرآن الكريم”، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
4. ↑ سورة الفاتحة، آية:1-7
5. ↑ سورة البقرة، آية:255
6. ↑ سورة الإخلاص، آية:1-4
7. ↑ سورة الفلق، آية:1-5
8. ↑ سورة الناس، آية:1-6
9. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2860، صحيح.
10. ↑ سورة التوبة، آية:14
11. ↑ سورة الشعراء، آية:80
12. ↑ سورة يونس، آية:57
13. ↑ سورة النحل، آية:69
14. ↑ سورة فصلت، آية:44
15. ↑ “أبشر.. أيها المريض”، طريق الاسلام، 11/10/2003، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5745، صحيح.
17. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5750، صحيح.
18. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن نافع بن جبير، الصفحة أو الرقم:2202، صحيح.
19. ↑ رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:150، حسن.
20. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:2186، صحيح.
21. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:3505، صحيح.
22. ↑ عبد العزيز بن باز (18/12/2013)، “أوقات استجابة الدعاء”، بوابة طالب العلم، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
23. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:212، حسن صحيح.
24. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7494، صحيح.
25. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:482، صحيح.
26. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:835، صحيح.
27. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:935، صحيح.