موقع اقرا » إسلام » أدعية » دعاء الريح والغبار

دعاء الريح والغبار

دعاء الريح والغبار


الريح

تُعدُّ الريح أو الرياح من المظاهرِ الطبيعية على سطح الكرة الأرضية نتيجةَ التباين في درجاتِ الحرارة بينَ المناطق المتجاورة مُسبّبةً حركة الكتل الهوائية من منطقة الضغط الجوي المرتفع إلى منطقة الضغط الجويّ المنخفض باتّجاهٍ أفقيٍّ، ويُطلق على الريح عدة أسماءٍ بحسب سرعة هبوبها أو شدتها فقد تكون عبارة عن ريحٍ بسيطةٍ، وقد تصلُ في بعضِ الحالاتِ إلى درجةِ العاصفة مُسبّبةً الدمار والكوارث الطبيعية؛ لذلك أرشد النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى ترديد دعاء الريح عند هبوبها طلبًا لخيرها من الله وطمعًا في اجتناب شر ما هبت من أجل، وفي هذا المقال سيتم ذكر دعاء الريح والغبار.

الريح في القرآن الكريم

الريح في المنظور الإسلاميّ هو خلقٌ من خلق الله تعالى مسخّرٌ بأمره كما أنه أحد آياته العظيمة الدالة على قدرته وجبروته ورحمته سبحانه والتي لا تُرى بالعين المجردة، وإنما يستطيع الإنسان الإحساس بها ومشاهدة أثرها في محيطه البيئي بشكلٍّ طبيعيٍّ أو مدمرٍ. [١]

وقد ورد لفظ “الريح” في القرآن الكريم ثمان عشرة مرّةً تارةً بمعنى الريح التي تحمل الخير والمنفعة للناس كما في قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ”[٢]، وتارةً بمعنى الريح التي تحمل غضب الله وعذابه ونقمته كما في قوله تعالى: “وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ” [٣]، كما وردَ في القرآنِ الكريم لفظ الريح بالجمع وهي الرياح التي لا تحملُ للناسِ إلى الخير والرحمة في كافة المواضع التي ذُكرت بها ومنها قوله تعالى: “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ” [٤]. [٥]

هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- عند هبوب الريح

كَوْن الريح خلقًا من مخلوقاتِ الله تعالى فقد نهى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن سبّ الريح أو لعنها؛ فهي مسيرةٌ بأمر الله وقدره فمن سبها فقد اعترض على ما قدره الله تعالى وهذا يتنافى مع التأدب مع الله والرضا بما قدره على الناس، أمّا من ناحية وصّف الريح بأوصافٍ حقيقةٍ فيها كأنها ريح عاتية أو ريح حارو باردة فهذا جائزٌ ولا حرج على المسلم في ذلك فقد جاء وصّف الريح في القرآن الكريم التي كانت السبب في هلاك قوم عادٍ بأنها ريحٌ عاتيةٌ أي شديدة القوة والتدمير.

كما كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في يوم الريح مع وجود الغيم شديد القلق ويُكثر من الإقبال والإدبار ويُعرف ذلك بتغيُّر وجهه كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وكان يذهب كل ذلك عنه بمجرد هطول المطر، والسببُ في ذلك خوفه -عليه الصلاة والسلام- من أن تكونَ تلك الريح تحملُ معَها العذاب والغضب الإلهيّ كما عُذِّب أحد الأقوام بريحٍ اعتقدوا أنها تحمل المطر نتيجة كفرهم بالله وإعراضهم عن اتباع نبيهم؛ لكن عندما تُمطر يستهل ويستبشر عليه السلام بحلول الرحمة وهي المطر. [٦]

كما وردَ أنّه كان من هديه -عليه السلام- في حال اشتداد هبوب الريح وقت الصلاة السماح للمسلمين بالصلاة في بيوتهم وعدم الحضور لصلاة الفريضة جماعةً في المسجد من باب لا واجب مع العجز وكان الإعلان عن ذلك من خلال الآذان باستبدال المؤذِّن لقوله: حيّ على الصلاة حيّ على الفلاح -الحيعلتين- بقوله: صلوا في رحالكم أو صلوا في بيوتكم، كما أجاز للمسلمين في حال اشتداد الريح أثناء تواجدهم في المسجد بجمع الصلاتين المتتاليتين كصلاتي الظهر والعصر أو صلاة المغرب والعشاء.

كما نهى الرسول -عليه الصلاة والسلام- من التبول في عكس إتجاه الريح وإنما مع إتجاه الريح كي لا يتطاير جزءٌ من البول بإتجاه المرء فتتسبب تلك القطرات المتطايرة بالنجاسة للثياب والجسد مما يأخر العبد عن آداء الصلاة وغيرها من العبادات التي تتطلب الطهارة في الجسد والثوب. [٧]

دعاء الريح

من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا عصفت الريح سواءً كانت تحمل معها الغبار والأتربة أم تزامن معها تراكم الغيوم الخفيفة أو الثقيلة الإلتجاء إلى الله تعالى بالتضرع والدعاء وسؤال الرحمة والمغفرة وطلب كفّ العذاب والغضب عن الناس أجمعين، لذلك يُسنّ للمسلم عند هبوب الريح ترديد دعاء الريح التالي: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا عَصَفَتْ الرِّيحُ قَالَ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ”. [٨]

كما يُسنُّ له قول دعاء الريح الآتي: كان رسُول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-إذا اشْتَدَّتِ الرِّيح قال: “اللَّهُمَّ لَقَحًا لا عَقِيمًا” [٩]؛ والريح اللَّقَح أي التي تحمل الماء وهو المطر أما الريح العقيم فهي بعكس اللَّقَح أي لا تحمل المطر وإنما التدمير والعذاب.

يُردّدُ بعضُ الناس دعاء الريح: “اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا” [١٠]، وهذا من الأحاديث التي اختُلف حولَ صحّتها مع إجماعٍ أكبر على ضعف هذا الحديث أو بطلانه من عدة رواياتٍ ومنها: كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا هاجت ريحٌ استقبلها بوجهِهِ وجثَا على رُكبتَيه ومدَّ يدَيه وقال: “اللهم إني أسألُك من خيرِ هذه الريحِ وخيرِ ما أُرسِلتْ به وأعوذُ بك من شرِّها وشرِّ ما أُرسلتْ به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا” [١١]، لذا على المسلم التنبه إلى ذلك والاكتفاء بالأدعية الواردة في كُتب الحديث الصحيحة. [٧]

فوائد الريح

ظاهرة الريح كغيرها من الظواهر الطبيعية التي يُمكن للإنسان الاستفادة منها وتسخيرها في خدمة الإنسان إلى جانب فوائد أخرى تجلبها للإنسان رحمةً من الله دون أن يبذل أيّ جُهدٍ ومن تلك الفوائد والمنافع ما يأتي:

  • التسبب في تراكم الغيوم ونقلها من مكانٍ إلى آخر.
  • تلطيف درجة حرارة الطقس.
  • استخدام طاقة الريح في توليد الكهرباء وضخّ الماء وغيرها من تحوّلات الطاقة.
  • المساعدة في حركة السفن والمراكب الشراعية وغيرها من وسائل النقل البحري.
  • المساهمة في نقل حبوب اللقاح من نبتةٍ أو زهرةٍ إلى أخرى، وبالتالي نجاح عملية التكاثر في النباتات.
  • المساعدة في نقل الصوت والرائحة وانتشار الغازات. [١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب الرياح آية من آيات الله تعالى, ، “www.alukah.net”، اطلع عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرف
  2. {يونس: الآية 22}
  3. {الذاريات: الآية 41}
  4. {الروم: آية 48}
  5. خلق الرياح, ، “www.kalemtayeb.com”، اطلع عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرف
  6. الرياح, ، “www.alukah.net”، اطلع عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرف
  7. ^ أ ب الريح: وقفات، وأحكام، ودلالات, ، “www.saaid.net”، اطلع عليه بتاريخ 08-08-2018، بتصرف
  8. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 899، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  9. الراوي: سلمة بن الأكوع، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 1008، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  10. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: ابن الأثير، المصدر: شرح مسند الشافعي، الصفحة أو الرقم: 2/351، خلاصة حكم المحدث: حسن مشهور
  11. الراوي: عبد الله بن عباس، المحدث: الزيلعي، المصدر: تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 3/59، خلاصة حكم المحدث: [فيه] حسين بن قيس ضعفه أحمد والنسائي وله طريق آخر






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب