X
X



خصائص البرمائيات

خصائص البرمائيات


ما أبرز خصائص البرمائيات؟

البرمائيّات أو الحيوانات البرمائيّة هي إحدى المجموعات الخمس الأساسيّة التي تمتلك خصائص الفقاريات وتنتمي لها، وتتميّز عن باقي الحيوانات بأنها تستطيع العيش في البيئة المائيّة وعلى اليابسة، وبأن جلدها يخلو من الحراشف، وقد تتكاثر في الماء أو على اليابسة الرَّطبة، من أهم فئات البرمائيات الضفادع، والعلاجيم، والسمادل، والسمادر، والسيسليان (البرمائيّات عديمة الأرجل).[١]

ويبلغ تعدادُها مجتمعةً ما يقارب 7,400 نوع مُختلف تعيش في مُختلف مناطق العالم، فهي تسكنُ كل القارات ما عدا القارة القطبيّة الجنوبيّة، ويمكن تصنيف البرمائيات ضمن مجموعة الضفادع والعلاجيم، ويُعتبر نوعاً من كل ثلاثة من جميع أنواع البرمائيّات في العالم مُهدَّداً بالانقراض حاليّاً.[٢]

وفيما يأتي أبرز خصائص البرمائيات:

الخصائص الجسدية

وفيما يأتي أبرز الخصائص الجسدية للبرمائيات:

تمشي على أربعة أرجل

غالباً ما تكون لدى الكائن البرمائي أربعة أرجلٍ يستفيدُ منها للسير على اليابسة أو دفع جسمه في الماء، وبعضها -مثل السمندل- لها ذيل أيضاً.[٣]

تمتلك جلدًا رطبًا

للبرمائيات جلدٌ رطب يساعدها على امتصاص الأكسجين الذائب في الماء للتنفس أثناء سباحتها أو غوصها في البرك والأنهار، ويُساعدها جلدها أيضاً على الاحتفاظ بالماء عند الخروج منه، وتحتاجُ هذه الحيوانات إلى إبقاء جلدها رطباً طوال الوقت، ولهذا فإنها تبقى في أماكن قريبة من الماء قدر الإمكان، حتى بعد نضجها واكتمال نموّها.[٣]

وكثير ما يكون جلد البرمائيات سامّاً، حيث تكون فيه غدد قادرة على إنتاج مواد كيميائيّة كريهة الرائحة أو ذات تأثير سميّ، وقد يكون لها ألوان زاهية تُعتبر علامة تحذيرية لأعدائها.[٣]

تمتاز بصغر حجمها

تعتبر البرمائيات أصغر حجماً من كافة الفقاريات الأخرى، مثل الطيور والأسماك وغيرها. ففي مُعظم الأحوال لا يتعدى طُول الحيوان البرمائي خمسة عشر سنتيمتراً، ولا يزيد وزنه عن ستين غراماً، وأصغر الضفادع في العالم حجمه لا يزيدُ عن حجم عقلة الإصبع لدى الإنسان البالغ.[١]

ومع ذلك تُوجد بعض البرمائيات الكبيرة في الحجم، ومنها السمندر الياباني العملاق، وهو كائن يسكنُ أنهار المياه العذبة في اليابان، وقد يصل طوله بعد اكتمال نموّه إلى ما يزيد عن مترٍ ونصف.[١]

الخصائص الأحيائية والسلوكية

وفيما يأتي أبرز الخصائص الأحيائية والسلوكية للبرمائيات:

تعد من ذوات الدم البارد

تتميّز البرمائيات بأنها من ذوات الدم البارد، وهذا يعني أن درجة حرارة أجسامها تتغيَّر بالاستجابة لدرجة حرارة البيئة المحيطة بها، حيث تُحاكي درجات حرارة جسمها الوسط حولها على الدوام، وهذا نابعٌ من افتقار البرمائيات للقُدرة على تدفئة أو تبريد أجسامها داخلياً، ولذلك فإنَّها عندما تبرد تضطرُّ للبحث عن أشعة الشمس لتدفئة نفسها، فتصبح نشطة، وأما لو ارتفعت حرارتها أكثر من اللازم، فيكونُ عليها البحث عن ملجأ ظليلٍ أو جُحر تحت الأرض للاختباء فيه.[٤]

تعد من الحيوانات اللاحمة

تُعتبر البرمائيّات حيواناتٍ لاحمة، فهي تتغذى على الحشرات وغيرها من اللافقاريات الصغيرة، ومن هذا المُنطلق تعتبر هذه الكائنات ذات أهمية شديدة في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئية (بافتراس الكائنات الأصغر)، كما أنها تُعتبر ذات فائدةٍ عظيمة للإنسان، لأنها تتخلَّصُ من الكثير من الآفات الزراعيّة والكائنات الضارّة بالمحاصيل.[٢]

وتستطيعُ بعض البرمائيات كبيرة الحجم، مثل ضفادع العجل الأمريكيّة افتراس حيواناتٍ كبيرة بعض الشيء، مثل الثعابين، والطيور، والقوارض من فئران، وجرذان، وقد تلتهم البرمائيات الأخرى من بني جنسها، أو من غيرها من الأنواع.[١]

وتستفيدُ معظم البرمائيات من لسانها الطويل والقوي للإمساك بفريستها وجذبها إليها، وبالمُقابل فإن للبرمائيات الكثير من الأعداء في الطبيعة، فالثعابين والطيور والعديدُ من الثدييات قادرةٌ على التهام البرمائيات، ومن هنا فإنها تعتمدُ على التمويه للاختباء منهم.[١]

تتنفس عبر الجلد

تتنفس البرمائيات عبر الجلد، إذ يعمل كلٌ من جهاز الدوران والجهاز التنفسي مع أغشية الجلد لتوفير التنفس الجلدي،[٥] ويحتوي جلد البرمائيات على غدد متنوعة تقع في طبقة الجلد الإسفنجية، والتي تدعم بدورها الوظائف الفسيولوجية الحيوية التي يؤديها جلد الضفدع، بما في ذلك: التنفس، وتنظيم الأيونات، ونقل المياه.[٦]

وتحدث عملية تبادل الغازات، والماء، والأيونات بين البرمائيات والبيئة عن طريق شبكة شعيرات دموية جلدية واسعة.[٧]

إلى جانب التنفس عبر الجلد، تستخدم البرمائيات أيضًا مجموعات مختلفة من الاستراتيجيات الخيشومية والرئوية للتنفس، إذ تستخدم مثلًا آلية الضخ الشدقي، والتي يحصل فيها تبادلًا للهواء بين الرئتين والفم.[٨]

تمتلك غددًا مفرزة للسم

يُعد جلد البرمائيات جهازًا مناعيًا، وهو خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض، والعوامل الضارة في البيئة التي قد تعطل وظائف الجلد، أو قد تسبب أمراضًا جلدية أو جهازية، مما يؤدي إلى توقف الوظائف الفسيولوجية الأساسية وفي النهاية موت البرمائيات.[٦]

إذ يحتوي جلد البرمائيات على غدد سامة تطلق السموم، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع السموم توجد في البرمائيات فقط، وتُستخدم عمومًا لغايات الدفاع عن النفس ضد الحيوانات المفترسة،[٩] كما تُفرز الغدد المخاطية المخاط للحفاظ على رطوبة الجلد ونفاذيته ومرونته، والذي يُعد ضروريًا للحفاظ على توازن البرمائيات.[٦]

تمتلك عيونًا ونظرًا جيدًا

تختلف البرمائيات عن الحيوانات الأخرى فيما يخص الرؤية، إذ تمتلك عيوناً متطوّرة تحتوي على جفون، وغدد وقنوات مرتبطة بها، كما أنّها تمتلك عضلات تسمح بوجودها سواء داخل الرأس أو فوقه، وتسمح لها بإدراك العمق، ورؤية الألوان الحقيقية للأشياء.[١٠]

وتمتلك البرمائيات القدرة على التمييز بين الأطوال الموجية المختلفة لموجات الضوء، وإدراك أنّ هذه الاختلافات هي اختلافات في تدرّج اللون،[١١] ومن الجدير بالذكر أنّ البرمائيات لا تمتلك نقاطًا شبكية (نقاط صغيرة تقع في البقعة الشبكية، وتوفّر رؤية أوضح)،[١٢] إلا أنّ المجال البصري لديها يكون عالي الحساسية.[١٣]

كما تحتوي شبكية عين البرمائيات على أربعة أنواع من المستقبلات الضوئية، وهو ما يُفسّر حساسيتها للألوان أكثر من البشر، ويُمكّنها من ملاحظة التغييرات الدقيقة، إلا أنّها غالبًا ماتجد صعوبة في تمييز الألوان عند رؤية جسم ثابت ومحاولة مراقبته.[١٤]

تمتلك القدرة على استشعار الطاقة الضوئية

تمتلك البرمائيات أيضًا القدرة على استشعار الطاقة الضوئية باستخدام هياكل أخرى غير العينين، فعلى سبيل المثال يعمل جلد البرمائيات كعضو حسّاس لهذه الطاقة، وكثيرًا ما يحل محل الحاجة إلى الرؤية.[١٣]

تمتلك جهازًا سماعيًا متطورًا

تمتلك البرمائيات جهازاً سمعياً متطوراً أيضاً، وهو مكيّف بطريقة تتناسب مع بيئتها، إذ تمتلك البرمائيات ما يُسمّى بالحليمة البرمائية (بالإنجليزية: The amphibian papilla)؛ وهي عضو مكوّن من أنسجة حسية، والتي تعتبر حساسةً للصوت ذي التردد المنخفض؛ مما يمكنها من سماع الأصوات المنخفضة.[١٥]

وقد أجريت تجربة على السلمندر، وفيها دُرِّبَت على القدوم للطعام باستخدام نغمة صوت بترددات منخفضة، وقد استجابت مجموعة من السلمندر لتردد صوت وصل إلى 244 هيرتز، في حين استجابت مجموعات أخرى إلى تردد صوت وصل إلى 218 هيرتز.[١٦]

دورة حياة البرمائيات

وفيما يأتي توضيح لدورة حياة البرمائيات:

  • وضع البيوض تحت الماء

تضع البرمائيات بيوضها تحت الماء وتعتني بها إلى أن تفقس وتتمكن من العيش على اليابسة.[٣]

  • فقس البيض والعيش تحت الماء

عادةً ما تعيش البرمائيات المراحل الأولى من حياتها تحت سطح الماء بالكامل كالأسماك، حيث تكون لديها خياشيمٌ تساعدها على استخلاص الأكسجين من جزيئات الماء، وعندما تكبر ويكتملُ نموّها فإن خياشيمها تُستبدل برئتين، ومن ثم تُصبح هذه الحيوانات ميَّالة لقضاء مُعظم وقتها على اليابسة بعد البلوغ، ومع ذلك فهي تعود إلى الماء مرة أخرى لتضع فيه بيوضها لاحقاً.[٣]

  • تناول الصغار طعامهم

تتغذى اليرقات بادئ الأمر بالطحالب والمواد النباتية، وقد تكونُ لاحمة (في حالة السمندر) فتفترسُ حيوانات مائية صغيرة الحجم.[١]

  • تغير تركيب الصغار

تحتاجُ هذه اليرقات بضعة أسابيع أو شهور حتى يكتمل نموّها، فهي تفقدُ خياشيمها بالتدريج، وتحلّ مكانهما رئتان، فعند اكتمال الرئتين عند الصغار يمكنها التنفس خارج الماء، وتتطور لها أرجل خلفية، ومن ثم أمامية لمُساعدتها على المشي، وكذلك تتغير عيونها وجهازها الهضمي بالكامل لتجعلها قادرة على العيش على اليابسة بدلاً من المياه.[١]

  • الخروج لليابسة

بعد تطور أجسام اليرقات، تخرج للعيش على اليابسة بدلًا من الماء.[١]

البيئة التي تتواجد فيها البرمائيات

تتفاوتُ البيئات التي تسكنُها البرمائيات بعض الشيء، وفيما يلي أبرز البيئات التي تفضل العيش فيها:[١]

  • الأماكن الرطبة

فهي تُفضّل إجمالاً الأماكن الرطبة، ولذلك فإنها عادةً ما توجد حول المسطحات المائيّة، من البرك والبحيرات والأنهار.

  • المناطق الاستوائية

تستطيعُ بعض البرمائيات العيش في الغابات الاستوائيّة، حيث تعتمدُ على الرطوبة الآتية من الأمطار لتجد ملاجئ لها ولبيُوضها، ومن الأمثلة على البرمائيات التي تعيش في المناطق الاستوائية؛ ضفدع الشجر العيش في الغابة، حيث تلتزمُ الأشجار ولا تُغادرها أبداً.

  • المناطق الجافة

بعض البرمائيات توجدُ وسط بيئات قاحلة وجافّة، حيث تختبئ تحت الأرض طوال الشهور الحارة من العام، وعندما يحينُ موسم الأمطار وتتكوّن البرك والمستنقعات تتجمع حولها هذه البرمائيات بسُرعة شديدةٍ للتزاوج ووضع البيوض، وتنمو اليرقات بسُرعة قبل أن يجفَّ المُستنقع وتعود البيئة إلى حالتها السابقة.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 363 – 366، جزء 4 (ب).
  2. ^ أ ب “What are Amphibians?”, Amphibian Ark, Retrieved 25-01-2017.
  3. ^ أ ب ت ث ج هيئة من المؤلفين (2004)، موسوعة الأجيال (الطبعة الأولى)، جدة، السعودية: دار الأجيال، صفحة 16 – 17، جزء الحيوانات.
  4. “What Makes an Amphibian?”, San Diego Zoo, Retrieved 25-01-2017. Edited.
  5. William E. Duellman, “amphibian”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Joseph F. A. Varga, Maxwell P. Bui-Marinos, Barbara A. Katzenback (14/1/2019), “Frog Skin Innate Immune Defences: Sensing and Surviving Pathogens”, frontiers, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  7. “amphibian”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  8. William E. Duellman, “amphibian”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  9. William E. Duellman, “amphibian”, britannica, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  10. William E. Duellman, “amphibian”, britannica, Retrieved 15/11/2021.
  11. “Colour vision”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  12. : Charles Patrick Davis (29/3/2021), “Medical Definition of Fovea”, medicinenet, Retrieved 16/11/2021. Edited.
  13. ^ أ ب William E. Duellman, “Amphibians”, evergreen, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  14. William E. Duellman, “Amphibians”, evergreen, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  15. William E. Duellman, “amphibian”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.
  16. Ernest Glen Wever, “Auditory sensitivity of amphibians”, britannica, Retrieved 15/11/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب