X
X


موقع اقرا » علوم » ظواهر طبيعية » حلول للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري

حلول للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري

حلول للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري


هل يمكن التخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري حقًا؟

اقترحت الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم عشرين حلًا إجرائيًا في مقالة بحثية نشرتها في أيلول عام 2017م، لتحقيق هدف اتفاقية باريس التي عقدتها الأمم المتحدة في كانون الأول عام 2015م، بشأن الحد من التغيُّر المناخي العالمي الذي تسببت به ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي نصّت في المادة رقم (2) على وجوب إبقاء ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية في حدود أقل بكثير من 2 درجة مئوية، وفي حد لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة (الحقبة الزمنية قبل بدء الإنسان في التأثير على المناخ).[١]

وقد اشتملت الإجراءات المقترحة بشكل أساسي على الحفاظ واستعادة الأراضي الزراعية، والغابات العالمية التي تحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لهذه الظاهرة، حيث يعود مفهوم الاحتباس الحراري إلى قدرة الغازات الدفيئة العالية على الاحتفاظ بالحرارة داخل جزيئاتها، ويمكن أن يؤدي تطبيق هذه الحلول إلى تقليل غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة حوالي 37% بتكلفة فعّالة حتى عام 2030م، مما سيزيد فرصة إبقاء الاحترار العالمي تحت 2 درجة مئوية بنسبة 66%، وتشير الدراسة إلى أن الحلول ستساهم في تقليل الفيضانات، وتحسين صحة التربة إذا تم تنفيذها بشكل فعّال، وعلى الرغم من أن هذه الحلول تعد أساسًا قويًّا لبدء العمل العالمي لرعاية النظام البيئي، إلّا أن تقديرات نتائجها تقع ضمن حاجز من عدم اليقين بفاعليتها.[٢]

ربما لا يمكن القضاء على ظاهرة الاحتباس بشكل نهائي إلا أن المجتمع العالمي يسعى إلى الحدّ من مشكلة الاحتباس الحراري من خلال عقد اتفاقيات دولية تلزم الدول جميعها باتخاذ حلول وإجراءات بيئية تساهم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لهذه الظاهرة.

كيف يمكن الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري؟

لقد تسبب البشر فعلًا في إحداث تغييرات مناخية كبيرة، وحتى لو توقفنا عن إطلاق الغازات الدفيئة، فإن الاحتباس الحراري سيستمر لعدة قرون، لأن الغلاف الجوي للأرض لن يفقد النسبة الزائدة من ثاني أكسيد الكربون قبل مئات السنين، وبالرغم من تعدد أسباب الاحتباس الحراري واختلاف مصادرها، إلّا أنه قد يكون لدينا الوقت لتجنب أسوأ آثار التغيّر المناخي، من خلال تقليل انبعاث الغازات الدفيئة، باتّباع التقنيات والسلوكيات والسياسات التي تشجع على تقليل الهدر، واستخدام مواردنا البيئية بطريقة أكثر ذكاءًا، بالإضافة إلى التكيف مع التغير المناخي الحاصل.[٣]

دور الأفراد في الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري

تعتمد الكثير من حلول ظاهرة الاحتباس الحراري على سلوكيات حياتنا اليومية، والطريقة التي نتصرف بها، إليك عدة سلوكيات يمكنك تغييرها أو البدء بها للمساهمة في الحد من مشكلة الاحتباس الحراري، ومن أبرز سلوكيات الفرد التي يمكنها الحد من الاحتباس الحراري، ما يأتي:[٤]

  • ترشيد استهلاك الماء؛ حيث يحتاج إنتاج المياه وضخها للطاقة، استهلاك أقل للمياه يعني استهلاك أقل للطاقة.
  • فصل الكهرباء عن الأجهزة الإلكترونية كالتلفاز، وأجهزة الحاسوب، وآلات غسيل الملابس والصحون في حال عدم استخدامها.
  • استخدام المصابيح التي تعمل على توفير الطاقة.
  • التوجُّه لشراء المنتجات العضوية في حال تواجدها بأسعار مناسبة، وزراعة الخضراوات والأعشاب التي يمكن إنباتها في المنازل والاستفادة من ثمارها، وفي تنقية الهواء المحيط.
  • استخدام المواصلات العامة أو الدراجة الهوائية في حال القدرة، للتنقُّل اليومي إلى المدرسة أو العمل.
  • مشاركة أكثر من شخص سيارة واحدة للوصول إلى وجهة واحدة أو أكثر من وجهة متقاربة.
  • غسل الملابس بمياه باردة؛ لتوفير الطاقة المستهلكة في تسخين مياه الغسيل.
  • الحد من استخدام البلاستيك في المنزل وعند التسوّق قدر الإمكان واستبداله بالورق، و إحضار كوب خاص بك إلى العمل بدلًا من استخدام الأكواب ذات الاستخدام لمرة واحدة.
  • القراءة والبحث بشأن مخاطر التغيّر المناخي والحديث عنها.
  • استبدال السيارات الكبيرة بسيارات هجينة أصغر، أو سيارات كهربائية لتقليل التلوث.

دور المنظمات في الحدّ من الاحتباس الحراري

تساعد المنظمات بشكل أساسي في الحدّ من الاحتباس الحراري وذلك عن طريق الكثير من الأدوار التي تلعبها، ومن أبرز هذه الأدوار:

تمكين الحركات الشعبية والمجتمعية

يتمثّل هذا الحل في تمكين الحركات الشعبية والمجتمعات المحلية التي تناضل من أجل عالم أفضل، والتعاون مع الحركات الأخرى في الوسط المناخي وغيره، مثل الحركات الشبابية، ومنظمات العدالة، والنقابات العمالية.[٥]

تسليط الضوء على تجارب وقصص الناس الأكثر تأثرًا بالأزمة المناخية

إن الدول الفقيرة هي الأكثر تأثُّرًا بالتغير المناخي، مع أنها الدول الأقل مسؤوليةً عن الأزمة، والأقل قدرة على التعامل مع عواقبها، تهدف المنظمات العالمية المعنية بالمناخ إلى إيصال معاناة هؤلاء السكان للعالم، لإنهاء الظلم الاجتماعي الواقع عليهم، وزيادة الوعي بأضرار الاحتباس الحراري.[٦]

مساءلة الحكومات

تحرص عدة منظمات عالمية على ضمان مساءلة الحكومات بموجب الاتفاقيات البيئية الدولية التي تم عقدها، واستدامة الضغط عليها، لا سيما حكومات الدول الأغنى في العالم والأكثر تأثيرًا على التغير المناخي.[٧]

السعي لإنهاء صناعات الوقود الأحفوري

تطالب المنظمات البيئية بتجريد شركات الوقود الأحفوري من تراخيصها الاجتماعية والاقتصادية، كرد فعل رئيسي لإعلان حالة الطوارئ المناخية، وضرورة وقف صناعات الوقود الأحفوري، لتحقيق المساواة في العالم، وإنقاذ الأنواع من الانقراض.[٨]

مراقبة المفاوضات الدولية البيئية

تسعى المنظمات البيئية لضمان أفضل نتيجة ممكنة من المفاوضات الدولية لتغيُّر المناخ التي تجريها الأمم المتحدة، حيث يشارك أشخاص من هذه المنظمات في المفاوضات كمراقبين من المجتمع المدني، للتأكد من أن الحكومات تسعى إلى وضع حلول واضحة، وفعالة على المدى البعيد.[٩]

دور الدول والحكومات في الحدّ من الاحتباس الحراري

ترتبط حلول الاحتباس الحراري بشكل أساسي على القرارات والسياسات التي تتخذها الحكومات والدول، ومن أبرز هذه الحلول:

معالجة النظام الطبيعي

البدء باستعادة الغابات، والأراضي الزراعية، والمساحات الرطبة، لمساهمتها في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وإبطاء الاحترار.[١٠]

التوجه لاستخدام الطاقة البديلة

استغلال مصادر الطاقة الخضراء في توليد الطاقة الكهربائية، كبناء حقول الطاقة الشمسية، وحقول التوربين، وإنشاء الأبنية الخضراء عالية الأداء، بالإضافة للبحث في زيادة كفاءة الطاقة، لتقليل التلوث، والحد من الاستهلاك.[١٠]

التكيف مع التغيرات المناخية الواقعة

في ظل التغيرات المناخية الأخيرة، تضررت الكثير من المساحات البيئية، والمدن وسكانها، بفعل الفيضانات، والحرائق، وكما يتم مناقشة استراتيجيات وحلول للتقليل من نسبة انبعاثات الاحتباس الحراري وبالتالي الحد منها، فإن أهمية مناقشة الخسائر والأضرار، والتخطيط للتعويضات عنها هو أمر بالغ الأهمية تعمل عليه حكومات الدول.[١٠]

يمكن الحدّ من مشكلة الاحتباس الحراري من خلال تقليل انبعاث الغازات الدفيئة، باتّباع التقنيات والسلوكيات والسياسات التي تقع على عاتق كل من الأفراد، والمنظمات، والحكومات والدول.

المراجع[+]

  1. “The Paris Agreement”, United Nations/Climate Change, 12/12/2015, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  2. Bronson W. Griscom, Justin Adams, Peter W. Ellis and others (16/10/2017), “Natural Climate Solutions”, Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America , Retrieved 26/2/2021. Edited.
  3. Christina Nunez (24/1/2019), “Global warming solutions, explained”, National Geographic, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  4. Kat Kerlin (8/1/2019), “18 Simple Things You Can Do About Climate Change”, ucdavis, Retrieved 26/2/2021. Edited.
  5. “BUILDING POWER THROUGH MOVEMENTS”, Climate Action Network International, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  6. Lindsey Jones, Blane Harvey and Rachel Godfrey-Wood (28/9/2016), “The changing role of NGOs in supporting climate services”, Braced, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  7. “TRANSFORMATIVE NATIONAL CLIMATE ACTION PLANS”, Climate Action Network International, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  8. “ENDING FOSSIL FUELS”, Climate Action Network International, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  9. “MULTILATERAL PROCESSES AND ADVOCACY”, Climate Action Network International, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Laura Yaniz (17/11/2017), “5 ways our governments can confront climate change”, AIDA, Retrieved 25/2/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب