حكم عن الحب والفراق

الحب والفراق

ما هي مشاعر الحب والفراق؟

الحبُّ هو مشاعر إنسانيَّةٌ تتمثل في انجذاب شخصٍ إلى الآخر، أو شخصين نحو بعضهما بطريقةٍ تجعل من الحياة وكأنَّها جنَّةٌ على الأرض، ولا يكون الحبُّ على مرتبةٍ واحدة فأدناه هو الهوى وبه تبتدء المشاعر وكأنها بذرة صغيرة وأعلاه الهُيام وبه يكون القلب معلقًا بمحبوبه لا يلوي على شيء سوى بعض اللحظات التي تُقربه من الحبيب فيأنس بها، وقد يعقب الحب والغرام آلام اللوعة والفراق، فيعكف المحبوب في زاوية الوحدة يبكي ما يُكابده من الآلام والمشقات، وقد تكون تلك العذابات محببة للكثير من العاشقين فيذوب جسده كمدًا لكنَّ قلبه ما زال يُقاوم أملًا بقرب اللقاء من الحبيب، وعلى كلِّ تلك المشاعر والتَّخبطات لا بدَّ من أن يتمَّ الحديث عن حكم عن الحب والفراق، وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك.

حكم عن الحب والفراق

هل أخذ الحب الفراق مسلكًا بين ما كتبه الكُتاب؟

دائمًا ما يكون الحب هو الشرارة الأولى التي تُنعش قلب الإنسان ويحيا بها، فيبدأ المرء بتحسس ذلك القبس علَّه يصل به إلى مكانٍ آمنٍ يتلمَّس فيه نفسه من برد الوحدة وسقيع الخوف ولهيب الأسى ولوعة الحرمان، الحبُّ لا يعود فقط بالفائدة على المحبِّ أو المحبوب إنَّ الحبَّ في أصل معجزةٌ يستحيل الوقوف على فوائده؛ لأنَّه أكبر من ذلك بكثير، وبعد أن تمَّ الحديث عن تعريفٍ ضئيلٍ بالحبِ العظيم لا بدَّ من أن يأتي الكلام عن البعد الفراق، وفيما يأتي ذكر حكم عن الحب والفراق:

• غادة السمان: “حبنا قوس قزح، قال للشمس : لا تشرقي كثيرًا وإلا رحلت، ولا تغيبي تمامًا وإلا رحلت، فأنا الحب الكبير يقتلني الوصال الكبير والفراق الكبير.”

• باولو كويلو: “خافت الألم والخسارة والفراق.. وهي أمور لا مفر منها على طريق الحب، والوسيلة الوحيدة لتفاديها تمثلت في عدم سلوك تلك الدرب على الإطلاق، ولاجتناب المعاناة ينبغي التخلي عن الحب، الأمر أشبه بأن نقتلع أعيننا؛ كي نغشى نظرنا عن بشاعات الدنيا.”

• نجوى غانم: “قصص الحب ليست كل شئ في الوجود، قصص الحبِّ واللَّوعة والغرام‬ والفراق والاشتياق ليست مركز الأرض، هي لا تُنكِرها، الحب غذاء الروح، فالحب هو ما يجعل القلوب تتنفس تحيا تسعد، ولكن ماذا عنّا نحن؟ ماذا عن حقنا فى الحزن؟ الوجع؟ الفقدان؟ بدون‬ ‫قصص حب، تناسوا أنها “إنسان” ولديها روح، تناسوا أنه يحق لها أن‬ تتحدث عن الفُقدان بدون أن يسيئوا الظن بها، فلربما فقدت عزيزًا ‬عليها أبًا.. أُمًا ..أخًا..مُعلِّمًا.. وربما فقدت نفسها داخل أزقة ذكرياتها‬ المُزدحمة بالذكريات وتاهت داخلها ولا تستطيع العودة.”

• شمة الكواري: “الحب والفراق صديقان، نحن نحب فنفارق، وبعد أن نفارق نظل نحب، هذا هو قدرنا الراحلون، لا يمكن استرجاعهم أبدًا، لكن يمكن ألا ننساهم.”

• غادة السمان: “أجمل مافيك أن عليّ أن أقبلك أو أرفضك دون أن أدّعي أنني قد خدعت بك، هكذا تمضي خُطا الحب يدٌ تكتب بالحبر الصيني وأخرى تمحو ماتخطه الأولى، عينٌ تقول نعم وجارتها تقول لا، الفم حبة كرز.. القلب تفاحة محرمة.. والفراق ضيف اللقاء، فخذني إلى ذاكرتك كي أتقن نسياني لا تغادرني ولاتقطنني لا تلتصق بي ولا تهجرني، كن قريبًا وأبقى بعيدًا كي تترك مساحه للحلم والضوء بيننا فالحب طفل الحرية.”

• جمانة عبد الله: “تمنيتك معي.. تمنيتك ان تكون أول من يهنئني بربيعي الجديد أن تجعله مميزًا بك.. لكنك رحلت باكرًا جدًا لم تجعل لي فرصة لتوديعك حزمة أمتعتك ورحلت.. مسمى الحب ليس مختصرًا على كلام الغزل والأغاني والشعر، إنَّه شعورٌ عميقٌ وإحساس ذو معاني كثيرة، كتبادل القلوب أن تشعر بي وأنا لست بجانبك بمعنى أن تكون متواجدًا دائمًا رغم بعدك؛ لأنَّ قلبك معي.. تخلَّيت عن دورك في هذه المناسبة المهمة بالنسبه لي.. كان يجب أن يكبر حبي لك وليس للفراق أن يكبر.. كانت أوَّل أمنياتي أن أنت أول من يخبرني كلَّ عامٍ وأنت حبيبتي، كلَّ عام وأنت لي كل شيء.. كل عام وأنت بقربي كل عام وأنا أحتفل بك وأبتدء معك في كل سنه فرحة جديدة وأحلام جديدة أميرتي..كانت ثاني أمنياتي أن نطفىء الشموع معًا.. ثالثها أن تجلب لي قلادةً تطوِّق عنقي وتكون قريبة من قلبي دائمًا كقربك.. لكنَّك تخليت عن وعودك وتركت دورك في قلبي، وجردت نفسك مني ورحلت.. كانت أمنياتي هذا العام أنت.. مجرد أمنيات.. ربيعي الجديد كن خاليًا من الفقد والفراق والخيبة أرجوك.. كل عام وأنا حبيبة نفسي كل عام وأنا أستمد قوتي مني..”

أبيات شعر عن الحب والفراق

هل سطّر الشعراء أجمل أبيات الحب والفراق في أشعارهم؟

بعد أن تمَّ الحديث عن حكم عن الحب والفارق واللوعة والحزن والأسى عن المشاعر، لا بدَّ من أن يتمَّ ذكر أهم الأشعار العربية التي ذُكرت في ذلك الباب، فالحبُّ هو ليس فقط مشاعرٌ فيَّاضة يتنعَّم الإنسان فيها وبين أحضانها على العكس من ذلك تمامًا، فلا يكون الحبُّ حبًّا حقيقيًا ما لم يذق المُحبُّ لوعات الفراق ويلمس آلامه عن كثب، وكثيرًا ما ابتدأ الشعراء قصائدهم في وصف الحبِّ والمحب الذي يُكلل أي قصيدةٍ بمغامراته وأحزانه مهما كان غرضها؛ لذلك كان لا بدَّ من ذكر عيون تلك القصائد؛ لتكون شاهدًا على ما سبق من الكلام:

لنفترق قليلا..

لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

وخيرنا..

لنفترق قليلا

لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

أريدُ أن تكرهني قليلا

بحقِّ ما لدينا..

من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

ما زالَ منقوشًا على فمينا

ما زالَ محفورًا على يدينا..

بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

بحقِّ ذكرياتنا

وحزننا الجميلِ وابتسامنا

وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

أكبرَ من شفاهنا..

بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

أسألكَ الرحيلا

لنفترق أحبابا..

فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

تفارقُ الهضابا..

والشمسُ يا حبيبي..

تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

كُن مرَّةً أسطورةً..

كُن مرةً سرابا..

وكُن سؤالاً في فمي

لا يعرفُ الجوابا

من أجلِ حبٍّ رائعٍ

يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

وكي أكونَ دائماً جميلةً

وكي تكونَ أكثر اقترابا

أسألكَ الذهابا..

لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

أريدُ أن تراني

ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

أريدُ أن تراني..

لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

فقد نسينا

نعمةَ البكاءِ من زمانِ

لنفترق..

كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

وشوقنا رمادا..

وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

يا فارسي أنتَ ويا أميري

لكنني.. لكنني..

أخافُ من عاطفتي

أخافُ من شعوري

أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

أخاف من وِصالنا..

أخافُ من عناقنا..

فباسْمِ حبٍّ رائعٍ

أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

أسألك الرحيلا..

حتى يظلَّ حبنا جميلا..

حتى يكون عمرُهُ طويلا..

أسألكَ الرحيلا..

المراجع[+]

1. ↑ “أسألك الرحيلا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-03-2020.