X
X


موقع اقرا » إسلام » أحكام شرعية » حكم الرياء في الصدقة

حكم الرياء في الصدقة

حكم الرياء في الصدقة


حكم الرياء في الصدقة

حكم الرياء

الرياء حرام في الكتاب والسنة وبإجماع الأمة، والرياء فيه استهزاء برب العالمين، وأقبح أنواع الرياء ما تعلق بأصل الإيمان وهو شأن المنافقين، حيث يراؤون بأصل العبادات الواجبة، فيفعلها في الملأ ويتركها في الخلوة.[١]

وهناك من الرياء ما يفعله الإنسان بقصد أن يراه الناس نظيفًا على سبيل المثال فهذا لا يعتبر من الرياء المحرم، والرياء في العبادات والصدقات كبيرة من الكبائر المهلكة المقتضية للعن.[١]

الجوهر الحقيقي لأي عبادة إنما هو تزكية النفس، والارتقاء بها من مجرد عبادات تؤدى ولا ينتفع القلب منها، إلى عبادات ينتفع منها الإنسان والمجتمع، والإنسان الذي لا يقصد من صدقاته سوى نظر الناس وتكريمهم له، لن ينتفع من صدقته، وسيتأذى الفقير من منه وأذاه، فلا حاجة لله ولا للمجتمع من صدقاته، والرياء يترك الأعمال فارغة خواء، فيلقى الله -تعالى- مفلسًا يوم القيامة.[٢]

أمثلة على الرياء في الصدقة من القرآن

ضرب الله -تعالى- المثل لمن يتصدق ليرائي الناس، ومن هذه الأمثلة ما يأتي:[٣]

  • (كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ)[٤]

قلب المرائي مثل الصخرة التي عليها تراب، لا تنبت شيئًا وليس ينبت منها خيرًا، فأثر الصدقة في قلب المرائي كأثر الغبار على الصخرة بعد أن يزيل المطر الوابل كل ما عليها من التراب، فكأنه لم يتصدق بشيء.

  • (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ)[٥]

تعلق قلب صاحب البستان ببستانه من نواحي عديدة، ففيه أنهار، وأعناب ونخيل ومن كل الثمرات، والجنة فيها أشرف الثمار وله ذرية ضعفاء يريد أن يبقيها لهم، ولكنها احترقت وصارت رمادًا لأنها ذهبت بالرياء والمن والأذى، والنار إنما هي الرياء الذي يدخل على الأعمال فيحرقها.

إظهار الصدقة وإخفاؤها

صدقة السر أعظم أجراً وأجزل مثوبة من الله للمتصدق؛ ومن الأحاديث التي جاءت تبين عظيم ثواب صدقة السر قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما عدد السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.[٦]

وذكر منهم: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ)،[٧] ومن الناس من يضع الصدقة في طريق الفقير أو جيبه، أو على باب بيته دون أن يعلم من هو إعفافًأ للفقير، وحفظًا لماء وجهه.[٦]

والإنسان قد يعمل العمل وهو يخفيه عن الخلق، وفي نفسه شهوة إظهاره ورؤية الخلق له، بينما هو يدفع هذه الشهوة؛ فالشيطان هنا يردد عليه ذكر رؤية الخلق والقلب ينكر ذلك، وهذا الإخفاء يفضل علانيته سبعين ضعفًا، وقد يصل إلى مرتبة العباد الذين أنعم الله عليهم، حتى ما عادت تلك الوساوس تأتيهم، بل ماتت منهم ولم يحتاجوا إلى مشاهدة الخلق، واكتفوا برؤية العظيم لهم.[٦]

المراجع







X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب