حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للرجل

حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للرجل

ما سبب الخلاف في حكم إزالة ما بين الحاجبين؟

لقد اختلف أهل العلم في مسألة إزالة الشّعر الذي بين الحاجبين، إذ قال بعضهم أنّه يدخل في حكم إزالة شعر الحاجبين أي النّمص، ومنهم من رآه شعرًا مما سُكِت عنه؛ فكان ذلك دليلًا على الإباحة عندهم.[١]

وكان السّبب في اختلافهم، هو أنّهم اختلفوا في معنى النّمص الوارد في قول ابن مسعود عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: “لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ”،[٢] فمن رأى إزالة ما بين الحاجبين من شعر داخلًا في النّمص حرّمه، ومن رأى أنّ إزالته ليست من النّمص رأى إباحته، حيث الخلاف متعلق في النمص، هل يختص بالحاجبين فقط أم يشمل ما حولهما.[٣] وفيما يلي رأي كل من المجيزين والمانعين لإزالة الشعر بين الحاجبين:

المجيزون

ذهبت دائرة اللإفتاء الأردنيّة إلى أنّ النّمص الممنوع هو الأخذ من الحاجبين فقط، أمّا الأخذ من سائر شعر الوجه فلا يعدّ ذلك نمصًا.[٤]

المانعون

منع بعض أهل العلم إزالة الشّعر الذي يكون بين الحاجبين، واعتبروه من النّمص، ومن الذين منعوا ذلك الشّيخ ابن عثيمين إذا كانت إزالة الشّعر بالنّتف، ونقل الخلاف إن لم يكن بالنّتف.[٥]

للاستزادة أكثر في تفاصيل حكم إزالة الشعر بين الحاجبين يمكنك الاطلاع على هذا المقال: حكم إزالة الشعر بين الحاجبين

حكم تحديد الحواجب للرجال

هل يجوز إزالة ما حول الحاجب؟

اختلف أهل العلم في حكم إزالة الشعر المحيط بالحاجبين على قولين، فمنهم من أجاز إزالته ومنهم من لم يجز ذلك، وفيما يلي الرأيين:

المجيزون

إنّ من المجيزين لإزالة الشعر المحيط بالحاجبين للرجال الشّيخ ابن عثيمين،[٦] وكذلك، يرى فقهاء المذهب الحنبلي بالعموم؛ إذ لا بأس عندهم في الأخذ من الحاجبين ما لم يكن نتفًا، ويرى فقهاء المذهب المالكيّ ما يراه الحنابلة، إلّا أنّهم يحرّمونه إن كان من المرأة لرجلٍ أجنبيّ، وقد نقلت دار الإفتاء الأردنيّة رأي الجمهور على جوازه.[٧]

المانعون

إنّ من المانعين لإزالة ما حول الحاجبين من الشعر: الإمام الماوردي – رحمه الله- إذ يعدّه من النّمص، وتبعه على ذلك ابن الرّفعة.[٨]

هل يأخذ تحديد الحواجب حكم القص؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم تنظيف الحواجب

حكم إزالة الشعر بين الحاجبين للمرأة

هل يجوز إزالة الشعر عن طريق الحلق أو التقصير؟

المجيزون

من الذين أجازوا إزالة ما بين الحاجبين هو الشيخ أسامة سليمان، إذ يرى أنّ الشّعر الذي بين الحاجبين ليس من الحاجبين، ويقول: “حدود الحاجب معروفة عند السامع والمتكلم، فما زاد على ذلك يجوز أن يزال، وبأي وسيلة طالما ليس فيها مخالفة”.[٩]

وكذلك فقد ذهبت لجنة الإفتاء، في دائرة الإفتاء الأردنيّة إلى جواز إزالة هذا الشعر الذي بين الحاجبين، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “يقال: إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترفيعهما أو تسويتهما”.[٤]

المانعون

من الذين حرّموا إزالة ما بين الحاجبين: الشيخ الشنقيطي، إذ سُئل -حفظه الله-: “هل يجوز للمرأة أن تنتف ما بين الحاجبين؟” فكانت إجابته بأن لا يجوز ذلك؛ فنصّ التحريم واضح، حيث إن إزالة ما بين الحاجبين يعدّ من النّمص ولا يجوز العبث به، وقال: وهذا قول جمهور العلماء.[١٠]

والشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- كان من المانعين أيضًا، وقد سُئل عن إزالة الشّعر الذي يكون بين الحاجبين للمرأة، فأجاب رحمه الله تعالى وفصّل في قوله، فحدّث أنّ في المسألة وجهين، الوجه الأوّل أن يزال هذا الشّعر بالنّتف وقال أنّه محرّم، وأمّا الوجه الثّاني فهو أن يزال بالحلق أو التقصير أو ما شابه ذلك ففي حكمه خلاف بين أهل العلم.[١٠] وأبو إسحق الحويني اختار النّهي عن إزالة شعر الحاجبين وما بينهما للمرأة، فنقله في دروسه عن أهل العلم.[١١]

هل يختلف حكم النمص عن حكم القص؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم قص الحواجب

المراجع[+]

1. ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1133. بتصرّف.
2. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:2125، حديث صحيح.
3. ↑ محمد صالح المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 7693. بتصرّف.
4. ^ أ ب لجنة الإفتاء (20-06-2011)، “النمص الممنوع خاص بالحاجبين دون الوجه”، دائرة الإفتاء الأردنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2021. بتصرّف.
5. ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 86. بتصرّف.
6. ↑ ابن عثيمين، فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2.
7. ↑ لجنة الإفتاء (21-06-2011)، “حكم الأخذ من الحواجب “النمص” تزينا للزوج”، دائرة الإفتاء الأردنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2021. بتصرّف.
8. ↑ ابن الرفعة، كتاب كفاية النبيه في شرح التنبيه، صفحة 518. بتصرّف.
9. ↑ أسامة سليمان ، التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 12. بتصرّف.
10. ^ أ ب ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 87. بتصرّف.
11. ↑ أبو إسحق الحويني، دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني، صفحة 13. بتصرّف.