X
X



حقيقة ماء زمزم

حقيقة ماء زمزم


ماء زمزم

بارك الله تعالى مكة المكرمة وبارك ماءها وأهلها وريحها وليلها ونهارها، فمنَّ على أهلها وعلى المسلمين أجمعين بماء زمزم، الماء الطيّب المبارك الذي حفر بئره جبريل -عليه السَّلام- عنما ضرب بجناحه بين قدمَيْ نبي الله إسماعيل -رضي الله عنه-، ويقع بئر زمزم اليوم في المملكة العربية السعودية، داخل الحرم المكي، وهو الماء الذي يعتمد عليه الناس في سقاية زوار بيت الله، وله قيمة دينية بارزة في عقول المسلمين وقلوبهم لما جاء فيه من أحاديث نبوية شريفة، وهذا المقال سيسلِّط الضوء على حقيقة ماء زمزم إضافة إلى الحديث عن حكم الاغتسال بماء زمزم في الإسلام. [١]

حقيقة ماء زمزم

إنَّ الحديث عن حقيقة ماء زمزم هو حديث عن قصة وجود هذا البئر المبارك، وهو حديث عن حقيقة هذه المعجزة العظيمة الذي أكرم بها الله -سبحانه وتعالى- نبيه اسماعيل وإبراهيم -عليهما السلام-، فتقول القصة إنَّ إبراهيم -عليه السَّلام- ترك اسماعيل وأمه في الوادي دون ماء أمر ربه، وعندما نفذ الماء معهما، طفقت أم اسماعيل تسعى بين الصفا والمروة بحثًا عن الماء، فبعث الله -تبارك وتعالى- جبريل -عليه السَّلام- ليضرب بين قدمي نبي الله إسماعيل، ويفور ماء زمزم بفضل الله، حقيقة من عند الله، ومعجزة باقية من الرحمن الرحيم، ويقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في هذه الحادثة: “يرحمُ اللهُ أمَّ إسماعيلَ، لو تَرَكَتْ زمزمَ، أو قال: لو لم تغرِفْ من الماءِ لكانتْ عينًا مَعِينًا”. [٢] [٣]

فكان ماء زمزم ولم يزل كائنًا بفضل الله، ولم يزل غنيًا بالماء الذي أكرم به الله عباده في كلِّ بقاع الأرض، هذا الماء الذي لا يشبهه ماء على وجه الأرض، هذا الماء الذي ترتفع فيه نسب المواد القلويّة الذائبة مقارنة بنسب المواد القلوية الذائبة في الماء الطبيعي، معجزة من الله، وتأكيدًا على إعجاز السنة النبوية الشريفة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: “خيرُ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ فيه طعامٌ مِن الطُّعمِ وشفاءٌ مِن السُّقمِ” [٤]، والله تعالى أعلم. [٥].

حكم الاغتسال بماء زمزم

بعد الحديث عن حقيقة ماء زمزم، جدير بالذكر أنْ يتم الحديث عن حكم الاغتسال بماء زمزم في الإسلام، وفي هذا السياق يمكن القول إنَّ السنة هي الشرب من ماء زمزم، ولكن لا ضير على المسلم ولا إثمَ إذا توضّأ أو استنجى أو اغتسل بماء زمزم، إنَّما الدليل هو ما ثبت في السنة الشريفة في أنَّ رسول الله نَبَعَ الماء من بين أصابعه فأخذ الناس ما يحتاجون من هذا الماء وتوضّؤوا واغتسلوا وشربوا، جاء في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- ما يأتي: “نبعِ الماءِ مِن بينِ أصابعِه، وأنَّ ذلكَ كان بقباءٍ وأنَّ الإناءَ كان ضَيقًا فلم يستطعْ إدخالَ يدَه فأدخلَ ما عدا الإبهامَ، وأنَّ عددَ الواردينَ ما بينَ السَّبعينَ إلى الثَّمانينَ” [٦]، فيقول العلماء إنَّ هذا الماء شريف لأنَّه نبع من بيد يدي رسول الله وهو كماء زمزم، فلا ضير في أن يغتسل الناس ويتوضؤوا ويشربوا من ماء زمزم بناءً على الحديث السابق، والله تعالى أعلم. [٧]

المراجع[+]

  1. ماء زمزم, ، “www.islamweb.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-03-2019، بتصرّف
  2. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الجزء أو الصفحة: 8079، حكم المحدث: صحيح
  3. قصة ماء زمزم, ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-03-2019، بتصرّف
  4. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الجزء أو الصفحة: 2/200، حكم المحدث: رواته ثقات
  5. زمزم, ، “www.wikiwand.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-03-2019، بتصرّف
  6. الراوي: أنس بن مالك، المحدث: السيوطي، المصدر: شرح المواقف، الجزء أو الصفحة: 42، حكم المحدث: أصله في الصحيحين
  7. أحكام ماء زمزم, ، “www.binbaz.org.sa”، اطُّلِع عليه بتاريخ 06-03-2019، بتصرّف






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب