حديث شريف عن العلم
حديث: من يرد اللّه به خيرًا يُفقّهه في الدِّين
لماذا خصّص رسول الله الخير بالعلم الشرعي؟
متن الحديث
عن معاوية أبي سفيان -رضي الله عنه- قال: “سَمِعْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن يُرِدِ اللهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ”.[١]
شرح الحديث
إنّ معنى قول رسول الله “يفقهه في الدين” أي: يُفهمه دينه ويُعلّمه أحكامه، وهذا الفقه يشمل العلم الذي يجنيه العبد بتحصيله وجدّه واجتهاده، والعلم الذي يفتح الله تعالى بها على بعضٍ من عباده وأوليائه، كما أنّ الفعل “فقه” له أكثر من دلالة بتغيّر حركة عينه، فالفعل “فقُه” يعني: صار الفقه له سجية، و”فقَه” يُقال عندما يسبق الإنسان غيره في الفهم، و”فقِه” يدلّ على تعلّم الإنسان للعلوم الشرعية وفهمه لها وعمله وفقًا للأحكام الواردة فيها، فهذا هو العلم المثمر الذي يجني المسلم منه الخير والثواب.[٢]
ومن دلالات هذا الحديث الشريف أنّ الذي لا يتفقّه في دين الله وبتعلّم أحكامه وما يتصل بذلك من الفروع والمسائل فقد حُرِم الخير،[٢] كما أنّ الفقيه بالأصل يُطلق على العالم بشكل عام، ولكنّ العُرف خصّصه في العلم بأحكام الشريعة وفروعها، وذلك لأنّ الفقه الإسلامي هو علم مستنبط بالاستناد إلى قوانين وقواعد وأدلة وقياس ونظر دقيق، بخلاف العلوم الأخرى كالنحو واللغة وغيرهما.[٣]
حديث: إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ
ما هي الأعمال التي يبقى ثوابها مستمرًا بعد موت الإنسان؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له”.[٤]
شرح الحديث
الإنسان في هذا الحديث يشمل الذكر والأنثى، ومعناه أنّ الإنسان عندما يموت ينقطع عمله ولا يبقى ثواب أعماله الصالحة جاريًا ومستمرًا بعد موته، إلّا ثلاثة أشياء يبقى أجرها مستمرًا ولا ينقطع، وهذه الأشياء هي الصدقة الجارية؛ وقد فسّر أهل العلم الصدقة الجارية في هذا الموضع بالوقف، وعلمٌ يُنتفع به، وهذا العلم يشمل التأليف والتعليم والكتابة.[٥]
وقد قال الإمام تاج الدين السُبكي إنّ التأليف أقوى في استمرار الثواب والأجر لطول بقائه على مرّ الزمان، والعلم النافع هو العلم الشرعي المختّص بالقرآن الكريم والسنّة النبوية وجميع ما يتعلّق بهما، كما أنّه تمّ تخصيص دعاء الولد الصالح بدوام أجره تحريضًا للأبناء على مداومة الدعاء لوالديهم، وسؤال الله لهم المغفرة والرحمة، وليس المقصود أنّ غير الولد الصالح لا يُنتفع بدعائه، ولكن في الحديث دلالة أنّ الدعاء للميّت لا يُستجاب من غير أهل الصلاح والله تعالى أعلم.[٥]
حديث: لا حسد إلّا في اثْنتين
هل هناك حسد جائز؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ الله القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ الله مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ”.[٦]
شرح الحديث
أدرج البخاري -رحمه الله- هذا الحديث في باب “اغتباط صاحب القرآن” فالمقصود بالحسد في هذا الموضع الغبطة، وهي جائرة، إذ تعني تمنّي حصول الخير دون إرادة زواله عن الآخر، فهذا حسدٌ لا يضر، وقد بيّن رسول الله أنّ هذا النوع من الحسد لا يكون في شيئين لعظمة شأنهما، وهما تلاوة القرآن في جميع ساعات النهار والليل وملازمته، فيتمنّى المؤمن، عندما يرى إنسانًا آخر هذا حاله أن يُصبح مثله، وامتلاك المال وإنفاقه في سبيل الله، فهذا الفعل أيضًا ممّا يُغتبط فاعله لعظيم أجره.[٧]
ويدل هذا الحديث على أنّ صاحب القرآن يجب أن يبتعد عن الأمور التي تخدش مكانته، مثل لغو الكلام والفضول وغير ذلك، فمقامه رفيع، ومن المفترض ألّا ينشغل بسوى القرآن بعدما حازه، كما ينبغي له أن يقوم الليل بما لديه من القرآن وأن يُحافظ على ذلك ما استطاع حتّى يستكمل أجره ويرتقي في المنازل والدرجات، وفيه دلالة أيضًا أنّه من أوتي مالًا فلم يوفّه حقّه بعدم إخراج الصدقات منه، فلا ينبغي أن يُحسد على ماله، لأنّ فعله هذا يُنذر بسوء عاقبته، والمسلم لا يتمنّى ذلك لنفسه.[٧]
حديث: من خرج في طلب العلم
لماذا شبّه رسول الله طالب العلم بالمجاهد؟
متن الحديث
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن خرَج في طلبِ العلمِ كان في سبيلِ اللهِ حتى يَرجِعَ”.[٨]
شرح الحديث
الخروج في هذا الحديث يشمل الخروج من البيت لطلب العلم والخروج من البلد لهذا الغرض أيضًا، والعلم هو العلم الشرعي سواء ما كان منه واجبًا عينيًا كتعلّم أحكام الصلاة وما شابه، وما كان واجبًا على الكفاية كالتّفقه في الأحكام الشرعية، قد شُبِه طلب العلم بالجهاد؛ لأنّ هدفه إحياء الدين وإذلال الشيطان وتربية النفس، وهذا هدف الجهاد أيضًا، وطالب العلم يكون في سبيل الله حتّى يرجع إلى بيته ويبدأ بإفادة الناس من علمه فيرقى إلى درجة أعلى وأسمى، ويكون وريثًا للأنبياء الكرام في تصحيح عقائد الآخرين وإرشادهم إلى الدين الحق.[٩]
حديث: ومن سلكَ طريقًا يلتمس فيه علمًا
هل يُعد الذهاب للكليّات والمدارس لطلب العلم طريقًا موصلًا إلى الجنة؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ”.[١٠]
شرح الحديث
إنّ الطريق في هذا الحديث يشمل الطريق الحسي المادي، وهو الذي يمشي فيه طلّاب العلم للوصول إلى دور العلم، وهذا يضم كل مكان يُدرّس العلم النافع كالمسجد والمدرسة والكليّة، وكذلك الطريق الذي يمشيه الطالب الذي يرتحل في طلب العلم ويُسافر لهذا القصد، ويشمل الطريق المعنوي وهو التعلّم عن طريق الكتب ومراجعة المسائل من خلال مظانّها المكتوبة، وسلوك هذه الطُرق يُسهّل وصول العبدإلى الجنة؛ وذلك لأنّ من يُحصّل العلم الشرعي فسيصبح عالمًا بشرع الله وأوامره ونواهيه فيلتزم ذلك، ويعلم كيف يُحقّق رضا الله تعالى، وكلّما كان الإنسان حريصًا على طلب العلم وباذلًا في ذلك أنفس الأوقات ازداد طريق الجنة سهولةً وتيسيرًا له.[١١]
حديث: طلب العلم فريضة على كلّ مسلمٍ
ما هو العلم الواجب تعلّمه على جميع المسلمين؟
متن الحديث
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ، حتى الحيتانِ في البحرِ”.[١٢]
شرح الحديث
المراد بالعلم هو ما يندرج في باب الواجب العيني؛ وذلك مثل معرفة الله -عزّ وجلّ- والأنبياء الكرام وأحكام الصلاة والصوم وما شابه ذلك، وسبب استغفار الحيتان لطالب العلم معرفته بالحلال والحرام، وتعليمه للناس الأحكام المختّصة بالحيوانات من تحريم تعذيبها وإيذاؤها وقتلها لغير حاجة، وبيانه لما يحلّ أكله وما يُحرم وكيفية الذبح وغير ذلك.[١٣]
حديث: إلَّا ذِكرُ اللَّهِ وما والاه وعالمٌ أو متعلمٌ
ما هي الأشياء المحمودة في الدنيا؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ، وعالمٌ، أو متعلمٌ”.[١٤]
شرح الحديث
إنّ معنى هذا الحديث أنّ الدنيا مذمومة مبعدة عن الله تعالى لكونه بعيد عنها سبحانه، وهي أدنى من الآخرة وما هي إلى طريق موصل إليها، وكذلك فإنّ كل ما فيها ممّا يشغل عن ذكر الله ملعونٌ أيضًا، وقد اختلف العلماء في تفسير قوله “وما والاه” فقيل هو ما احبّ الله تعالى من أعمال البِر والقُرَب، فالموالاة تعني المحبة، وقيل أيضًا إنّ معناه ما قارب الذكر وتابعه من فعل الأوامر واجتناب النواهي لأنّ ذكر الله يوجب التزام شرعه،[١٥] وكذلك فإنّ العالم بدين الله وطالب هذا العلم ليسا بملعونين أيضًا، وهما يندرجان فيما والى الذكر ولكن تخصيصهما لبيان فضلهما وعظم شأنهما.[١٦]
حديث: إنّ اللّه لا يقبض العلم انتزاعًا
كيف يُرفع العلم؟
متن الحديث
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا”.[١٧]
شرح الحديث
إنّ المراد من هذا الحديث أنّ الله تعالى لا يرفع العلم من أهله ولا ينتزعه منهم بعد إنعامه عليهم به، ولا يأخذ منهم علمهم المؤدّي إلى معرفته والإيمان به وبرسله، إنّما يكون رفعه ناتجًا عن تضييعهم له، حتّى لا يوجد في الأمم من يكون أهلًا لحمل هذا العلم وينقطع هذا الميراث النبوي، وفي هذا الحديث إنذار بقبض الخير عند إحجام المسلمين عن طلب العلم والتفقّه بدين الله والركون للجهل، حتّى إنّ الإفتاء يكون بغير علم فيكون موصلًا للضلال لا للحق.[١٨]
حديث: منهوم في العلم لا يشبعُ منه
لماذا وصف رسول الله طالب العلم بالمنهوم؟
متن الحديث
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ في العلمِ لا يَشْبَعُ منه، ومَنْهُومٌ في الدنيا لا يَشْبَعُ منها”.[١٩]
شرح الحديث
المنهوم هو الحريص على بلوغ أقصى غايات مطلوبه، والنهمة في اللغة تعني بلوغ الهمّة في الشيء، وقد خصّص رسول الله المنهوم الذي لا يشبع ولا يقنع بما وصل إليه بحالتين، الأولى وهي طالب العلم الذي لا يشبع منه؛ فهو يسعى لزيادة علمه بشكل دائم امتثالًا لأمر الله تعالى، ولأنّ العلم ليس له نهاية وكلّما حصّل العبد منه زاد شوقًا لمعرفة المزيد، وكذلك الحال بالنسبة لطالب الدنيا ومالها وسلطانها لا يشبع منها ولا يقنع بما لديه.[٢٠]
حديث: سلُوا اللهَ علمًا نافعًا
هل هناك علم لا ينفع؟
متن الحديث
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سلُوا اللهَ علمًا نافعًا، وتَعَوَّذُوا باللهِ منْ علمٍ لا ينفعُ”.[٢١]
شرح الحديث
يحضّ رسول الله في هذا الحديث على سؤال الله تعالى العلم الشرعي النافع الذي يعمل به الإنسان ويكون حجةً له لا عليه، والتعوّذ به سبحانه من العلوم المُضرّة وغير النافعة كالسحر وما شابهه، وكذلك من العلم بلا عمل.[٢٢]
حديث: فضل العلم أحبّ إِليَّ من فضل العبادة
متن الحديث
عن سعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان -رضي الله عنهم- قالا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “فضلُ العلمِ أحبُّ إليَّ منْ فضلِ العبادةِ، و خيرُ دينِكمُ الورعُ”.[٢٣]
شرح الحديث
المراد من هذا الحديث أنّ إنفاق الساعات وصرف الأوقات في طلب العلم وتحصيله أحبّ إلي رسول الله من إنفاقه في العبادة، وذلك لأنّ أجر العلم أكمل من أجر العبادة،[٢٤] كما فسّر بعض العلماء كلمة “الفضل” في هذا الحديث بالنْفل؛ فيكون المعنى أنّ الزيادة في طلب العلم على ما هو واجب أفضل من القيام بالنوافل، وقد خصّص البعض العلمَ في هذا المقام بالعلم بالله تعالى وليس العلم بالأحكام وما شابهها، لأنّ العلم بالله هو سبيل إخلاص العبادة والقيام بها على أكمل وجه، فهما متلازمان، والورع يفوقهما فضلًا ورفعةً.[٢٥]
حديث: فواللّه لأَن يهدي اللَّه بك رجلًا واحدًا
لماذا يجب أن يحرص المسلم على التعريف بالإسلام وتعليمه للغير؟
متن الحديث
عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال لعليٍ بن أبي طالب عندما كلّفه بقيادة الجيش في غزوة خيبر: “انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم مِن حَقِّ الله فِيهِ، فَوَالله لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ”.[٢٦]
شرح الحديث
يأمر رسول الله -صلّي الله عليه وسلّم- عليًّا بن أبي طالب أن يمضي إلى ارض خيبر بلين ورفق، فإذا وصل إليهم دعاهم إلى الإسلام، فإذا دخلوا فيه علّمهم ما يجب عليهم معرفته، وإن أبوا طلب منهم الجزية، ثمّ يُبيّن له فضل الحرص على هداية الآخرين وترغيبهم بالدخول في الإسلام وأنّ هذا أفضل للعبد من حُمر الإبل وهي أجود أموال العرب، ويُضرب بها المثل بالنفاسة.[٢٧]
حديث: فذلكَ مثل من فقه في دين الله
كيف هو حال العباد مع العلم الشرعي؟
متن الحديث
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ”.[٢٨]
شرح الحديث
يُمثّل رسول الله في هذا الحديث لأحوال الناس مع العلم والهدي النبوي، فمن الناس من هو متعطّش لطلب العلم ولديه قلب صافي وعقل مُتيقظ يسمع كلام الله ورسوله فيعيه ويستفيد منه ويُفيد من حوله، ومنهم من يسمع العلم ويُحب أن يتفقّه في دين الله ولكنّه ليس صاحب فهم ورسوخ فهو بمثابة ناقل للعلم، ومنهم من يسمع كلام الله ولا وعي له ولا إدراك، فهو كالأرض الصلبة التي لا تُثمر وإن نزل بها المطر.[٢٩]
حديث: من دعا إلى هدًى
ما هو فضل دعوة الآخرين للهدى والخير؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا”.[٣٠]
شرح الحديث
إذا دعا الإنسان الآخرين إلي كل ما فيه هدى وتقوى وخير وفضل، وأرشدهم إلى الأعمال الصالحة وحرص على تعليمهم ما ينفعهم، واستجابوا له كان له مثل أجور من اتبعه واستمع لنصيحته وغيّر مساره متأثرًا بكلامه وأسلوبه الدعوي، وهذا يحتاج إلي إخلاص ومثابرة وصبر، وكذلك الحال مع من يدعو إلى الضلال فإنّ وزر من يضلّهم سيكون برقبته، وشتّان ما بين الدعوتين.[٣١]
حديث: من سُئل عن علمٍ فكتمه
ما هي عقوبة كتم العلم؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من سُئلَ عن علمٍ فكتمَه ألجمَه اللهُ بلجامٍ من نارٍ، يومَ القيامةِ”.[٣٢]
شرح الحديث
يُرشد هذا الحديث إلي ضرورة بذل العلم وتعليمه للآخرين وإخبارهم به عند سؤالهم عنه، فالعالم والمفتي مهمّته أن يُجيب على أسئلة الناس ويدلّهم علي طريق الهداية، فإذا سُئل عن شيءٍ ما فيجب عليه أن يُجيب أو أن يدلّ السائل على من لديه الإجابة إذا كان هو لا يعلمها، أمّا امتناعه عن ذلك وهو يعلم فسيُحاسب عليه في الآخرة ويُلجم بلجام من نار يوم القيامة، وهذا لأنّ الجزاء من جنس العمل، وامتناعه عن فتح فمه بالحق أدّى للجمه في الآخرة والعياذ بالله.[٣٣]
حديث: النّاس معادن في الخير والشّرّ
هل الخير والشر موجودان في الإنسان؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “النَّاسُ معادِنُ في الخيرِ والشَّرِّ خيارُهم في الجاهليَّةِ خيارُهم في الإسلامِ إذا فقُهوا”.[٣٤]
شرح الحديث
معنى هذا الحديث أنّ من كان في الجاهلية قبل الإسلام صاحب شجاعة وكرم وإكرام للضيف ويعمل الأعمال الحسنة فهو خيّر في ذلك الوقت، فإذا أسلم استمر على ذلك، وصار صاحب أخلاق فاضلة وفقه فكان أيضًا خيّرًا في الإسلام، ومن هؤلاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان من الخيار في الجاهلية وكان من خيار الصحابة رضي الله عنهم.[٣٥]
حديث: مرحبًا بطالب العلم
ما قيمة طالب العلم؟
متن الحديث
عن صفوان بن عسال -رضي الله عنه- قال: “أتيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وهو مُتَّكِئٌ في المسجدِ على بُرْدٍ لهُ أحمرَ فقلتُ لهُ يا رسولَ اللهِ إني جئتُ أطلبُ العِلْمَ فقال مرحبًا بطالبِ العِلْمِ إنَّ طالبَ العِلْمِ لتحُفَّهُ الملائكةُ وتَظُلَّهُ بأجنحتِها ثم يركبُ بعضُهم بعضًا حتى يبلغوا السماءَ الدنيا من حُبِّهِمْ لما يطلبُ”.[٣٦]
شرح الحديث
يُتحدّث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في هذا الحديث عن فضل طالب العلم، فالملائكة تحفّه وتظلّله بأجنحتها، ومن المحتمل أن يكون هذا الحفّ على الحقيقة ولكنّ طالب العلم لا يُشاهدها، فهي تبسط أجنحتها له وتفرشها لتوصله إلي مبتغاه، ويُحتمل أن يكون المراد المعونة والتيسير والعطف والرحمة.[٣٧]
حديث: ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللَّه
ما فضل مجالسة الذكرين للعلم الشرعي؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ، يتلون كتابَ اللهِ، و يتدارسونه بينهم، إلا نزلتْ عليهم السَّكينةُ: وغَشِيَتْهم الرحمةُ، و حفَّتهم الملائكةُ، و ذكرهم اللهُ فيمن عندَه”.[٣٨]
شرح الحديث
بيوت الله هي المساجد ويُلحق بها دور العلم والأماكن المخصّصة لنشر العلم وتدريسه، فإذا اجتمع الناس في بيوت الله وقرأوا كتاب الله وهذا يشمل التلاوة وقراءة كل واحد وردًا من القرآن، ويشمل التفسير والتأمل والتفكّر في كتاب الله، فهذا كلّه من التدارس، فإنّ الملائكة ستحضر مجلسهم، وسيذكرهم الله تعالى فيمن عنده من الملائكة في الملأ الأعلى، وهذا من أعظم الثواب والرضا الإلهي على طلّاب العلم.[٣٩]
حديث: إنَّ للَه تباركَ وَتعالى ملائكَةً سيارة
ما هو فضل مجالسة الصالحين؟
متن الحديث
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتَّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلى السَّمَاءِ، قالَ: فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهو أَعْلَمُ بهِمْ: مِن أَيْنَ جِئْتُمْ؟
فيَقولونَ: جِئْنَا مِن عِندِ عِبَادٍ لكَ في الأرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قالَ: وَمَاذَا يَسْأَلُونِي؟ قالوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: لَا، أَيْ رَبِّ قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا جَنَّتِي؟ قالوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي؟ قالوا: مِن نَارِكَ يا رَبِّ، قالَ: وَهلْ رَأَوْا نَارِي؟ قالوا: لَا، قالَ: فَكيفَ لو رَأَوْا نَارِي؟ قالوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قالَ: فيَقولُ: قدْ غَفَرْتُ لهمْ فأعْطَيْتُهُمْ ما سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ ممَّا اسْتَجَارُوا، قالَ: فيَقولونَ: رَبِّ فيهم فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إنَّما مَرَّ فَجَلَسَ معهُمْ، قالَ: فيَقولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ”.[٤٠]
شرح الحديث
يتبيّن من هذا الحديث فضل مجالسة الصالحين وأنّ الصاحب الصالح الفاضل قد تعمّ الرحمة به وبمن جالسه، فالملائكة يسيحون في الأرض ويتتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسًا قعدوا مع أهله، وهنا لا يُفهم الجلوس الحسّي فعالم الملائكة عالم غيبي، ثمّ يصعدون إلى السماء ويسألهم ربّهم عمّا رأوا، فيخبرونه عن مجلس الذكر وعن التهليل والتحميد والتكبير الذي كان في ذاك المجلس.[٤١]
فيسألهم الله تعالى عن مراد عباده الذاكرين، فيقولون إنّهم يطلبون الجنة، فيقول لهم كيف ولو رأوا جنتي فلو رأوها كانوا أكثر شوقًا لها وعملّا لنوالها، كما أنّهم يستجيرون بالله من النار ويطلبون منه النجاة منها، فيقول للملائكة أنّهم لو رأوا النار لكانوا أشدّ خوفًا منها، وأنّه غفر لهم، ومن تمام فضله عليهم أنّه سيغفر لمن أتى إليهم حتّى وإن كان مارًا وطالبًا لحاجة وليس قاصدًا حضور المجلس.[٤١]
حديث: فلأن يغدوَ أحدُكم كلّ يوم إلى المسجد فيتعلَّمَ آيتين
ما فضل تعلم قليل القرآن؟
متن الحديث
عن عقبة بن عامر الجُهنيّ -رضي الله عنه- قال: “خرجَ علينا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- ونحنُ في الصُّفَّةِ فقالَ أيُّكم يحبُّ أن يغدوَ إلى بُطحانَ أوِ العَقيقِ فيأخذَ ناقتينِ كوماوينِ زَهراوينِ بغيرِ إثمٍ باللهِ -عزَّ وجلَّ- ولا قطعِ رحمٍ قالوا كلُّنا يا رسولَ اللهِ قالَ فَلَأن يغدوَ أحدُكم كلَّ يومٍ إلى المسجدِ فيتعلَّمَ آيتينِ من كتابِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- خيرٌ لَه من ناقتينِ وإن ثلاثٌ فثلاثٌ مثلُ أعدادِهنَّ منَ الإبلِ”.[٤٢]
شرح الحديث
الصّفة هي مكان مُظلّل في المسجد النبوي كان بعض الصحابة يسكنون فيه، ويخبر هذا الصحابي الجليل أنّه كان من أهلها فخرج عليهم رسول الله وسألهم إن كانوا يحبون أن يأخذوا ناقتين عظيمتين السنام بهيجتين حسنتين من أحد وديان المدينة وهما العقيق وبُطحان، بدون قطيعة رحم ولا إثم أي إنّ هذا الخير يأتي بطريق مشروع، فجاوبوه بالموافقة، فعلّمهم أنّ الإتيان للمسجد وتعلّم آيتين من القرآن خيرٌ له من ذلك.[٤٣]
حديث: لا تعلَّموا العلم لتباهوا به العلماء
ما هي المقاصد السيئة التي قد يتعلّم البعض العلم لأجلها؟
متن الحديث
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا تعلَّموا العِلمَ لِتُبَاهُوا بهِ العلَماءَ، و لا تُماروا بهِ السُّفهاءَ، و لا تَخيَّروا بهِ المَجالسَ، فمَن فعل ذلكَ فالنَّارُ النَّارُ”.[٤٤]
شرح الحديث
في هذا الحديث تحذير من المقاصد السيئة والغايات التي قد يُطلب العلم بسببها، وهذه المقاصد هي مفاخرة العلماء ومباهاتهم، ومخاطبة السفهاء وجدالهم بغير نفع، وتقديم الناس لطالب العلم ومنحهم المكان الأفضل في المجلس له، وهذا كلّه من الرياء والتعاظم ولا ينبغي للمسلم أن يطلب العلم لهذا الغرض، ويجب أن يحرص على صلاح النية والإخلاص.[٤٥]
المراجع[+]
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:71، حديث صحيح.
- ^ أ ب عبد المحسن العباد، كتاب عشرون حديثا من صحيح البخاري دراسة اسانيدها وشرح متونها، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ القسطلاني، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، صفحة 170. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:793، حديث صحيح.
- ^ أ ب الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 208. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5026، حديث صحيح.
- ^ أ ب ابن الملقن، كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 120-121. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2647، حديث حسن غريب ورواه بعضهم فلم يرفعه.
- ↑ الملا علي القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 302. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، حديث صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 433-434. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3914، حديث صحيح.
- ↑ المناوي، كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2322، حديث حسن غريب.
- ↑ الملا على القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 3240. بتصرّف.
- ↑ الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 143. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:100، حديث صحيح.
- ↑ ابن الملقن، كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 495. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:251، حديث صحيح.
- ↑ الملا على القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 329. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:4686، حديث صحيح.
- ↑ العزيزي، كتاب السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:5846، حديث صحيح.
- ↑ الصنعاني، كتاب التنوير شرح الجامع الصغير، صفحة 492. بتصرّف.
- ↑ المناوي، كتاب فيض القدير، صفحة 434. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:4210، حديث صحيح.
- ↑ الملا على القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 3934. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:79، حديث صحيح.
- ↑ ابن بطال، كتاب شرح صحيح البخارى لابن بطال، صفحة 163-164. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2674، حديث صحيح.
- ↑ عبد الكريم الخضير ، كتاب شرح جوامع الأخبار، صفحة 4-6. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3658، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
- ↑ عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:92، حديث أخرجه في صحيحه.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، كتاب شرح صحيح ابن حبان، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن صفوان بن عسال، الصفحة أو الرقم: 71، حديث حسن.
- ↑ الملا على القاري، كتاب مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 296. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7577، حديث صحيح.
- ↑ عبد المحسن العباد، كتاب شرح سنن أبي داود للعباد، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2689، حديث صحيح.
- ^ أ ب ابن عثيمين، كتاب شرح رياض الصالحين، صفحة 532. بتصرّف.
- ↑ رواه أبو داود، في صحيح أبي داود، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:1456، حديث صحيح.
- ↑ بدر الدين العيني، كتاب شرح أبي داود للعيني، صفحة 369-370. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:107، حديث صحيح لغيره.
- ↑ عبد العزيز الراجحي، كتاب شرح سنن ابن ماجة، صفحة 7. بتصرّف.