X
X


موقع اقرا » إسلام » مواضيع دينية متفرقة » حج العرب قبل الإسلام

حج العرب قبل الإسلام

حج العرب قبل الإسلام


الحج

كان الحجُّ معروفًا عند العرب وغيرهم قديمًا قبل الإسلام، والحجّ من الكلمات السامية القديمة الواردة في الكتب التاريخية المختلفة، ويُقصد بالحجّ في اللغة: القَصْد، وقيل هو القَصدُ الدّائمُ التَّكرار، وسُمِّيَت هذه عبادة الحجّ بذلك؛ لأنّها تقوم على قصد مكان مقدَّسٍ،[١] وهذا المقال سيتحدث عن حجّ العرب قبل الإسلام، والحجّ في الإسلام.

حج العرب قبل الإسلام

الحجُّ من العادات القديمة المعروفة عندَ العرب قبل الإسلام؛ فقد كانت قبيلة قريش ومن حذا حذوها وتبعها في دينها يعظِّمون بيت الله الحرام، وكانوا يقومون بالحج إليه، ويعود أصل الحج عند العرب قبل الإسلام إلى عهد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام- من بعده، ورغم أنَّ العرب قبل الإسلام كانوا يعبدون الأوثان والأصنام إلا أنّ الكعبة كانت المركز الرئيس لعبادتهم، وكانت محاطةً بالأوثان والأصنام، وكانت قبيلة قريش هي المسؤولة عن خدمةِ الحجيج وقتها، وكانت لهم عاداتٌ وطقوسٌ معيَّنةٌ في الطواف والإفاضة وغيرها، ومن هذه العادات ما أبطلها الإسلام ومنها ما حافَظَ عليها وأبقى على العمل بها.[٢]

وقد اختلفتْ هذه العادات بين القبائل؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانت قريشٌ ومَن دان دِينَها يَقِفون بالمُزدَلِفَةِ، وكانوا يُسَمَّوْنَ الحُمْسَ، وكان سائرُ العرَبِ يَقِفون بعَرَفاتٍ، فلما جاء الإسلامُ، أمَر اللهُ نبيَّه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أن يأتِيَ عَرَفاتٍ، ثم يَقِفَ بها، ثم يُفيضَ منها، فذلك قولُه تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ})،[٣] وكان بعضهم يلتزم الصمت أثناء الحج والبعض يطوفون وهم عراة، ولم يكن هناك سعيٌ بين الصفا والمروة، وفي صحيح البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ الناسُ يطوفونَ في الجاهليةِ عراةً إلا الحُمْسَ، والحُمْسُ قريشٌ ومَا ولدَتْ، وكانتْ الحُمْسُ يحتَسِبُونَ على الناسِ، يُعْطِي الرجُلُ الرجُلَ الثيَابَ يطوفُ فيهَا، وتُعْطِي المرأةُ المرأَةَ الثيابَ تطوفُ فيهَا، فمَنْ لم يُعْطِهِ الحُمْسُ طافَ بالبيتِ عُريَانًا)،[٤] والحمس هم قبيلة قريش ومن وأولادهم.[٢]

ومن العاداتِ التي كانت متَّبعة في حج العرب قبل الإسلام أيضًا ما ورد في الحديث عن أنس -رضي الله عنه- من قوله: (كَانَتِ الأنْصَارُ يَكْرَهُونَ أَنْ يَطُوفُوا بيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، حتَّى نَزَلَتْ: {إنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللهِ، فمَن حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فلا جُنَاحَ عليه أَنْ يَطَّوَّفَ بهِمَا}).[٥][٢]

الحج في الإسلام

الحجّ في الإسلام ركنٌ من أركانه الخمسة، وفرضٌ من أعظم الفرائض التي فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، قال تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[٦] وفي الحديث الصحيح وردَ أنَّ رسول الله -صلى عليه وسلم- قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٧][٨]

وفضل الحج أكبر من أن يُحصرَ في كلماتٍ؛ فالحجُّ مَدرسةٌ إيمانية عظيمة في الإسلام، فالحجّ سببٌ في تزكية النفوس، وترسيخ مبادئ الإيمان في القلوب، وإظهار منتهى العبودية الخالصة لله وحده، وهو تجديدٌ للعهد مع الخالق، ودفعٌ إلى التوبة الصادقة النصوح من كلّ الذنوب والخَطايا، وفيه شكرٌ لنعم الله وترسيخ التعاون والتّآخي بين المسلمين، وهو بابٌ من أعظم أبواب التوبة مفتوحٌ في وجه كلّ المسلمين إلى قيام الساعة، وبهِ يغفر الله الذنوب والخطايا ويعفو عن كثير، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. [وفي رواية]: مَن حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ).[٩][٨]

المراجع[+]

  1. جواد علي، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 347. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت “حج العرب قبل الإسلام”، إسلام ويب، 24/1/2008، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4520، حديث صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1665، حديث صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1278، حديث صحيح.
  6. سورة آل عمران، آية:97
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
  8. ^ أ ب فضائل الحج, ، “www.saaid.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 16-2-2019، بتصرف
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1350، حديث صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب