جزر القمر تقع في

جزر القمر تقع في ! تعرف دولة الاتحاد القمُري، أو جزر القمر بالإنجليزية باسم Comoros. وهي من أصغر الدول الجزْرية في العالم. وهي أرخبيل من مجموعة جزر، لا تمتلك حدودًا بريّةً. كما وكانت فيما مضى واحدة من المستعمرات الفرنسية، وقد حصلت على استقلالها في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، في عام 1978 م. إلا أنها ما تزال ترزح تحت وطأة الإضرابات والنزاعات، التي أوقعتها في حالة من عدم الاستقرار.

جزر القمر تقع في

جزر القمر تقع في الخريطة بمحاذاة الساحل الشرقي الإفريقي في قناة موزمبيق الواقعة في المحيط الهندي. كما تتجاور مع كل من موزمبيق، وجزر السيشل، ومدغشقر وتانزانيا. وعاصمة جزر القمر الرسمية هي مدينة موروني. كما وأنها أكبر مدن الأرخبيل، وتقع في جزيرة أنجازيجيا.

أصل التسمية

يتساءل كثيرون لماذا سميت جزر القمر بهذا الاسم، ونظرًا لأن جزر القمر تقع في المحيط بمحاذاة قارة إفريقيا، فتجدر الإشارة إلى أن جزر القمر، سبق وأطلقت هذه التسمية قديمًا على جزر مدغشقر. وفي السياق ذاته، فقد اختلفت الروايات حول مرجعية هذه التسمية. وسنورد فيما يلي بعضها:

• ورد الاسم في كتاب معجم البلدان لمؤلفه ياقوت الحموي أن اسم جزر القمر مشتق من طائر القُمُر، الذي كانت تحط أسرابه في هذه الجزر، في طريق هجرتها الموسمية.
• العلامة برهان محمد القمري، علّل التسمية أنها تعود إلى ارتفاع هذه الجزر عن سطح البحر، وانعكاس ضوء القمر ليلًا عليها، مما يمنحها مناظر ساحرة وفريدة.
• كما وتقول إحدى الروايات، أن التسمية تعود إلى توزّع وشكل جزر القمر على الخريطة، الشبيه بطور القمر وهو هلال.
• بالمقابل جاء في رواية أخرى، أنها تنسب إلى جبل فيها، يتطابق في شبهه مع جبل القمر الذي يقع في سلطنة عُمان.
• وادّعت أخرى أن التسمية مشتقة من كلمة القمر في اللغة العربية.

أهم الجزر والمدن في أرخبيل جزر القمر

إن جزر القمر تقع في المحيط الهندي، وبفعل نشاط بركاني حدث في قاعه منذ ملايين السنين، تكونت تضاريس الجزر الأربع الرئيسة في هذا الأرخبيل، والتي هي:

• جزيرة القمر الكبرى المعروفة (أنجازيجيا): التي يقع في جنوبها أعلى جبال البلاد، وهو جبل القرطالة البركاني الذي ثارت حممه عدة مرات. كما ويصل ارتفاعه إلى نحو 2.361 مترًا. كذلك ومن أشهر مدن الجزيرة: مدينة ميتساميولي الواقعة على الساحل الشمالي. كما وتتبع لها مجموعة من الجزر الصغيرة الحجم، غير مأهولة بالسكان.
• جزيرة موهيلي المعروفة (موالي): وهي أصغر جزيرة في البلاد، وتتميز بتلالها التي تغطيها الغابات، وبكثرة الأودية الخصبة فيها، ومن أشهر مدنها فومبوني الواقعة على الساحل الشمالي، ونيوماشوا التي تقع في جنوبها الغربي.
• وجزيرة أنجوان المعروفة (أنزواني): ويتوسطها جبل نينغوي، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1.580 متر. كما وتتميز الجزيرة بشكلها المثلث، وبتربتها الخصبة الصالحة للزراعة، إلا أنها في الآونة الأخيرة أصبحت عرضةً للتآكل. كذلك ومن أبرز مدنها: موتسامودو، الواقعة أيضًا على ساحلها، في الجهة الشمالية الغربية.
• أيضًا جزيرة مايوت المعروفة (ماهوري): وتقع مايوت إلى الجنوب الشرقي من جزيرة أنجوان، وهيَ أقدم جزيرة في الأرخبيل. في الواقع ما زالت قيد النزاع مع فرنسا.

سكان جزر القمر

حيث تقع جزر القمر في المحيط الهادي، نجد أنها كغيرها من الدول الجزرية في المنطقة، حيث أن أول من سكنها هم المستوطنون، الذين وفدوا إليها قادمين من بولينسيا، وماليزيا، وإندونيسيا، وجزر الملايو. بينما وصلوها في القرن السادس الميلادي، باستخدام القوارب من المحيط. كما وتشير المكتشفات الأثرية في جزيرة أنجوان، أنها سكنتها عرقيات أصولها من السواحليين الأفارقة، بعد التوسع الديموغرافي لقبائل البانتو، التي شهدتها الدول الإفريقية في الألفية الأولى، ومن أندونيسيا، ودول منطقة الخليج العربي، ومدغشقر. كما وسجل عدد سكان جزر القمر 2020، ما يقارب 862.359 ألف نسمة، بذلك تأتي في المرتبة 163 في عدد السكان، على مستوى العالم. كذلك فإن ثلث أعداد سكانها يستقرون في المدن الحضرية، مثل العاصمة موروني، وموتسامودو، ودوموني. كما وأن ديانة جزر القمر هي الإسلامية، وفيها أقلية مسيحية ممن يتبعون الطائفة الكاثوليكية.

علم جزر القمر الجديد ودلالاته

جزر القمر تقع في المحيط الهندي، ولأنها كانت تحت الحماية الفرنسية فقد كان علمها هو علم الإمبراطورية الفرنسية، وبعد الاستقلال، أصبح لكل جزيرة منها علمها الخاص. بينما في عام 2003 م، تم اعتماد علم جزر القمر الجديد والحالي، والذي يتكوَّن من أربعة أشرطة مستطيلة، تتدرج ألوانها من الأعلى للأسفل بين الأصفر، والأبيض، والأحمر، والأزرق. كما ويوجد على الجهة اليسرى من العلم القُمُري، مثلث أخضر اللون، في وسطه هلال وأربعة نجوم خماسية بشكل أفقي باللون الأبيض. في حين أن مدلولات علم جُزر القمر هي كالتالي:

• اللون الأصفر: ويرمز إلی جزيرة موهيلي.
• اللون الأبيض: يرمز إلی جزيرة ألموت.
• واللون الأحمر: يرمز إلی جزيرة أنجوان.
• أما اللون الأزرق: فيرمز إلى جزيرة القمر الكبرى.
• النجوم الأربع: هي أيضًا تمثل الجزر الأربعة الرئيسة في البلاد.
• الهلال: يمثل الإسلام، الدين الرسمي الذي تعتنقه غالبية السكان في جزر القمر.

معلومات عن أرخبيل جزر القمر

تقع جزر القمر في محاذاة القارة الإفريقية، وسنورد فيما يلي بعض المعلومات الخاصة بهذا الأرخبيل، الغني ببيئته الحيوية، حيث تتنوع فيه أنماط الحياة النباتية والحيوانية:

• جزر القمر هي إحدى دول الوطن العربي، وهي الدولة العربية الوحيدة ذات العضوية في كل من: الاتحاد الإفريقي، والمنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ولجنة المحيط الهندي، وجامعة الدول العربية، في ذات الوقت.
• مساحة جزر القمر تقدر بحوالي 2.236 كيلو مترًا مربعًا. أما مساحة مياهها الإقليمية، فتقدر بحوالي 320 كيلو مترًا مربعًا.
• الفرنك القمري هو عملة جزر القمر الرسمية، المتداولة في البلاد.
• لغة جزر القمر هي (شِقُمر أو الشيكومورو)، وتعرف باللغة القمرية، وهي خليط من مفردات اللغة الفرنسية والعربية معًا. كذلك وهي الأكثر انتشارًا بين القمريين. في حين أنها تشبه كثيرًا اللغة السواحلية الإفريقية، وهي من اللغات الثلاثة، الأكثر تداولًا في البلاد، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية، واللغة العربية.
• نظام الحكم في الأرخبيل جمهوري اتحادي رئاسي. كذلك فإن رئيس جزر القمر 2020 م والحالي، هو غزالي عثمان. في الواقع فإن رئيس البلاد هو رئيس الحكومة.
• تشكل جزر القمر واحدة من أهم طرق الملاحة البحرية والشحن في المحيط الهادي. في حين يتم عبرها نقل نحو ثلثيّ الصادرات من النفط الخام ومشتقاته، الآتية من دول الشرق الأوسط، إلى الدول الغربية. كما وتشير التقارير أنه تعبرها عشر ناقلات عملاقة للنفط بشكل يومي، تحمل على متنها ما لا يقل عن مليون طن من النفط.

الاقتصاد القمري

من يتتبع خريطة جزر القمر وموقعها، يجد أنها تشكل بيئة خصبة للنشاط الزراعي، الذي يلعب دورًا بارزًا في رفد الاقتصاد القُمري، بالإضافة إلى صيد وتعليب الأسماك، هذه الحرفة التي يعمل فيها عدد كبير من السكان. ومن أبرز حاصلاتها الزراعية: الفانيليا والصمغ، وجوز الهند، والقرنفل والكاكاو. بينما يجد المراقبون الاقتصاديون أن الناتج المحلي الاقتصادي في الجزر، يقارب 658 مليون دولار أمريكي. كذلك وأن نسبة التضخم تشكل 2.5%. كما وأن ديونها الخارجية، فتبلغ حوالي 142.9 مليون دولار أمريكي.

السياحة في جزر القمر

تقع جزر القمر في موقع هام واستراتيجي على المحيط الهندي، حيث تشتهر جزر القمر بمناخها الاستوائي الحار، مما منح الأرخبيل مناظر طبيعية خلّابة، تجذب السياح. ناهيك وأن السياحة في جزر القمر منخفضة التكلفة، بالمقارنة مع غيرها من الدول الجزرية، ومن أبرز معالمها السياحية:

• العاصمة موروني: لاسيما المدينة القديمة فيها، التي تتفرد بطرازها العمراني. كما وتوجد فيها العديد من المسارح، ومراكز التسوق الكبيرة، والمولات والأسواق الشعبية، ومحلات الهدايا التذكارية. وفيها أيضًا مسجد الجمعة القديم، المميز بأعمدته وأبوابه المزخرفة، التي تعود إلى الحضارة العربية والإسلامية. وفيها المتحف الوطني، الذي يعرض كل ما يشهد على تاريخ المنطقة الطبيعي، والثقافي، والحضاري، والاجتماعي.
• موتسامودو: التي تتميز بقلعتها القديمة، التي تطل على أرجاء المدينة، حيث كانت فيما مضى حصنًا منيعًا، تم تشييده ليكون خط دفاع للجزر، لصد هجمات القراصنة المتكررة. بالإضافة إلى ميناء يشرف على المياه العميقة. كما وتتميز هذه المدينة بشوارعها الضيقة، ودكاكين الحرفيين التي تبيع المصنوعات اليدوية. في حين تشتهر بمنازلها المبنية من الحجارة، البيضاء اللون، ذات الأسقف الخشبية. وبأكواخها التي تتوزع على طول شواطئها الساحرة، التي عمد سكانها على تغطيتها بالقش، وبأوراق جوز الهند.
• فومبوني: التي تلقب بمدينة الخيال، وذلك لعزلتها وسكينتها، ولجمال طبيعتها البكر، التي لم تعبث بها يد البشر. كما وتعتبر وجهة رائعة لمحبي الاسترخاء، بعيدًا عن صخب المدينة. كما وفي شارعها الرئيسي يقع السوق الكبير، والحديقة الوطنية، حيث يمكن مشاهدة السلاحف البحرية، والدلافين، والحيتان، وفيها ميناء تجاري.
• دوموني: وتزخر هذه المدينة بالقصور والحصون، حيث كانت عبر تاريخها، مقرًا للسلاطين الذين توالوا على حكم الجزر. كما وفيها يقع أقدم مسجد في جزر القمر، كالمسجد الشيرازي.
• الفنادق السياحية في جزر القمر: بلا شك هي عديدة، ومريحة وتتميز بإطلالاتها البحرية، كفندق فريدة لودج، وفندق غولدن توليب، وغاردن أوف بيس، وهوتيل ديز آيل، وكاراما، وفندق أوشيانز، وموهلي لاكا لودج، وفندق فانيلا لودج موهيلي.

من كل ما سبق، نكون قد عرضنا المعلومة التي مفادها أن جزر القمر تقع في المحيط الهادي، والتي رغم أنها عرضة بين الحين والآخر، للعواصف والأعاصير، وثوران البراكين التي تنشط في بيئة المحيط، كغيرها من الجزر. والنزاعات المسلحة، إلا أنّها تبقى من الوجهات السياحية المميزة، لأصحاب الدخل المحدود، وطالبي السكينة والهدوء في أحضان الطبيعة الاستوائية الآسرة.