موقع اقرا » إسلام » معاملات إسلامية » تعريف الزوجة المعلقة

تعريف الزوجة المعلقة

تعريف الزوجة المعلقة


تعريف الزوجة المعلقة

المعنى اللغوي للفظ (الْمُعَلَّقَةُ) “مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي فُقِدَ زَوْجُهَا”،[١]وقد وردت اللفظة القرآنية “معلقة” في سورة النساء: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[٢]في محور الحديث عن المستضعفين بين الناس ومنهم الأيتام النساء.

وقوله -تعالى-: (فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ)، أي لا تميلوا للزوجة الفتية الشابة، وتهجروا الزوجة الكبيرة (فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ)، أي كالمسجونة فلا حرية لها،[٣]وطلب الله -سبحانه- من المسلم عدم الميل إلى الزوجة الشابة وترك الزوجة الكبيرة بهجرها فتصبح لا هي متزوجة ولا مطلقة ولا أرملة، ولكن أمر بالعدل بينهم. [3]

وفي حال رضى الزوجة الكبيرة فلا بأس ولا إثم عليه ولكن في حال عدم موافقة الكبيرة على الصلح إلا التسوية بينها وبين غيرها من الزوجات أو الطلاق فهذا حقها، [3] والمحبّة تكون في بعض الأحيان أمر جبري غير اختياري، وتوجد أسباب عديدة للتعلق بالزوجة قد لا تتوفر في زوجته، فلا يجبر الزوج بما هو فوق حدود طاقته في إظهار الحب والحسن لها، ولكنّ قد يستطيع الزوج ترويض نفسه على الإحسان لزوجته.[٤]

وتجاهل الكثير من صفات وخلق زوجته فيما لا يستحسن منها ويحسن معاشرتها والود لها وتحمُّل ما لا يلائمه من خلقها أو أخلاقها ما استطاع، وحسن المعاشرة لها فبذلك قد تحصل الألفة والمحبة من حيث لا يحتسب.[٤]

عقوبة تعليق الزوجة

ورد في الحديث الشريف النهي عن الميل لإحدى الزوجات على حساب الأخرى فبهذا الفعل ينال عقاب من الله -تعالى- بعدم استواء هيئته يوم القيامة فيما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل).[٥]

أي يجيء يومَ القِيامةِ وبميلان لأحَدُ شِقَّيهِ، وهو في حالته غيرُ مُستَوي الطَّرَفَينِ، وذلك لِعَدمِ تَسويتِه بينَ زوجاته، بل مَيلُه لبعضِهن دونَ الأخريات؛ فكان عقابه من جنس عمله وفعله في الدنيا.[٦]

أضرار تعليق الزوجة

وتتسع دائرة الميل عن إحدى الزوجات في المقصد من قوله -تعالى-: (فَلاَ تَمِيلُوا كُلّ المَيْلِ) بسبب قلة محبتها لأي سبب كان، حيث جاء النهي الرباني عن عدم الميل الذي يؤدي بصاحبه إلى الجور، وترك القيام بالواجب المناط به الزوج، حيث يصل به إلى عدم العدل بالقسمة من حيث المبيت والمعاشرة الزوجية والنفقة والكسوة والقسم وغيرها من الأمور المادية التي هي بمستطاع الإنسان.

وعلى الزوج أن يعدل بينهن فيما يستطيع العدل به، لأنه إن لم يعدل سيحصل تجاوز للحق ووقوع في الظلم، ولكن الأمور القلبية من حيث الحب والارتياح القلبي والنفسي فهذه أمور معنوية ليست بمقدور الإنسان أن يتحكم بها مع قدرته على عدم إظهارها وإشعار زوجاته بها.[٧]

المراجع

  1. الرازي، مختار الصحاح، صفحة 216.
  2. سورة النساء، آية:129
  3. الفراء، معاني القرآن الكريم، صفحة 99.
  4. ^ أ ب ابن عاشور ، التحرير والتنوير، صفحة 99. بتصرّف.
  5. رواه الالباني، في سنن ابي داوود، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:2133، صحيح.
  6. علوي السقاف، الدرر السنية. بتصرّف.
  7. الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، صفحة 99. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب