تعريف قانون باركنسون

تعريف الوقت

يعرّف الوقت على أنه فترة أو فاصل بين حدثين، أو أثناء حدوث أو وجود أو ممارسة شيء ما، فالوقت هو الفترة المقاسة أو القابلة للقياس، وهو في جوهره لا يمكن رؤيته أو الشعور به شعورًا ماديًّا؛ حيث إنّه يحدث فقط، واليوم هو نقطة انطلاق واضحة للوقت ويتكون من 24 ساعةً، وتعد ساعة اليد وساعة الحائط بالإضافة إلى الساعة الإلكترونية من أهم الوسائل التي تمكن من معرفة الوقت[١]، ومع تطور الحياة وظهور مفهوم العمالة والموارد البشرية وتحديد ساعات محددة للعمل يوميًّا وإنجاز مهام معينة بفترة محددة كمثال عملي على تعريف قانون باركنسون، ظهر مفهوم تنظيم الوقت وإدارته ووضعت النظريات والقوانين لهذا الغرض[٢].

إدارة الوقت

إنّ إدارة الوقت هي عملية تخطيط وممارسة التحكم الواعي في الوقت الذي يقضيه الشخص في أنشطة محددة، لزيادة الفعالية والكفاءة والإنتاجية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من المهارات والأدوات والتقنيات المستخدمة لإدارة الوقت عند إنجاز مهام ومشاريع وأهداف محددة تتوافق مع تاريخ الاستحقاق، وتقليل الفاقد في تكلفة الوقت داخل المنظمات، وتقدير الوقت المستدام والوقت الضائع والوقت الفعال داخل المنظمة، وتطوير حالة العمل لتحويل الوقت الضائع إلى وقت إنتاجي، وبذلك يمكن تطبيق تعريف قانون باركنسون المتعلق بالعمل والوقت بكفاءة[٢].

تعريف قانون باركنسون

قانون باركنسون هو القول المأثور: “يتمدد العمل حتى يملأ الوقت المتاح لاستكماله”، ولقد تم التعبير عنه بواسطة نورثكوت باركنسون كجزء من الجملة الأولى من مقال نشر في مجلة The Economist في عام 1955، ومنذ إعادة نشره على الإنترنت أعيدت طباعته مع مقالات أخرى في كتاب السعي لتحقيق التقدم The Pursuit of Progress – لندن، ولقد استمد باركنسون هذا القول من خبرته الواسعة في الخدمة المدنية البريطانية[٣].

الشكل الحالي للقانون ليس هو نفسه الذي أشار إليه باركنسون في مقالته، ولكن المعادلة الرياضية تصف المعدل الذي تتسع به البيروقراطية بمرور الوقت، وهناك العديد من الملاحظات العلمية التي دعم بها القانون، مثل الزيادة في عدد الموظفين في مكتب المستعمرات في حين رفضت الإمبراطورية البريطانية ذلك – يوضح أن لديها أكبر عدد من الموظفين عندما تم دمجها مع وزارة الخارجية بسبب عدم وجود مستعمرات لإدارتها – ويشرح باركنسون هذا النمو بقوتين؛ المسؤول يريد مضاعفة المرؤوسين وليس المنافسين، والمسؤولون يعملون من أجل بعضهم البعض، ويلاحِظ أن عدد العاملين في البيروقراطية ارتفع بنسبة 5-7 ٪ في السنة[٣].

تمت ترجمة قانون باركنسون إلى العديد من اللغات، وكان يحظى بشعبية كبيرة في الاتحاد السوفياتي والكتلة الشيوعية في عام 1986، واشتكى أليساندرو ناتا من انتشار البيروقراطية في إيطاليا، فأجاب ميخائيل غورباتشوف أن تعريف قانون باركنسون يعمل في كل مكان، ولقد تم تعريف قانون باركنسون عدة تعريفات منها: أنّه إذا انتظر أحد للحظة الأخيرة لإنجاز عمل ما فلن يستغرق الأمر إلا لحظة لإنجاز العمل؛ أي أنّ الأشخاص يستهلكون كل الوقت المحدد لهم لإنهاء عمل ما حتى لو كان بالإمكان إنهاؤه بوقت أقل بكثير، ومن هذه التعريفات أيضًا، خلال عشر ساعات في اليوم، يكون لديك وقت للتخلف عن التزاماتك بمقدار ضعفين مما هو عليه الحال في خمس ساعات في اليوم، وكنتيجة لتعريف قانون باركنسون تم تحويل الأعمال إلى مشاريع مع تحديد وقت نهائي وحاسم لكل عمل من الأعمال مع الالتزام الكامل بهذا الموعد والتدرج في الأولوية، حتى لو تتطلب الأمر العمل بضغط أكبر وزيادة عدد ساعات العمل أو زيادة الأيدي العاملة[٣].

اقترح باركنسون أيضًا قاعدة حول كفاءة المجالس الإدارية، وعرّف معامل عدم الكفاءة مع عدد الأعضاء كمتغير محدد رئيس، بمحاولة منه لتحديد الحجم الذي تصبح فيه لجنة أو هيئة اتخاذ قرار أخرى غير فعالة تمامًا[٣].

في تعريف قانون باركنسون يخصص باركنسون فصلًا في كتابه، السعي لتحقيق التقدم، للسؤال الأساسي حول ما أسماه علم الكوميتولوجيا؛ كيف يتم إنشاء اللجان والخزانات الحكومية وغيرها من الهيئات ومن ثم تصبح غير ذات صلة – تم اختراع كلمة الكوميتولوجيا مؤخرًا من قِبل الاتحاد الأوروبي بمعنى غير الروحاني والمختلف – غالبًا ما يكون الحد الأدنى لحجم أكثر الهيئات المرموقة في الدولة خمسة أعضاء، ويلاحظ باركنسون عددًا من الهيئات الإنجليزية التي فقدت قوتها أثناء نموها، فقد كانت الحكومة الأولى هي مجلس التاج، الذي أصبح الآن مجلس اللوردات، والذي ارتفع من رقم غير معروف إلى 29، إلى 50 قبل عام 1600، وفي ذلك الوقت فقد الكثير من قوته، وتم تعيين هيئة جديدة في عام 1257، مجلس أسياد الملك، وعددهم أقل من 10، وقد نما بفعالية، وتوقف عن الاجتماع عندما كان يضم 172 عضوًا[٣].

مؤلف قانون باركنسون

المؤلف والمؤرخ سيريل نورثكوت باركنسون، ولد في عام 1909 في إنجلترا وتوفي في عام 1993، وهو أكاديمي غير مشهور نسبيًّا قبل الإعلان عن قانونه، وابتكر باركنسون لاحقًا قانونًا ثانيًا، وهو “الإنفاق يرتفع لتلبية الدخل” كما ورد بالتفصيل في كتابه القانون والأرباح عام 1960[٤].

بعد حصوله على درجة الدكتوراه في التاريخ من كلية الملوك في لندن عام 1935، درس باركنسون في مدارس مختلفة في إنجلترا، وفي ماليزيا واستند في تعليقاته بشأن طبيعة البيروقراطية على تجاربه كضابط أركان في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية، وكتب باركنسون العديد من الأعمال التاريخية، بما في ذلك كتاب، تطور الفكر السياسي عام 1958[٤].

كيفية تنمية الشعور بالوقت

بعد تبني تعريف قانون باركنسون لإنجاز الأعمال، أصبح هناك ضرورة لتنمية الشعور بالوقت، فبعض الناس أكثر قدرة على تقدير مرور الوقت من غيرهم، لكن لحسن الحظ، هذه قدرة يمكن تطويرها بالتدريبات الآتية[٥]:

• الحفاظ على كل الساعات الخاصة صحيحة ودقيقة بقدر الإمكان.
• المحافظة على استقرار إيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بكل شخص عن طريق إتباع روتين معين لأوقات النوم والاستيقاظ والأكل وغيرها من العادات اليومية.
• محاولة توقع الوقت ومعرفة نسبة الخطأ بتقدير الوقت.
• عند البدء بمهمة لها بداية ونهاية محددة كقراءة فصل من كتاب، يتم تخمين كم من الوقت ستستغرق، وعند الانتهاء، يتم تحديد المدة التي استغرقتها المهمة في الواقع، ومع الممارسة يصبح تقدير الوقت الذي تستغرقه المهمة أكثر دقة.

المراجع[+]

1. ↑ “How Time Works”, science.howstuffworks.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
2. ^ أ ب “Time management”, www.wikiwand.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
3. ^ أ ب ت ث ج “Parkinson’s law”, www.wikiwand.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
4. ^ أ ب “C. Northcote Parkinson”, www.britannica.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
5. ↑ “How to Develop Your Sense of Time”, m.wikihow.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.