موقع اقرا » الحياة والمجتمع » مفاهيم ومصطلحات عامة » تعريف الفلسفة الإسلامية

تعريف الفلسفة الإسلامية

تعريف الفلسفة الإسلامية


الفلسفة

تَعود جذور كلمة فلسفة إلى الكلمة اليونانية القديمة فيلوسوفيا، والتي تعني محبّة الحكمة أو بمعنى آخر طلب المعرفة، وقد وصفها البعض بأَّنها تعني التفكير في التفكير، أي تعني تفكير الإنسان في طبيعة التفكير والتدبر والتأمل، ويعدُّ الفيلسوف أو الحكيم اليوناني فيثاغورث الذي ولد عام 572 قبل الميلاد أول من عرَّف نفسه بصفته فيلسوفًا، كما يشيرُ البعض إلى أنَّ الفلسفة مفهوم قديم يدلُّ على نشاط الإنسان قديمًا فيما يتعلَّق بعملية أو نظرية ما وجدَت في مختلف المجتمعات بأشكال متعددة، فالفلاسفة هم الذين يبحثون عن الحقيقة من خلال التأمل، وهذا المقال سيحاول تسليط الأضواء على تعريف الفلسفة الإسلامية وما يحيط بها.[١]

مواضيع الفلسفة

قبل الخوض في تعريف الفلسفة الإسلامية لا بدَّ من الإشارة إلى المواضيع التي تدور أبحاث الفلاسفة في فلكها، فقد تطوَّرت مواضيعها مع استمرار تطوُّر الفلسفة ذاتها على مرِّ العصور والأزمان وتبدُّل أحوال الناس وتتالي الحضارات، ولم تكن مواضيع الفلسفة أبدًا وليدة حدث طارئ أو فترة معينة، بل أصبحت الفلسفة أكثر تعقيدًا من قبل، وخصوصًا بعد ظهور الدين المسيحي بأكثر من قرنين من الزمن، وصار الفلاسفة يتأملون مفاهيم عظيمة حول الوجود والكون والخالق وغيرها، ومع صعود الفلسفة كعلم مستقل في سلم الارتقاء والتطور ومع وصولها إلى الفلسفة الحديثة في العصر الحديث، تدرَّجت المواضيع صعودًا شيئًا فشيئًا، وفيما يأتي أهم المواضيع التي شملتها الفلسفة خلال تاريخها الطويل:[٢]

  • البحث في جوهر الكون وأصله.
  • البحث عن خالق الكون وطرح التساؤلات حوله وحول وجوده، وصلته بالمخلوقات.
  • البحث في تساؤلات عن سبب وجود العالم كله.
  • البحث في صفات هذا الصانع أو الخالق، وحول أسباب خلقه للبشر.
  • البحث في أساس التفكير السليم، وحول ماهية العقل وعمله.
  • البحث في حدود ووجود وماهية إرادة الإنسان الحرة.
  • البحث بشكل دقيق حول أهداف الحياة ذاتها.
  • البحث في كيفية وصول البشر إلى العيش السليم المشترك.

تعريف الفلسفة الإسلامية

يدلُّ مفهوم الفلسفة الإسلامية بمفهومه الخاص ّ على جميع النصوص والمؤلفات الفلسفية التي نتجت عن النصوص الإسلامية ذاتها، فقد أعطت كثير من النصوص المقدسة في الإسلام تصورات عديدة عن جميع المسائل الكبرى التي كانت تشغل الفلسفة وعلماء الفلسفة في ذلك العصر، وخصوصًا حول الاسئلة الوجودية الكبرى مثل تلك التي تتعلق بالخالق والكون والحياة عمومًا، أمَّا بالمفهوم الأوسع والأعمِّ والذي يجب أن يشار إليه في تعريف الفلسفة الإسلامية فإن هذا المفهوم يدلُّ على جميع ما تمَّ إنتاجه من أعمال ومؤلفات في الفلسفة من قبل العلماء والمفكرون المسلمون ضمن الإطار العام للثقافة العربية والإسلامية وتحت قبَّة عظيمة وشاملة هي الحضارة الإسلامية، التي كانت قد توسَّعت بشكل كبير لتشمل كثير من الثقافات والحضارات القديمة التي سبقتها، وليس بالضرورة أبدًا أن ترتبط تلك الأعمال بالإسلام أو بالدين، ويمكن القول بأنَّ أقرب تعبير استُخدم في النصوص الإسلامية للإشارة إلى الفلسفة هي كلمة الحكمة، ولهذا استخدم الفلاسفة المسلمون هذه الكلمة للإشارة إلى الفلسفة ذاتها.[٣]

أهم علماء الفلسفة الإسلامية

بعد الحديث عن تعريف الفلسفة الإسلامية سيُشار إلى أهم علمائها، فقد بدأت حركة الفلسفة الإسلامية في العصر العباسي، بعد أن نشطت حركة الترجمة والعلوم والتشجيع عليها وخصوصًا في زمن الخليفة المأمون، لكنَّها رغم ذلك تابعت تطورها لتبلغ فيما بعد درجات رفيعة المستوى صدَّرت فلسفةً عظيمةً إلى العالم أجمع، إلى أن وصلت في مرحلة معينة لدرجة الذبول والانهيار أمام كثير من العقبات والعوائق التي أثَّرت عليها، ولكن خلال تلك الحقبة الطويلة من نهوضها وتطورها برزَ العديد من المفكرين والفلاسفة الذين لمعَت أسماؤهم وخلدها التاريخ في عالم الفلسفة، وفيما يأتي أهم علماء الفلسفة الإسلامية:

أبو يوسف الكندي

يعدُّ الفيلسوف الشهير يعقوب بن إسحاق الكندي أبو يوسف مؤسسًا للفلسفة العربية الإسلامية، ولدَ في الكوفة عام 805م، أخذ علوم الحديث في الكوفة وحفظَ القرآن ثمَّ رحل إلى البصرة ليدرس علم الكلام، رحل بعدها إلى مدينة بغداد وكانت آنذاك مركزًا للعلوم، وصار يزور مكتبة الحكمة التي أسسها هارون الرشيد وازدهرت في زمن المأمون، ومن مكتبة الحكمة اغترفَ من مختلف العلوم والآداب، وتعلم اللغة اليونانية واللغة السريانية ليقرأ العلوم التي كُتبت بكلا اللغتين، وأُطلقَ عليه لقب المعلم الأول، وقد كان أيضًا فلكيًّا وموسيقيًّا وفيزيائيًّا ورياضيًّا، وهو أول شخص يقوم بوضع سلم موسيقي في الموسيقى العربية، ووضعَ في العلوم منهجًا للتوفيق بين علوم الدنيا وعلوم الدين، توفي في عام 873م.[٤]

ابن رشد

هو واحد من أشهر أعلام الفلسفة الإسلامية، ولدَ في الأندلس عام 1126م، طبيب وفقيه وعالم فلكي وفيزيائي وفيلسوف شهير، قام بشرح فلسفة أرسطو، فكان له تأثير عظيم على قارة أوربا بأكملها في العصور الوسطى، وله كثير من الإنجازات في الطب والقانون والفيزياء والفلم والفلسفة والجغرافيا وعلم النفس وغيرها، وكان يعتقد أن الفلسفة والدين هي أدوات يمكن أن تساعد البشر في التقصي والبحث ووصول البشرية إلى الخلاص المنشود، توفي في عام 1198م.[٥]

أبو نصر الفارابي

هو محمد أبو نصر الفارابي الفيلسوف الإسلامي الشهير، ولدَ في مدينة فاراب في قزخستان في عام 874م، ويعدُّ من كبار علماء الفلسفة الإسلامية، كان بارعًا في عدد من العلوم مثل الرياضيات والحكمة، ومضى على خطى قدماء الفلاسفة، وله يعود الفضل في دخول مفهوم الفراغ إلى الفيزياء، في الأربعين من عمره انتقل إلى بغداد ثم تنقَّل بين سوريا ومصر، وأقام لفترة في حلب عند سيف الدولة الحمداني، ثمَّ استقرَّ في دمشق وتوفي فيها، له كثير من التصانيف والمؤلفات أهمها: إحصاء العلوم كان قد صنف فيه من جميع أصناف العلوم، لقب بالمعلم الثاني واهتمَّ بعلوم المنطق وشرح فلسفة أرسطو المنطقية.[٦]

الفلسفة الإسلامية في العصر الحديث

بعد نهاية العصر الذهبي الإسلامي ودخول العالم الإسلامي في حالة جمود وشلل عامّ، أفقدت كثير من الحركات العلمية حيويّتها ونشاطها، أصيبَت حركات الفلسفة الإسلامية أيضًا بشيء من الذبول والخمول، وانتشرت في العالم الإسلامي فلسفة ارتبطت بفلسفة الإشراق أكثر، مثل فلسفة ابن عربي والسهروردي، وكانت هذه ركيزة أساسية لظهور الطرق الصوفية في الإسلام، أما في العصر الحديث فقد كان الاتصال بالعالم الغربي، خصوصًا عن طريق الاستعمار سبيلًا لإحياء الفكر في الفلسفة وبَعث مفهوم النهضة من جديد بين المفكرين العرب والمسلمين، فعملوا على البحث في أسباب تخلف العالم الإسلامي، فكان رجال الدين هم أول من طرح مثل تلك التساؤلات مثل: جمال الدين الأفغاني، رشيد رضا، محمد عبده، رفاعة الطهطاوي، ثمَّ التحق المفكرون العلمانيون الأكثر انفتاحًا بهذا الركب مثل: شبلي شميل، ساطع الحصري وغيره.[٧]

واستمرّت التساؤلات تُطرح لما بعد مرحلة الاستعمار، لكنَّ هذه الفلسفة بقيت في إطار الفكر السياسي أكثر من كونها فلسفة عميقة، وفي تعريف الفلسفة الإسلامية يجدر بالذكر أنَّ محاولة محمد إقبال هي إحدى تجارب الفلسفة الإسلامية الناردة في العصر الحديث والتي صاغها بقصائده باللغتين الأردية والفارسية.[٧]

المراجع[+]

  1. “الفلسفة ومناهجها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-12-2019. بتصرّف.
  2. “فلسفة”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  3. “فلسفة إسلامية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  4. “يعقوب بن اسحاق الكندي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  5. “من هو ابن رشد – Ibn Rushd؟”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  6. “أبو نصر محمد الفارابي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب “فلسفة إسلامية”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب