X
X


موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » تعريف الفعل الناقص

تعريف الفعل الناقص

تعريف الفعل الناقص


النواسخ في اللغة العربية

النّواسخ في اللّغة العربيّة هي الأفعال والحروف التي تدخل على الجملة الاسميّة، فتنسخ حكمها أي تبطله وتزيله لغة، واصطلاحًا: هي التي تغير حكم المبتدأ والخبر لدى دخولها عليهما، فيتغيّر إعرابهما، نحو قوله تعالى: {وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }،[١] النّاسخ “كان”وهو فعل ماض ناقص، دخل على الجملة الاسميّة، فجعل المبتدأ “الله” اسمًا له، والخبر “غفورًا” خبرًا له، والنّواسخ كما تقدّم ذكرها هي أفعال وحروف، وهي: “كان وأخواتها”، وتعدّ من أهمّ النّواسخ الفعلية لكثرة استعمالها في الكلام، وعلى رأسها كان، وهي أكثر أخواتها استعمالًا ولذلك تنسب إليها أخواتها، وهي أفعال ناقصة، وسيتمّ تعريف الفعل الناقص فيما يأتي، ومن النّواسخ أيضًا “كاد وأخواتها” كقوله تعالى: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ}،[٢] ومن النّواسخ أيضًا إنّ وأخواتها.[٣]

تعريف الفعل الناقص

لتعريف الفعل الناقص، فيمكن القول بأنّه هو الفعل الذي يدخل على الجملة الاسميّة المؤلّفة من المبتدأ والخبر، فيبقي المبتدأ مرفوعًا، ويسمّى اسمه، وينصب الخبر، ويسمّى خبره، نحو قوله تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً}،[٤] وقد اتّفق الباحثون في تعريف الفعل الناقص واختلفوا في ماهيّته، فذهب أكثرهم إلى القول: بأنّه سمّي ناقصًا لعدم اكتفائه بمرفوعه، فلا فائدة ولا معنى يرتجى من قولنا: “كان الكتابُ”، بينما المعنى واضح من القول: “كان الكتابُ مفتوحًا”، ولأنّه سلب الدّلالة على الحدث، وتجرّد للدّلالة عن الزّمان، فلذلك يرى البعض بأنّ تسميته بالفعل النّاقص، لأنّه لا يتمّ مع مرفوعه كلامًا تامًّا، بل يحتاج مع مرفوعه إلى منصوب، بخلاف الفعل التّام الذي تتمّ فائدته مع مرفوعه، نحو: “قرأ الطالبُ”، فلا حاجة لمعرفة ما قرأه الطّالب، وذهب آخرون إلى سبب تسمية الفعل النّاقص بهذا الاسم لأنّه يتضمّن الزّمن دون الحدث، بخلاف الفعل التّام الذي يدلّ على الحدث والزّمن جزءٌ منه، فخلاصة القول بعد تعريف الفعل الناقص: سمّي الفعل النّاقص ناقصًا لدلالته على الحدث دون الزّمن، ولعدم اكتفائه بمرفوعه إذ يحتاج إلى منصوب.[٥]

أنواع الأفعال الناقصة

وبعد تعريف الفعل الناقص، يجدر بالباحث الغوص في بحر هذه الأفعال لمعرفة أنواعها، إذ يقصد بالأفعال النّاقصة، الأفعال النّاسخة، وهي كما سبق معرفته التي تؤثّر فيما دخلت عليه من حيث الإعراب، لأنّه هناك أفعال ناقصة، وليست بناسخة، وهي الأفعال المعتلّة الآخر، أي التي تنتهي بحرف علّة، فتقسم الأفعال النّاقصة والنّاسخة إلى قسمين كما يأتي.

كان وأخواتها

وهذه الأفعال ثلاثة عشر فعلًا، وتعدّ “كان” الأخت الكبرى للأفعال النّاقصة، لأنّه كلّ شيء يستظلّ بظلّ الكون، فلا ينفكّ من معناها، ولذلك فقد صرّفوها تصريفًا ليس لغيرها، ومثالها قوله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}،[٦] والفعلان “أصبح وأمسى” شقيقان لأنّهما طرفا النّهار، مثل قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}، [٧] والفعلان “أضحى وظلّ” شقيقان، لأنّهما صدر النّهار، مثل قوله تعالى: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}،[٨] والفعلان “بات وصار” شقيقان لاعتلال عينهما، والأفعال “ما زال، ما فتئ، ما دام، ما انفكّ، ما برح”، أشقّاء لالتزام أوّلها بـ “ما”، مثل قوله تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}،[٩] و”ليس” وحيدة، لعدم تصرّفها، ومثاله قوله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا}،[١٠][١١]

كاد وأخواتها

وهذه الأفعال كذلك ثلاثة عشر فعلًا على الأرجح، وهي: “كاد وهي الأخت الكبرى، كرب، أوشك”، تدلّ على دنوّ الخبر، و “عسى، اخلولق، حرى”، تدلّ على التّرجّي، و”طفق، علق، أنشأ، أخذ، جعل، وهب، هلهل”، تدلّ على الشّروع فيه، ويكون خبر هذه الأفعال مضارعًا، وتعمل هذه الأفعال عمل كان فيما تدخل عليه، فترفع المبتدأ، وتنصب الخبر الذي هو جملة فعليّة فعلها مضارع، نحو قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}،[١٢] وقوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ}،[١٣]{وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}،[١٤] وقد يأتي الخبر مصدرًا نائبًا عن الفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}،[١٥] أي شرع يمسح مسحًا.[١٦]

تمام كان وأخواتِها وزيادتها

الأصل في كان وأخواتها أنّها ناقصة، ولكن قد تأتي هي وأخواتها تامّة باستثناء “ما فتئ وما زال وليس، مثال كان التّامّة، قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}،[١٧] فـ “كان” هنا تامّة لأنّها جاءت بمعنى “وجد”، و”ذو” فاعل كان مرفوع، ومثال آخر على تمام الأفعال النّاقصة، قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}،[١٨] فالفعل “دامَ” هنا تام لأنّه بمعنى بقي واستمرّ، وكذلك المثال الآخر، قوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}،[١٩] فالفعلان “تمسون وتصبحون” في هذه الآية تامّان، لأنّهما بمعنى الدّخول في المساء والصّباح، وقد تزاد كان دون أخواتها، وزيادتها أن تكون فعل ماض وأن تقع بين شيئين متلازمين، ويمكن حذفها دون أن تؤثر على المعنى المراد، نحو: “مررتُ برجلٍ كانَ قائمٍ”، وزياتها سماعيّة إلّا بين “ما” التّعجبية وفعل التّعجب فزيادتها قياسيّة، نحو: “ما كان أَرْوعَ صَنِيعَك”! ويمكن أن تحذف كان النّاقصة مع بقاء اسمها وخبرها، أوتحذف مع اسمها إن دلّ السّياق عليها، نحو: “أما أنت غنيًا فتصّدّق”، أي: أما كنت غنيًّا، وممّا تقدم، فإنّ كان تختصّ دون أخواتها بزيادتها وبحذفها.[٢٠]

تطبيقات إعرابية

بعد تعريف الفعل الناقص والذي يعدّ من النّواسخ، والنّواسخ كما عُلم أفعال وحروف تدخل على الجملة الاسميّة وتغيّر حكم المبتدأ والخبر، وبأنّ الأفعال النّاسخة هي الأفعال النّاقصة، ثمّ تعريف الفعل الناقص، فالأجدر في هذا البحث أن يرفد بالشّواهد والتّطبيقات الإعرابيّة المناسبة، ليكون أكثر شمولًا ووضوحًا وفهمًا، ومن هذه الشّواهد:

  • قال الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً}،[٦] الشّاهد في الأية الكريمة دخول الفعل النّاسخ “كان” على الجملة الاسميّة فغير حكم المبتدأ والخبر.
    • كان: فعل ماضٍ ناقص مبنيّ على الفتح الظّاهر..
    • النّاسُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة..
    • أمّة: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة..
  • قال الله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}،[١٢] الشّاهد في الآية الكريمة دخول الفعل النّاسخ “يكاد” العامل عمل كان وأخواتها، على الجملة الاسميّة، غير أنّ خبر كاد وأخواتها جملة فعليّة فعلها مضارع كما ورد في المثال.
    • يكادُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة..
    • البرقُ: اسم يكاد مرفوع وعلامة رفع الضّمّة..
    • يخطف: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة، وجملة “يخطف”: في محلّ نصب خبر يكاد.
  • قال الشّاعر:[٢١]

قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لسْتُ زَائِلاً

أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ

الشّاهد في البيت السّابق ورود فعلين ناسخين فيه: “ليس” فعل ماض ناقص، و”زائلًا” اسم فاعل عمِل عمَل فعله “زال”، وكلاهما من أخوات كان.

    • لسْتُ: فعل ماض ناقص مبنيّ على السّكون لاتّصاله بتاء الضّمير المتحرّكة، و”التّاء”: ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محلّ رفع اسم ليس.
    • زائلًا: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة، واسم “زائلًا”: ضمير مستتر وجوبًا “أنا”.
    • جملة أحبّك: في محلّ نصب خبر زائلًا.
  • قال الشّاعر:[٢٢]

كَرُبَ القلبُ مِنْ جواهُ يذوبُ

حينَ قالَ الوشاةُ: هندٌ غضوبُ

الشّاهد في البيت السّابق دخول الفعل النّاسخ “كرب” على الجملة الاسميّة، وهو من أخوات كاد.

    • كرب: فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح الظّاهر..
    • القلب: اسم كرب مرفوع، وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة..
    • جملة يذوب: في محلّ نصب خبر كرب.

المراجع[+]

  1. سورة النّساء، آية: 96.
  2. سورة النّور، آية: 35.
  3. الدكتور عبده الراجحي (1420هـ 1999م )، التطبيق النحوي (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، صفحة 113-145. بتصرّف.
  4. سورة الفرقان، آية: 29.
  5. الشيخ مصطفى الغلاييني (1414 هـ – 1993 م )، جامع الدروس العربيّة (الطبعة الثامنة والعشرون)، صيدا – بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 271-290، جزء 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 213.
  7. سورة القصص، آية: 10.
  8. سورة النحل، آية: 58.
  9. سورة مريم، آية: 31.
  10. سورة الرعد، آية: 43.
  11. “شرح كان وأخواتها”، www.alukah.net ، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  12. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 20.
  13. سورة الأعراف، آية: 129.
  14. سورة طه، آية: 121.
  15. سورة ص، آية: 33.
  16. محمد عيد، النحو المصفى، القاهرة: مكتبة الشباب ، صفحة 269-283. بتصرّف.
  17. سورة البقرة، آية: 280.
  18. سورة هود، آية: 107.
  19. سورة الروم، آية: 17.
  20. “النقص والتمام في كان وأخواتها ، وزيادة كان”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  21. ابن مالك الطّائي الجياني الشّافعي، الكافية الشافية، بيروت – لبنان: دار الكتب العلمية، صفحة 166، جزء 1.
  22. محمد بن محمد حسن شُرَّاب (1427 هـ- 2007 م)، شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: مؤسسة الرسالة 1427 هـ- 2007 م ، صفحة 116، جزء 1.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب