تعريف الصدق

تعريف الصدق


مكارم الأخلاق

تتنوّع الأخلاق الباطنة، فمنها السّيئ ومنها الحَسَن، وبالتالي فإنّ الأخلاق يمكن أن تُعرّف بأنّها: “الصورة الباطنة التي جبل الإنسان عليها”، والأخلاق الفاضلة منها ما يكون فطريًّا ومنها ما يكون مكتسَبًا، أي عن طريق التمرين والمِراس، وما يكون طبعًا للإنسان أفضل من أن يكون مكتسَبًا؛ والسبب في ذلك أنّ الخُلق متى ما كان طبعًا للإنسان منذ صغره، يصدر منه تلقائيًا دون أدنى تصنّع أو تكلّف، لذلك أُمر الإنسان أن يقتدي بأخلاق أشرف الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومنها الصبر والعفة والحلم والصدق، ويعدّ الصبر من أهم مكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان، لذلك في هذا المقال سيتم توضيح تعريف الصدق، وكيف من الممكن أن يكون الإنسان صادقًا، وأهمية الصدق في الإسلام، وفوائد الصدق.[١]

تعريف الصدق

يعدّ الصدق من أفضل الأخلاق التي يجب أن يتمتّع بها الإنسان، وأن يتحلّى بها طوال حياته؛ لأن ذلك سينعكس إيجابًا عليه في دنياه وفي آخرته، فالصدق هو صفة من صفات خير الخلق سيد محمد -صلى الله عليه وسلم-، أما عن تعريف الصدق لغةً هو: “الصدق ضدُّ الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقًا وصِدْقًا وتَصْداقًا، وصَدَّقه: قَبِل قولَه، وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق، ويقال: صَدَقْتُ القوم. أي: قلت لهم صِدْقًا وتصادقا في الحديث وفي المودة”، وبالنسبة لتعريف الصدق اصطلاحًا: “هو الخبر عن الشيء على ما هو به، وهو نقيض الكذب”، كما قال الباجي في تعريف الصدق: “الصدق الوصف للمخبَر عنه على ما هو به”.[٢]

أما الأصفهاني فتطرّقَ إلى تعريف الصدق على أنّه: “الصدق مطابقة القول الضمير والمخبَر عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقًا تامًّا”، ومن خلال تعرف الصدق يتضح أن المجتمع الإنساني بحاجة إلى هذا الخلق العظيم؛ لأن جميع المعاملات الإنسانية الناجحة أساسها المتين هو الصّدق، وشرف الكلمة الحقيقة، فيجب أن يُعبر الإنسان تعبيرًا صادقًا عما في نفسه، ليصبح محل ثقة الآخرين وثنائهم عليه، ودون الصدق من الممكن أن تتفكك معظم الروابط الاجتماعية بين الناس، وأي مجتمع قائم على الكذب فحتمًا ستنعدم صور التعاون بين أفراده.[٢]

أشكال الصدق

بعد تعريف الصدق يجب معرفة كيف من الممكن أن يكون الإنسان صادقًا، فخلق الصدق من الصفات التي تعد في غاية الأهميّة والضرورة البالغة، والتي يجب على كل إنسان التحلي به؛ وذلك لكسب ثقة الآخرين ورضا الله تعالى، والصدق يكون بما يأتي:[٣]

  • صدق الحال: يجب على الإنسان أن يتعامل حقيقته وبساطته مع الآخرين، وأن يبتعد عن جميع المظاهر المخادعة والمخاتلة بالمظاهر الكاذبة والأحوال الزائفة، كما أنه من الواجب تحرّي الصدق في المشاعر تجاه الآخرين، حتى بالإبتسامة مع الناس، وذلك لتجنب أخلاق المنافقين الذين ينافقوا بالابتسام في وجوه الآخرين، لكن في جوفهم بركان من الحقد والكره والبغض.
  • صدق القول: فمن غير الممكن أن بنقل الإنسان حديثًا غير صادق عن الآخرين؛ لأن ذلك يؤدي إلى نشر الشائعات والفتن بين الناس، بل لا بد من تحري الصواب والتثبت من صحة القول.
  • صدق النصح والإخلاص لهم: وذلك بالحرص على تحصيل مصالحهم وجلبها لهم، والعمل على تعطيل مفاسدهم ودفعها عنهم، كما يجب على الإنسان أن يدل الآخرين على الخير بكل حبٍ وصدق وابتغاءً لمرضاة الله تعالى.
  • سلامة القلب: من علامات سلامات القلب وخلوه من الغش والحقد والحسد التحلي بالصدق، فالإنسان الصادق يحب الخير للجميع ولا يضمر لهم أي شرّ.

أهمية الصدق

لم يأمر الله تعالى الإنسان بأي عبادة، إلا كان لها الأثر الإيجابي الكبير في الدنيا والآخرة، وكذلك الصدق والذي يحقق العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على الشخص الصادق، فالصدق هو أصل البِر، والكذب هو أصل الفجور، حيث يعد الإنسان الصادق المرغوب لدى جميع الناس، أما الإنسان الكاذب فإنه يعد من الأشخاص المنبوذين في المجتمع، وفي الصدق انتفاء لصفة النفاق، فالمنافق أشد بغيًا من الكافر، كما بالصدق تفرج الكربات، وتُجاب الدعوات، والنجاة من المهلكات، فعلى كل إنسان مسلم التحلي بصفة الصدق، لكسب منافع الدنيا ونعيم الآخرة، والفوز برضوان الله تعالى وسوله، وطمعًا بدخول الجنة مع خير الصحابة والأكرمين.[٤]

خلق الصدق في الإسلام

تمّ تعريف الصدق على أنه: “الخبر عن الشيء على ما هو به، وهو نقيض الكذب”، قال القرطبي: “الصّدّيق هو الذي يحقق بفعله ما يقوله بلسانه”، ويعد الصدق من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الدين الحنيف، قال الله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}[٥]، من خلال الآية الكريمة يتبين أن الله تعالى أثنى على كل شخصٍ يتصف بالصدق، فالصدق هو رأس الفضائل وعنوان الصلاح والفضل، كما يتميز أهل النفاق عن أهل الإيمان، فالمؤمن هو الذي لا يخشى قول الحقيقة وفعلها، ويعلم عاقبة الكذب عند الله تعالى.[٦]

أما المنافق فهو الشخص الذي يقول ما لا يفعل، فالصدق هو من صفات الله تعالى: { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[٧]، وصفات الانبياء جميعهم، حيث كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أصدق الناس، وأكملهم علمًا وعملًا وإيمانًا ويقينًا، حيث كان يُعرف بالصدق في قومه، لذلك لقب بالصادق الأمين، ولذلك يجب على المسلم أن تكون أقواله وأعماله كلها صادقةً مرضاة لله تعالى، وأن يكون ظاهره معبرًا عن باطنه، كما يجب أن يحفظ لسانه فلا يتكلم إلا بصدق ولا ينطق إلا بحق، فأحسن الكلام ما صدق فيه قائله، وانتفع به سامعه، فالصدق ضرورة من ضرورات الحياة الاجتماعية، بل هو أكبر أبواب السعادة للأفراد وللأمة، ويحقق رضا الله تعالى ويفوز بجنته.[٦]

المراجع[+]

  1. محمد العثيمين، مكارم الأخلاق، المملكة العربية السعودية: مدار الوطن للنشر، صفحة 7-8. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “من معاني الصدق “، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2019. بتصرّف.
  3. “الصدق.. طريقك لثقة الآخرين”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  4. “فوائد الصدق ومفساد الكذب”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  5. سورة الحديد، آية: 19.
  6. ^ أ ب “مكانة الصدق في الإسلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-11-2019. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 122.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب