X
X



تعبير عن طلب العلم

تعبير عن طلب العلم


العلم هو الحقيقة

العلم هو مجموعة من الحقائق، والمفاهيم، والمبادئ التي نشأت من خلال معرفة وشرح الظواهر التي يمرُّ بها الإنسان؛ حيث إنّ العِلم هو الأسلوب، وطريقة البحث التي تُساعد الباحث على الوصول إلى معرفة أسباب نشوء هذه الظواهر بعد البحث عنها، وجمع الملاحظات، والفرضيّات، وتفسيرها؛ للوصول إلى نتائج عِلميّة، وهو عبارة عن خليط من المعرفة، والمنهج العِلمي الذي يُساعدنا على الوصول إلى هذه المعرفة.

في ضوء ما سبق، إنّ طلب العِلم يُؤدي إلى المعرفة، إذ يُنصَح طالب العلم بأن يأخذ العِلم بتأنٍّ وتدرُّج؛ أيّ خطوة خطوة، يُقال: “من رام العِلم جملةً، ذهب عنه جملةً”، أمّا كيفيّة طلب العِلم، وتلقّيه يكون من خلال حفظ المُختصَرات العِلميّة، وأَخْذ العِلم من مراجعه، ومصادره الموثوقة، وتجنُّب الانشغال بالعلوم التي لم يُعرَف مصدرها، أو لم يتمّ عليها أيّ تعديل من التعديلات الضرورية، أو الضبط اللازم.

بالإضافة إلى تجنُّب الانتقال إلى آخر بدون فائدة؛ ممّا يُشير إلى أنّ السبب في ذلك هو الملل والضجر، ويُساعد العلم على الاهتمام بالفوائد، والتفاصيل العِلميّة الدقيقة، وتشجيع النفس، وتصبيرها على طلب العِلم، والاهتمام بطلب العِلم، وتوثيقه، وتحصيله.

أمّا عن طرق طلب العلم، فإنّ له طريقتان، وذلك بحسب مقدرة الناس، ويكون من خلال تلقّي العلم على يد أحد الشيوخ الثقات، ودراسة العلوم عليهم (إذا تيسّر ذلك)، أو التعلُّم بطريقة السؤال؛ وهي أن يُسأل عن الأمور التي لا يصحّ إيمانه إلّا بها.

العلم إرث الأنبياء

يُعَدُّ العلم إرث الأنبياء للعلماء، ويُعتبَر العِلم باقيًا إلى يوم الدين، وذِكر أهل العِلم باقٍ إلى يوم القيامة، يقول الخطيب: أنشدني أبو يعلى بن الفراء، أنشدنا عيسى بن علي لنفسه:

ربَّ ميت قد صار بالعلم حيًّا

ومُبقى قد حاز جهلاً وغيًّا

فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودًا

لا تعدُّوا الحياة في الجهلِ شيًّا

كما يُعَدُّ العلم نورًا يهتدي ويستدلّ به صاحبه، ويُوصي السلف الصالح بالعلم ويُرغِّبون به، ويُعتبَر العِلم أنيسًا لصاحبه في وحشته، فصاحب العِلم قويّ بالحق، وهو يدعو إليه، وأهل العلم وأصحابه أكثر مَن يلتزم بأوامر الله تعالى، ويجتنبُ نواهيه، ويتضمّن العلم والتعلُّم الخير الكثير للناس، ويُعَدُّ العلم الدرب الصحيح، إذ يرفعُ الله العلماء، وأهل العلم إلى أعلى الدرجات، في الدنيا، والآخرة.

العلم يقتضي الحذر

يجب أن يحذر طالب العلم من أحلام اليقظة، كأن يدّعي إتقانه، ومعرفته بأمور لا يعلمها، وحرمان نفسه من أن ينهل من بحر العلم، ظنًّا منه أنّه قد تعلَّم كلّ شيء؛ فالعلم ثلاثة أقسام: من تعلَّم أوّله، تكبَّر، ومن تعلَّم الثاني، تواضع، أمّا من تعلَّم الثالث، فقد علم أنّه لم يتعلَّم من العلم شيئًا، كما عليه الحذر من التصدُّّر في الإجابة عن بعض الأسئلة، والمناقشات دون أن يكون أهلًا لذلك.

إنّ استخدام العلم كأسلوب لإظهار النفس، والشهرة في مجالس العلم، والعلماء أمر خاطئ، إضافةً إلى تأليف الكُتُب الخالية من الفائدة، والإبداع، أو مقاصد التأليف، وإظهار الفرح، والسرور عند اكتشاف خطأ لأحد العلماء، وتصحيحه لهذا الخطأ، إذ إنّه من الطبيعيّ أن يُخطئ العلماء أيضًا في بعض الأحيان، وإثارة الشُّبهات حول النفس، أو حول الآخرين.

كما يجب الحذر من اللحن عند قراءة الألفاظ، والكُتُب، والتكلُّم عن الأفكار، وإظهارها قَبل إتمامها فكريًّا، أو عمليًّا، والحذر من تجنُّب الوقوع في الجدال (الجدال العقيم)، والنقاشات التي لا فائدة منها، والتي قد تُؤدّي إلى الخصام بين طلّاب العِلم.

طالب العلم يرتقي بآدابه وأخلاقه

في الختام على طالب العلم الاتّصاف بالهمّة العالية في طلب العلم، وبذل الجهد في سبيل طلب العلم، وتحصيله مهما بلغ من علم، ومكانة علميّة، وحفظ العلم وتقييده بالكتابة، والتدوين؛ لحفظه من الضياع، والتحريف، ومراجعة طالب العلم لحفظه من وقت إلى آخر، واللجوء إلى الله تعالى، والدعاء بأن يُسهّل عليه حفظه، وتعلُّمه، والتحلّي بالأمانة العلميّة عند طلب العلم، وتعليمه، ونقله.

بالإضافة إلى الالتزام بقول (لا أدري) حينما تُواجهه مسائل لا يعرفها؛ حيث إنّ “لا أدري” في هذه الحالة تُعَدُّ نصف العلم، كما تلعب إدارة الوقت، وتنظيمه، واغتنامه، والحفاظ عليه من الضياع دورًا مهمًا في تحقيق الهدف المنشود من العلم، وأخذ العلم من مصادره الموثوقة؛ وذلك لتجنُّب المعلومات المغلوطة، والمُحرَّفة.

كما أنّ اختيار الأسئلة الجيّدة، وإلقاؤها على المُعلِّم، وحُسن الاستماع إلى الإجابة، والمشاركة في المناظرات العِلميّة المفيدة، والمُداوَمة على القراءة، والمذاكرة، والمطالعة؛ لما لها من فائدة في شَحْذ الهمّة للتعلُّم، وتقوية الذاكرة، يُسهم في الرقي بطلب العلم، وإنّ إخلاص النيّة لله تعالى في طلب العِلم، وإخلاص النيّة من التعلُّم في رفع الجهل عن نفسه، وعن الآخرين، من شأنه تحصيل المكانة العلمية المرموقة.

إضافةً إلى رحابة الصدر عند اختلاف الآراء، وتقبُّل آراء الآخرين، والتحلّي بالصّبر والحكمة عند طلب العلم، واحترام المُعلِّمين، والزملاء، والاهتمام بالعلم، والعبادة على حدٍّ سواء، والتواضُع، والتحلّي بالأخلاق الحَسَنة، ويجب أن يتحلّى طالب العلم بالأخلاق الحميدة، وذلك بالابتعاد عن الخيانة، وإفشاء السرّ، والفتنة، ونَقل الكلام من شخصٍ إلى آخر، والتطاول باللسان على الآخرين، والإكثار من المزاح الذي يُذهب من هيبة، ووقار طالب العلم، والتدخُّل في الآخرين، وحديثهم.







X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب