موقع اقرا » تعليم » تاريخ » تعبير عن تاريخ عمان

تعبير عن تاريخ عمان

تعبير عن تاريخ عمان


عمّان قلب الأردن النابض

عمّان مدينة الجبال السبعة، وعاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وأكبر مُحافَظاتها، ومركزها، إذ تقع هذه المدينة العريقة في منتصف الأردن تقريبًا، إلّا أنّها تميل إلى الجهة الشماليّة من البلاد، وتُعَدُّ مدينة عمّان أكبر مُدُن المملكة الأردنيّة الهاشميّة مساحةً، وأكبرها أيضًا من حيث عدد السكّان.

أصبحت عمّان عاصمة لإمارة شرق الأردن، وذلك بعد اندلاع الثورة العربيّة الكُبرى، وقدوم الأمير عبد الله بن الحسين إليها عام 1921م، ثمّ أصبحت عاصمة للأردن رسميًا بعد الاستقلال في عام 1946م.

عمّان مهد الحضارات

يعود تاريخ مدينة عمّان إلى القرن السابع قَبْل الميلاد، وتُعَدّ قرية عين غزال بداية التاريخ الخاص ّ بمدينة عمّان؛ حيث نشأت فيها أقدم الحضارات التي تعود إلى العَصر الحجريّ (7500 قَبْل الميلاد)، كما أنّها تُعتبَر من أقدم المُدُن التي كانت مأهولةً منذ القِدَم؛ فآثار الحضارات فيها لا تزال باقيةً، وهي شاهدة على ذلك، ويُذكَر أنّ الهكسوس، والحيثيِّين، وقبائل العماليق، كانوا أوّل من سَكَن مدينة عمّان.

إلّا أنّ التاريخ الفِعلي لها بدأ منذ أن سكنَها العمّونيون؛ حيث أطلقوا عليها اسم ربّة عمّون (دار الملك)، واستوطنَ العمّونيون الأردنَّ في المنطقة الشماليّة منها، وهم عبارة عن شعوب ساميّة، كانت تعيش حياةً بدويةً إلى جانب كلٍّ من الأدوميين، والمُؤابيِّين منذ القرن الثاني عشر الميلاديّ، عِلماً بأنّ دولة العمّونيين كانت دولةً قوي.

امتدَّت حدودُها من الصحراء شرقاً، وحتى نهر الأردن غرباً، ومن الموجب جنوباً، حتى سَيل الزرقاء شمالاً، ولأنّ مدينتهم (ربّة عمّون) تتميّز بموقع جغرافيّ مُميَّز، فقد طَمع بها الكثير من الأعداء، وتعرَّضت للغزو أكثر من مرّة، إلّا أنّ العمّونيِّين صَمدوا في وجه الغُزاة، ويُعتبَر الملك طوبيا العمّوني، آخر ملك للعمّونيين، كما كان اسمه مُرتبِطاً بآثار مختلفة، كقصر العبد (عراق الأمير).

وُجِدَت في جبل القلعة عدّة آثار تعود إلى العمّونيين، منها أربعة تماثيل لملوك عمّونيين، بالإضافة إلى تماثيل أخرى وُجِدت في أبو علندا، وعرجان، وخربة الحجاز، وبعد دخول البَطالِسة وسيطرتهم على ربّة عمّون، غيّروا اسمها إلى فيلادلفيا (مدينة الحُبّ الأخويّ)، وذلك في عَهد بطليموس الثاني في عام 285 قَبل الميلاد، كما أصبح جبل القلعة موقعاً خاص ًّا للمعابد، على غِرار الأكروبوليس في أثينا.

قَبل سيطرة الرومان على فيلادلفيا، كانت واقعةً تحت سيطرة الأنباط العرب، ومن ثمّ سيطرَ عليها البيزنطيِّون، وأنشأوا فيها كنيسة (في جبل القلعة)، كما أصبحت فيما بعد جزءًا من حِلف الديكابولس، الذي يَضُمّ عشر مُدن أخرى.

مركز عمّان في العَهد الإسلاميّ

لعبت مدينة عمان الأصيلة دورًا مهمًا في التاريخ الإسلامي، إذ وصلت الفتوحات الإسلاميّة إلى عمّان في عام 635 للهجرة، حيث فتحَها جيش يزيد بن أبي سفيان، مُنهِياً بذلك حُكْم الغساسنة فيها، كما أُطلِق اسم عمّان عليها، وازدهرت بشكل كبير في عَهد الأُمويِّين؛ إذ بُنِيَ فيها قصرٌ كبيرٌ، وأُنشِئَت فيها دار خاص ّة لسَكّ النقود، وأصبحت ممرًّا لقوافل الحجّ، والقوافل التجاريّة.

أمّا في العَهد العبّاسي، فأشارت بعض المصادر إلى لجوء العبّاسيين إلى عمّان، وتَحصُّنِهم فيها، وذلك في الفترة التي طالَبَ فيها بعض الأُمويِّين بحقِّهم في الخلافة، أمّا في عَهد الفاطميِّين، فقد كانت عمّان مركزًا خاص ًّا لتجمُّع القُوّات، ويُذكَر أنّ صلاح الدين الأيّوبي مرّ من مدينة عمّان باتِّجاه الكرك، وأصبحت بذلك عمّان جزءًا من الدولة الأيّوبية.

في عَهد المماليك كانت عمّان مُستقِرةً، فازدهرت أسواقها بشكل كبير، خصوصاً في موسم الحجّ، إلّا أنّها أصبحت مَنسيةً ومُهمَلةً حتى بداية القرن التاسع عشر، وفي العَهد العثمانيّ، اقتُرِح استخدام ولاية عمّان (معمورة الحميديّة) ضمن التعديلات الإداريّة في سوريا، وذلك من قِبَل كمال باشا، إلّا أنّ هذا الاقتراح لم يُنفَّذ، وقد أُنشِئت في عَهد العثمانيِّين سِكّة حديد الحجاز في عمّان، وهذا ما أدّى إلى انتعاش عمّان ونهضتها.

عراقة مدينة عمّان

في الختام، تُعَد مدينة عمّان في الوقت المُعاصِر مدينةً حديثةً تتميّز بمبانيها ذات الحجارة البيضاء، وشوارعها المُزيَّنة بالأشجار الخضراء، وطُرُقها المُعبَّدة، وتُعتبَر مدينة عمّان نموذجًا رائعًا للمُدُن العَصريّة والأصيلة، وقد شَهِدت عمّان في السنوات الأخيرة تطوُّرًا عمرانيًّا واقتصاديًّا هائلاً، ولعلّ أبرز ما تتميّز به مدينة عمّان منطقتها القديمة (وسط البلد) ذات الأسواق القديمة، كسوق البخاريّة، وسوق الحميديّة.

تقعُ هذه الأسواق في منطقة تحتوي على آثار مختلفة، كالمُدرَّج الرومانيّ، وجبل القلعة، ومن أهم الآثار الشاهدة على تطور المدينة هو القصر الأمويّ الموجود في الجزء الشماليّ من جبل القلعة، ويعود تاريخه إلى عام 730م.

بالإضافة إلى قصر العبد (قصر عراق الأمير) الذي يقع على مسافة تبعُد 35 كيلومترًا غرب مدينة عمّان، ويعود بناء هذا القصر إلى القرن الثاني قَبل الميلاد (العَصر الهلنستيّ)، حيث بُنِي من قِبَل هيركانوس، أحد أفراد أسرة طوبيا العمّونية، والمُدرَّج الرومانيّ الذي بُنِيَ هذا المُدرَّج في وسط مدينة عمّان؛ تكريمًا للإمبراطور مادريانوس، ويتكوّن هذا المُدرَّج من ثلاث طبقات تتَّسع لستّة آلاف شخص.







اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب