X
X


موقع اقرا » الآداب » كتب وروايات ومؤلفات » تحليل رواية العطر

تحليل رواية العطر

تحليل رواية العطر


تحليل رواية العطر

تُعتبر هذه الرواية من أكثر الروايات مبيعاً في ألمانيا، وتتحدّث هذه الرواية عن شخصية مُمتلكة لحاسة شم إعجازية، وفيما يأتي تحليل رواية العطر:

الشخصية الرئيسية

شخصيةغرينويلالذي ولدته أمه في سوق السمك كانت لديه قُدرة هائلة على شمّ الروائح.[١]

الزمان والمكان

حدثت هذه الرواية في عصر يمتاز بالطبقية الاجتماعية، حيث النبلاء والفقراء والعمال، وكانت الأحداث تدور في الأحياء الفقيرة التي تميّزت برائحتها النتنة بسبب الأسواق وقلة الاهتمام بها، حيث عاش الناس يعتبرون العطور ترفًا، ولا يهتمون بالعطاء العاطفي بقدر المادي، الأمر الذي ساهم بإهمال البطل في طفولته.[١]

الحبكة

تتكلّم رواية العطر عن غرينويل الذي ولدته أمّه في سوق السمك، ماتت لاحقًا ليعيش طفولة صعبة يكتشف فيها موهبته المُميزة التي تقوم عليها حبكة الرواية، وهي قدرته الهائلة على شمّ الروائح، ليكتشف في شبابه أنّ البشر يمتلكون روائحًا في أجسادهم.

يبدأ حينها بملاحقة الفتيات اللاتي يشتم لأجسادهن رائحة جميلة ويقتلهنّ لغرض استخلاص العطر من أجسادهن ليُركب زجاجة عطر تسحر عقول البشر وتخضعهم لها، ليسكب العطر على جسده في النهاية ويترك البشر ينقضون على جسده حتى يموت ويتلاشى.

الطفولة السيئة، لقد عانى غرينويل الذي وُلد في سوق السمك لأم غير رحيمة، والتي أُعدمت لاحقًا بتُهمة مُحاولتها قتله برميه في سطل السمك، من طفولة صعبة للغاية، شعر أنّه عومل فيها كحيوان لا إنسان، ولم يجد في هذه فترات حياته إلى أن وصل إلى شبابه أي مظهرٍ للعطف والحنان.

حيث وجد مُعاملة قاسية تسخيفية جعلته يكبر غير قادرٍ على الاندماج مع المُجتمع، بل إنّه يعتقد أنّ المُجتمع يرفضه، حتّى عندما أبدى قدرته المُميزة على اشتمام الروائح بعُمق، وقدرة عالية على تحديد المُركّبات العطرية في أي زجاجة عطر فإنّه قُدر فقط لأجل فائدته لصاحب المحل.

السرد واللغة والحوار

استخدم الكاتب الراوي العليم الذي يعرف كلّ شيء ويتكلم عن الأحداث حتى قبل حدوثها، ويُقدم التوضيحات لكلّ الأحداث، في لغة تقوم على الروائح، ووصف عبقها، وتفصّل العناصر المُحيطة بالبطل لتضع القارئ وضع قدميه، مُقسّمة الرواية إلى عدّة مراحل عمرية ومحطّات مفصلية في حياة هذا البطل بنيت على توضيح البُعد النفسي في تكوين الشخصية.[١]

كما تناول انعكاس هذه المحطات على سلوكه وتفكيره وإحساسه، كالبُعد النفسي في انفصاله عن المجتمع؛ حيث إنّ التنشئة غير السليمة والقاسية التي كبر فيها غرينويل حمّلته صفاتٍ فردانية مُنفصلة عن المجتمع بل وتُعتبر غير إنسانية، فقد صنع منه العالم وحشًا، حتّى أنّ الشخصيات الأنانية التي ظهرت في طريق حياته ساهمت بتعزيز هذا الانفصال عن المجتمع؛ حيث امتلكوا شخصياتٍ بغيظة كرهها البطل، وزادته كرهًا للبشرية.[١]

عندما اعتقد أنّ الروائح العطرية الجميلة ستُساهم في نشر الحب بين البشر، غيّر اعتقاده لاحقًا بيأس؛ لأنّه فهم أنّ الناس لم يُحبوه لنفسه بل لأجل العطر، ورأى أنّ هذه الحياة لا تستحق أن تُعاش، ليقدم نفسه للموت، ووصل التأثر النفسي للبطل إلى تكوين بعد آخر وهو أثر الرائحة في السلوك؛ إذ قدّمت الرواية الروائح على أنّها مؤثر قوي في حياة البشر؛ حيث تؤثر في سلوكهم على نحوٍ غير واعٍ.[١]

تدور الحبكة حول هذه الفكرة، فالاهتمام الذي نالته الرائحة في الرواية كان لاعتبار أنّ روائح البشر لا تنفصل أبدًا عن إنسانيّتهم، لكن مُعضلة عدم امتلاك غرينويل نفسه رائحة شخصيّة جعلته يشعر بالوحشية، وفكّر بعدم كونه إنسانًا؛ لأنّه لم يُصادف شخصًا آخر لا يمتلك رائحة لنفسه، هذا يُبرر تعامُله الآخرين بوحشية، فهو لم يستطع اعتبار نفسه بشريًا مثلهم، واعتبره سبب آخر للانفصال عن المُجتمع.[١]

الرمزية في رواية العطر

تعددت الرمزيات في الرواية وذلك يعود إلى عمق المعاني التي طُرحت فيها، ومن أهم الرمزيات المذكورة كالآتي:

موت غرينويل

بعد أن فشل غرينويل في جعل الناس تحترمه وتحبه، وفَهِم أنّ ما أظهروه له من تقدير كان لأجل العطر لا لشخصه، مات بيأس شديد، ولقد رمز موته هذا إلى جدوى الحياة.[٢]
عندما يُحقّق المرء ما كان يحلم به ويسعى لأجله ليحقق معنى وجوده، ماذا سيفعل بعدها، ما الذي يجب على الإنسان أن يفعله عندما يُحقق الغرض الذي اعتقد أنّه وُجد من أجله، أو فشل في تحقيقه مع اعتقاده باستحالة هذا التحقق.[٢]

حشرة القراد

يقوم أحدهم بوصف غرينويل بأنّه كالقراد؛ لقباحته، والمعروف أنّ حشرة القراد تلتصق بأجسام البشر لتمتص دمهم، فهو بذلك كان فعلًا كالقراد؛ بامتصاصه رائحة ضحاياه بعد قتلهم، حيث كانت هذه المُقارنة العفوية في البدء رمزية لتشابهٍ مجازيٍّ في الوظيفة التي سيعملها غرينويل في حياته.[٣]

العالم الداخلي لغرينويل

أو ما أطلق عليه في الرواية اسم "قصره الداخلي"، وهو رمز لعقل غرينويل الذي يُفهرس فيه جميع التشكيلات العطرية، ونرى فيه صورته عن نفسه، وتخيُّله للعالم الذي يرغب في أن يكونه.[٣]
يصنع غرينويل في هذا العالم خدمًا لنفسه، لا يملكون أيّ رائحة كما أنّهم غير مرئيين، وهنا رمزية أخرى نستشفها في الخدم الوهميين لغرينويل الذين لا يمتلكون روائحًا مثله تمامًا ممّا يُعزز فكرته حول عدم بشريته، ويرى أيضًا في هذا العالم الداخي البشر كأنّهم زجاجات عطر تسير في الشارع؛ ممّا يفضح نظرته الكارهة للبشر، فهو يعتقد أنّهم موادٌ محسوسة، ونوع من الجمادات.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح “Perfume by Patrick Suskind – Analysis”, ukessays, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب “Perfume: The Story of a Murderer by Patrick Suskind, Analysis of Symbolism and Undertones”, owlcation, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Perfume”, litcharts, Retrieved 22/2/2022. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب