بحيرة المسك

بحيرة المسك


بحيرة المسك

تُصنّف هذه البحيرة ضمن البحيرات الصناعيّة التي أوجدتها الحكومة السعوديّة، وهي عبارة عن مقر أو مكّب لمياه الصرف الصحي في محافظة جدة، واقتبست هذه البحيرة اسمها من باب الاستهزاء والسخرية، وليس كما يوحي إليه الاسم نظراً لانبعاث الروائح الكريهة منها، حيث تبلغ كميّة مياه الصرف الصحي فيها ما يقدر بتسعة عشر مليون متر مكعّب من المياه الملوّثة، وتحاط هذه البحيرة بسدود ترابيّة.

تقع بحيرة المسك على الطريق المؤدّي إلى مكة المكرمة إلى الناحية الشرقية من جدة، وتمتدّ على الخط السريع من كوبري بريمان نحو طريق هدى الشام، وتفصل بينها وبين كوبري بريمان مسافة تقدّر بسبعة عشر كيلومتراً.

وصف البحيرة

يبلغ طول السدود الترابيّة الممتدة حول محيط بحيرة المسك إلى ألف وثلاثمئة متر، وارتفاعها نحو عشرة أمتار، بينما يبلغ عرض هذه السدود ما يقارب العشرة أمتار، وتُعتبر أكثر الأحياء تضرّراً من الروائح الكريهة المنبعثة من هذه البحيرة هي أحياء السامر، والأجواد، والربيع نظراً لقربها منها.

ويشار إلى أنّ هذه البحيرة تستقبل كميّات من مياه الصرف الصحيّ تفوق الخمسين ألف متر مكعّب التي تفرغها ألف ومئتين ناقلة على مدار اليوم كاملاً، وترتفع البحيرة عن مستوى سطح البحر بمئة وخمسة وعشرين متراً، وفق هيئة المساحة الجيولوجيّة السعوديّة.

قرار تجفيف البحيرة

لجأت أمانة محافظة جدة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير ضرورية للحد من أضرار المكرهة الصحيّة التي تسبب بها وجود هذه البحيرة إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة منها، فهي تهدّد أهالي المنطقة بشكل كبير إذ تشكل خطراً في حال انهيار السد الترابي المحيط بها، وبالتالي ستتسرّب المياه وتداهم المنطقة المحيطة بها، وتؤدّي إلى غرقها وتبلغ الخطورة ذروتها في المواسم المطريّة بشكل أكثر من أي وقت آخر إثر احتماليّة ارتفاع منسوب المياه بها وبالتالي فيضانها، لذلك تمّ اتخاذ قرار بتجفيف هذه البحيرة خلال مدة قُدّرت أقصاها بعام واحد، على أن يليها اتخاذ إجراء بالسماح للسيول بالعودة إلى مجاريها كسابق عهدها، وإنشاء الأحواض ليتم تجميع المياه فيها، وباشرت شركة المياه الوطنيّة العمل بهذا القرار وسحبت المياه من البحيرة.

معالجة مياه الصرف الصحي

أولت المملكة العربيّة السعوديّة استثمارات مياه الصرف الصحي أهمية كبرى، فلجأت إلى إقرار نظام خاص في معالجة مياه الصرف الصحي وتدويرها سعياً لتحقيق أعلى درجات الأمان في استخدام هذه المياه، حيث تُستخدم بعد معالجتها في عدة مجالات منها الري الزراعي، والأماكن الترويحيّة، وكما أنّها تتطلع مستقبلاً للاستفادة منها في تغذية آبار المياه الجوفيّة وغيرها العديد من الاستخدامات، وجاء هذا الاهتمام سعياً للحفاظ على صحة المواطنين وحمايتهم من انتقال عدوى الأمراض إليهم.

تخضع مياه الصرف الصحيّ ضمن نظام معالجة مياه الصرف الصحي في السعودية لمجموعة من المراحل، ومنها المعالجة الحيويّة والمعالجة الثلاثيّة والمعالجة الثنائيّة، وبالرغم من هذا الاهتمام الكبير إلا أنّ تكوّن بعض البحيرات الصناعية الخاصة بتصريف المياه العادمة، كبحيرة المسك ألحق الضرر البالغ بالمناطق المحيطة بها وباشرت الحكومة السعودية معالجة هذا الأمر في الآونة الأخيرة.







اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب