X
X


موقع اقرا » إسلام » تجويد » بحث عن التفخيم والترقيق

بحث عن التفخيم والترقيق

بحث عن التفخيم والترقيق


مراتب حروف الهجاء

تختلف قوة كلِّ حرفٍ من حروف الهجاء بحسب مخرجه وطريقة نطقه، فمنها الضعيف ومنها القوي، وصفات الحروف القوية بدورها تُقسم إلى اثنتي عشرة صفةً وهي: الجهر والاستعلاء -أي التفخيم- والإطباق والإصمات والصفير والقلقلة والانحراف والتكرير والتفشي والشدة والاستطالة والغنة، وأقواها القلقلة يليها الشدة ثم الجّهر والإطباق والاستعلاء -التفخيم- فالباقي، وأمّا صفات الحروف الضعيفة فهي: الهمس والرخاوة والاستفال -أي الترقيق- والانفتاح واللين والذلاقة، وهناك حروفٌ تكون قويةً تارةً وضعيفةً تارةً أخرى بحسب حركتها وموقعها من الكلمة وهي ” الراء واللام والألف”، وفيما يلي بحثٌ عن التفخيم والترقيق ومواضع كلّ منهما.[١]

بحث عن التفخيم والترقيق

في مستهلّ الحديث في أيّ بحثٍ عن التفخيم والترقيق لا بدّ من ذكر معنى كلّ منهما، والتفخيم لغةً هو التغليظ والتسمين، واصطلاحًا هو عبارة عن إدخال تسمين على الحرف فيمتلئ الفم بنطقه ويمنحه قوةً في اللفظ، أمّا الترقيق فهو عكس ذلك أي أنّه التخفيف والتنحيف، وهو نحولٌ يدخل على نطق الحرف يُفقده صداه ويُضعف قوة لفظه.[٢]

تنقسم الحروف الهجائية بالنسبة لأحكام التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام، فمنها ما يُفخم دائمًا مهما كانت حركته أو موضعه من الكلمة وعددها سبعة حروف وهي: “الخاء والصاد والضاد والطاء والظاء والغين والقاف”، ومنها ما يٌرقق دائمًا ولا يمكن تفخيمه مهما كانت حركته وموضعه من الكلمة وهي كلّ الحروف الهجائية باستثناء أحرف التفخيم الخمسة وأيضًا باستثناء “اللام والراء والألف”، ومنها ما يُفخم تارةً أو يرقق تارةً أخرى وذلك بحسب حركته أو حركة ما قبله أو بحسب توضعه في الكلمة وهذه الحروف هي “اللام والراء والألف”.[٣]

وبالنسبة لأحرف التفخيم فإنها تختلف عن بعضها من حيث القوة، فأقواها حروف الإطباق أي “الصاد والضاد والطاء والظاء”، وحتى أنّ لها مراتب في ما بينها، فأوّلها وأقواها يكون عند وجود حرف التفخيم مفتوحًا وبعده ألف ومثال ذلك “طَائعين”، ثمّ يليها حرف التفخيم المفتوح وليس بعده ألف ومثال ذلك “صَدق”، ثمّ حرف التفخيم المضموم ومثال ذلك “فضُرب”، ثمّ حرف التفخيم الساكن ومثال ذلك “فاقْضِ”، وآخرها حرف التفخيم المكسور ومثال ذلك “خِيانة”، أمّا حروف الترقيق عامةً فهي متساويةٌ من حيث القوة ولا فرق بينها في أيّ من الحالات.[٤]

أمّا حروف التفخيم والترقيق التي تتأرجح بين القوة والضعف فلكلّ منها حالة معينة، وتلك الحروف هي “اللام والراء والألف”، فالألف تتبع في التفخيم والترقيق الحرف الذي يسبقها، فإن كان الحرف من حروف الترقيق كانت الألف مرققةً ومثال ذلك “القيامة”، “اسماعيل”، وإن كان الحرف السابق للألف من حروف التفخيم كانت مفخمة ومثال ذلك “صادقين”، “قال”، “الضالين”.[٣]

حرف اللام هو أيضًا من الحروف المتأرجحة بين التفخيم والترقيق وهو من الحروف المرققة غالبًا، لأنّه يشترط لتفخيمه شرطان أساسيان وهما أن تكون اللام في لفظ الجلالة “الله”، وأن يكون مسبوقًا بضمٍ أو فتح، كما أنّه يكون مفخمًا عند بدء الجملة بلفظ الجلالة “الله” لأن همزة الوصل تكون مفتوحةً، ومثال ذلك “ضَرَبَ اللَّهُ”، “عَبْدُ اللَّهِ”، “الله نور السماوات والأرض”، أمّا ما دون ذلك فاللام يُعتبر من حروف الترقيق في أيّ كلمة كانت، حتى وإن كان ما قبله مضمومًا أو مفتوحًا، فيجب تحقيق الشرطين معًا لتفخيمه، ويكون اللام مرققًا أيضًا في لفظ الجلالة “الله” المسبوق بكسر ومثال ذلك “مِنْ دُونِ اللَّهِ”، أو في لفظ الجلالة المسبوق بالسكون ومثال ذلك “غَيْرُ مُعْجِزِيْ اللَّهِ”.[٣]

والحرف الأخير من حروف التفخيم والترقيق المتأرجحة هو حرف “الراء” وله الكثير من الحالات، فإذا جاءت الراء مفتوحة وسبقها حرفٌ متحرك تكون من حروف التفخيم ومثال ذلك “وَيُرِيكُمْ “، “رَحِيقٍ مَخْتُومٍ”، وإذا جاءت الراء مضمومةً وكان قبلها حرفٌ متحرك تكون من حروف التفخيم ومثال ذلك “يُبْصِرُونَ”، “رُدُّوا”، أمّا إذا جاءت الراء مكسورةً وقبلها حرفٌ متحرك فتكون من حروف الترقيق ومثال ذلك “لَيْلَةِ الْقَدْرِ”، “وَذَرِ الَّذِينَ”.[٤]

ومن حالات أرجحة الراء بين التفخيم والترقيق هي أن تأتي الراء ساكنةً ومسبوقةً بحرفٍ حركته الفتح فتكون من حروف التفخيم ومثال ذلك “لَا يَسْخَرْ”، “مَرْقَدِنَا”، وفي حال مجيء الراء ساكنةً وسبقها حرفٌ مضمومٌ فتكون من حروف التفخيم ومثال ذلك “قُرْآن”، “بُرْهان”، أمّا إذا جاءت الراء ساكنةً وقبلها حرفٌ حركته كسرةٌ أصليةٌ فتكون من حروف الترقيق ومثال ذلك “فِرْعون”، وإن كانت الكسرة عارضة فتكون الراء من حروف التفخيم ومثال ذلك “مَنِ ارْتضى”، وإذا جاءت ساكنةً ووقع بعدها حرفٌ من حروف التفخيم كانت الراء مفخمةً، وقد جاء مثال ذلك في ثلاث كلماتٍ في القرآن الكريم وهي “قرْطاس”، “مرْصادًا”، “فِرْق”، وإذا أتت الراء ساكنةً وقبلها حرفٌ ساكنٌ مسبوقٌ بفتحٍ أو ضم كانت من حروف التفخيم ومثال ذلك “فَاتَّقُوا النَّارْ”، بشرط الّا يكون الساكن السابق لها من حروف الليلن وعندها يجوز التفخيم والترقيق ومثال ذلك “خَيْر”.[٤]

وآخر حالةٍ من حالات تأرجح الراء بين التفخيم والترقيق هي عندما تأتي الراء ساكنةً وقبلها حرفٌ ساكنٌ وقبله حرفٌ حركته الكسر، وفي هذه الحالة يُنظر للحرف الساكن قبل الراء، فإذا كان من حروف الترقيق كانت الراء مرققةً ومثال ذلك “بِكْرْ”، “بِئْرْ”، وإذا كان الحرف الساكن السابق للراء من حروف التفخيم كانت الراء مفخمةً ومثال ذلك كلمتان في القرآن الكريم وهما “مِصْر”، “القِطْر” وهذا ما يُسمى الساكن الحصين، والله -تعالى- أعلم.[٤]

المراجع[+]

  1. “كيف تقرأ القرآن الكريم برواية الإمام قالون عن نافع المدني”، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
  2. “كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “مراتب التفخيم في التلاوة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث “التفخيم والترقيق”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-05-2019. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب