X
X



الكلام عن الناس

الكلام عن الناس


مفهوم الكلام عن الناس وحكمه

إن مما قد يتعرض له المسلم أن يقوم شخص بالكلام عنه من وراء ظهره، وإن حكم هذا الكلام يختلف باختلاف طبيعة هذا الكلام، فمن تكلم بالخير وبما يحبّه الشخص عن نفسه؛ فإن مما لا شكّ فيه أن هذا مباح لا حرمة فيه، أما إن كان الكلامُ عن الشخص بالسوء وبما يكره؛ فهنا يختلف الحكم الشرعي بحسب المقصود منه، وعندها قد يصبحُ هذا الكلام مندرجًا تحت مفهوم الغيبة والنميمة اللتان حرمهمها الله -عز وجل-.

ثم لا بدّ ابتداء من تعريف الغيبة والنميمة، وتعريفهما كما يلي:[١]

عرّف العلماء الغيبة بأنها ذكر الشخص لأخيه المسلم بما يكره، وذلك في حال غيابه، ويستوي في ذلك إن كان الذكر له مباشرًا أو بالإشارة أو الرمز الذي يفهم المستمع منه الشخص المقصود بعينه.

  • تعريف النميمة

عرّف العلماء النميمة بأنها نقل كلام أو حال شخص لغيره على جهة يقع فيها الفساد بين الشخصين، وسواء كان ذلك بعلم الشخص أو بغير علمه.

حكم الكلام عن الناس

مما لا شكَّ فيه أنّ الغيبة والنميمة محرمتان بإجماع العلماء، وقد وردت مجموعة من الأدلة الشرعيّة التي تبين تحريمهما،[١][٢] ومن ذلك قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).[٣] وقوله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ* هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ).[٤]

وقد وردت أدلة تحذر من ذكر الناس بالسوء، وتبين العقوبة الشديدة لمن يقوم بهذا الفعل، ومنها ما ورد في الحديث الشريف: (مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بقبرينِ فقال إنهما يُعذَّبانِ وما يعذبانِ في كبيرٍ وبكى وفيه وما يعذبانِ إلا في الغيبةِ والبولِ).[٥]

متى يكون الكلام عن الناس مباحًا؟

بيّن العلماء أنّ للكلام عن الناس أقسامًا يختلف حكم كل قسم فيها عن الآخر، وقد بينا سابقًا أن ذكر المسلم لأخيه المسلم بالسوء دون حاجة أو لمجرد الاستهزاء به أو إحزانه فإن هذا محرم قطعًا، وأمّا ما كان من قبيل دفع الشر كطلب النصيحة في الزواج من شخص معين، أو التحذير من أذى وخطر شخص ما، فهذا قد يكون واجبًا؛ لأنه يترتب عليه شر كبير.[٦]

وهناك نوع من الكلام عن الناس يكون مباحًا، وبيانه فيما يلي:[٦]
  • التظلم، فيباح للمسلم إن كان مظلومًا أن يرفع أمره إلى السلطان والقاضي وأن يشرح له تفاصيل ظلم شخص ما له.
  • الاستعانة على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى صوابه، فإذا حاد الشخص عن الطريق القويم، فيمكن أن ينبه المسؤول عنه ويتكلم عنه أمام وليه حتى يعظه ويعيده إلى الطريق الصحيح.
  • الاستفتاء، وذلك بأن يذكر للمفتي تفاصيل تتعلق بطلبه لفتوى معينة، كأن يقول له ظلمني أخي أو فلان بكذا وكذا.
  • تحذير الناس من شر شخص ونصيحتهم بالابتعاد عنه أو عن علمه، وذلك مثل ما يقوم به بعض علماء الحديث بالطعن فيمن يكذب في رواية الحديث.
  • أن يكون هناك شخص يجاهر بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر أو النصب أو غير ذلك، وتحذير الناس من التعامل معه.

المراجع

  1. ^ أ ب سعيد بن على بن وهف القحطاني، آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 9)، الرياض:مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، صفحة 8 – 10. بتصرّف.
  2. أبو عبد الرحمن إبراهيم بن سعد أبا حسين (2014)، معجم التوحيد (الطبعة 1)، صفحة 399، جزء 2. بتصرّف.
  3. سورة الحجرات، آية:12
  4. سورة القلم، آية:10-11
  5. رواه العيني ، في عمدة القاري، عن أبو بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 22/2، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح.
  6. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 409، جزء 2. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب