موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » الفرق بين الإعلال والإبدال

الفرق بين الإعلال والإبدال

الفرق بين الإعلال والإبدال


الفرق بين الإبدال والإعلال

ما أهم الفروق بين الإعلال والإبدال؟

الإعلال والإبدال بابان اساسيان من أبواب علم الصرف الذي به تعرف أحوال الكلمة وصياغتها، وهو من المصطلحات اللغوية الشائعة التي لها مدلولاتها الخاصة وأحكامها وضوابطها والتي ستُدرج وتُشرح تباعًا، وعند الحديث عن الإعلال والإبدال لا بدَّ من ذكر الفروق الجوهرية بينهما:[١]

من حيث مفهومهما عند اللغويين

كيف عرَّف اللغويون الإعلال والإبدال؟

الإعلال في اللغة من أعلَّ الشيء: إذا جعله ذا علَّة، ويقال: به إعلال؛ أي: علة وسقم ومرض[٢]، أمَّا في الاصطلاح فيُعرَّف الإعلال بأنه: تغيير يطرأ على حرفٍ من حروف العلة وهي الألف والواو والياء للتخفيف إمَّا بإسكانه أو قلبه أو حذفه.[٣]

الإبدال في اللغة: مصدر بدل، يقال بدل كتابًا بآخر إذا أخذ غيره بديلًا وعوضًا، ويقال بدّل عمله بعمل آخر: إذا غيَّره[٤]، أما في الاصطلاح فيُعرَّف الإبدال بأنه: أن يُجعل حرف مكان حرفٍ آخر، وقد يلتبس الإبدال عند البعض بالإعلال بالقلب، ولكن تعريف كلا النوعين يبين الفرق بينهما حيث يختص الإعلال بحروف العلة، أما الإبدال فيكون بالحروف الصحيحة وبحروف العلة، فكل إعلال يسمَّى إبدالًا ولكن لا يقال لكل إبدال إعلال، وقد حصر بعض اللغويين حروف الإبدال في قوله: “طال يوم أنجدته”[٥]

من حيث تأثيرهما على بنية الكلمة

كيف يكون تأثير الإعلال والإبدال على بنية الكلمة؟

لا يجهل أحد تأثير الإعلال والإبدال في بنية الكلمة، لا سيَّما أن أغلب التغير الذي يطرأ على الكلمة متعلق بوزنها الصرفي، وقد يتعلق هذا التأثير تارةً بعدد الحروف، وتارةً بشكلها وبترتيبها تارةً أخرى، وأيضًا فإن لكلا النوعين قاعدة صرفية تحكمه سواء بالإعلال بالقلب أم الحذف أم التسكين، أم بالإبدال الذي يكون في كثير من الحروف منها: الطاء والظاء والدال والذال والتاء والهمزة، والتي أيضًا تخضع بمضمونها لقواعد صرفية تحكمها وتفرض عليها هذا التغير في بنية الكلمة.[٦]

لعل الإعلال قد يكون تأثيره أكبر في بنية الكلمة من الإبدال، حيث يمكن أن تجمع الكلمة في طياتها نوعين من الإعلال كالقلب والحذف كما في أقام واستقام، أو تجمع بين الحذف والنقل كما في مبيع ومقول، وهذا مما لا يوجد في الإبدال.[٧]

من حيث أنواع كل منهما

ما الأنواع التي يتفرع إليها الإعلال والإبدال؟

يندرج الإعلال والإبدال تحت أنواع متعددةٍ تبيِّن الفروق فيما بينها، وللتوضيح ستُذكر أنواع الإعلال وحالاته يتلوها أنواع الإبدال.[٨]

الإعلال بالقلب

وهو تحويل حرف من حروف العلة إلى آخر، بحيث يقلب الحرف ويحل مكانه حرف آخر من نفس هذه الحروف، ويخضع هذا الحرف لضوابط محددة، مثال: الفعل “قال” والأصل فيه “قَوَلَ” بفتح الواو، فتحرَّكت الواو هنا وانفتح ما قبلها، فصارت ألفًا لتناسب الحركة، ومثله باع، عاد وغيره من الأفعال التي أصل عينها واو أو ياء[٨]، ومنه قلب الواو ياءً إذا سُكِّنت بعد كسرة، مثال: صيام والأصل فيها: صِوام، ومثلها: ميعاد وموزان.[٨]

الإعلال بالتسكين

لعله من أسهل وأبسط أنواع الإعلال، وهو أن تنقل حركة الحرف المعتل إلى الحرف الساكن الصحيح الذي قبله، مع بقاء حرف العلة بشرط أن يكون من جنس الحركة، مثال: يَقُوْلُ ويَبِيْعُ، أصلهما يقْوُل ويَبْيِع فاستُثقلتا في اللفظ فنقلت الحركات وسُكِّنَ حرف العلة[٨]، وإن اختلّ شرط الحرف تجانس الحركة والحرف وُضع حرف يناسب الحركة، مثال: يخاف أصلها يخْوَف، حيث انتقلت الفتحة من حرف الواو إلى الحرف الذي قبله وسُكِّنت الواو، فقلبت الواو ألفًا لتناسب الحركة.[٩]

الإعلال بالحذف

يكون بحذف الحرف الأصلي أو بحذف حرفٍ زائد، وقد يأتي الحذف سماعيًا أو مطردًا في مواضع منها: حذف همزة الفعل الماضي الرباعي الزائدة من فعله المضارع واسم مفعوله وفاعله، مثال: أخبر، يخبر، مُكْرِم ومُكْرَم، وكان أصلها: يؤكرم، مؤَكرِم ومؤكرَم[١٠]، وحذف الواو الواقعة فاءً في الفعل الثلاثي الماضي مفتوح العين من المضارع الذي تكون عينه مكسورة، مثال: وَعَدَ، ومضارعه: يَعِدُ، حذفت الواو في المضارع لانكسار عينه وتحذف من أمره ومصدره.[١٠]

أمَّا الإبدال فتعددت أنواعه وحالاته ومنها:

  • إبدال الياء والواو همزة وجوبًا في مواضع منها: أن تأتيا متطرفتين ويأتي قبلهما ألف ساكنة[١١]، مثال: “سماء وبناء” أصلها “سماو وبناي” فتطرفت الواو في كلمة سماء وجاء قبلها ألف ساكنة فقلبت الواو همزة، وكلمة بناء تطرفت فيها الياء وجاء قبلها ألف ساكنة فقلبت الياء همزة.[١١]
  • أن تقع الواو والياء عينًا في اسم الفاعل، مثال: “قائل وبائع” وقد كان أصل الاسمين “قاول وبايع” فلما وقعتا في عين الفعل قلبتا وأصبحتا على الشكل الذي عرفه الناس اليوم.[١٢]
  • أن تقعا بعد ألف مفاعل وما أشبهه، مثال: عجائز وصحائف.[١٢]
  • إبدال التاء طاءً في صيغة افتعل ومصدره افتعال: حيث تبدل الطاء بالتاء في هذه الصيغة ولكن بشرط أن يكون فاء الكلمة حرف من حروف الإطباق وهي الضاد والصاد والظاء والطاء، وأن تأتي التاء بعد هذه الحروف، مثال: اصطبر، اضطر، اطلع، فالأصل في هذه الكلمات: اصتبر، اضتر، اطتلع، فلما جاءت التاء بعد هذه الحروف أبدلت طاءً لتناسب المخرج.[١٣]
  • إبدال الدال من التاء أيضًا في صيغة افتعل، مثال: ازدجر وادَّكر، وكان الأصل فيها: ازتجر وادتكر، فلما وقعتا في صيغة افتعل أبدلتا دالًا.[١٤]

أمثلة على الإبدال والإعلال

ما أبرز الشواهد التي وقع فيها إبدال وإعلال؟

  • أمثلة على الإبدال:
    • قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}[١٥]: والشاهد هنا في كلمة اصطفى، فالأصل فيها أن تكون اصتفى ولكن لما وقعت التاء في صيغة افتعل كان حقها أن تبدل طاءً.
    • هُوَ الجَوادُ الَّذي يُعطيكَ نائِلَهُ ** عَفوًا وَيُظلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ.[١٦]الشاهد هنا في كلمة نائله التي أصلها نايله، حيث وقعت الياء عينًا في صيغة فاعل فأبدلت همزةً، والشاهد الآخر في كلمة: يظَّلم إذ الأصل فيها يظتلم فأبدلت التاء في صيغة افتعل طاءً وأُدغمت في الظاء.
    • قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}[١٧]:الشاهد هنا في كلمة مدَّكر، والأصل فيها مدتكر، فأبدلت التاء دالًا في صيغة افتعل.
    • قال تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ}[١٨]:الشاهد في كلمة اضطر، والأصل فيها اضتر فأبدلت التاء طاءً في صيغة افتعل.
  • أمثلة على الإعلال:
    • قال تعالى: {وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}[١٩]: الشاهد في كلمة هب وفيها إعلال بالحذف، وهي فعل أمر، والماضي منه وهب، ولمَّا كانت فاء الفعل الواو المفتوحة وما بعدها مفتوح فإن حقها الحذف في الأمر.
    • قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[٢٠]: والشاهد هنا في كلمة نستعين، وفيها إعلال بالقلب، حيث إن الأصل فيها نستعون، جاءت الواو مكسورة، فنقلت الكسرة إلى العين وسُكِّنت الواو، وقلبت إلى ياء لمناسبة الحركة التي قبلها.
    • قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}[٢١]: الشاهد في كلمة يستقيم، وفيها إعلال بالقلب، والأصل فيها يستقوم، جاءت الواو مكسورة، فنقلت الكسرة إلى القاف وسُكِّنت الواو، ثم قلبت الواو ياء لتسكينها وانكسار ما قبلها.
    • قال تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}[٢٢]: الشاهد في كلمة ينفقون، وفيه إعلال بالحذف، فماضي الفعل هو أنفق من أفعل، والأصل في مضارعه يُأنفقون، فحذفت الهمزة للتخفيف.
    • قال تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[٢٣]: الشاهد في كلمة يقوم، وفيها إعلال بالتسكين، فالأصل فيها أن تكون يقْوُم، حيث نقلت حركة حرف العلة إلى الحرف الصحيح الذي قبله وسُكِّن الحرف لاستثقال اللفظ في الحالة الأولى.

المراجع[+]

  1. أحمد محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 8. بتصرّف.
  2. “تعريف وشرح ومعنى أعلّ”، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021.
  3. أحمد محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 121. بتصرّف.
  4. “تعريف وشرح ومعنى بدل”، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021.
  5. أحمد محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 122. بتصرّف.
  6. الصادق آدم أبوه حسب النبي، أثر ظاهرتي الإعلال والإبدال في بنية الكلمة وتفسيرهما على ضوء الدراسات اللغوية، صفحة 51. بتصرّف.
  7. الصادق آدم أبوه حسب النبي، أثر ظاهرتي الإعلال والإبدال في بنية الكلمة وتفسيرهما على ضوء الدراسات اللغوية، صفحة 52. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 757، جزء 4. بتصرّف.
  9. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 794، جزء 4. بتصرّف.
  10. ^ أ ب عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 800. بتصرّف.
  11. ^ أ ب أحمد محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف، صفحة 123، جزء 1. بتصرّف.
  12. ^ أ ب عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 761-763. بتصرّف.
  13. عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 792. بتصرّف.
  14. ابن الحاجب الكردي، الشافية في علم التصريف، صفحة 118. بتصرّف.
  15. سورة آل عمران، آية:33
  16. “قف بالديار التي “، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 20/3/2021.
  17. سورة القمر، آية:17
  18. سورة البقرة، آية:173
  19. سورة آل عمران، آية:8
  20. سورة الفاتحة، آية:5
  21. سورة التكوير، آية:28
  22. سورة الأنفال، آية:3
  23. سورة إبراهيم، آية:41






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب