X
X


موقع اقرا » الآداب » أشعار وأدباء » الصور الفنية في قصيدة جادك الغيث

الصور الفنية في قصيدة جادك الغيث

الصور الفنية في قصيدة جادك الغيث


الصور الفنية في قصيدة جادك الغيث

تم تقسيم الصور الفنية في القصيدة إلى الأقسام الآتية:

الاستعارة في القصيدة

مما ورد من استعارات في قصيدة جادك الغيث للسان الدين بن الخطيب ما يأتي:

  • جادَكَ الغيْثُ

شبه الغيث بإنسان يجود، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

  • يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

شبه الدهر بالإنسان الذي يقود الآخرين ويسر أمامهم، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

  • الحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ

شبه المطر بالغطاء الذي يغطى الأشياء، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية.

المجاز في القصيدة

من المجاز الوارد في قصيدة جادك الغيث ما يأتي:

  • كَساهُ الحُسْنُ ثوْباً

استعمل الشاعر هنا لفظة تُستَعمل عادة مع الإنسان، وقد خلعها على أمر معنوي وهو الجمال على سبيل المجاز.

  • لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

استعمل الشاعر لفظة الكتمان مع الليالي على سبيل المجاز في حين أنّها تستعمل عادة للعاقل.

  • حينَ لذّ الأنْسُ

استعمل الشاعر لفظة اللذة لأمر معنوي في حين أنّها تُستعمل عادة مع الأمور المادية وذلك على سبيل المجاز.

التشبيه في القصيدة

من التشبيهات التي وردت في قصيدة جادك الغيث ما يأتي:

  • وطَرٌ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

شبّه لسان الدين بن الخطيب انقضاء الوطر -وهو اللذة- من حيث السرعة بلمح البصر، فذكر المشبه وهو الوطر، والمشبه به وهو لمح البصر، وأداة التشبيه وهي الكاف وحَذَفَ وجه الشبه الذي هو السرعة، فالتشبيه إذًا هو تشبيه مُجمَل.

  • هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

شبه الشاعر لسان الدين بن الخطيب مجيء الصبح من حيث السرعة بهجوم الجنود والحرس، فذكر المشبه وهو مجيء الصبح والمشبه به وهو هجوم الحرَس فقط، ولم يذكر لا وجه الشبه ولا أداة التشبيه؛ لأنّ التشبيه هنا هو تشبيه بليغ.

  • ينْزِلُ النّصْرُ مثْلَما ينْزِلُ الوحْيُ

شبه لسان الدين بن الخطيب مجيء النصر بنزول الوحي من حيث التأييد الإلهي، فذكر المشبه وهو نزول النصر والمشبه به وهو نزول الوحي وأداة التشبيه وهي “مثل” ولم يذكر وجه الشبه، فالتشبيه إذًا تشبيه مُجمَل.

نص القصيدة

يقول لسان الدين بن الخطيب في قصيدة جادك الغيث:

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُمَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما

يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى

مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى

أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى

هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما

أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا

فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا

أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى

وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما

يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما

يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا

وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ

ضاقَ عْنْ وجْدي بكُمْ رحْبُ الفَضا

لا أبالِي شرْقُهُ منْ غَرْبِهِ

فأعِيدوا عهْدَ أنْسٍ قدْ مضَى

تُعْتِقوا عانِيكُمُ منْ كرْبِهِ

واتّقوا اللهَ وأحْيُوا مُغْرَما

يتَلاشَى نفَساً في نفَسِ

حُبِسَ القلْبُ عليْكُمْ كرَما

أفَتَرْضَوْنَ عَفاءَ الحُبُسِ

وبقَلْبي منْكُمُ مقْتَرِبٌ

بأحاديثِ المُنَى وهوَ بَعيدْ

قمَرٌ أطلَعَ منْهُ المَغْرِبُ

بشِقوةِ المُغْرَى بهِ وهْوَ سَعيدْ

قد تساوَى مُحسِنٌ أو مُذْنِبُ

في هَواهُ منْ وعْدٍ ووَعيدْ

ساحِرُ المُقْلَةِ معْسولُ اللّمى

جالَ في النّفسِ مَجالَ النّفَسِ

سدَّدَ السّهْمَ وسمّى ورَمى

ففؤادي نُهْبَةُ المُفْتَرِسِ

إنْ يكُنْ جارَ وخابَ الأمَلُ

وفؤادُ الصّبِّ بالشّوْقِ يَذوبْ

فهْوَ للنّفْسِ حَبيبٌ أوّلُ

ليْسَ في الحُبِّ لمَحْبوبٍ ذُنوبْ

أمْرُهُ معْتَمَدٌ ممْتَثِلُ

في ضُلوعٍ قدْ بَراها وقُلوبْ

حكَمَ اللّحْظُ بِها فاحْتَكَما

لمْ يُراقِبْ في ضِعافِ الأنْفُسِ

مُنْصِفُ المظْلومِ ممّنْ ظَلَما

ومُجازي البَريءِ منْها والمُسي

ما لقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا

عادَهُ عيدٌ منَ الشّوْقِ جَديدْ

كانَ في اللّوْحِ لهُ مكْتَتَبا

قوْلُهُ إنّ عَذابي لَشديدْ

جلَبَ الهمَّ لهُ والوَصَبا

فهْوَ للأشْجانِ في جُهْدٍ جَهيدْ

لاعِجٌ في أضْلُعي قدْ أُضْرِما

فهْيَ نارٌ في هَشيمِ اليَبَسِ

لمْ يدَعْ في مُهْجَتي إلا ذَما

كبَقاءِ الصُّبْحِ بعْدَ الغلَسِ

سلِّمي يا نفْسُ في حُكْمِ القَضا

واعْمُري الوقْتَ برُجْعَى ومَتابْ

دعْكَ منْ ذِكْرى زَمانٍ قد مضى

بيْنَ عُتْبَى قدْ تقضّتْ وعِتابْ

واصْرِفِ القوْلَ إلى المَوْلَى الرِّضى

فلَهُم التّوفيقُ في أمِّ الكِتابْ

الكَريمُ المُنْتَهَى والمُنْتَمَى

أسَدُ السّرْحِ وبدْرُ المجْلِسِ

ينْزِلُ النّصْرُ عليْهِ مثْلَما

ينْزِلُ الوحْيُ بروحِ القُدُسِ

مُصْطَفَى اللهِ سَميُّ المُصْطَفَى

الغَنيُّ باللّهِ عنْ كُلِّ أحَدِ

مَنْ إذا ما عقَدَ العهْد وَفَى

وإذا ما فتَحَ الخطْبَ عقَدْ

مِنْ بَني قيْسِ بْنِ سعْدٍ وكَفى

حيْثُ بيْتُ النّصْرِ مرْفوعُ العَمَدْ

حيث بيْتُ النّصْرِ محْميُّ الحِمَى

وجَنى الفَضْلَ زكيُّ المَغْرِسِ

والهَوى ظِلٌّ ظَليلٌ خيَّما

والنّدَى هبّ الى المُغْتَرَسِ

هاكَها يا سِبْطَ أنْصارِ العُلَى

والذي إنْ عثَرَ النّصْرُ أقالْ

عادَةٌ ألْبَسَها الحُسْنُ مُلا

تُبْهِرُ العيْنَ جَلاءً وصِقالْ

عارَضَتْ لفْظاً ومعْنىً وحُلا

قوْلَ مَنْ أنطَقَهُ الحُبُّ فَقالْ

هلْ دَرَى ظبْيُ الحِمَى أنْ قد حَمَى

قلْبَ صبٍّ حلّهُ عنْ مَكْنِسِ

فهْوَ في خَفْقِ وحَرٍّ مثلَما

ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ[١]

المراجع

  1. “جادك الغيث إذا الغيث همى”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2022.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب