موقع اقرا » قانون » قوانين وأنظمة دولية » الاتهام الباطل في القانون

الاتهام الباطل في القانون

الاتهام الباطل في القانون


الظلم

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[١]، إنَّ إيقاع الظّلم على الآخرين من الذنوب العظيمة التي تقود صاحبها إلى المعصية والضلال، وتشيع البغضاء والفتن بين أفراد المجتمع، كما أعدَّ الله تعالى عقوبة كبيرة على الشّخص الذي يظلم الناس ويفتري عليهم، لذلك لا بُدّ من توضيح الاتهام الباطل في القانون، ومفهوم البهتان، وتوضيح مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته.

الاتهام الباطل في القانون

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم}[٢]، لا يجوز لأيِّ شخصٍ مهما كانت صفته أن يسيء الظن بغيره، حيث إساءة الظن بالآخرين أمرٌ محرم وغير جائز، فلا يحل لأي شخص أن ينسب أي تهمة للآخرين قبل التثبت من ذلك على وجه اليقين، وقد جاء الوعيد على هذا المنكر، أما عن الاتهام الباطل في القانون فقد تتّجه الدول إلى معاقبة الشخص الذي يقوم بالافتراء على الآخرين، بنفس العقوبة للتّهمة، وبعض الدول تتجه إلى حبس الشخص المفتري لأكثر من خمس سنوات؛ لأنّ الإفتراء على الناس ظلم عظيم، وعلى من وقع في ذلك أن يبادر إلى بالتوبة لله عزّ وجلّ.[٣]

مفهوم البهتان

بعد الحديث عن الاتهام الباطل في القانون لا بُدّ من التعرف البهتان، حيث يُعرف على أنه: “الكذب والافتراء الباطل الذي يُتحيَّر منه”، وقال المناوي -رحمه الله-: “البُهتان: كذبٌ يَبهتُ سامعه ويدهشه ويحيره؛ لفظاعته، وسُمِّيَ بذلك لأنه يبهَتُ: أي يُسْكِتُ لتخَيُّل صحته، ثم يَنكشف عند التأمُّل”، وقال الكَفوي -رحمه الله-: “البهتان: هو الكذب الذي يبهت سامعه؛ أي: يَدْهَشُ له ويتَحَيَّرُ، وهو أفحشُ مِن الكذب، وإذا كان بحضرة المقول فيه كان افتراءً”، وعد بعض الفقهاء البهتان من كبائر الذنوب، وأنّه أشد من الغيبة[٤]، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “خمسٌ ليس لهنَّ كفَّارةٌ: الشِّركُ باللهِ، وقتلُ النَّفسِ بغيرِ حقٍّ وبهْتُ مؤمنٍ والفِرارُ من الزَّحفِ ويمينٌ صابرةٌ يقتِطعُ بها مالًا بغيرِ حقٍّ”.[٥].

مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته

الأصل في الإنسان البراءة، ومقتضى ذلك أنّه كلّ من يُتهم بارتكاب جريمة مهما بلغت جسامتها وخطورتها يجب أن يعامل بوصفه بريئًا إلى أن تثبت إدانته بحكم قضائي قطعي، فتنهار عند ذلك قرينة البراءة ويصبح المتهم مدانًا ومستحقًا بالتالي للعقوبة التي حدّدها القانون للجريمة التي اتهم بارتكابها، وبالتالي فإن مبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته من المبادئ التي ترمي إلى حماية المتهم ضد أي إجراء قد يُتخذ بحقه ويمس حريته الشخصية التي كفلها الدستور، حيث حرصت الدساتير على حماية حقوق الأفراد وحرياتهم.[٦]

والقانون عندما أوجد مثل هذه القاعدة كان هدفه أنّ الإنسان بريء وهو غير مكلف بإثبات براءته المفترضة بحكم القانون، وعلى من يدعي عكس ذلك أن يقيم الدليل ويثبت ما يدعيه من اتهام، فالقانون عليه أن يحمي الظاهر، ومن يدعي خلاف الظاهر يقع عليه عبء الإثبات، وبالتالي دام أن الإنسان بريء فلا يجوز المساس بحريته إلا في أضيق الحدود ولضرورات التحقيق ووفق نص القانون.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة الأحزاب، آية: 58.
  2. سورة الحجرات، آية: 12.
  3. “الترهيب من اتهام المؤمن بما ليس فيه”، www.islamweb.net، ، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.
  4. “البهتان”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 06-09-2019. بتصرّف.
  5. رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4/16، [فيه] بقية.
  6. ^ أ ب محمد سعيد نمور (2016)، أصول الإجراءات الجزائية (الطبعة الرابعة)، عمان-الأردن: دار الثقافة، صفحة 62. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب