الإمام تاج الدين السبكي

اسمه ونسبه

هو الإمام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمَام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مِسوار بن سَوّار بن سليم السُّبكي، الخزرجي، الأنصاري -عليهم رحمة الله جميعاً-.[١]

ولادته ونشأته

تعدّدت آراء المؤرخون في مولد الإمام تاج الدين السبكي، فقد ذكر الحافظ ابن حجر-رحمه الله- أن الإمام تاج الدين كانت ولادته في عام: 727هـ، وقد ذكر الذهبي أن مولده كان في عام: 728هـ، وأما السيوطي فقد ذكر أن الإمام تاج الدين كانت ولادته في عام: 729هـ.[١]

وأما نشأته -عليه رحمة الله- فقد كانت في القاهرة، ولما تولى والده القضاء في الشام انتقل معه إلى دمشق، وكان ذلك في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وسبعمئة.

وقد استفاد الإمام تاج الدين من البلدين في طلب العلم، إلا أنه استفاد من دمشق أكثر؛ وذلك لوجود كبار المشايخ فيها، فكان والده شيخه الأول، ومعلمه المفضل.[١]

طلبه للعلم

كانت نشأة الإمام في بيت العلم هي اللبنة الأساسية في بناء شخصيته العلمية، حيث أقبل الإمام تاج الدين على العلم في وقتٍ مبكّر؛ حيث حفظ القرآن الكريم بعمرٍ صغير، وتعلّم من والده علوم اللغة العربية والعقيدة والفقه وأصوله والعديد من العلوم الأخرى.[٢]

شيوخه وتلاميذه

لم يكتفِ الإمام بما تعلمه من أبوه، وإنما أخذ العلم أيضًا من كبار الشيوخ في عصره، ومن أبرز الشيوخ الذين تعلم منهم الإمام تاج الدين السبكي نذكرهم فيما يأتي:[٢]

وهو الإمام الحافظ المؤرخ شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، توفي سنة746هـ، وقد أخذ الإمام تاج الدين عن الإمام السبكي علم التاريخ، وعلم الجرح والتعديل، والحديث، ومعرفة أحوال الرجال.

وهو الإمام أبو الحجاج يوسف بن الزكي بن عبدالرحمن القُضائي الدمشقي جمال الدين المزي، توفي سنة 742هـ، وقد قرأ الإمام تاج الدين عليه الحديث، وسمع منه الكثير، وتخرج في معرفة الرجال.

وهو الإمام أثير الدين محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان، والذي توفى سنة 745هـ، وقد أخذ عنه الإمام تاج الدين علم النحو، وعلوم اللغة.

وهو الإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن النقيب، والذي توفى سنة 745هـ، وقد أخذ الإمام تاج الدين عنه الفقه الشافعي، وقد أجازه بالإفتاء، ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشر من عمره.

• زينب بنت الكمال

وهي السيدة العذراء مسندة الشام زينب بنت أحمد بن عبدالرحيم بن عبد الواحد بن أحمد المقدسية، وقد توفيت سنة 740هـ، حيث تفردت في رواية كتب كبار، وقد أكثر تاج الدين بالرواية عنها في كتاب الطبقات.

ولمّا سطع علم السبكي في ذلك الوقت تزاحم طلبة العلم كي يأخذوا العلم عنه، ومن أبرز التلاميذ الذين كان الإمام تاج الدين شيخهم ما يأتي:[٢]

• شمس الدين الغزي

وهو الإمام القاضي أبو عبدالله محمد بن خلف بن كامل بن عطاء الله الغزي، وقد توفى سنة 770هـ.

وهو الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبو العباس محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي، والذي توفي سنة 790هـ.

• زين الدين القرشي

وهو الإمام العلامة الفقيه، زين الدين أبو حفص عمر بن مسلم بن سعيد ابن عمر بن بدر بن مسلم القرشي الملحي الدمشقي، وقد توفي سنة 792هـ.

وهو الإمام شرف الدين أبو الثناء محمود بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد البكري الوائلي، وقد توفي سنة 795هـ.

• شرف الدين الغزي

وهو الإمام الفقيه، أبو الروح عيسى بن عثمان لن عيسى الغزي، وقد توفي سنة 799هـ.

وهو الإمام العلّامة المفتي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحيم، وقد توفي سنة 800هـ.

وهو الإمام العلامة شمس الدين محمد بن الخضر بن الشمري الزبيري الأسدي العيزري، وقد توفي سنة 808هـ.

أهم مؤلفاته 

تميّز الإمام تاج الدين في ثقافته وبراعته في فنون عديدة؛ فقهاً، وأصولاَ، وحديثاً، ونحواً، وبلاغة وغير ذلك من الفنون المتعدّدة، ومن المؤلفات التي ألّفها ما يأتي:[٣]

• أحاديث رفع اليدين.
• الأشباه والنظائر في الفروع.
• أوضح المسالك في المناسك.
• تبيين الأحكام في تحليل الحائض.
• ترجيح تصحيح الخلاف.
• الترشيح في اختيارات والده.
• التوشيح على التنبيه، والتصحيح، والمنهاج.
• جزء في الطاعون.
• جلب جلب، جواب أسئلة سأله عنها الأذرعي.
• جمع الجوامع.

وفاته

كانت حياة الإمام تاج الدين حافلة بالإنجازات العلمية، إلا أنّه أصيب بمرض الطاعون، فمات في دمشق في شهر ذي الحجة، حيث مات ليلة الثلاثاء سنة 771هـ، ودُفن بتربة السبكيّة بسفح قاسيون عن عمر 44 سنة، فرحمه الله وتغمّده في رحمته.[٤]

المراجع

1. ^ أ ب ت تاج الدين السبكي، كتاب الإبهاج شرح المنهاج، صفحة 168-169. بتصرّف.
2. ^ أ ب ت أحمد الحسنات، منهج الإمام تاج الدين السبكي في أصول الفقه، صفحة 27-29. بتصرّف.
3. ↑ أحمد الكوراني، كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع، صفحة 139. بتصرّف.
4. ↑ أحمد الكوراني، كتاب الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع، صفحة 147. بتصرّف.