X
X


موقع اقرا » إسلام » القرآن الكريم » الإعجاز العلمي في قوله وعلم آدم الأسماء كلها

الإعجاز العلمي في قوله وعلم آدم الأسماء كلها

الإعجاز العلمي في قوله وعلم آدم الأسماء كلها


وجه الإعجاز العلمي في قوله وعلم آدم الأسماء كلها

ما المقصود بالأسماء؟ ولماذا تعدّ الأساس للغة؟

إنّ الله عز وجل علم آدم عليه السلام الاسماء كلها ونستدل على ذلك بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}،[١] ومن هنا جاء الاختلاف في مفهوم كلمة “الأسماء” فقال البعض: إن الغرض الأساسي من الأسماء هو معرفة المسميات بعينها، فيكون السؤال هل ذكر الله سبحانه لآدم عليه السلام كل الأسماء حتى الحديثة -كالتكنولوجيا- التي لم تكن موجودة في ذلك الوقت؟[٢]

هل اللغة توقيفية أم وضعية؟

ذهب البعض إلى أن اللغة وضعية: أي أنها من وضع البشر واتفاقهم واصطلاحهم على المسميات، وهذا ما يراه الناظر في التكنولوجيا والعلوم، وذهب الآخرون إلى أنها توقيفية: أي أن الله سبحانه خلق العلم الضروري في الإنسان بالأسماء واستدلوا بقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}،[١] وقوله سبحانه:{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}،[٣] حيث دعت الحاجة إلى أن يتعلم الإنسان اللغة الأولية الضرورية من الأسماء حتى يستطيع القياس والاستنباط منها ليقون ببناء اللغة ومتابعة تطور المسميات، فذهب البقية إلى أن اللغة توقيفية ووضعية معًا.[٤]

وجه الإعجاز

إن العلوم بأنواعها قائمة على الأسماء والاصطلاحات الأولية، ثم تنشأ منها تطورات هذه اللغة، فحتى التقنيات الحديثة تعتمد في الأساس على اسم الشيء المهتم بمعرفته، فدائما يركز الباحث في بحثه على الاسم في ليرى أهم التحديثات الواردة في شأنه.[٥]

وعلى مر العصور يدرك العاقل أن الأمم كانت في جهل وفقر قبل مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا سيقود القارئ إلى وهو الاعجاز العلمي في كتاب الله فضلًا عن الإعجاز البياني، وليستنتج الباحث أن كيف لنبي أمي أن يعلم الناس أهمية وفضل تلك الأسماء وارتباطها الكلي في موضوع التطور التقني، فيأتي نص قرآني صريح لينوه عن ذلك الارتباط بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا}.[٦]

[٥]

وأن كل ما سيحدث سيعود في أخر الزمان لنفس الفكرة وتكون في “جوامع الكلم” التي حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه قال:“بُعِثْتُ بجَوامِعِ الكَلِمِ”،[٧][٥] وهذا فيه إشارة واضحة -عند القائلين بالإعجاز العلمي- إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أنه سينتج عن أقواله علومًا يستمد منها من تبعه علومهم فيتطورون باصطلاحاتهم اعتمادًا على قوله الوقفي.[٨]

تفسير الرازي لقوله وعلم آدم الأسماء كلها

ذهب الرازي في معنى الأسماء في الآية إلى: أن المقصود بالأسماء هنا أن الله تعالى علم آدم صفات الاشياء وخصائصها، وأما بالنسبة لكلمة “الاسم” فقد تم اشتقاقه من كلمتين السمو أو السمة، فإن كان من السمو فذلك دليل على أن العلم في الاسم موجود قبل العلم في المسمى فكان المسمى أسمى في الحقيقة، أما اذا كان المقصود هنا السمة، فهذا يعني أن المراد هنا هو الصفات لهذا الاسم وخصائصها التي تدل عليها، وبالنسبة للغة فلا يوجد تفسير اخر، وذلك يعود لعدة أسباب منها: أن فضل معرفة حقائق الأشياء أكبر من فضل معرفة اسمائها.[٩]

والسبب الثاني: أن التحدي في القرآن يقوم على أن الناس يفهمون المضمون وعليهم ان يأتوا بمسميات أخرى لما فهموه من الدنيا، وعليه فإن الأسماء المقصودة في الآية هي حقائق الأشياء ومضامينها وليس الاسم حقيقة، وهذا سبب تغير اللغات فأبناء آدم عليه السلام لما مات تفرقوا، وتكلم كل منهم بلغة مختلفة، فيكون العلم بالمسميات هو الخصائص والله أعلم.[٩]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب سورة سورة البقرة، آية:31
  2. [السمرقندي، علاء الدين]، كتاب ميزان الأصول في نتائج العقول، صفحة 386. بتصرّف.
  3. سورة الرحمن، آية:3-4
  4. [السمرقندي، علاء الدين]، كتاب ميزان الأصول في نتائج العقول، صفحة 389-390. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:31
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7013، صحيح.
  8. [صالح بن أحمد رضا]، كتاب تجربتي مع الإعجاز العلمي في السنة النبوية، صفحة 40. بتصرّف.
  9. ^ أ ب [الرازي، فخر الدين]، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 397. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب