إجهاض الجنين

إجهاض الجنين


الإجهاض

يُطلق على عمليّة إنهاء الحمل مُبكّراً، أي خلال الثّلث الأوّل من الحمل في الغالب، الإجهاض (بالإنجليزيّة: Abortion)، وتتمّ عمليّة الإجهاض تحت الإشراف والتّطبيق الطبيّ المُتخصّص في المستشفى، أو المركز الطبيّ، أو العيادة الطبيّة، بينما يُطلق على انتهاء الحمل من تلقاء نفسه بسقوط الجنين (بالإنجليزيّة: Miscarriage) أو الإجهاض التلقائيّ (بالإنجليزيّة: Spontaneous Abortion).[١] وهناك طريقتان رئيسيّتان للإجهاض؛ الإجهاض باستخدام الأدوية ويُسمّى الإجهاض الطبيّ أو الدوائيّ (بالإنجليزيّة: Medical Abortion)، والإجهاض بالعمليّات الجراحيّة ويُسمّى الإجهاض الجراحي (بالإنجليزيّة: Surgical Abortion)،[١] ويعتمد اختيار طريقة الإجهاض على الإمكانيّات المُتاحة، ومدّة الحمل، ورغبة الحامل، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإجهاض الدوائي لا يمكن اللجوء إليه إذا كان عمر الحمل أكثر من عشرة أسابيع.[٢]

الإجهاض الدوائيّ

هو استخدام الأدوية للتخلص من الجنين والمشيمة المحيطة به بهدف إنهاء الحمل الذي يهدد صحة الأم أو الجنين، حيث يُمكن اللجوء لهذا النّوع من الإجهاض خلال الأسابيع السبعة الأولى من الحمل، وبعد أن يقوم الطبيب بالفحص البدنيّ للحامل، ومعرفة السّيرة الطبيّة لها، يقوم الطبيب بوصف الأدوية لتتناولها المرأة في المنزل.[٣]

الأدوية المستخدمة في الإجهاض الدوائيّ

ويتمّ الإجهاض الدوائيّ بأساليب مُختلفة باستخدام واحد أو أكثر من الأدوية الآتية:[٤]

  • ميفيبريستون (بالإنجليزيّة: Mifepristone): يُعارض هذا الدّواء قدرة الجسم على الاستفادة والانتفاع من هرمون الحمل الأساسيّ البروجسترون (بالإنجليزيّة: Progesterone)، والذي يُساعد في تحضير الرّحم لاستقبال المُضغة (بالإنجليزيّة: Embryo) وانغراسها (بالإنجليزيّة: Implantation)، حيث يقوم الجسم بطرح المُضغة الجنينيّة من خلال انقباضات عضليّة متلاحقة في حال لم تتوفّر الكميّة الكافية من البروجسترون لانغراس المُضغة في بطانة الرّحم، وتجدر الإشارة إلى أنّ نسبة نجاح الإجهاض باستخدام هذا الدّواء وحده لا تتجاوز الثّمانين بالمئة.
  • ميثوتريكسات (بالإنجليزيّة: Methotrexate): يعمل الميثوتريكسات على تثبيط نموّ الخلايا سريعة الانقسام في الجسم بشكل عام، ومن هذه الخلايا خلايا المشيمة النّامية خلال الحمل، وبهذا يعمل على إنهاء الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الدواء معتمَدٌ في إنهاء الحمل المُنتبذ أو ما يُعرف بحمل خارج الرّحم (بالإنجليزيّة: Ectopic pregnancy)، وهو الحمل الذي يحدث فيه انغراسٌ للبُويضة المُخصبة (بالإنجليزيّة: Fertilized egg) في غير موقعها الطبيّعي وبالغالب في قناة فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tube)، ممّا يُعرّض خصوبة المرأة وحياتها للخطر. ويُستخدم الميثوتريكسات كذلك في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزيّة: Rheumatoid arthritis)، والصّدفيّة (بالإنجليزيّة: Psoriasis)، ويُستعمل كذلك كمضادّ للسّرطان (بالإنجليزيّة: Anticancer).
  • ميزوبروستول (بالإنجليزيّة: Misoprostol): يُسبّب الميزوبروستول انقباضات في عضلات الرّحم، مما يجعل من الممكن استخدامه مع الميفيبريستون أو الميثوتريكسات لإتمام الإجهاض الدوائيّ، وبالرّغم من فعاليّة الميزوبروستول وحده في الإجهاض إلّا أنّ اللجوء لاستخدامه منفرداً أمرٌ نادرٌ لما يُسبّبه من آثار جانبيّة مزعجة؛ ومنها الإسهال، والغثيان، والقيء، والهبّات السّاخنة، والحمّى، ومن الجدير بالذكر أنّ استخدامه كتحميلةٍ مهبليّةٍ عوضاً عن تناوله على شكل حبوب فمويّة يقلّل من الآثار الجانبيّة بسبب دخول الدّواء للدّم تدريجيّاً. وتجدر الإشارة إلى وجود استخداماتٍ أخرى لدواء ميزوبروستول، كاستخدامه لمنع قُرحة المعدة (بالإنجليزيّة: Stomach ulcers) في الأشخاص الذين يستخدمون بعض أنواع الأدوية المضادّة للالتهاب (بالإنجليزيّة: Anti-inflammatory Drugs).

نصائح ما بعد الإجهاض الدوائي

غالباً ما تُعطى المرأة بعد الإجهاض مُسكّنات للألم مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen) والأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen)، وتنصح بأخذ قسطٍ وفيرٍ من الرّاحة، وعمل حمّامٍ دافئٍ، واستخدام قربة ماء دافئة على البطن، والابتعاد عن الأنشطة العنيفة لعدّة أيّام، وتجنّب الجماع لمدّة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتجب مراجعة الطبيب بعد 14 يوماً إلى 20 يوماً من أخذ الأدوية الخاصة بالإجهاض للتأكد من إتمامه، وفي حال لم تنجح الأدوية في إجهاض الجنين يتمّ اللجوء إلى الإجهاض الجراحيّ، إذ إنّ الاستمرار بالحمل بعد أخذ هذه الأدوية وخاص ّة الميزوبروستول يُسبّب تشوّهاتٍ للجنين.[٣][٤]

الإجهاض الجراحي

يقوم الإجهاض الجراحيّ بإزالة الجنين والمشيمة المحيطة به جراحيّاً بهدف إنهاء الحمل الذي يهدد حياة المرأة أو الجنين،[٥] وهناك عدّة خيارات للتحضير للعمليّة الجراحيّة؛ فإمّا أن يتمّ استخدام التّخدير الموضعيّ (بالإنجليزيّة: Local anaesthetic) الذي يُحقن فيه المُخدّر في عنق الرّحم (بالإنجليزيّة: Cervix)، وتُعطى المريضة مسكّناتٍ للألم قبل البدء بالعمليّة، وإمّا أن يتمّ استخدام التّخدير الكلّي (بالإنجليزيّة: General anaesthetic)، وإمّا أن يتمّ إعطاء المريضة مُهدّئاً يجعلها مُسترخية وتشعر بالنّعاس.[٦]

أنواع الإجهاض الجراحيّ

يُعتبر الإجهاض الجراحي أكثر فعاليّة من الإجهاض الطبيّ، حيث يُحقق نسبة نجاحٍ تزيد عن تسعين بالمئة، وهناك نوعان من الإجهاض الجراحيّ:[٢]

  • الإجهاض بالشفط: أشهر أنواع الإجهاض الجراحيّ الإجهاض بالشّفط (بالإنجليزيّة: Aspiration Abortion)، ويُلجأُ إليه في الحالات التي لم يتجاوز فيها عمر الحمل 14-16 أسبوعاً، وتبدأ العمليّة بتحضير المريضة بإدخال منظارٍ طبّيٍ (بالإنجليزيّة: Speculum) لفحص الرّحم، ومن ثمّ يتمّ توسيع عنق الرّحم بموسّعات (بالإنجليزيّة: Dilators) ليتمّ إدخال أنبوب مُتّصلٍ بجهاز شفط إلى داخل الرّحم ليقوم بتفريغ الرّحم، وتحتاج عملية الإجهاض بالشفط خمس إلى عشرة دقائق فقط.
  • الإجهاض بتوسيع وتفريغ الرحم: يُستخدم الإجهاض بتوسيع وتفريغ الرحم (بالإنجليزيّة: Dilation and Evacuation Abortions) بعد الأسبوع الخامس عشر من الحمل، ويحتاج وقتاً يتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة، وتتمّ العمليّة بإدخال أنبوب إلى الرّحم متصلٍ بجهاز الشّفط، ويقوم الطبيب باستخدام معدّات طبيّة أخرى لتفريغ الرّحم بلُطف، ومن ثمّ يتأكّد الطبيب من التّفريغ الكامل للرّحم من خلال استخدام أداة معدنيّة صغيرة تُشبه الحلقة تُسمّى المكحت أو المكشطة (بالإنجليزيّة: Curette) لإزالة بقايا بطانة الرّحم.

آثار الإجهاض الجراحيّ

تُعاني النّساء من بعض الآثار الجانبيّة لعمليّات الإجهاض الجراحيّة؛ ومن أبرزها نزيف الدّم، والمغص، والتعرّق، والغثيان، والقيء، بالإضافة إلى الشعور بالضّعف والشحوب، وغالباً ما يستمرّ النّزف المهبلي والمغص المشابه للدّورة الشهريّة أربعة أيام بعد العمليّة، ولهذا تُنصح المريضة بأخذ قسطٍ من الرّاحة بعد العمليّة، والابتعاد عن حمل الأشياء الثّقيلة، وعدم ممارسة الجنس إلا بعد مُضيّ أسبوع إلى أسبوعين على الأقلّ من إجراء العمليّة.[٢]

مخاطر ومضاعفات الإجهاض

يُعتبر الإجهاض – بنوعيه الطبيّ والجراحي – آمناً وقليل المخاطر، خاصةً إذا تمّ الإجهاض خلال الثلث الأوّل من الحمل من قبل مُختصّين بالرّعاية الصحيّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإجهاض لا يُؤثّر على القدرة الإنجابيّة للمرأة في المستقبل،[١] وبالرّغم من ندرة المُضاعفات النّاتجة عن الإجهاض إلّا أنّ هناك بعض المشاكل التي قد تحدث بعد الإجهاض؛ ومنها:[٧]

  • الإجهاض النّاقص (بالإنجليزيّة: Incomplete Abortion): غالباً ما تحدث مع الإجهاض الدوائيّ، وهنا تكمن أهميّة المتابعة بعد الإجهاض.
  • العدوى (بالإنجليزيّة: Infection): إذ يقوم الطبيب بإعطاء المضادّات الحيويّة (بالإنجليزيّة: Antibiotics) لتفادي حدوث العدوى بعد الإجهاض.
  • النزيف الغزير أو الحادّ (بالإنجليزيّة: Heavy bleeding): نادراً ما يكون النّزيف غزيراً لدرجةٍ تستدعي نقل وحدات دم.
  • إصابة أو جرح في الرّحم أو أعضاء أخرى: يزداد خطر حدوث الضّرر للأعضاء كلّما كان عمر الحمل أطول.

المراجع

  1. ^ أ ب ت familydoctor.org editorial staff (1-5-2014), “Ending a Pregnancy”، familydoctor.org, Retrieved 8-10-2017. Edited.
  2. ^ أ ب ت Ana Gotter (30-8-2016), “Surgical Abortion”، www.healthline.com, Retrieved 8-10-2017. Edited.
  3. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛لا نص تم توفيره للمراجع المسماة HKHH3GrCHs
  4. ^ أ ب Susan C. Stewart (1-5-2001), “The Three M’s of Medical Abortion — Mifepristone, Methotrexate and Misoprostol”، www.thedoctorwillseeyounow.com, Retrieved 8-10-2017. Edited.
  5. خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛لا نص تم توفيره للمراجع المسماة 9rtEpyI2nL
  6. Mary Harding (28-1-2016), “Abortion (Termination of Pregnancy)”، patient.info, Retrieved 8-10-2017. Edited.
  7. the American College of Obstetricians and Gynecologists (1-5-2015), “Induced Abortion”، www.acog.org, Retrieved 8-10-2017. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب