موقع اقرا » إسلام » فقهاء وأئمة » أين ولد ابن القيم

أين ولد ابن القيم

أين ولد ابن القيم


أين ولد ابن القيم 

وُلِدَ الإمام ابن القيّم -رحمه الله- في دمشق عام691 من الهجرة النبويّة، وتُوفّي عام 751 للهجرة النبويّة، فقد عاش مُدّةَ ستّين عامًا، وقيل إنّه دُفِن -رحمه الله- في مقبرة الباب الصّغير، في جانب الباب الغربيّ، باتجاه المدرسة الصّابونيّة.[١]

التعريف بابن القيم

كان الإمام ابن القيّم -رحمه الله- مُتولّيا العديد من المهام، وقد برعَ في عدد من الأمور، ومن ذلك أنّه كان مُحدّثا، مُفسّرا، فقيهًا حنْبليًّا، مُتكلّما، وكان مُتصدّرا لنشر العلم الّذي هذّبه، ولم يَمنعْه السّجن من ذلك،[٢] وفيما يأتي تعريفٌ به:

اسمه ولقبه

هو الإمام محمّد بن أبي بكر بن سعد بن حَريز الزَّرعيّ الدِّمشقيّ، كان يُلقّب بشمس الدّين، وكان يُكنّى بأبي عبد الله، ويُعرَف بلقب ابن قيّم الجَوْزيّة -رحمه الله-، وأمّا تسميته بالجوزية؛ فنسبةً إلى مدرسةِ الجَوزيّة التي كان والدُه قائماً عليها.[٣]

نشأته وطلبه للعلم

نشأ الإمام ابن القيم الجوزيّة -رحمه الله- في بيت علمٍ وصلاح وتقوى، فقد دأب منذ نعومة أظفاره في طلب العلم، وبدأ مُبكّرا في التّردّد على شيوخ العلم؛ لينهلَ من علومهم، فجاب العلماء الذين اتّخذوا دمشق مقرًّا لهم لتلاميذهم، مع العلم أنّه كان لدمشق في ذلك الوقت شرفُ احتضان العلم والعلماء، وإليها كان يأتي التّلاميذ لملاقاة شيوخهم.[١]

وقد كان الإمام ابن القيم -رحمه الله- مُلازمًا للإمام ابن تيميّة -رحمه الله-، فعندما عاد ابنُ تيمية -رحمه الله- إلى مِصر، ذهب إليه الإمام ابن القيّم الجوزية -رحمه الله-، فلازمه ورافقه بهدف طلب العلم والتّتَلْمُذِ على يديْهِ، حتّى أنّه قد دخل معه السّجن في قلعة دمشق، وبقيَ فيها إلى حين وفاة الإمام ابن تيميّة -رحمه الله-، ومن ثمّ تمّ إخلاء سبيله.[٤]

وبعد خروج الإمام ابن القيّم الجوزيّة -رحمه الله- من السّجن سار على منهج شيخه الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في الدّعوة إلى القرآن الكريم والسّنّة النبويّة الشّريفة، وحارب البِدع؛ استكمالًا لمسيرة شيخه ابن تيمية -رحمه الله-، والدّفاع عن مذهب السّلف الصّالح، وألّف في ذلك مُنصنّفاتٍ كثيرة متميّزة.[٤]

زهده وعبادته 

كان ابن القيّم -رحمه الله- بحسب ما ذكره مَن بَعده من العُلماء من طريقةِ عَيْشه ومن مؤلّفاته زاهداً وعابداً ومفتقراً إلى الله -تعالى-، وفيما يأتي بعض ما ورد عنه من زُهده وعبادته:[٥]

  • كان الإمام ابن القيّم -رحمه الله- كثيرَ العبادة لله -تعالى-.
  • كان ابن القيّم -رحمه الله- حَسَن الخُلُق مع النّاس.
  • كان ابن القيّم -رحمه الله- خير مثال للعلماء الّذين جمعوا بين العِلم والعمل.
  • كان ابن القيّم -رحمه الله- يُطيل في صلاته

وقيل في وصف صلاته أنّه وصل إلى الغاية القصوى في طول ركوعِه وسجوده، وقد قال ابن القيم -رحمه الله-: “من لم تكنْ قرّة عينه في الصّلاة، ونعيمه وسروره ولذّته فيها، وحياة قلبه وانشراحُ صدره، فأولى به أن يكونَ من السُّرَّاق في صلاتِهم، الذين ينقرونَها نقراً”.

  • كان ابن القيّم -رحمه الله- يداوم على التهجّد وقيام اللّيل، إذ كان يقول في تهجّد الليل -رحمه الله-: “فإن من سَبَّح الله ليلاً طويلاً، لم يكنْ ذلك اليومُ ثقيلاً عليه، بل كان أخفَّ شيء عليه”.
  • كانابن القيّم -رحمه الله- كثيرَ الدّعاء لله -تعالى-، وكان لا يَأْنف الابتهال لله -تعالى- ولا يملّ منه، وهو القائل عن الدعاء والابتهال: “الافْتقار إلى الله، والانْكسار له، والاطِّراح بين يديْه على عتبة عبوديته”.
  • كان الابن القيّم مام -رحمه الله- مداومًا على استغفار وذكر الله -تعالى-

وكان إذا أنهى صلاة الفجر؛ بقي في موضعه للاستغفار ولذكر الله -تعالى-، فقد ذكر الإمام -رحمه الله- في مُصنّفاته بأنّ للذّكر فوائدَ جمّة، وقد أوصلها إلى مئة فائدة تعود على المسلم بالخير والنّفع في الدّنيا والآخرة.

  • كان ابن القيّم -رحمه الله- كثيرَ التّلاوة لآياتِ الله -تعالى-، عميقَ التدبّر فيها، وحتّى في أوقاته الصّعيبة كان مُلازمًا لكتاب الله -تعالى-، وكان في فترة سجنه معتكفاً على تلاوة القرآن الكريم وتدبّره.[٦]
  • كان ابن القيّم -رحمه الله- كثيرَ الحجّ

وقد أدّى فريضة الحج مِرارًا، وكان -رحمه الله تعالى- يقول في الحجّ: “إجابة محبّ لدعوة حبيبه، وكلّما أكثر العبد منها كان أحبّ إلى ربّه وأحظى”.

  • كان ابن القيّم -رحمه الله- يرى نفسَه مُقصّرا على الرّغم من عباداتِه وزهدِه، وكثيرَ الشّكوى من كثرة ذنوبه، وفي ذلك قمّة التّواضع لله -تعالى-.
  • كان ابن القيّم -رحمه الله- زاهدًا في أمور الدّنيا

ومن الأمثلة على ذلك أنّ الله -تعالى- قد رزق ابنه بمولودٍ، فلم يكنْ عند ابن القيّم ما يهديه لابنِه، فقام بتأليفِ كتاب تُحفة المودود، وقد كتب في إهداء الكتاب؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: “أُتْحِفكُ بهذا الكتاب إذ لم يكن عندي شيء من الدنيا أعطيك”.

مؤلفاته

صنّف الإمام ابن القيم -رحمه الله- عددًا من المؤلّفات الفريدة، ومنها ما يأتي:[٧]

  • إعلام المُوقّعين عن ربّ العالمين.
  • زاد المَعاد في هديِ خيرِ العِباد.
  • الطّرق الحكمية في السّياسة الشّرعيّة.
  • شفاء العَليل في مسائل القَضاء والقدر والحكمة والتّعليل.
  • مفتاح السعادة.
  • التّبيان في أقسام القرآن.

المراجع

  1. ^ أ ب ابن القيم الجوزية، إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان، صفحة 24-25. بتصرّف.
  2. عادل نويهض، كتاب معجم المفسرين، صفحة 503. بتصرّف.
  3. ابن القيم، كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين، صفحة 281. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن قيم الجوزية، كتاب إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان، صفحة 25. بتصرّف.
  5. جمال السيد، كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومه، صفحة 105-109. بتصرّف.
  6. جمال السيد، ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها، صفحة 109-111. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 369. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب