أين دفن النبي موسى عليه السلام
وفاة النبي موسى ومكان دفنه
تعددت الروايات الواردة في وفاة نبيّ الله موسى -عليه السلام- ومكان دفنه، والصحيح عند أهلّ العلم أنّه لم يثبت ويُتيقّن من موضع دفن أحدٍ من الأنبياء إلا قبر النبيّ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، أمّا باقي الرسل -عليهم السلام-؛ فلم ترد نصوصٌ صحيحة تُصرّح بمحل دفنهم، إلّا ما جاء من أخبارٍ أو إشاراتٍ في بعض الروايات.[١]
وأمّا عن موضع قبر موسى -عليه السلام-، فقد جاء في الحديث الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إلى مُوسَى عليهما السَّلَامُ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فَرَجَعَ إلى رَبِّهِ، فَقَالَ: أرْسَلْتَنِي إلى عَبْدٍ لا يُرِيدُ المَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ عليه عَيْنَهُ وقَالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ له: يَضَعُ يَدَهُ علَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بكُلِّ ما غَطَّتْ به يَدُهُ بكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بحَجَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إلى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ).[٢]
وقد تعدّدت أقوال المؤرّخين والعلماء في مكان الكثيب الأحمر الوارد في الحديث السابق، وقدر قربه من الأرض المقدّسة، ويمكن إجمال أشهر أقوالهم في الآتي:[٣]
- قيل إنّ قبره بوادٍ في منطقة بين بصرى والبلقاء في الأردن.
- قيل إنّ قبره في مدينة اللد إحدى مدن فلسطين.
- قيل إنّ قبره في مدينة أريحا إحدى مدن فلسطين.
ومع تعدّد الروايات، فالمؤكّد أنّ قبر موسى -عليه السلام- في بلاد الشام، وذهب كثيرٌ من العلماء استنادًا إلى الحديث الشريف أنّ قبره قريبٌ من بيت المقدس وليس داخلها، واستدلّوا بأنّ موسى -عليه السلام- في الحديث طلب من الله -تعالى- أن يُدنيه ويُقرّبه من الأرض المقدّسة رمية حجرٍ؛ أي قريبًا منها، وأنّه -عليه السلام لم يدخلها.[٣]
النبي موسى عليه السلام
هو نبي الله موسى بن عمران من بني إسرائيل، نبيّ من أنبياء الله الكرام، وأحد أولي العزم من الرسل، أعطاه الله -سبحانه وتعالى- قوّة جسميّة وفطنة وحكمة، وقد كلّمه الله -سبحانه وتعالى- من غير حجابٍ؛ فسمِّي كليم الله،[٤] وأيّده الله -سبحانه وتعالى- بكثيرٍ من المعجزات، وأشهرها معجزة العصا التي تحوّلت لأفعى وأكلت جميع عصي السحرة، وإدخال يده في جيب قميصه؛ فتخرج بيضاء نقيَّةً.[٥]
وقد أرس الله -تعالى- موسى لدعوة فرعون وبني إسرائيل للإيمان بالله -تعالى- وتوحيده، وسأل الله -تعالى- أن يجعل معه أخاه هارون؛ ليعينه على الدعوة، فاستجاب الله -تعالى- لطلبه، ولم يؤمن فرعون لدعوة موسى وهارون -عليهما السلام-؛ فأغرقه الله -تعالى- وجنوده، ونجّا موسى -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين، واستمرّ موسى -عليه السلام- مع بني إسرائيل يدعوهم ويصحّح لهم كلّ انحرافٍ يصيب إيمانهم وعقيدتهم، إلى أن توفّاه الله -تعالى-.[٦]
المراجع
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 444. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1339، حديث صحيح.
- ^ أ ب حسام الدين عفانة، اتباع لا ابتداع قواعد وأسس في السنة والبدعة، صفحة 192-195. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 264-266. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 283-286. بتصرّف.