X
X


موقع اقرا » إسلام » معارك وغزوات » أول معركة هزم فيها المسلمون

أول معركة هزم فيها المسلمون

أول معركة هزم فيها المسلمون


ما هي أول معركة هُزم فيها المسلمون؟

كانت معركة الجسر هي أول معركة هُزم فيها المسلمون،[١] فبعد وفاة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- بدأت حروب الرّدّة في عهد أبي بكر الصديق، وتكلّلت بانتصار المسلمين، ثم تلَتْها حركة الفتح الإسلامي على صعيدي فارس والرّوم، واستمرَّت حركة الفتوح في عهد عمر، وكانت الانتصارات تتوالى أمام المسلمين.

وقد توالت حركة الفتح انتشاراً وانتصاراً حتى كانت معركة الجسرالتي تُعدُّ أوّل معركة يخسرها المسلمون أمام الفرس، إلا أنّ الفرس فيها لم يقدروا على أسر أحدٍ من المسلمين فيها،[١] وقد بلغت خسائر المسلمين فيها أربعة آلاف بين قتيل وغريق، وهرب منها عددٌ كبير.[٢]

أسباب الهزيمة فيها

كان هناك العديد من الأسباب التي أدّت إلى خسارة المسلمين المعركة، أهمّها:[١]

  • الشّجاعة غير المدروسة: وذلك عندما قطع قائد المسلمين أبو عبيد بن مسعود الثقفي -رحمه الله- الجسر؛ حتى لا يفكّر أحدٌ من المسلمين بالفرار، وبعد أن استُشهد وتولّى الأمر المثنّى بن حارثة، عقد الجسر ليرجع هو والمسلمون، لكن قام أحد جنود الفرس بقطعه مرّة أخرى.
  • ضيق المكان: ممّا ضيّق على المسلمين وحرمهم من حرّيّة الحركة.
  • نسيان أبي عبيد نصيحة عمر بن الخطاب وتحذيره من مكر وخداع الفرس: وذلك عندما استفزّ الفرس أبا عبيد ليأخذ المكان الذي يريدونه.

ما هي أول غزوة هُزم فيها المسلمون؟

غزوة أحد هي أوّل غزوة تعرَّض المسلمون فيها للهزيمة في جزء منها، حيث تقسم الغزوة إلى ثلاثة أشواط: انتصر المسلمون في شوطها الأوّل، ثمَّ انهزموا في شوطها الثاني، واسُشهد فيها حمزة -رضي الله عنه- عمّ رسول الله.[٣]

ثمَّ استطاع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لَملَمة المسلمين وصَدّ هجمات الكفّار، وهذا يُعدُّ نصرًا، وممّا يؤكّد أنّ النّتيجة النّهائية للمعركة هي نصر للمسلمين على الرغم ما كان فيها من الخسائر؛ مطاردة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- للكفّار في اليوم التالي في غزوة حمراء الأسد.[٣]

أسباب الهزيمة فيها

كان هناك عدّة أسبابٍ أدّت إلى خسائر عظيمة للمسلمين في غزوة أحد، أهمّها:[٣]

  • مخالفة الأوامر: فقد خالف الرُّماة أمر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدم النّزول عن الجبل، بالرّغم من تشديده -صلّى الله عليه وسلّم- على ذلك، وتحديده المَهمّة بكلِّ وضوح بقوله: (إنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ، هذا حتَّى أُرْسِلَ إلَيْكُمْ، وإنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا القَوْمَ وأَوْطَأْنَاهُمْ، فلا تَبْرَحُوا حتَّى أُرْسِلَ إلَيْكُمْ)،[٤] وبالرّغم من تذكير أميرهم عبد الله بن جبير أمرَ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • حبُّ الدّنيا والتّهافت عليها: وذلك هو سبب نزول الرُّماة عن الجبل،[٥] قال -تعالى-: (حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ).[٦]
  • المباغتة: حين باغت خالد بن الوليد -وقد كان على الكفر- جيشَ المسلمين بالْتفافه خلف قوّاتهم، ممّا أربك صفوف المسلمين، وشتّتها، وتحطّمت معنويّاتهم، وبقي القليل منهم إلى جانب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذه الأثناء بدأت قوّات المشركين الفارّة بالرُّجوع إلى أرض المعركة، فوقع المسلمون بين الفكّين.

وختاماً فإن النّصر ابتداءً وانتهاءً من الله -سبحانه وتعالى-؛ قال -سبحانه-: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[٧] ولئن قدّر اللهُ النّصرَ فلا رادَّ لأمره؛ قال -عزَّ وجلَّ-: (إِن يَنصُرْكُمُ اللَّـهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ[٨] ولكنّ النّصر له مقوِّمات، وهي سننٌ وضعها الله -سبحانه-، إن أخذ بها المسلمون نُصِروا بإذنه -سبحانه-، ومن هذه المقوِّمات الإعدادُ المُستطاع: (وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ)،[٩] بالإضافة إلى وحدة الصفِّ والكلمة، والالتفاف خلف القيادة التي تتّصف بالقوّة والأمانة.

ملخّص المقال: إن أول معركةٍ هُزم فيها المسلمون معركة الجسر في عهد عمر بن الخطاب، وأول غزوة هُزم فيها المسلمون كانت غزوة بدر في عهد رسول الله في الجزء الثاني منها؛ لكن انتصر بعدها المسلمون في الجزء الثالث عندما طاردوا المشركين وعسكروا في حمراء الأسد.

المراجع

  1. ^ أ ب ت د محمد سهيل طقوش (2003)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، صفحة 185-186. بتصرّف.
  2. الطبري (1387)، تاريخ الرسل والملوك (الطبعة 2)، بيروت:دار التراث ، صفحة 455، جزء 3. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمود شيت خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر ، صفحة 180-181، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:3039، صحيح.
  5. منير الغضبان (1992)، فقه السيرة النبوية (الطبعة 2)، صفحة 462، جزء 1. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية:152
  7. سورة آل عمران ، آية:126
  8. سورة آل عمران، آية:160
  9. سورة الأنفال، آية:60






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب