أهمية علم العروض

أهمية علم العروض


اللغة العربية وعلومها

اشتهرت اللغة العربية بغزارة وسِعَة فنونها وعلومها، وقد قال الإمام محمّد بن عبد الباري الأهدل: “علوم العربية اثنا عشر علمًا: علم الصرف، وعلم النحو، وعلم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، وعلم العروض، وعلم القوافي، وعلم قوانين الكتابة، وعلم قوانين القراءة، وعلم إنشاء الرسائل والخطب، وعلم المحاضرات ومنه التواريخ”، وقال السجاعي: “العربية منسوبة للعرب، وهي علم يحترز به من الخلل في كلام العرب، وهو بهذا المعنى يشمل اثني عشر علمًا”، فلكل علم من هذه العلوم أهميته التي لا غنى للعربية عنه، فالوزن الشعري وأهمية علم العروض مثلا، علم من علوم العربية الأصيلة، وإن كان علم العروض جاء بتفعيلاته لاحقا إلا أنه كان يأتي بالسليقة وبالسماع والإلقاء في عهد العربية القديم.[١]

علم العروض

وضع علم العروض الإمام العالم الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو من العلماء المشهود لهم بعلمهم وما قدّموه للأمة من علوم نافعة وواسعة، وهو أول من بدأ في الذب عن اللغة العربية وعمد إلى صونها وحفظها، فألّف كتابه المعروف بمعجم “العين” وهو البادئ في ضبط الألفاظ بالشكل والنقاط، وأول من درس الشعر العربي وجمع بحوره في 15 بحرًا، ثم أتى من بعده تلميذه الأخفش وأضاف بحرا عليها وسماه المتدارك، وإلى الآن لم تزل 16 عشر بحرا، فلذلك الفضل كل الفضل لابن أحمد الفراهيدي في وضع علم العروض، وقد عرّف أهل اللغة كلمة “العروض” لغةً بأنها الناحية، وعلم العروض اصطلاحًا هو علم يُعرف به صحيح الشعر من سقيمه وفاسده، وما فيه من علِل وزحافات، والكتابة العروضية هي كتابة كل ما يلفظه الكاتب الشاعر، وإن كان الذي لفظه الشاعر لا يُكتب خطًّا، مثل الشدّة فهي في الأصل عبارة عن حركتين، والتنوين يكتب في الكتابة العروضية نونًا، وفي بعض الكلمات التي تلفظ فيها الألف ولا تكتب، مثل كلمة لكن، فهي في الكتابة العروضية تُكتب لاكن، وكلمة هذا أو هذه، فتكتب هاذا وهاذه، وكل الذي لا يُلفظ لا يُكتب في الكتابة العروضية وإن كان يُكتب خطًّا، مثل: همزة الوصل واو عمرو والألف والواو والياء الساكنة من آخر الأفعال والأسماء والحروف، فكانت أهمية علم العروض عند الخليل ضرورية، ومن أولوياته.[٢]

أهمية علم العروض

كان من الضروريّ وضع علم العروض لمّا رأى الخليل بن أحمد الفراهيدي اختلاط الشعر الغث بالشعر الفصيح القوي، وحين رأى الذائقة العربية والفطرة السليمة ليست كسابق عهدها، بل كثر اللحن والضعف بين الناطقين بالعربية في حين اختلطت الألسن العربية بالأعجمية، فجاءت من هنا أهمية علم العروض، وصُبت بالقوالب الشعرية الأصيلة، فوثّقها الخليل واخترع لكل بحر تفعيلات ليحفظ كل بحر من الكسر والعيب، وليُميّز الشعر الموزون عن الشعر المرسل والسجع والكلام المنثور، فإنّ علم العروض يعين المتعلم أيضا على أن يعرف ما نوع هذا البحر الذي يقرؤه، وما هو وزن القصيدة، وهل هي مطابقة للوزن العربي الأصيل أم لا.[٣]

قد دفعت أهمية علم العروض الخليل إلى بناء الوزن الذي تقوم عليه القصيدة، وهو الموسيقا الشعرية في القصيدة، فهو الذي يتكوّن به وحدة موسيقة تقابلها تفعيلات القصيدة ذاتها، ولا يجوز الخلط بين تفعيلات بحر القصيدة بتفعيلات بحر آخر، لأن وقتها يصيب القصيدة خلل في موسيقاها ووزنها الشعري، فعلم العروض هو الذي يفرّق كلمات القصيدة عن حديث الناس بشكله الخاص والعام، وقد جاء مبنيًّا على حركات وسكنات داخل كل شطر من القصيدة بعدد دقيقٍ ومضبوطٍ، فإن خرج عن مساره المضبوط أدى إلى كسرٍ وعيب في القصيدة، وأخرجها عن قالبها المعهود، إمّا إلى تفعيلة بحر آخر أو إلى كلام منثور غير موزون.[٣]

المراجع[+]

  1. “علوم العربية الاثنا عشر”، www.islamqa.info/ar، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  2. “ما هي بحور الشعر وما هي تفعيلاتها”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “عروض”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب