X
X


موقع اقرا » إسلام » السيرة النبوية » أهداف دراسة السيرة النبوية

أهداف دراسة السيرة النبوية

أهداف دراسة السيرة النبوية


معرفة هدي النبي والاقتداء به

قد أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بالاقتداء برسولنا الكريم واتباع هديه، قال – سبحانه وتعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا)،[١] فنجد أن هديه كان سبباً في صناعة الشخصية المتزنة، الشخصية المسلمة بحق.[٢]

من الآداب التي وضحها النبي الكريم للاقتداء بها الآداب الآتية:[٣]

  • آداب الطعام والشراب: حيث اشتملت السيرة النبوية على العديد من الوصايا المتعلقة بآداب الطعام والشراب؛ كغسل اليدين قبل الأكل، ودعاء الطعام، زوالأكل باليد اليمنى، والتسمية بالله -تعالى- قبل البدء وأن يحمده بعد الانتهاء وغيرها الكثير، ولقد روى عمر بن أبي سلمى حديثاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلمه فيه آداب الطعام عندما كان صبياً جاهلاً بها، فقال: (كُنْتُ في حِجْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ).[٤]
  • آداب اللباس: كلبس الثياب الطيبة النظيفة، ووجوب ستر العورة، والتواضع في اللباس، واستحباب لبس الثياب البيضاء، والبدء باليمين عند ارتداء الثياب، ودعاء لبس الثوب الجديد، وقد جاء في رواية ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ).[٥]

الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- خاتم الأنبياء والمرسلين، ولذلك لزم أن تكون سيرته مشتملة على تعاليم وآداب تتعلق بكل تفاصيل الحياة؛ ومن ذلك آداب الطعام والشراب واللباس، وغيرها الكثير.

أخذ الدروس والعبر في جوانب الحياة المختلفة

النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم مثال يقتدى به في حسن الخلق؛ حيث إنه اتصف بالشجاعة والرحمة واللين، والرفق والكرم والأمانة والعدل، وقد مدحه الله -سبحانه- على ذلك.[٦]

وحضارة الإسلام وهدي النبي-عليه الصلاة والسلام- تظهر في عدة جوانب يمكننا أخذ العبرة والعظة منها؛ كالرفق بالحيوان والرحمة به، والأحاديث الدالة على هذا كثيرة،[٧] نذكر منها ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَا رَجُلٌ بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فَقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وإنَّ لَنَا في البَهَائِمِ لَأَجْرًا؟ فَقالَ: في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ).[٨]

وقد بلغت رحمته -صلى الله عليه وسلم- حداً عظيماً شملت فيه جميع الناس؛ الضعيف والقوي، القريب والبعيد، حتى أنها أصابت الشجر والحجر، ودليل ذلك قصة الجذع الذي حن إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٩] قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[١٠]

عندما نطلع على السيرة النبوية فإننا نسترشد بها في كل جوانب حياتنا، فهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- كالضوء الذي ينير حياتنا، ونستعين به في السير في طريقنا.

التعرف على المعجزات الدالة على نبوة النبي

معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- من أعظم وأبهر المعجزات، وهي تختلف عن معجزات الأنبياء -عليهم السلام-؛ وذلك لكثرتها ولبقاء بعضها إلى يوم القيامة؛ كمعجزة القرآن الخالدة.[١١]

والمطلع على السيرة النبوية الشريفة يجد أن معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- الدالة على صدق نبوته كثيرة وعديدة، نذكر منها فيما يأتي:[١٢]

  • تكثير الماء.
  • شهادة الشجر والحيوان وتكليمه.
  • إبراء الأكمه والأبرص.
  • انقياد الجبل لأمره.

معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرة عظيمة، ومنها ما هو باقٍ كالقرآن الكريم، وقد ردت هذه المعجزات بالسيرة النبوية، والدارس لها يستزيد بمعرفتها شرفاً ورفعة.

استنباط الأحكام من مواقف النبي من أعدائه وحلفائه وأصحابه

لقد وثقت لنا الأخبار المتناقلة في السيرة النبوية مواقف النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كل أفراد المجتمع؛ فبينت عفوه عن الناس، وتعامله مع أعدائه وصفحه عنهم، وإحسانه في تعامله مع الكافرين والمشركين، ورسمت قواعده مع أهل الكتاب؛ اليهود والنصارى، فكان من لين قلبه ورحمته دعاؤه لجميع أمته بالهداية والنجاة من النار.[١٣]

تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع جميع أصناف المجتمع، وكان تعامله نموذجاً مثالياً كفيل بأن يأسس لنا نظاماً إسلامياً في تنظيم علاقاتنا مع الأمم الأخرى.

معرفة كيفية تطبيق الأحكام الشرعية بطريق عملية

إن الدارس للسيرة النبوية يلاحظ التطبيق العملي للأحكام التي جاء بها القرآن الكريم؛ فالقرآن من عند الله، والسنة هي وحي من الله للنبي -صلى الله عليه وسلم-، والمسلم يحتاج نموذجاً بشرياً يطبق أوامر الله ليقتدي به ويسير على هديه.[١٤]

فعندما نسمع قول الله- تعالى-:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)،[١٥] يتبادر إلى أذهاننا ضرورة تطبيق خلق الصدق في حياتنا، فنرجع إلى السيرة النبوية، فنجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كذب في حياته أبداً، وكان صادقاً في قوله وعمله وعهوده.[١٤]

الأحكام الشرعية العديدة -كالحج وكيفية الوضوء- كلها جاءت في السيرة النبوية كتطبيق عملي واضح مزيل لكل غموض، وهذه واحدة من مهام السيرة النبوية حيث إنها أزالت الغموض ووضحت التطبيق العملي لكل الأحكام الشرعية.

فهم معاني آيات القرآن

إن السنة النبوية إما أن تأتي مؤكدة على أحكام جاء بها القرآن الكريم؛ كالأمر بالصلاة، والصيام، والزكاة، أو موضحة وشارحة لآيات القرآن الكريم؛ فقد جاء عدد لا بأس به من آيات العبادات والمعاملات مجملة -أي غير مفصلة-، فجاء القرآن فوضحها؛ كبيان مقدار الزكاة في كل أصناف المال والرزق.[١٦]

وأيضاً دراسة السيرة النبوية تعيننا على معرفة أسباب النزول للآيات القرآنية؛ كالآيات التي نزلت في غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم- [١٧]، فمثلاً سورة الأنفال نزلت في معركة بدر أولى معارك المسلمين، وسورة آل عمران فيها آيات نزلت في يهود بني قينقاع، وهذا الأمر يعين في فهم معاني القرآن الكريم، وخصوصاً للباحث في تفسيرالآيات.[١٨]

من مهام السنة النبوية الشريفة أنها جاءت توضح معاني آيات القرآن الكريم وذلك من خلال ذكر أسباب نزول بعضها، مما كان له دور كبير في تحقيق الفهم الصحيح للآية.

المراجع

  1. سورة الحشر، آية:7
  2. منقذ السقار، الدين معاملة، صفحة 93. بتصرّف.
  3. محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 121-128- 2-4. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن أبي سلمى، الصفحة أو الرقم:2022، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:91، صحيح.
  6. سعد القحطاني، رحمة للعالمين، صفحة 115. بتصرّف.
  7. مصطفى السباعي، مقتطفات من روائع حضارتنا، صفحة 177-178. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2466، صحيح.
  9. أحمد الزواوي، شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 377. بتصرّف.
  10. سورة الأنبياء، آية:107
  11. الرجراجي، رفع النقاب عن تنقيح الشهاب، صفحة 38. بتصرّف.
  12. أحمد فريد، دروس الشيخ أحمد فريد، صفحة 1-8. بتصرّف.
  13. سليمان الندوي، الرسالة المحمدية، صفحة 97. بتصرّف.
  14. ^ أ ب سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 7. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية:119
  16. نادية العمري، أضواء على الثقافة الإسلامية، صفحة 147-148. بتصرّف.
  17. محمد العواجي، أهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين، صفحة 17. بتصرّف.
  18. إسلام ويب (21/11/2015)، “علاقة السيرة بالقرآن والسنة”، الإسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب