أقوال عن الموت

أقوال عن الموت


الموت

ماذا يُخلّف الموت؟

هو انتقال الإنسان من حالة الحياة إلى حالة انعدامها، ولا يستطيع أي مخلوقٍ على الأرض أن يُبعد عنه هذا القدر المحتوم، إذ إنَّها النهاية الحتمية لأيِّ شيءٍ موجودٍ على هذه الأرض، ومن المستحيل أن يعود الميت إلى الحياة بعد أن دخل جسده في حالة الموت الأخيرة، وخرجت روحه من جسده لينتقل من الدُّنيا إلى الآخرة، ومهما اختلفت طقوس الموت بين بقاع الأرض، وتباينت مفاهيم الموت بين الأديان إلا أنَّها تبقى تلك الحقيقة الخالدة التي لا يُمكن نكرانها أو الهروب منها، ويُرافق الموت حالة حزن وأسى يُعاني منها أهل الميت وأصحابه، وتتحرك أقلامهم لتبكي موتاهم، وسيقف هذا المقال على أهم الأقوال عن الموت، وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك.

أقوال عن الموت

هل ترى أنّ رأي العقّاد في فكرةِ الموت كان شجاعًا؟

الموت هو الفجيعة العظمى التي لا يملك المرء تجاهها إلا أن يقف مُسلِّمًا؛ لأنَّ ذلك مما هو محتومٌ ومقدَّرٌ على مخلوقات الله منذ الأزل، ولا يمكن دفع الموت بأي طريقةٍ إذ إنَّه آتٍ لا محالة منه ولا سبيل للهروب من ذلك، ودائمًا ما تكون مصيبة الموت من أكبر ما قد يُواجهه النَّاس في أحبائهم وذويهم، وقد عانى بعض الأدباء من تلك المصيبة فتمخضت أقلامهم عن أقوال عن الموت لا بدَّ من ذكرها في هذا المقام، وستختص هذه الفقرة بذكر أقوال الأدباء عن الموت:

  • أحمد خالد توفيق: “لا أخاف الموت.. أخاف أن أموت قبل أن أحيا.”
  • بهاء طاهر: “لم أفهم معنى ذلك الموت لا أفهم معنى للموت.. لكن ما دام محتمًا فلنفعل شيئًا يبرر حياتنا، فلنترك بصمة على هذه الأرض قبل أن نغادرها.”
  • أحلام مستغانمي: “من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا، ذلك أن فى الموت تساويًا فى الفقدان نجد فيه عزاءنا.”
  • عباس محمود العقاد: “إذا فاجأني الموت في وقت من الأوقات، فإنني أصافحه ولا أخافه بقدر ما أخاف المرض، فالمرض ألمٌ مذلٌّ لا يحتمل، لكن الموت ينهى كل شيء.”
  • مصطفى خليفة: “إن الإنسان لا يموت دفعةً واحدة، كلّما مات له قريبٌ أو صديقٌ أو أحدٌ من معارفه فإن الجزء الذي يحتله هذا الصديق أو القريب يموت في نفس هذا الإنسان، و مع الأيَّام و تتابع سلسلة الموتِ تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا.. تكبر المساحة التي يحتلُّها الموت.”
  • أنيس منصور: “في الشطرنج كما في الموت.. بعد نهاية اللعب يوضع الملك والعسكري في صندوق واحد.”
  • جبران خليل جبران: “ما زلت أؤمن أن الانسان لا يموت دفعة واحدة، وإنما يموت بطريقة الأجزاء، كلَّما رحل صديقٌ مات جزء وكلما غادرنا حبيب مات جزء، وكلما قُتل حلمٌ من أحلامنا مات جزء، فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة، فيحملها ويرحل.”
  • حسن البنا: “إن الأمة التى تحسن صناعة الموت وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب الله لها الحياة العزيزة فى الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت، فأعدوا انفسكم لعمل عظيم.. واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة واعلموا أن الموت لابدَّ منه، وأنه لا يكون إلا مرةً واحدةً، فإن جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربحَ الدنيا وثوابَ الآخرة..”
  • أيمن العتوم: “مساكين أولئك الذين ظنوا أنَّ الموت أو الغياب السحيق سوف يُودِي بصاحب الجبّ، لم يَدُرْ في خلدهم يومًا أنَّ الفضاءات المطلقة تبدأ من الجحور الضيقة، هنالك تصنع الحياة، ويُعاد ترتيب مُكوّناتها، هناك يتهجّأ الإنسان حروف ولادته من جديد.”
  • أحمد العايدي: “أفق قبل أن تستيقظ من نومك في يوم ما لتكتشف -ربما في عيد ميلادك الـ 40 أنك تخشى الموت كالجحيم، لا لأنك تخاف أن تموت بل لأنك: “خايف تموت وانت حاسس انك معشتش؟.”
  • مصطفى صادق الرافعي: “الموت ينتزع الروح، والهجر يترك الرُّوح كأنَّها منتزعة، فهو موتٌ لا ينتهي.”
  • محمد حسن علوان: “إننا نشتهي الموت عندما نشعر أن موتنا سيُحدِث انقلابًا ما في الكون، و نتمنى الموت عندما نشعر أننا أتفه من أن يغير موتنا شيئًا.”
  • الحسن البصري: “علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأنَّ قلبى، وعلمت أنَّ عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدي، وعلمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيًا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى.”
  • مريد البرغوثي: “الغربة كالموت المرء يشعر دائمًا أن الموت هو الشيء الذي يحدث للآخرين منذ ذلك الصَّيف أصبحت ذلك الغريب الذي كنت أظنه دائمًا سواي.”
  • واسيني الأعرج: “الموت صمتًا أكثر من الموت احتراقًا، لأنَّك ترى نفسك كل يوم تفقد شيئًا من جسدك و روحك ولا تستطيع حتى أن تصرخ ألمًا.”
  • غسان كنفاني: “الخنساء لم تصب بالعمى لكثرة ما رثت أخوتها القتلى وبكتهم -كما هو شائع في كتب الأدب- ولكنّها رثت قتلاها وبكتهم لأنها كانت عمياء منذ البداية! إنّها لم تر في الموت غير الموت، إنَّها لخطيئةٌ مميتةٌ أن لا نرى في الموت غير الموت.”

أشعار عن الموت

هل يبدو الموت مجازيًا في ذاكرة الشِّعر؟

وبعد أن تمَّ ذكر أجمل وأهم أقوال عن الموت لا بدَّ من ذكر أهم القصائد التي سطّرت عن الموت، وكم هي كثيرةٌ تلك الأشعار سواء كانت في وصف الموت كحالة من حالات الفقد بحدِّ ذاته، أو وصف الميت ومن تركهم على قيد الحياة كأنَّهم أموات، فلا يكفي لأهل الميت فجيعة الموت حتى تلحقهم فجيعة الذاكرة، تلك التي تبقي على آخر الأحلام في النفس الإنسانية فلا تُخرجهم منها إلا عند خروج أرواحهم ليكون في تلك الحالة وكأنَّه ميتٌ يرثي آخرًا، وفيما يأتي وبعد الحديث عن الموت ذكرٌ لأهم القصائد فيه:

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت

إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها

وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً

حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها

وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت

أًمسَت خَرابًا وَدانَ المَوتُ دانيها

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ

مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها

وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
  • قصيدة عن الموت لابن الرومي:

بكاؤكُما يشفي وإن كانَ لا يجدي

فجودا فقد أودى نظيركمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهدتهُ كفَّاي للثَّرَى

فيا عزَّة المُهدى ويا حسرةَ المهدي

ألا قاتل اللَّهُ المنايا ورميها

من القومِ حَبّات القلوب على عَمدِ

توخَّى حِمَامُ الموت أوسطَ صبيتي

فلله كيفَ اختارَ واسطةَ العقدِ

على حين شمتُ الخيرَ من لَمَحاتِهِ

وآنستُ من أفعاله آية الرُّشدِ

طواهُ الرَّدى عنِّي فأضحى مَزَارهُ

بعيدًا على قُرب قريبًا على بُعد

لقد أنجزتْ فيه المنايا وعيدَها

وأخلفَتِ الآمالُ ماكان من وعدِ

لقد قلَّ بين المهد واللَّحد لبثُهُ

فلم ينسَ عهد المهد إذ ضمَّ في اللَّحدِ

تنغَّصَ قَبلَ الرَّيِّ ماءُ حَياتهِ

وفُجِّعَ منه بالعذوبة والبردِ

ألحَّ عليه النَّزفُ حتى أحالهُ

إلى صُفرة الجاديِّ عن حمرة الوردِ

وظلَّ على الأيدي تساقط نَفْسْه

ويذوِي كما يذوي القضيبُ من الرَّنْدِ






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب