أقوال عن الحب

أقوال عن الحب


الحب

كيف يفهم الإغريق الحبّ؟

الحب هو كلمة من حرفين تحمل في طيّاتها معاني عميقة تختلف باختلاف السياقات التي تكون فيها هذه الكلمة، وهي عمومًا تُعبّر عن أسمى المشاعر الإنسانيّة التي تعتلج في صدر المرء ولا يمكنه أن يعبّر عنها أو أن يفيها حقّها بالكلمات، ولأهميته الكبيرة ولتلك الهالة التي تُحيط به فإنّه يُعدُّ أحد أكثر الموضوعات حضورًا في الآداب العربية والعالميّة، وكان الإغريق قديمًا يرَون للحبّ خمسة أنواع هي حب الأسرة وحب الصديق وحب الضيف وحب الإله والحب الرومانسي، ولكنّ هنالك أنواعًا أخرى من الحب يمكن تصوّرها بعيدًا عن توصيف الإغريق، وسيقف هذا المقال في الفقرة القادمة مع أقوال عن الحب مقتبسة من كلام يستحق الوقوف عنده.

أقوال عن الحب

ما معنى الحبّ في لغة العرب؟

قبل الوقوف مع أقوال عن الحب لا بُدّ أوّلًا من وقوف على أعتاب هذه الكلمة، فالحب في لغة العرب يُقال إنّه مُشتقّ من حباب الماء؛ وهي تلك الفقاعات التي تتشكّل عند نزول المطر، فكأنّ قلب العاشق حين ينتظر لقاء محبوبته يغلي ويعلوه فقاعات كتلك التي على سطح الماء، وقيل بل هو مشتق من الصفاء والنّضَارة؛ فالعرب تقول عن الأسنان البيضاء النّضِرة حَبب الأسنان، وقيل هي مأخوذة من الالتزام والثبات؛ لأنّ المحبّ يلزم قلب محبوبته، ولذلك قيل: أحَبَّ البعير إذا بَرَك، وقيل بل هي نقيض ذلك فكلمة الحب مأخوذة من القلق والاضطراب ولذلك قالوا عن القرط إنّه حبٌّ لقلقه في الأذن، وقالوا أيضًا إنّ كلمة الحب مأخوذة من جمع الحبّة التي هي أصل كلّ شيء؛ ذلك أنّ مكان الحب ومستودعه هو القلب الذي هو أصل الإنسان وكيانه، وقيل غير ذلك كثير من الكلام الذي يتحدّث على ماهيّة الحب من وجهات نظر متعدّدة، ولكن يبقى له معنى واحد وهو حضوره في القلب واستيلاؤه على المشاعر الإنسانيّة كافّة حتى صار أعذب الأدب هو ذلك المشتمل عليه، وفيما يأتي أقوال عن الحب متفرّقة قد جُمِعَت في مكان واحد:

  • أحلام مستغانمي:
    • “ينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يومًا” أحلام مستغانمي.
    • “الحب هو ذكاء المسافة .. ألّا تقترب كثيرًا فتُلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلًا فتُنسى.. ألّا تضع حطبك دفعةً واحدةً في موقد من تُحب، أن تُبقيه مشتعلًا بتحريكك الحطب ليس أكثر دون أن يلمح الآخر يدك المحرّكة لمشاعره ومسار قدره”.
  • بهاء طاهر: “الحب وحده يرينا الجمال”.
  • مصطفى صادق الرافعي: “ينظر الحب دائمًا بعينٍ واحدة؛ فيرى جانبًا ويَعمى عن جانب، ولا ينظر بعينيه معًا إلّا حينَ يُريدُ أن يتبيّنَ طريقَهُ لينصرف”.
  • أثير النشمي: “أصعب ما في الحب هو أن ترتبط عاداتك بالطرف الأخر؛ لأنّ تلك العادات تعذّبنا بعدما ننفصل عمّن نحب”.
  • رضوى عاشور: “لا يمكن أن يكون الحب أعمى؛ لأنّه هو الذي يجعلنا نبصر”.
  • عباس محمود العقّاد: “وخلاصة التجارب كلّها في الحب أنّك لا تحبّ حين تختار، ولا تختار حين تحب.. وأنّنا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نحب وحين نموت”.
  • إليف شافاق: “إن السعي وراء الحب يغيّرنا؛ فما من أحد يسعى وراء الحبّ إلّا وينضج أثناء رحلته؛ فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب حتّى يبدأ التّغيّر من الداخل والخارج”.
  • محمد حسن علوان: “أحيانًا يقود التشابه إلى الحب.. أحيانًا يقود التنافر إليه.. الشخصيات الحنونة تحب أشباهها، وتلك التي تفقد توازنها كثيرًا أثناء الحياة تحب أضدادها دائمًا”.
  • مصطفى محمود: “آخر حبّ هو أعمق حب؛ لأنّ البنت تحبّ رجلها بكلّ خبراتها، وبكل تطوّرها وتاريخها، وتُبَادِلُهُ مسرّات كثيرة لا حدّ لها، وليس صحيحًا أنّ أوّل حبٍّ هو أعظمُ حب، والصحيح أنّ أوّل حبّ هو أصغر حب، وأكبرُ غلطَةٍ يرتكِبُها الرّجل أن يتزوّج أوّل حبّه”.
  • أحمد خالد توفيق: “لماذا يموت الحب يا ملاكي الصغير؟ لماذا تخبو تلك الجمرة المقدسة لتصير رمادًا برغم لهيبها الذي أحرقنا يومًا؟ يبدأ فقدان الحب بأن نكفّ عن العطاء، بعدها نكفّ عن الأخذ”.
  • باولو كويلو: “الوقت والقراءة لم تغيرني، الحب هو الذي غير حياتي”.

أشعار عن الحب

كيف جَلّى الشعرُ عن مفهوم الحبّ، وخلجاته؟

بعد الوقوف مع أقوال عن الحب فإنّه ينبغي الوقوف مع أشعار عن الحب تلك الجمرة الملتهبة التي تحرق القلوب وتلهبها، فإن كان الحبّ جمرة ملتهبة فمن باب أولى أن يكون قد ألهب مشاعر الشعراء ليقولوا شعرًا طافحًا بتلك المشاعر النبيلة التي يسمونها الحب، وممّا قاله الشعراء عن الحب:

العِشْقُ يكويني، كلوح التُوتياءِ،
ولا أذُوبْ..
والشعرُ يطعنُني بخنجرِهِ..
وأرفضُ أن أَتُوبْ..
إنّي أُحِبّكِ..
ظلّي معي..
ويبقى وجهُ فاطمةٍ
يُحلّق كالحمامةِ تحت أضواء الغروبْ
ظلّي معي.. فلربّما يأتي الحسينُ
وفي عباءته الحمائمُ، والمباخرُ، والطيوبْ
ووراءَهُ تمشي المآذنُ، والرُّبى
وجميعُ ثوّار الجنوبْ

ويقول في هذه القصيدة أيضًا:

عَيْنَاكِ آخرُ ما تبقَّى من شُتُول النَخْلِ
في وطَني الحزينْ
وهواكِ أجملُ ثورةٍ بَيْضَاءَ
تُعْلَنُ من ملايين السنينْ
كُوني معي امرأةً
كُوني معي شَعْرًا
يُسافرُ دائمًا عكْسَ الرياحْ
كُوني معي جِنّيةً
لا يبلغُ العشّاقُ ذَروَةَ عِشقهمْ
إلّا إذا التحقوا بصفّ الغاضبينْ

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَرًا فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه

وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ

حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ

مقروح الجفنِ مسهَّدُه

أودى حرفًا إلّا رمقًا

يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ

يستهوي الوُرْق تأوُّهه

ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ

ويناجي النجمَ ويُتعبه

ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ

ويعلم كلَّ مُطوَّقةٍ

شجنًا في الدَّوحِ تُردِّدهُ

كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ

وتأدّب لا يتصيَّدهُ

فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ

ولعلّ خيالك مُسعِدُهُ

الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ

والسُّورَةِ إنك مُفرَدهُ

قد وَدَّ جمالك أو قبسًا

حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه

وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعةٍ

يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ

جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي

أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟

قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا

فأشرت لخدِّك أشهده

وهممتُ بجيدِك أشرَكُه

فأبى، واستكبر أصيَدُه

وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ

فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب