X
X


موقع اقرا » الآداب » كتب وروايات ومؤلفات » أفضل الروايات العربية للقراءة

أفضل الروايات العربية للقراءة

أفضل الروايات العربية للقراءة


أفضل الروايات العربية للقراءة

إنّ أفضل الروايات العربية للقراءة هي:

  • الثلاثية.
  • باب الشمس.
  • مدن الملح.
  • رجال في الشمس.
  • الخبز الحافي.
  • شيفرة بلال.
  • ساق البامبو.
  • ذاكرة الجسد.
  • عمالقة الشمال.
  • سمرقند.
  • موسم الهجرة إلى الشمال.
  • الشراع والعاصفة.
  • ثلاثية غرناطة.
  • البحث عن وليد مسعود.

الثلاثية – نجيب محفوظ

كيف تُؤثر الثورة على مصير الإنسان عند محفوظ؟

نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا والذي عُرف باسم نجيب محفوظ في عالم الأدب، ولد في عام 1911 ميلادي وتوفي عام 2006 ميلادي، واشتُهر بالثلاثية التي كانت خامة عظيمة في الأدب الحديث، والثلاثية هي ثلاث روايات الأولى بين القصرين، وقد نُشرت عام 1956 ميلادي وقصر الشوق عام 1957 ميلادي، والسكرية كذلك عام 1957 ميلادي، الرواية تحكي في ثلاثيتها عن عائلة متوسطة الحال أي: من الطبقة الوسطى وهي عائلة أحمد عبد الجواد وزوجته أمينة، الأب هو صاحب الشخصية القوية والسلطة العالية والكلمة التي لا تتبدل، فيُحاول الابن أن يفلت من براثن والده بتمرده وعدم دخول كلية الحقوق التي اختارها له والده، وتفضيله لكلية الآداب والعلوم الإنسانية.[١]

الأجزاء الثلاثة تُحاكي مرور الإنسان بمراحل مختلفة في الحياة منذ طفولته ثم صباه وأخيرًا الرشد، وقد عرّض الكاتب في روايته على أحداث ثورة 1919 ميلادي وما الذي حدث مع الثوار في الجبل إلى أن يصل أخيرًا إلى السكرية التي تنتهي بها أحداث الثورة ويصف حال النَّاس ما بعد تلك الأمور كلها.[١]

عمالقة الشمال – نجيب الكيلاني

الرواية قبل الأخيرة من أفضل الروايات العربية للقراءة هي للروائي المصري نجيب الكيلاني، وهي رواية عمالقة الشمال، والرواية باختصار تتحدّث عن دولة إفريقيّة هي نيجيريا في ستينيّات القرن الماضي؛ إذ تحكي الرواية قصة شاب مسلم يقرر الاشتغال في الدعوة إلى الله، فيواجه صعوبات مع الصليبيين الذين يأتون بدعوات تبشيريّة لنشر النصرانية في نيجيريا وبذلك يُضعفون شوكة الإسلام هناك، فيحاولون بشتى الوسائل زرع التفرقة وإثارة الحرب الأهليّة بين القبائل المتعدّدة هناك؛ ليُهيّئوا الجوّ لنشر سمومهم بين الناس، ويُلمّح الكاتب إلى وجود أيادٍ صهيونيّة خفيّة في تلك البعثات التبشيريّة.[٢]

وفي خلال الرواية تمرّ قصّة حبّ بين ذلك الشاب وفتاة نيجيريّة نصرانيّة، ولكنّ الشاب يقرر أن يختار دينه لأنّ من يترك شيئًا في سبيل الله يعوّضه الله خيرًا منه، فيجد الشاب في النهاية أنّ الفتاة قد أسلمت لتتزوّجه، وكذلك تمرّ الرواية على ذكر الحرب التي نشبت بفعل فتن الغُزاة المُخرّبين، ويقول الكاتب بين سطورها إن العيش لله مهمّ كالموت لله، وربما يكون العيش أهمّ من الموت في أحيان كثيرة، وهذه الرواية تروي قصة الحب بطهر غير معتاد في معظم الروايات العاطفية التي تُلوّث معنى الحب وتفسده، وهذا أبرز ما يمكن قوله عن الرواية، فقراءتها أهمّ طريق لمعرفة تفاصيلها جيّدًا، وهي بحق رواية تستحق أن تكون من أفضل الروايات العربية للقراءة.[٢]

باب الشمس – إلياس خوري

كيف يكون العودة إلى الوطن جريمة حسب باب الشمس؟

واحد من أشهر الروائيين وقد ولد عام 1948 ميلادي، ومن بين أشهر رواياته باب الشمس التي رأت نور الضوء عام 1998 ميلادي، والتي اتّخذ فيها طريقة ألف ليلة وليلة في سرد الأحداث فهو يخرج من قصة إلى أخرى، الرواية تُعالج مسألة الفلسطينيين وبشكل خاص مسألة العودة إلى فلسطين خفية التي شاعت بين النَّاس عام 1948 ميلادي، وهو يحكي كيف يتسلل النَّاس من الدول المجاورة لفلسطين وهم يتحدّون خطر الموت والحدود والأسلاك الكهربائية وما إلى ذلك، ثم يأتي على كيفية معاملة الإسرائيليين للفلسطينيين العائدين وهم يقتلونهم ويشردوهم ويحرمونهم من أوطانهم.[٣]

إلا المتسلل يونس الأسدي الذي كان رمزًا للصمود والإباء، فهو لا يدخر جهدًا في العودة إلى بلده ثلاثين عامًا يقضيها على الجبال ما بين هاربٍ ومتسلل، ليلتقي بعدها بزوجته نهيلة في مغارة باب الشمس ويُنجب منها عددًا من الأطفال ليكون هو وحده صلة الوصل ما بين الفلسطيني اللاجئ والمقيم.[٣]

مدن الملح – عبد الرحمن منيف

كيف يتحول السراب إلى نوع من الحقيقة في خماسية منيف؟

عبد الرحمن منيف واحدٌ من أشهر الكتاب العربيين في القرن العشرين وتعود أصوله إلى السعودية، اشتُهر بخماسية مدن الملح التي توزعت على خمسة أجزاء، نُشرت عام 1984 ميلادي، والمقصود من تسمية روايته مدن الملح أي: القرى الصغيرة التي تحولت إلى مدن عظيمة بسبب النفط والثروات، الجزء الأول من الخماسية يحمل معنى التيه والتي يصف فيها بداية ظهور الثروات الباطنية والنفط في الجزيرة العربية وكيف تمّ التعامل مع بدايات ظهور النفط في تلك المنطقة، أمَّا الجزء الثاني فهو الأخدود، وهنا يأتي الكاتب على ذكر الأحداث التي حولت الجزيرة من منطقة كغيرها إلى حقلٍ من النفط ويحكي فيها عن التسهيلات التي يمنحها بعض أبطال الرواية إلى الأمريكان.[٤]

الجزء الثالث من الرواية هو تقاسيم الليل والنهار ويحكي في هذا الجزء بسط الحاكم لنفوذه على المنطقة بأكملها، وكيف استطاع من خلال تحالفه مع الغرب أن يحصل على القروة الضخمة التي ما كان ليحلم فيها، الجزء الرابع هو المنبت والذي يدور فيه الصراعات الداخلية في الحكم وكيف أنَّ أحدهم بات يُحاول إنهاء الحكم غير المباشر للأمريكان على المنطقة، أمَّا الجزء الأخير فهو بداية الظلمات والذي يصف فيه الكاتب استقرار الأوضاع ظاهريًّا لكنّ النَّاس وأشكالهم وانتماءاتهم كلها باتت مختلفة ولو نظوا إلى أنفسهم في المرآة لما عرفوا ذاتهم.[٤]

لقراءة المزيد، انظر هنا: نبذة عن خماسية مدن الملح.

رجال في الشمس – غسان كنفاني

كيف أجهزت الحياة على آخر حلمٍ للفسطيني؟

غسان كنفاني واحدٌ من أشهر الروائيين العرب وتعود أصوله إلى فلسطين العربية المحتلة، برزت رواية رجال في الشمس إلى العالم العربي عام 1963 ميلادي، تحكي الرواية واقع الشعب الفسلطيني، وواقع أيّ شعب يتعرض بلده للحرب حينما يبدأ العربي بنهش دماء أخيه العربي بغية المال والأخير لا يملك في جيبه إلا بضعًا من الدريهمات يحلم أن يصل بها إلى بلدٍ أفضل ليعيش الأمن والاستقرار.[٥]

ولكن كما قضى أبطال الرواية على يد المهرب الذي وضع أبطال الرواية في خزَّان على ظهر سيارته وأغلق عليهم حتى يمر من الدورية بسلام، فقضى جميع أبناء الحروب على حدود البلاد العربية وهم لا يطمعون إلا ببيتٍ صغير لا تصله نيران القذائف أو الموت، ولكن مَن لم يقدر الإسرائيلي على سلبه الحياة أكمل العربي الجشع للمال عنه تلك المهمة.[٥]

الخبز الحافي – محمد شكري

كيف جسّد شكري نفسه من خلال قلمه؟

محمد شكري واحد من أشهر الروائيين العربيين الذي تعود أصوله إلى المغرب العربي وقد توفي عام 2003 ميلادي، نُشرت الرواية عام 1928 ميلادي، الخبز الحافي هي بمثابة سيرة ذاتية للكاتب محمد شكري يصف فيها المعاناة التي تعرض لها في حياته من أبٍّ متسلطٍ متجبرٍ قضى على عائلة بأكملها باسم الأبوة ومن أم وعائلةٍ قد أعماها الجهل والفقر والأميَّة، حتّى أنّ شكري -بطل الرواية- كان يجهل القراءة والكتابة حتَّى صار في سنّ العشرين.[٦]

ثمَّ مضى حياته بعد ذلك وهو يبحث عن ذاته ولكنّه لم يهتد إلا إلى رفاق السوء وبعدها امتهن البغاء، يذكر الكاتب أنَّ بطل الرواية كان يقتات على مزابل النصارى؛ لأنَّ مزابل المغاربة المسلمين كانت أشد فقرًا منه، وهكذا أكمل الكاتب سيرته في جزأين آخرين هما: زمن الأخطاء ووجوه.[٦]

شيفرة بلال – أحمد خيري العمري

هل يُمكن للإنسان أن يُعيد نفسه بعد بضعة قرون؟

أحمد خيري العمري واحدٌ من كُتَّاب العرب المعروفين الذي تعود أصوله إلى العراق، وقد نشر هذه الرواية عام 2017 ميلادي، لقد انتقل الكاتب في أسلوب تصويره من العصر الحاضر الذي يُمثله بلال الطفل الذي لم يتجاوز بعد الرابعة عشر من عمره، وبلال الحبشي صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٧]

فكلاهما عانى من العبودية مع طول المدة بينهما وظنّ الجميع أنَّ عصر العبودية قد انتهى، كان بلال الطفل يُعاني من سخرية زملائه عليه بسبب مرضه -سرطان الدم- الذي كان يُعاني منه، وفجأة اكتشف أنَّ ليس وحده عبدًا لسخية الآخرين بل بلال بن رباح كان كذلك.[٧]

ليكتشف أخيرًا أنَّ الشيفرة الوحيدة التي استطاع بلال بن رباح فك قيده بها هي: “أحدٌ، أحد” تلك اللفظة التي تُخلص الإنسان من براثن الواقع وذله وهوانه وتتنقل به إلى الملكوت الآخر حيث الرحمة، وأخيرًا يتخلص الطفل من عبوديته كما فعل ابن رباح قبله ليقول -وهو الطفل الأمريكي- أحدٌ أحد.[٧]

لقراءة المزيد، انظر هنا: ملخص رواية شيفرة بلال.

ساق البامبو – سعود السنعوسي

كيف فرّقت قوانين الحياة بين أبناء البشر حسب جنسيتهم؟

سعود السنعوسي كاتبٌ عربيٌّّ تعود أصوله إلى الكويت وقد ولد عام 1981 ميلادي، رأت ساق البامبو نور الشمس عام 2012 ميلادي وقد كانت رواية تحكي أزمة من الأزمات الداخلية التي يعيشها شعب الكويت بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، الرواية تحكي قصة شاب منحدرٍ من عائلة أرستقراطية لم يكن متوافقًا فكريًّا معهم بل كان ينهمك بين كتابته وأقلامه، وكان رحيم القلب يُشفق على الخادمة التي عندهم لكثرة تعرّضها للإهانات، وتتحول تلك الشفقة إلى الإعجاب ثم الحب والزواج العرفي.[٨]

لكن بعد الزواج تظهر على المرأة علامات الحمل لتطردها العائلة وتتسارع الأحداث فيختفي الوالد إثر الحرب ويكبر الطفل ليكون عيسى نصف العربي الذي يُحاول العودة إلى أهله، ولكنّ العائلة ترفضه فهو ابن الخادمة الفلبينية ليعيش الصراع في داخله ثم يعود إلى الفلبين ويتزوج ابنه خالته وتنتهي مأساته باللا شيء فهو حتى الآن لا يعرف أيكون فلبينيًّا أم كويتيًّا.[٨]

ذاكرة الجسد – أحلام مستغانمي

كيف قضت الحياة على ثائرٍ؟

أحلام مستغانمي كاتبة تعود أصولها إلى الجزائر وقد ولدت عام 1953 ميلادي وقد نٌشرت رواية ذاكرة الجسد عام 1993 ميلادي، تدور الرواية حول شاب يلتحق بصفوف الثورة الجزائرية إلى جانب قائد لإحدى جبهاتها وهو السي طاهر، ويُكلف عادة بالمهام الخاصة التي أدت إحداها إلى بتر يده، ثم ينتقل بعدها إلى الحياة المدنية ويُرسل السي طاهر معه أمانة إلى عائلته ويُوصيه أن يسجل ابنته في البلدية التي ولدت منذ شهرين.[٩]

بعد انتهاء الثورة يجد بطل الرواية أنَّ الواقع ذاك ليس هو الذي قاتل من أجله فيذهب إلى فرنسا ويكون رسامًا فيها، ويلتقي هناك بفتاة أُعجب بها من ملامحها الجزائرية ليتعرف عليها ويجدها هي نفسها الفتاة ابنة السي طاهر التي لاعَبَها في صغرها وأطلق عليها ذلك الاسم، ولكن الحب لا يعرف الفارق العمري بعد أن بلغت الصبا فيكون حبًّا من طرفه وحده وهو لا يجرؤ على إخبارها به، ولكن أخيرًا يفيق على دعوة لزفافها من رجلٍ عسكري شاع عنه فساده.[٩]

لقراءة المزيد، انظر هنا: نبذة عن رواية ذاكرة الجسد.

موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح

إنّ من أفضل الروايات العربية للقراءة رواية موسم الهجرة إلى الشمال للكاتب السوداني الكبير الطيب صالح، وهي رواية تنتمي لما يُسمّى أدب ما بعد الاستعمار، أو ما بعد الاحتلال على نحو أدق، يحكي الطيب صالح في هذه الرواية العلاقة بين الشرق والغرب من خلال عدة شخصيّات رئيسة لعلّ أبرزها مصطفى سعيد، وهو شابّ يتيم مجتهد يكمل دراسته في القاهرة ثم في بريطانيا، وهناك -في بريطانيا- يقضي أوقاته بين أحضان النساء الإنكليزيات، ويصوّر الطيب صالح علاقته بالنساء الإنكليزيات مبيّنًا أوجه الاختلاف والالتقاء، وكذلك يبرز الصورة النمطية التي يحملها كلّ منهما تجاه الآخر.[١٠]

ويلاحظ القارئ لرواية موسم الهجرة إلى الشمال أنّ الراوي يبقى مجهولًا، ويعتمد الطيب في روايته هذه على سرد الأحداث في مكانين؛ الأوّل بريطانيا، والثاني السودان، وهما المكانان اللّذان عاش فيهما الراوي ومصطفى سعيد، والراوي يمثّل الرجل المنضبط الذي عايش ظروف مصطفى سعيد نفسها ولكنه لم يجرفه تيار نساء أوروبا كما جرف مصطفى سعيد، بل عاش منضبطًا وعندما عاد أفاد بلاده من خبراته، بينما مصطفى سعيد عاد وصدره يضيق ذرعًا بالمكان الذي هو فيه، وغالبًا شخصيّة الراوي هي شخصيّة الطيب صالح على عادة كثير من الروائيين الذين يروون القصة بضمير المتكلّم، ليعلم القارئ القريب منهم أنّهم يقصدون أنفسهم لا غير، وهذه أولى الروايات التي سيتحدث عنها المقال بوصفها أفضل الروايات العربية للقراءة.[١٠]

البحث عن وليد مسعود – جبرا إبراهيم جبرا

في هذه الرواية التي لم تكن عبثًا من أفضل الروايات العربية للقراءة يصوّر جبرا إبراهيم جبرا في روايته هذه وليد مسعود الفلسطيني المثقف الثوري الذي يرحل من بلاده ليبحث عن ذاته ربّما بين تلك الذوات الكثيرة التي يحملها معه، ويستطيع جبرا في روايته هذه أن يحشد عددًا كبيرًا من الشخصيّات مختلفة الأصوات، وهذا السبب -ربما- هو ما يجعل الرواية هذه واحدة من أفضل الروايات العربية للقراءة، فقد كان من السباقين لحشد هذا الكم الكبير من الشخصيات على أصواتها المختلفة، ولعلّ الشخصيّة الأبرز هي شخصيّة وليد مسعود، الذي جعله جبرا بطلًا خارقًا كاملًا فيه كلّ صفات الرجل العربي المثالي، أو المثالي من وجهة نظر الكاتب على الأقل، وقد ساعد جبرا لإنجاح روايته هذه ما يتمتّع به من لغة عالية وقدرة على السرد بطريقة فذّة، ولكن قد يؤخذ عليه المبالغة في وصف العلاقات الجنسيّة التي يُقيمها البطل مع النساء، وكذلك شربه المبالغ فيه للخمر، وأيضًا قد لا يستقيم في ذهن قارئ ما أن يكون الرجل نبيلًا وثوريًّا ورمزًا للقضية الفلسطينيّة، وهو يُسرف في علاقاته العاطفيّة والخمر الكثير.[١١]

وممّا يؤخَذ على روايته أيضًا هذه المبالغة في حشد اللهجة العاميّة الفلسطينيّة في روايته، في حين يرى بعض القرّاء أنّ الرواية عملٌ أدبيٌّ يُفتَرَضُ به أن يكون مكتوبًا بلغة أدبيّة، واللغة الأدبيّة هي أعلى منزلة من اللغة المحكيّة أو اللغة الرسميّة التي يتعامل بها المواطنون في الدوائر الرسمية، وكذلك ثمّة مفارقة طريفة في هذه الرواية للمطّلع على شخصيّة جبرا الحقيقيّة؛ إذ ثمّة جوانب التقاء بين وليد مسعود وجبرا منها أنّ جبرا قد استقرّ في العراق ومات فيها، وكذلك وليد مسعود قد استقرّ في العراق ولكنّ مصيره مجهولًا، ومنها أنّه اختلط هنالك بالمثقفين ورجال الأدب كالبياتي والسياب، وكذلك وليد مسعود، وربمّا تكون سيرة ذاتية للمؤلف أو أنّها على الأقل تروي شيئًا ممّا مرّ به في حياته الطويلة الحافلة، وهذه الأسباب -على المآخذ التي عليها- تجعلها واحدة من أفضل الروايات العربية للقراءة.[١١]

الشراع والعاصفة – حنا مينه

في رواية الشراع والعاصفة يقدّم حنّا مينه شخصيّة اسمها محمد الطروسي، أو أبو زهدي الطروسي، هو رجل بحّار كان قبطانًا -أو ريّس كما يقول أبناء البحر- لسفينة اسمها المنصورة، وهذه السفينة تغرق في البحر إثر عاصفة تضرب البحر آنذاك، فيهرب بقارب النجاة ويصل إلى الميناء، تدور أحداث الرواية وقت الحرب العالمية الثانية في محافظة اللاذقية في الساحل السوري، حينها تكون الأوضاع الاقتصادية للسكّان مُتعَبَةً جدًّا حدّ البؤس، كان الطروسي مُغرمًا بالبحر، حتى بعد غرق سفينته اتّخذ مقهًى قرب البحر على الشاطئ، وكأنّه لا يريد الابتعاد عنه، وكذلك بقي على وفائه للبحّارة يدافع عنهم، ويطالب بحقوقهم، وكان آنذاك يسطر رجل اسمه أبو رشيد على حركة الموانئ، وذات يوم تورّط الطروسي في مشكلة مع أبي رشيد لصالح البحارة المظلومين، واستغلّ هذا الصراع رجل اسمه نديم مظهر، وقد كان نديم يتصرّف بأمور المدينة في منطقة الشيخ ضاهر في وسط المدينة، ولكنّ الطّروسيّ حين تنبّه إلى أنّه قد يصبح ألعوبةً بيد نديم، وأنّه سوف يكون كبش الفداء آثَرَ الابتعاد عن المشكلات وأن يكون بعيدًا.[١٢]

تتّصف شخصيّة الطروسي بالتمرّد في وجه كلّ شيء، فقد كان شابًّا عابثًا لاهيًا يقضي معظم أوقاته حين يعود إلى البر في أحضان النساء والخمرة وإلى ما هنالك من الملاهي التي تصرف الشاب الطائش عن حياته، وكان أبعد ما يكون عن السياسة وضروبها، ولكنّه فجأة يجد نفسه في صفّ الوطنيين الذين يدافعون عن شرف وطنهم واستقلاله، فصار -ولو قليلًا- مُهتمًّا بالسياسة في سبيل استقلال الوطن، وترك أمور النساء والحانات وبيوت الرذيلة ليتزوّج ويعود بعدها إلى البحر “ريّسًا” له سفينته التي يحبّ، وامرأة تنتظره عند عودته بحبّ صادق بدلًا ممّن انتظرنه لمال وقذارة، فاستحقّت هذه الرواية -بما حوته من أوجاع البسطاء والبحّارة المُعذّبين، ومن هموم الوطن ومؤامرات العدو المحتل في تقسيمه- أن تكون من أفضل الروايات العربية للقراءة بلا منازع لها على هذه المزية.[١٢]

سمرقند – أمين معلوف

من أفضل الروايات العربية للقراءة تأتي رواية سمرقند للكاتب اللبناني-الفرنسي أمين معلوف، ويمكن قسم نذه الرواية قسمين: الأول وهو القسم الذي يروي قصة عمر الخيّام الشاعر الفارسي المعروف، وتفاصيل كتابته لرباعيّاته سرًّا، وكذلك يسلّط الضوء على تلك الحقبة التاريخيّة بما فيها من أحداث وصراعات سياسيّة، وأيضًا يُضيء معلوف على نشوء جماعة الحشاشين من الشيعة الإسماعيلية، وكيفيّة صدامهم مع الدولة السلجوقيّة التي يرأسها السلطان ألب أرسلان، ثمّ ابنه من بعده برعاية الوزير نظام الملك، وتحكي الرواية تنقّلات الشاعر المتصوّف عمر الخيّام من بلد إلى بلد، وكيف انتقلت رباعيّاته من مكان إلى مكان حتى فُقدت في الغزو المغولي، وبقيت تتناقلها الأجيال سرًّا إلى أن ظهرت إلى النور في القرن التاسع عشر.[١٣]

أمّا القسم الثاني من الرواية فيحكي قصة الباحث الذي ذهب إلى إيران للبحث عن رباعيات عمر الخيام التي ذاع صيتها في ذلك الوقت، فهام في حب بلاد فارس، ويروي لقاءه بجمال الدين الأفغاني في القسطنطينيّة -إستانبول اليوم- وأحبّ شقيقة الشاه وسافرا معًا على متن سفينة التايتنك، ولكنّهما غرقا مع الذين غرقوا في السفينة، وبهذا تنتهي فصول رواية سمرقند للكاتب أمين معلوف، وجدير بالذّكر أنّ الرواية قد كُتبت باللغة الفرنسيّة -كباقي مؤلفات معلوف- ومن ثَمّ تُرجمت إلى العربية، وهي رواية تستحقّ بحق أن تكون إحدى أفضل الروايات العربية للقراءة.[١٣]

ثلاثية غرناطة – رضوى عاشور

كم جزءًا احتوته ثلاثة غرناطة؟

ثلاثية غرناطة، للكاتبة المصريّة رضوى عاشور، وهي رواية تتألّف من ثلاثة أجزاء هي: غرناطة، مريمة، الرحيل، وتدور أحداث الرواية في الأندلس في مملكة غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس بعد سقوطها واحدة تلو الأخرى على يد مَلِكَي قشتالة وأراغون فيرناند وإيزابيلا، وتبدأ أحداث الرواية الثلاثية عام 1491م، وهو العام الذي أجرى فيه أبو عبد الله الصغير -آخر ملوك غرناطة- معاهدة مع الملكين تقضي بتسليم غرناطة بشروط، وهي سلسلة متوالية تبدأ بغرناطة لتنتهي بالرحيل، وتقصّ فيها رضوى عاشور -وبالمناسبة هي والدة تميم البرغوثي الشاعر الفلسطيني المعروف- معاناة الشعب الأندلسي الذي بقي في غرناطة بعد طرد المسلمين منها، وسُمي هذا الشعب بالموريسكيين.[١٤]

وتروي أحداث حياتهم اليوميّة في ذلك الوقت، وتمرّ على محاكم التفتيش وتصوّرها بما فيها من بشاعة وقذارة، وإجبار على التنصير لتختفي بعدها ملامح الحياة الإسلامية شيئًا فشيئًا حتى يصبح اسم الأندلس إسبانيا، ويصبح شعبها يتحدث الإسبانيّة، وتنطمس كلّ المعالم الإسلاميّة فيها، وهكذا تسير رضوى في الرواية جيلًا فجيلًا لتُظهر أنّ طمس معالم الإسلام وروح العربية لم تنطمس دفعة واحدة، وكذلك تُظهر الأجيال بحسب الحقبة التاريخيّة التي مرّوا بها، وكلّ جيل يمتاز عن سابقه بشيء ما، ربّما يكون جيّدًا وربّما يكون سيّئًا، وهكذا تكون الرواية متلاحمة متواصلة من بدايتها إلى نهايتها، فاستحقّت بكلّ ما بها أن تكون واحدة من أفضل الروايات العربية للقراءة.[١٤]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب نجيب محفوظ، الثلاثية، صفحة 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “عمالقة الشمال”، www.noor-book.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-01-2020م. بتصرّف.
  3. ^ أ ب إلياس الخوري، باب الشمس، صفحة 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الرحمن منيف، مدن الملح، صفحة 2. بتصرّف.
  5. ^ أ ب غسان كنفاني، رجال في الشمس، صفحة 2. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد شكري، الخبز الحافي، صفحة 2. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت أحمد خيري العمري، شيفرة بلال، صفحة 2. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سعود السنعوسي، سااقالبامبو، صفحة 2. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، صفحة 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب الطيب صالح (1981)، موسم الهجرة إلى الشمال (الطبعة الثالثة عشرة)، بيروت: دار العودة، صفحة 5 وما بعدها. بتصرّف.
  11. ^ أ ب جبرا إبراهيم جبرا (1985)، البحث عن وليد مسعود (الطبعة الثالثة)، بغداد: مكتبة الشرق الأوسط، صفحة 11. بتصرّف.
  12. ^ أ ب حنا مينه (1982)، الشراع والعاصفة (الطبعة الرابعة)، بيروت: دار الآداب، صفحة 5 وما بعدها. بتصرّف.
  13. ^ أ ب “سمرقند”، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-01-2020م. بتصرّف.
  14. ^ أ ب “ثلاثية غرناطة”، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-01-2020م. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب