X
X


موقع اقرا » إسلام » فقهاء وأئمة » أشهر قصص السلف في احترام المعلم

أشهر قصص السلف في احترام المعلم

أشهر قصص السلف في احترام المعلم


قصص السلف في احترام المعلم وتوقيره

إنّ للمعلّم في الإسلام منزلة عظيمة، فهو أمل الأمّة، ومربّي الأجيال، يروي ظمأ العقول، ويُنير القلوب بالحِكمة والفَهْم، وله مكانة ومهابة في قلوب طلبة العلم، فيحترمونه، ويقدّرونه، ويتأدّبون معه، وقد ضرب السلف الصالح أروع الأمثلة في تقدير أهل العلم والعلماء، وفيما يأتي بيان قصص عدّة تبيّن أهمية احترام المعلم وتقديره عند السّلف.

ابن عباس وزيد بن ثابت

كان زيد بن ثابت -رضي الله عنه- من كتاب الوحي ومن فقهاء المدينة السبعة، وركب يوماً على دابته، فجاء ابن عباس -رضي الله عنه- فأمسك بخطامها ليقود له الدابة تقديراً لزيد بن ثابت -رضي الله عنه- وإجلالا له، فقال له زيد: لا تفعل يا بن عم رسول الله، فرد عليه ابن عباس: “هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا”.[١]

الإمامين مسلم والبخاري

كان الإمام مسلم من تلاميذ الإمام البخاري -رحمهم الله تعالى-، وكان يحترمه ويقدّره ويُثني عليه دائماً بالكلام الطيّب الحسن، فجاءه يوماً وقال له: “دعْنِي أُقَبِّلْ رجليكَ يَا أُسْتَاذَ الأُسْتَاذِين، وَسَيِّدَ المُحَدِّثِيْنَ، وَطبيبَ الحَدِيْثِ فِي عِلَلِهِ”.[٢]

الربيع بن سليمان والإمام الشافعي

كان الربيع بن سليمان من أخص تلامذة الإمام الشافعي، وهو من قال له الشافعي يوماً: “لو استطعت لأطعمتك العلم”، وكان الربيع إذا جلس بين يديه شيخه يستحي أن يشرب الماء والشافعي ينظر له هيبة منه.[٣]

يحيى الليثي والإمام مالك

من طرائف القصص أن رجلاً يُدعى يحيى بن يحيى الليثي كان يسكن في الأندلس، فقرر الهجرة إلى مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يطلب العلم عند الإمام مالك، فبينما هو جالس عنده إذ دخل فيلٌ على المدينة، فقام الناس ليشاهدوه.[٤]

وجلس يحيى يستكمل الدرس، فقال له الإمام مالك: لم لا تخرج لمشاهدة الفيل وهو غير موجود عندكم في الأندلس ؟ فقال له: “لم أرحل لأنظر الفيل، وإنما رحلت لأتعلم من علمك وهديك”، فأعجب الإمام مالك به، وقال: هذا عاقل الأندلس.[٤]

قصص السلف في تواضع التلميذ لأستاذه

إبراهيم الحربي والإمام أحمد

كان إبراهيم الحربي رجلاً صالحا، فسمع أن قوماً من أصدقائه وجلسائه يفضّلونه على الإمام أحمد، فلما راجعهم بذلك أقروا به، فغضب منهم وقال لهم: “ظلمتمونِي بتفضيلكُم لِي عَلَى رَجُل لاَ أُشْبِهُه، وَلاَ أَلحق بِهِ فِي حَال مِنْ أَحْوَاله”، وأقسم بالله أن يترك تعليمهم عقاباً لهم.[٥]

الإمام مالك وابن المبارك

يروي يحيى الليثي قصة -وهو من تلاميذ الإمام مالك- أن ابن المبارك جاء لمجلس الإمام مالك، فاستأذن بالدخول، فأذن له الإمام مالك، ثم تزحزح له في مجلسه وأقعده بجانبه، ولم تكن عادة الإمام مالك التزحزح لأحد.[٦]

وكان التلاميذ يقرؤون على الإمام مالك، فكان يسأل ابن المبارك عن رأيه في هذا أو مذهبه، وابن المبارك يجيبه، ثم قام ابن المبارك وخرج من المجلس، فأعجب الإمام مالك بأدبه وقال: هذا ابن المبارك فقيه خراسان.[٦]

سفيان الثوري والأوزاعي

رأى الناس يوما شيخاً مهيباً بين الصفا والمروة على ناقة، وشيخا آخر يقوده، فاجتمع عليهما أصحاب الحديث وأهل العلم، فجعل الشيخ الذي يقود الناقة يدفعهم ويقول لهم: دعونا نسلي الشيخ، فنظروا فإذا بالراكب هو الإمام الأوزاعي ومن يقوده هو الإمام سفيان الثوري -رحمهم الله جميعاً-.[٧]

قصص السلف في الصبر على المعلم

قصة الإمام أحمد

يقول الإمام أحمد بن حنبل – رَحِمَهُ الله-: كنت ربما أردت البكور إلى الحديث -يعني يريد أن يخرج قبل أذان الفجر ليذهب إلى العلماء- فتأخذ أمي ثيابي وتقول: حتى يؤذن للفجر، يقول: أجلس، وكنت ربما بكَّرت إلى مجلس أبي بكر بن عياش وغيره قُبيل الفجر.[٨]

سفيان بن عيينة والحمقى

من الطرائف أن الإمام سفيان بن عيينة -وهو من أئمة الحديث- قيل له: إن قومًا يأتونك من أقطار الأرض تغضب عليهم يوشك أن يذهبوا أو يتركوك، فقال للقائل: “هم حمقى إذًا مثلك إن تركوا ما ينفعهم لسوء خلقي”.[٩]

المراجع

  1. ابن الجوزي، صفوة الصفوة، صفحة 275. بتصرّف.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 432. بتصرّف.
  3. ابن جماعة، تذكرة السامع و المتكلم، صفحة 88. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الزرقاني، كتاب شرح الزرقاني على الموطأ، صفحة 69. بتصرّف.
  5. عبدالعزيز الجليل و بهاء الدين عقيل، أين نحن من أخلاق السلف، صفحة 124. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 420. بتصرّف.
  7. ابن أبي حاتم الرازي، الجرح و التعديل، صفحة 208. بتصرّف.
  8. الخطيب البغدادي، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، صفحة 217. بتصرّف.
  9. ابن جمعة، تذكرة السامع و المتكلم، صفحة 92. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب