X
X


موقع اقرا » الآداب » حكم وعبارات وشخصيات أدبية » أشهر شعراء العصر العباسي

أشهر شعراء العصر العباسي

أشهر شعراء العصر العباسي


الشعر العباسي

يعدّ العصر العباسي بحقّ عصر النهضة الأدبيّة بنوعَيْها الشعريّة والنثريّة، ولعلّ ذلك يرجع إلى كثير من العوامل السياسية والثقافية التي امتاز بها العصر العباسي عن غيره، فقد اتّسعت رقعة الدولة الإسلامية واختلطت الشعوب وتنوعت الثقافات كما أولى الخلفاء العباسيون الأدباء لا سيّما الشعراء منهم اهتمامًا بالغًا، وهذا ما دفع الكثير من الشعراء لاتخاذ قصور الخلافة مغنمًا لهم، حتى بلغ الأمر بأكثرهم للتكسب بشعرهم والتقرب من الخلفاء به، وعلى هذا فقد بلغ شعر المدح ذروته بين الأغراض الشعرية الأخرى التي احتفظت بعاطفيتها وصدقها الذي عرفته العصور السابقة، كالغزل والفخر والهجاء والوصف، وقد ظهرت أصناف جديدة من الشعر على أيدي أشهر شعراء العصر العباسي كالخمريات والشعر الصوفي وشعر الزهد وشعر المجون.

أشهر شعراء العصر العباسي

بزغَ نجمُ أشهر شعراء العصر العباسي في ميدان الشعر، فقد أبدعوا في نظم الشعر في أغراضه المختلفة، وابتكار المعاني والصور الشعرية وتنميق الألفاظ بالمحسنات البديعية، فبدت أشعارهم كمرآة تعكس صورة ذلك العصر الذي تحلى باستقراره وازدان بما أبدعه أهله في فنون القول، فمن أشهر شعراء العصر العباسي الذين نظموا في الغزل: بشار بن برد فهو وعلى الرغم من فقدانه بصرَه إلّا أنه لم يكن يتوانى عن وصف تهافت النساء عليه وعشقهن له، وأشهر شعراء العصر العباسي ممّن نظم في الخمر: أبو نواس الذي كان مبتدع فن الخمريات إذ تفنن في وصف الخمر ودنانها حتى عرفت الخمريات واتصلت به، وأشهر شعراء العصر العباسي ممن نظم في الوصف: البحتري إذ أكبّ وغيره من الشعراء على قصور الخلفاء وأبنيتهم يصفونها في الشعر ويتغنون بجمالها، وأشهر شعراء العصر العباسي ممن نظم في المدح: المتنبي الذي تأججت نار مدحياته في قصر أمير حلب سيف الدولة الحمداني، وأشهر شعراء العصر العباسي ممن نظم في الزهد أبو العتاهية الذي انصرف إلى زهده مأخوذًا به بعد ما قضى شبابه في اللهو والمجون.

المتنبي

هو أبو الطيب أحمد بين الحسين الجعفي، من أشهر شعراء العصر العباسي وأبرزهم، ولد في الكوفة سنة 303هـ، وقد كان متوقد الذكاء واسع الحيلة، ويقال أنه لقب بالمتنبي نظرً لادعائه النبوة في بادية السماوة، فحبسه أمير حمص لذلك حتى تاب[١]، ولزم المتنبي سيف الدولة الحمداني أمير حلب ومدحه في أكثر قصائده، بل إن مدائحه لم تصدق إلا إن كانت في سيف الدولة، فهو القائل:[٢]

ألا ما لسَيفِ الدّوْلَةِ اليَوْمَ عَاتِبَا

فَداهُ الوَرَى أمضَى السّيُوفِ مَضَارِبَا

وما لي إذا ما اشتَقْتُ أبصَرْتُ دونَهُ

تَنَائِفَ لا أشْتَاقُها وَسَبَاسِبَا

وَقد كانَ يُدْني مَجلِسِي من سَمائِهِ

أُحادِثُ فيها بَدْرَهَا وَالكَوَاكِبَا

حَنَانَيْكَ مَسْؤولاً وَلَبّيْكَ داعياً

وَحَسبيَ مَوْهُوباً وحَسبُكَ وَاهِبَا

أهذا جَزاءُ الصّدْقِ إنْ كنتُ صادقاً

أهذا جَزاءُ الكِذبِ إنْ كنتُ كاذِبَا

وَإنْ كانَ ذَنْبي كلَّ ذَنْبٍ فإنّهُ

مَحا الذّنْبَ كلَّ المَحوِ مَن جاءَ تائِبَا

إلا أن ثمة أمر قضى بينه وبين سيف الدولة الذي أصغى للوشاة حتى افترقا، ومضى بعد ذلك مرتحلًا بين مدينة وأخرى حتى وافته المنية سنة 354، وتميز شعر المتنبي بما أضفته عليه شخصيته من كبرياء وغرور واعتداد بالنفس وهي سمة ميزته من بين أشهر شعراء العصر العباسي، فقد ذكر أن المتنبي كان يرفض أن يلقي قصيدته في حضرة الخليفة إلا وهو جالس، هذا بالإضافة إلى جزالة ألفاظه ووضوح معانيه وبعده عن الإغراق في الصنعة.

البحتري

من أشهر شعراء العصر العباسي وهو أبو عبادة الوليد بن عبيد الله، يرجع نسبه إلى بني طيء، ويلقب بالبحتري لقصر قامته فلفظ البحتري مأخوذة من بحتر أي القصير المجتمع الخلق[٣]، وولد في منبج سنة 206هـ وعاش فيها فاكتسب منها البلاغة و الفصاحة وتأصلت فيه ملكة الإعراب، وقد حفظ القرآن في صغره واطلع على أشعار العرب ومآثرها، حتى شب شاعرًا لا يشق غباره[٤]، فمن قصائده:[٥]

شَوْقٌ إلَيكِ، تَفيضُ منهُ الأدمُعُ،

وَجَوًى عَلَيكِ، تَضِيقُ منهُ الأضلعُ

وَهَوًى تُجَدّدُهُ اللّيَالي، كُلّمَا

قَدُمتْ، وتُرْجعُهُ السّنُونَ، فيرْجعُ

إنّي، وما قَصَدَ الحَجيجُ، وَدونَهم

خَرْقٌ تَخُبُّ بها الرّكابُ، وتُوضِعُ

أُصْفيكِ أقصَى الوُدّ، غَيرَ مُقَلِّلٍ،

إنْ كانَ أقصَى الوُدّ عندَكِ يَنفَعُ

وأرَاكِ أحْسَنَ مَنْ أرَاهُ، وإنْ بَدا

مِنكِ الصّدُودُ، وبَانَ وَصْلُكِ أجمعُ

يَعتَادُني طَرَبي إلَيكِ، فَيَغْتَلي

وَجْدي، وَيَدعوني هَوَاكِ، فأتْبَعُ

كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعٌ، وَيَسُرُّني

أنّي امْرُؤٌ كَلِفٌ بحُبّكِ، مُولَعُ

شَرَفاً بَني العَبّاسِ، إنّ أبَاكُمُ

عَمُّ النّبيّ، وَعِيصُهُ المُتَفَرّعُ

وتميز شعر بالعفوية وصدق العاطفة فقد كان يلجأ لتوظيف ضروب البديع بعيدًا عن الصنعة والكلفة والمبالغة في ذلك،وقد كان يحرص على توظيف الخيال الشعري وتجنيب الشعر حدود المنطق والعلمية، هذا بالإضافة إلى جزالة ألفاظه ووضوح معانيه فقد كان متطبعًا ببيئته البدوية التي أكسبته فصاحة وبلاغة لغوية،

أبو نواس

وهو من أشهر شعراء العصر العباسي، يُكنّى بأبي نُوَاس ولد في باستان ماتارد من كورة خوزستان،وهو لذلك لا يعد عربيًا، إنما شاعر مولّد وقد انتقل من بلده إلى البصرة ونشأ فيها، ثم انتقل إلى بغداد وظل فيها حتى توفي بعد مقتل أمير المؤمنين هارون الرشيد، وقد كان أبو نواس سريع البديهة فطنًا ولَسِنًا فصيحًا عالمًا بالشعر وضروبه[٦]، تنازعت حياته حالتين متضادتين تمثلت الأولى في مجونه بينما تمثلت الثانية في زهده ورغبته عن الحياة، كتب أبو نواس في فنون الشعر المختلفة وكان أبرزها في الزهد والخمريات ومن قصائده:[٧]

ونَدْمانٍ يرى غَبَناً علَيْه

بأنْ يُمسي، وليسَ له انتِشاءُ

إذا نَبّهْتَهُ مِنْ نَوْمِ سُكْرٍ،

كَفــاهُ مَرّة منك النّـداءُ

فليسَ بقائلٍ لك : إيهِ دَعْني،

وَلا مُسْتَخْبِرٍ لك: ما تَشاءُ؟

ولكِنْ: سَقّني، ويقولُ أيضاً

علَيكَ الصِّرْفَ إن أعياكَ ماءُ

إذا ما أدركَتْهُ الظّهْرُ صَلّى

و لا عَصْرٌ عليْهِ ولا عِشاءُ

يُصلّي هذه في وقْت هذي،

فكُلّ صلاتِه أبداً قَضَاءُ

وذاكَ محمدٌ تَفديه نفسي،

وحُقَّ لهُ، وقَلَّ لَهُ الفِـــــــداءُ

وامتاز أبو نواس في شعره بالقدرة على التجديد والتغيير، فهو من ابتدع فن الخمريات، وسعى إلى وأد المقدمة الطللية التي كانت لا تزال شغف أشهر شعراء العصر العباسي، وقد اعتمد أبو نواس في كثير من قصائده على أسلوب القص والحوار ليبعد في شعره عن نطاق الذاتية الضيقة، كما استثمر الأساليب الإنشائية بنوعيها الطلبية وغير الطلبية لتعميق دلالاته وإكسابها جماليات فنية.

أبو العلاء المعري

اسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان ويكنى بأبي العلاء المعري، وهو كاتب وفيلسوف وشاعر من أشهر شعراء العصر العباسي، ولد سنة 363هـ وتوفي سنة449هـ، أصيب بالعمى في صغره بسبب إصابته بالجدري، فحبس نفسه في بيته معتزلًا الناس، ولقب برهين المحبسين حبس العمى وحبس العزلة، وسمي بالمعري نسبة إلى معرة النعمان التي ولد وعاش فيها، له في النثر كتابه المعروف رسالة الغفران، وكتاب نظم السور وكتاب عظات السور وكتاب الراحلة، وله من الشعر دواوين شعر تنم عن حكمته وتجاربه في الحياة وتظهر زهده فيها كما أنها تكشف عن نزعة تشاؤمية تجلت في حزنه العميق وعدم رغبته في الحياة وانتظاره للموت، ومنها اللزوميات، وسقط الزند وضوء السقط[٨]، وهو القائل:[٩]

لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛

ولا تَطَيّرْ، إذا ما ناعِبٌ نعبا

فالخطبُ أفظعُ من سرّاءَ تأمُلها؛

والأمرُ أيسرُ من أن تُضْمِرَ الرُّعُبا

إذا تفكّرتَ فكراً، لا يمازِجُهُ

فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هان ما صعبُا

فاللُّبُّ إن صَحّ أعطى النفس فَترتها

حتى تموت، وسمّى جِدّها لَعبِا

وما الغواني الغوادي، في ملاعِبها

إلاّ خيالاتُ وقتٍ، أشبهتْ لُعَبا

زيادَةُ الجِسمِ عَنّتْ جسمَ حامله

إلى التّرابِ، وزادت حافراً تَعَبا

وامتازت شعرية أبي العلاء المعري بنظرتها التشاؤمية السوداوية للحياة، ولعل ذلك قد كان انعكاسًا لنفسيته إثر إصابته بالعمى في صغره واعتزاله الناس حرجًا منهم، كما أن شعره قد كان تخليدًا للمنطق والتجربة الحية والحكمة التي اكتسبها في حياته، ولم يكن شعره عفويًا، إنّما متكلفًا حتى في نظمه لا سيما في ديوان اللزوميات.

أبو العتاهية

هو إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان، وهو من أشهر شعراء العصر العباسي، كان يكنى بابي العتاهية وفي ذلك تفسيرين: الأول: أن الخليفة المهدي قال له” أنت إنسان متحذلق معتّه”، والثاني أنّه لقب بأبي العتاهية بسبب حبه للشهرة والمجون والتعتّه، وقيل في صفاته أنه كان دقيق العظم قليل اللحم، أبيض اللون أسود الشعرله وفرة جعدة وهيئة حسنة ولباقة، وهو إلى جانب ذلك بارع في الشعر متقن حتى قيل عنه أنه أشعر الجن والإنس[١٠]، فهو القائل:[١١]

أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الهوى

ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّ التُّقَى

وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِ مَعْرُوفة ٌ

ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى

وكُلُّ الفَكَاهاتِ ممْلُولة ٌ

وطُولُ التَّعاشُرِ فيهِ القِلَى

وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّة ٌ

وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى

ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَة ٌ

وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُ مُنْتَهَى

وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِي يَدٍ

ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى

وإنَّا لَفِي صُنُعِ ظَاهِرٍ

يَدُلّ على صانعٍ لا يُرَى

وقد يوصف شعر أبي العتاهية بالشعر الشعبي نظرًا لسهولة ألفاظه ووضوح معانيه إلى الحد الذي جعل شعره أكثر قربًا من أذهان الناس، وهذه الشعبية لم تكن متوقفة عند حدود اللفظ وسهولته، وإنما دلالاته التي حملت تجاربه في الحياة وحكمته ونظرته الثاقبة فيها، كما أن صوره مستقاة من بيئته بعيدة عن التكلف والإغراق في الصنعة.

أبو تمام

هو من أشهر شعراء العصر العباسي واسمه حبيب بن أوس بن الحارث الطائي وأبو تمام كنيته، ولد سنة 188هـ في قرية جاسم في سورية، ثم انتقل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد وقدمه على شعراء عصره فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم فيها سنتين حتى توفي سنة 804هـ، وقيل في وصفه أنه كان أسمر طويلًا فصيحًا حلو الكلام، يحفظ أربع عشرة ألف أرجوزة من أراجيز العرب عدا عن القصائد والمقطوعات أيضًا، اختلف النقاد في المفاوتة بينه وبين المتنبي والبحتري، وله غير القصائد الشعرية مصنفات أدبية منها: فحول الشعراء، وديوان الحماسة ومختار أشعار القبائل، كما جمع النقائض في كتابه: نقائض جرير والأخطل[١٢]، ومن أبرز ما قاله في الشعر:

فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ

حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟

وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى

من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ

ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة

مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ

إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبر

فانظُرْعلى أَي حالٍ أصبَحَ الطَّلَلُ

كأَنَّما جَادَ مَغْناهُ، فَغَيَّرَه

دُمُوعُنا،يومَ بانُوا، وَهْيَ تَنْهَمِلُ

وَلَوْتَرَاهُمْ وإيَّانا ومَوْقِفَنا

في مـأتمِ البينِ لاستهلالنا زجلُ

من حرقة أطلقتها فرقة ٌ أسرتْ

قلباً ومنْ غزلٍ في نحرِهِ عذلُ

وقَدْ طَوَى الشَّوْقَ في أَحشائنا بَقَرٌ

عينٌ طوتهنَّ في أحشائِها الكللُ

فرَغْنَ لِلسحْرحَتَّى ظَلَّ كُلُّ شَجٍ

حران في بعضه عن بعضه شغلُ

ويمتاز شعر أبي تمام بالغموض والإغراق في الصنعة فقد كان متكلفًا في استخدام المحسنات البديعية إلى الحد الذي جعل المعنى غائرًا تائهًا وسط الزينة اللفظية، فهو الذي أجاب حين سئل لم لا تكتب ما يفهم، بأن لم لا تفهم أنت ما يقال.

ابن الفارض

وهو من أشهر شعراء العصر العباسي، واسمُه عمر بن أبي الحسن علي بن المرشد بن علي، حموي الأصل مصري المولد والمنشأ والوفاة، وابن الفارض نعت له لأن أبيه كان يقوم بإثبات الفرائض للنساء على الرجال بين يدي الحكام، كما نعت أيضًا بشرف الدين، وكان شاعرًا متصوفًا أقام شعره على مبادئ التصوف لاسيما مبدأ وحدة الوجود ولقب بسلطان العاشقين[١٣]، صنفه الكثير من شيوخ الإسلام من الزنادقة لما دعا إليه في شعره من فلسفة وحدة الوجود والاتحاد بالذات الإلهية، فقد قال عنه ابن تيمية ” وابن الفارض من متأخري الاتحادية صاحب القصيدة التائية المعروفة بنظم السلوك، وقد نظم فيها الاتحاد نظمًا رائق اللفظ؛ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب وما أحسن تسميتها بنظم الشكوك، الله أعلم بها وبما اشتملت عليه، وقد نفضت كثيرًا، وبالغ أهل العصر في تحسينها والاعتداد بما فيها من الاتحاد”[١٤]، ومن أبرز قصائده:[١٥]

هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،

أمْ بارقٌ لاحَ في الزَّوراءِ فالعلمِ

أرواحَ نعمانَ هلاَّ نسمة ٌ سحراً

وماءَ وجرة َ هلاَّ نهلة ٌ بفمِ

يا سائقَ الظَّعنِ يطوي البيدَ معتسفاً

طيَّ السّجِلّ، بذاتِ الشّيحِ من إضَمِ

عُجْ بالحِمى يا رَعاكَ اللَّهُ، مُعتَمداً

خميلة َ الضَّالِ ذاتَ الرَّندِ والخزمِ

وقِفْ بِسِلْعٍ وسِلْ بالجزْعِ:هلْ مُطرَتْ

بالرَّقمتينِ أثيلاتٌ بمنسجمِ

ناشَدْتُكَ اللَّهَ إنْ جُزْتَ العَقيقَ ضُحًى

فاقْرَ السَّلامَ عليهِمْ، غيرَ مُحْتَشِمِ

وقُلْ تَرَكْتُ صَريعاً، في دِيارِكُمُ،

حيّاً كميِّتٍ يعيرُ السُّقمَ للسُّقمِ

فَمِنْ فُؤادي لَهيبٌ نابَ عنْ قَبَسٍ،

ومنْ جفوني دمعٌ فاضَ كالدِّيمِ

وهذهِ سنَّة ُ العشَّاقِ ما علقوا

بِشادِنٍ، فَخَلا عُضْوٌ منَ الألَمِ

بعيدًا عما وصف به ابن الفارض من الزندقة والانحراف عن الطريق القويم، إلّا أنه قد بدا صادقًا فيما أقدَمَ عليه مِن سَعيٍ للحبّ الإلهي ومحاولات في بلوغ الحلول والاتحاد الذي كان سببًا في وصفه بالزندقة، كما أن شعره قد بدا غامضًا بسبب إغراق ابن الفارض في الصنعة اللفظية واستقطاب الرموز الصوفيّة وتوظيفها.

المراجع[+]

  1. المتنبي (1983)، ديوان المتنبي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، صفحة 5. بتصرّف.
  2. “ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019.
  3. مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 39.
  4. عقيل الطيب عبد الرحمن محمد (2006)، أثر الإسلام في شعر البحتري (الطبعة الأولى)، السودان: جامعة امدرمان، صفحة 21.
  5. “شوق إليك تفيض منه الأدمع”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019.
  6. سالم شمس الدين (2010)، أبو نواس في نوادره وبعض قصائده (الطبعة الأولى)، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 10. بتصرّف.
  7. “و نَدْمانٍ يرى غَبَناً علَيْه”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019.
  8. “مخطوطة رسالة الملائكة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
  9. “لا تفرَحنّ بفألٍ، إنْ سمعتَ به؛”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019.
  10. أبو العتاهية (1986)، ديوان أبي العتاهية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، صفحة 6. بتصرّف.
  11. “أشدُّ الجِهَادِ جهادُ الهوى”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019.
  12. الخطيب التبريزي (1994)، شرح ديوان أبي تمام (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتاب العربي، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  13. “ابن الفارض”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11=2019.
  14. “بعض مشاهير الزنادقة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.
  15. “هلْ نارُ ليلى بَدت ليلاً بِذي سَلَمِ،”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب