X
X


موقع اقرا » الآداب » حكم وعبارات وشخصيات أدبية » أشهر الخطباء في العصر الإسلامي

أشهر الخطباء في العصر الإسلامي

أشهر الخطباء في العصر الإسلامي


أشهر الخطباء في العصر الإسلامي

أشهر الخطباء في العصر الإسلامي هم: النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أبو بكر الصديق، مصعب بن الزبير، واصل بن عطاء، إياس بن معاوية، طارق بن زياد، يزيد بن المهلب، مالك بن دينار، سعيد بن العاص، معاوية بن أبي سفيان، عبد الملك بن مروان، الحجاج بن يوسف الثقفي.

النبي محمد عليه الصلاة والسلام

ما هي أشهر خُطب رسول الله؟

أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، بن عبد مناف بن قصي بن كلاب (571م- 632م)، وُلد في مكة يوم الإثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل، اتفق المؤرخون أن النسب المحمدي الشريف يتصل بسيدنا إسماعيل وإبراهيم -عليهما السلام-، أبوه عبد الله بن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، فقد أمه في سن مبكرة، فتربي في كنف جده عبد المطلب، ثم كبر وترعرع في كنف عمه أبي طالب، فكان يعمل في تلك الفترة بالرعي، ومن ثم التجارة، تزوج من خديجة بنت خويلد وهو في سن الخامسة والعشرين، أما عند نزول الوحي والأمر في التبليغ فقد نزل عليه وهو في خلوته في غار حراء، إذ كان يبلغ الأربعين من عمره، إذ نزل عليه جبريل عليه السلام بآيات من القرآن.[١]

بدأ أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالتبليغ بعد نزول الوحي عليه، واستمر في فترات حياته يدعو إلى توحيد الله وعبادته، توفي يوم الأثنين بعد أن مرض لمدة 13 يومًا، ومن الخطب التي ألقاها قبل وفاته خطبته المشهورة خطبة عرفة في حجة الوداع، والتي يقول فيها:[٢]

“إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذا في شَهْرِكُمْ هذا في بَلَدِكُمْ هذا. ألا كُلُّ شَيْءٍ من أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ من دِمَائِنَا دَمُ ابن رَبِيعَةَ بن الْحَارِثِ كان مُسْتَرْضِعاً في بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِباً أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بن عبد الْمُطَّلِبِ فإنه مَوْضُوعٌ كُلُّهُ”.[٢]

أبو بكر الصديق

ما هو اللقب الثاني الذي لُقب به الصديق؟

عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي، (573م، 634م)، وُلد بعد عام الفيل بثلاث سنين، أبوه عثمان بن عامر، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر، كان صديقًا لرسول الله، وأصغر منه بثلاث سنين، قيل إنّه كُني بأبي بكر بسبب خصاله الحميدة وأخلاقه الكريمة، كما لُقب بِعُتيق لأنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أول الخلفاء الراشدين، وأجمعت الأمة على تسميته صديقًا؛ وذلك لأنه في فترات حياته بادر إلى تصديق رسول الله ولم تقع منه ولا كذبة بأي حال من الأحوال، كما كان أبو بكر هو أول خطيب دعا إلى رسول الله تعالى وذلك في خطبته بدار الأرقم، ولما مرض أبو بكر مرضة قبل وفاته جمع الصحابة فخطب وقال لهم:[٣]

“إنَّه قَد نَزَل بِي مَا قد ترون ولا أظنَّني إلَّا ميِّتًا لِمَا بي، وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحلَّ عنكم عقدتي، وردَّ عليكم أمركم فأمِّروا عليكم من أحببتم، فإنكم إن أمَّرتم في حياةٍ مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعد”.[٤]

لقراءة المزيد عن الصّديق، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: بحث عن أبو بكر الصديق.

مصعب بن الزبير

لماذا لُقب مصعب بن الزبير بآنية النحل؟

مصعب بن الزبير ابن العوام الأسدي القرشي، ابن الصحابي الزبير بن العوام، ووالدته هي الرباب بنت أُنيف الكلبية، لم يُذكر تاريخ ولادته، أما وفاته فقد كانت سنة 691م بعد أن أمر الحجاج بقطع رأسه، كان مصعب أمير العراقيين كما كان فارسًا شجاعًا، وسيمًا، سُمي بآنية النحل وذلك لشدة كرمه وسخائه، وامتدحه الكثير من أدباء وعلماء عصره، إذ امتدحوا جماله وقوة شخصيته، أمثال الحسن البصري والذي قال: هو أجمل أهل البصرة، ومن أبرز الخطب التي ألقاها هي حين عُين واليًا على البصرة سنى 67هـ، إذ صعد المنبر وحمد الله وثنى عليه، ثم قال بعض آيات القرآن الكريم، مشيرًا إلى بلاد بعينها، وهي:[٥]

“تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَأِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ”[٦] وأشار بيده نحو الشام “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)[٧] وأشار بيده نحو الحجاز( وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ”[٨] وأشار بيده نحو العراق.[٩]

واصل بن عطاء

لماذا حاول بن عطاء تجنب الكلمات التي تحمل حرف الراء؟

أبو حذيفة واصل بن عطاء المخزومي، (80هـ- 131هـ)، المعروف بالغزّال، يُعد من أحد الأئمة البلغاء المتكلمين في علوم الكلام، كما أنه هو المعلم الأول للمعتزلة، لازم أبا حذيقة الحسن البصري، وواظب على حضور مجالسه، ومن صفاته الشكلية أنه كان طويل العنق، عُرف باللثغة في حرف الراء، لكن عِلمه وصفاته الخلقية طغت على ذلك، فقد كان يمتلك قدرة بيانية عجيبة، وفطنة عقلية كبيرة، أشار له العديد من الأدباء في مؤلفاتهم، ومنهم: الجاحظ في بيانه، والمبرد في كتابه الكامل، ومما قيل عن أبي حذيفة أنه كان يُحاول أن يتجنب الكلمات التي تحمل حرف الراء، وهذا ما حدث في خطابه لخطبته الشهيرة والتي يقول بها:[١٠]

“الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دُنوِّه، ودَنَا في عُلوِّه، فلا يَحويهِ زمانٌ، ولا يُحيطُ بِهِ مكانٌ، ولا يثُودُهُ حِفظُ ما خَلق، ولم يَخلُقهُ على مثالٍ سَبَق، بَل أنشأهُ ابتداعًا، وعَدّله اصطناعًا، فأحسَنَ كُل شيءٍ خَلَقه، وتمم مَشيئَته، وأوضَحَ حِكمته، فدلَّ على أُلوهيته، فسُبحانه لا مُعقب لِحُكمه”.[١٠]

إياس بن معاوية

لماذا ضُرب المثل بإياس بن معاوية في عصره؟

إياس بن معاوية بن قرة بن إياس بن هلال بن رباح، (46هـ- 122هـ)، وُلد في البصرة وعاش حياته هناك، كُنّي بأبي واثلة، وألقابه هي: القاضي، والمزني، والبصري، وعُين قاضيًا، وعُرف في أخلاقه أنه كان عاقلًا وصادق الظن، وكثيرًا ما ضُرب به المثل في الذكاء والعقل، فقد كان فقيه البدن صادق الحس، كريم المداخل والشيم، وعُرف أنه كان عجيبًا في الفراسة ومُلهمًا، أما عن صفاته الخَلقية فقيل إنّه كان أحمر اللون، طويل الذراعين، يلبس العمامة والملابس الخشنة، كما عُرف بحكمته، فله الكثير من الأقوال المأثورة، أما عن عِلمه فقد أخذ عِلمه من أشهر شيوخ العِلم ومنهم: أنس بن مالك، وسعيد بن جُبير، وسعيد بن المسيب، ومن أبرز ما تناقلته الكتب حول جهوده في العقائد والخطب، قوله:[١١]

“ما خاص َمتُ أحدًا مِن أهلِ الأهوَاء بِعقلي كُلّه إلا القدريّة، قُلتُ لَهم: أخبِروني عَن الظُّلم مَا هو؟ قالوا: أخْذ الإنسان مَا لَيسَ لَه، قُلت: فإنَّ الله لَهُ كُلَّ شيء”.[١١]

طارق بن زياد

ما هي أم المعارك؟

طارق بن زياد البربري، توفي سنة 720م، ينتمي إلى قبيلة الصدف، أحد قبائل جبال المغرب، اختلف المؤرخون حول أصله كما اختلفوا حول تاريخ ولادته، فمنهم من قال إنّه عربي، ومنهم من قال إنّه أفريقي، وآخرون قالوا إنّه فارسي، ولكن ما يُرجح هو عودة أصوله إلى العربية، وفي حياته فقد عُيّن طارق بن زياد واليًا على مدينة طنجة، ثم أوكل إليه فتح إسبانيا، إذ كانت من صفاته التي يتسم بها هي قوة عزيمته وشجاعته وإقدامه، كما امتاز بفصاحة اللسان وقوة البيان، وقدرة تأثيره بالسامعين وجذبهم إلى الجهاد، وعلى يده فقد دخل الكثيرون في الدين الإسلامي، كما كان يقود جيس المسلمين.[١٢]

من نماذج قيادة طارق بن زياد للجيش هو عندما اجتاز هو وجيش المسلمين المضيق الذي يفصل بين شمال إفريقيا وأوروبا، والذي سُمي فيما بعد بمضيق طارق وذلك نسبة له، إذ التقى الجمعان قُرب نهر لكة، إذ كانت هذه الموقعة هي أم المعارك، والتي ألقى فيها طارق بن زياد خطبته الشهيرة، التي يقول فيها:[١٢]

“أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أَضْيَعُ من الأيتام في مَأْدُبَةِ اللِّئام، وقد اسْتَقْبَلَكم عدوّكم بِجَيْشِهِ وأَسْلِحَتِهِ، وأَقْواتُه موفورةٌ، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفُكم ولا أقواتَ إلا ما تَسْتَخْلِصُونَه من أيدِي عدوِّكم، وإِن امْتَدِّتْ بكم الأيامُ على افتقارِكم ولم تُنْجِزوا لكم أمرًا ذهبتْ رِيحُكم، وتَعَوّضَتِ القلوبُ من رُعْبِها منكم الجَرَاءَةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خُذْلانَ هذه العاقبة من أمركم بِمُنَاجَزَةِ هذا الطاغية”.[١٢]

لقراءة المزيد عن ابن زياد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: من هو طارق بن زياد.

يزيد بن المهلب

لماذا سُجن يزيد بن المهلب؟

يزيد بن المهلب بن أبي صُفرة الأمير أبو خالد الأزدي، ولي المشرق بعد أبيه، ثم عزله عمر بن عبد العزيز فسجنه، بسبب رأي الحجاج، إذ كان الحجاج مُزوجًا من أخته، وليزيد بن المهلب أخبار كثيرة في السخاء والشجاعة، فقيل إنّه هرب من السجن فقصد سليمان من بعد الملك واحتمى بجواره، ومن أخبار قيادته أنه غزا طبرستان، وهزم الإصبهبذ، كما وُصف بكونه صاحب تيه وكبر، وأنه لم يكن له بيت خاص يكون إليه، وعندما سُئل ألا تُنشئ لك دارًا؟ قال: إن كُنتُ متوليًا فدار الإمارة، وإن كُنت معزولًا فالسجن، ومن الخطب التي نُقلت عنه، هي خطبته عندما كان يُحرض أصحابه على القتال قائلًا:[١٣]

“أيُّها النَّاس: إنِّي أسْمَعُ قَول الرّعاع، قَد جَاءَ العبَّاس، قد جَاءَ مسلّمة، قد جَاءَ أهل الشَّام! ومَا أهل الشَّام إلا تِسعَة أسْياَف، مِنها سَبعة مَعي، واثنان عَلي، وما مسلمة إلا جَرادة صَفراء، وأمَّا العبَّاس فنَسطوس بن نسطوس، أتَاكُم في بَرابِرة وصَقالِبة وجَرامِقة وجَراجِمة، وأقْباط وأنْباط، وأخْلاط مِن النَّاس؛ إنَّما أقبَلَ إليكُم الفلَّاحون والأوبَاش كأشلاءِ اللحم، والله مَا لَقوا قَطّ حدًّا كَحدِكُم، ولا حَديدَ كَحديدكُم، أعِيروني سَواعِدَكُم سَاعة مِن نَهار تصفقون بِها خَراطيمهم؛ فإنَّما هي غُدوة أو روحَة، حَتى يَحكُم الله بَيننا، وهو خَير الحَاكِمين”.[١٤]

مالك بن دينار

كيف شُغل مالك بن دينار بالمجتمع؟

أبو يحيى مالك بن دينار البصري، وُلد في أيام ابن العباس، ولم يذكر المؤرّخون عن تاريخ ولادته ولكنه توفي سنة 130هـ، كان يكتب المصاحف، ويروي عن مجموعة من العلماء والتابعين، أمثال ابن سيرين، والقاسم بن محمد، وأنس بن مالك، كان بسيطًا في حياته، فمسكنه خاليًا من المتاع، وله من المال درهمان، فلم تكن تشغله الدنيا، وإنما شغلته الآخرة، كما كان يشغله إصلاح المجتمع، إذ بذل جهده بالوعظ وذلك كان هو سلاحه الوحيد، وله الكثير من المواعظ التي تختلط بخطبه، ومنها قوله:[١٥]

“لو أنَّ المَلَكين اللّذين يَنسخان أعمَالَكُم غَدوا عليكَم يَتَقاضون أثمانَ الصُّحفِ التي ينسخونَ فيهَا أعمالَكُم، لأمسَكتُم عَن كَثير من فَضول كَلامِكُم.”[١٥]

سعيد بن العاص

كيف ندب سعد بن العاص لكتابة المصحف؟

سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، (2هـ- 59هـ)، قُتل أبوه في يوم بدر مُشركًا، وكان سعيد طفلًا، فصحب عثمان بن عفان منذ صغره، إذ كان يبلغ من العمر تسع سنين حين توفي النبي رسول الله، وفي شبابه فقد كان أميرًا وجوادًا وممدحًا، فقد ولي إمرة المدينة أكثر من مرة، ولما كان ولي الكوفة غزا طبرستان فافتتحها، وفيه أنشد بعض الشعراء أمثال الفرزدق، كما أنه كان أحد من نَدَبه عثمان بن عفان لكتابة المصحف، وذلك يعود لقوة فصاحته وشبه لهجته بلهجة رسول الله، وبفصاحته تلك فقد ظهرت في خُطبه والتي منها، ما قاله بعد مقاتلته عن عثمان بن عفان، ومنها:[١٦]

“إنَّ عُثمانَ عَاشَ حَميدًا، وذهَبَ فقيدًا شهيدًا، وقد زَعمتُم أنَّكُم خَرجتُم تطلُبونَ بِدَمِه، فإنْ كُنتُم تُريدونَ ذا، فإنَّ قَتَلَتَهُ على هَذا المَطيِّ، فميلوا عليهم”.[١٦]

معاوية بن أبي سفيان

كيف فقد معاوية بن أبي سفيان عينيه؟

معاوية بن أبي سفيان بن صخر الأموي القرشي، لم تنقل الأخبار تاريخ ولادته ووفاته، لكنه عُرف بصفاته أنه كان رجلًا طويلًا، أبيض وجميلًا، كان في بداية حياته من أصحاب الجاهلية الذين حاربوا الإسلام، فكتب بالسيرة النبويّة ولكن أعماله وُصفت بأنها كانت ضد الدعوة الإسلاميّة، ثم أراد له الله الهداية فأسلم قبل فتح مكة، فحسن إسلامه، وشاهد المواقع الحربية، وقدم خدمات جليلة للإسلام، ومنها مشاركته مع رسول الله بغزوة حُنين، ومشاركته في حصار الطائف حيث فقد فيها عينه الأولى، وعندما شارك في اليرموك، فقد الثانية، ومن خُطبه التي ألقاها هي خطبته بأهل الشام عندما نادى بهم مصليًا، فصعد المنبر وقال:[١٧]

“الحُمدُ لله الَّذي جَعلَ الدَّعائِم للإسلام أركانَا، والشَّرائِع للإيمانِ بُرهانًا، يَتوقَّدُ قَبسُهُ في الأرضِ المُقدَّسة، جَعلها الله مَحلّ الأنِبياء والصَّالِحينَ مِن عِبادِه، فأحلَّهُم أرض الشَّام، ورَضِيَهم لَها، لِمَا سَبق فِي مَكنُون عِلمِه مِن طَاعَتِهِم ومُناصَحَتِهِم خُلفاءه والقوَام بِأمرِه، والذَّابِين عَن دِينِه وحُرمَاتِه، ثمَّ جعلهُم لِهذِه الأُمَّة نظامًا، وفِي سَبيلِ الخَيرات أعلامًا، يردع الله بِهم النَاكِثين، ويَجمعُ بِهم أُلفَة المُؤمنين، والله نَستعين عَلى مَا تَشعَّب مِن أمْر المُسلِمين بَعد الالتِئام، وتباعُد بَعد القُرب”.[١٨]

لقراءة المزيد عن معاوية، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن معاوية بن أبي سفيان.

عبد الملك بن مروان

بماذا لًقب عبد الملك بن مروان؟

عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أمية القرشي، (646م- 705م)، في صفاته قيل إنّه كان أبيض ليس بالنحيف ولا البادن، مقرون الحاجبين، كبير العينين، لُقب بأبي الذبان ويعود ذلك إلى أنه كان أفوه مفتوح الفم، وعندما كان عمره عشر سنوات عُرف بأنه أول حادث سياسي، إذ شهد مقتل عثمان -رضي الله عنه-، فكان لذلك الحادث أثر في سياسته لتولي الإمارة، كان في شبابه من العباد الفقهاء والزهاد، وممن شهد له بحُسن خلقه هو عمرو بن العاص إذ امتدحه عند أمير المؤمنين بأنه يُحسن الحديث والاستماع، ويبتعد عن مخالطة اللئام، ويبتعد عن ممازحة من لا يوثق بعقله ومروءته، ثم إن عبد الملك هو المؤسس الثاني للدولة الأموية، فكانت خلافته مليئة بالحروب والصراعات والثورات، ومن خطبه ببشارة الفتح، فقال:[١٩]

“أمَّا بعد: فإن الله قد أهلك من رؤوسِ أهلِ العراقِ ملقحَ فتنةٍ، ورأسَ ضلالةٍ، سليمانَ بنَ صرد، ألا وإن السيوف تركتَ رأسَ المسيب بن نجبة خَذَارِيفَ، ألا وقد قُتِلَ من رُؤوسِهِم رأسَين عظيمَين ضالَّين مُضِلَّين: عبد الله بن سعد أخا الأزد، وعبد الله بن والٍ أخا بكرِ بن وائل، فلم يبق بعد هؤلاء أحد عنده دفاعٌ ولا امتناعٌ”.[٢٠]

لقراءة المزيد عن ابن مروان، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن عبد الملك بن مروان.

الحجاج بن يوسف الثقفي

لماذا لُقب الثقفي بالمُبيد؟

الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، (660م- 714م)، وُلد في الطائف ونشأ في أسرة مثقفة إذ كان أبوه يُعلم الصبيان في الطائف القرآن الكريم، عمل الحجاج بالتعليم مع والده، لكنه انتقل فيما بعد إلى دمشق، إذ لفت هناك أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، فبعث به إلى مكة لمقاتلة عبد الملك بن زبير، ومن ثم ولاه مكة والطائف والمدينة والعراق، قال عنه المؤرخين أنه كان سفاكًا ومرعبًا حتى لقب بالمبيد، إذ كانت خُطبه تدخل الرعب في قلوب الناس، فقد كان خطيبًا فصيحًا وقائدًا مدبرًا، ومن أكثر فترات ولايته هي ولاية العراق والتي دامت عشرين سنة، فتح خلالها فتوحات كثيرة، حتى وصلت خيوله إلى الهند والسند، إذ فتح مجموعة من المدن والأقاليم لتوسيع رقعة الإسلام، ومن خُطبه التي ألقاها حين قُتل عبدالله بن الزبير، فقال:[٢١]

“ألا إنَّ ابن الزبَير كَانَ مِن أحْبارِ هَذهِ الأُمَّة، حَتى رَغب فِي الخِلافَةِ ونَازَع فيها، وخَلعَ طَاعَة الله، واستكَنَّ بِحرم الله، ولَو كَانَ شَيء مَانعًا للعصاة، لَمُنعَ آدم حرمَة الجنَّة؛ لأنَّ الله تَعالى خلقَه بِيده، وأسجََدَ لَهُ مَلائكتَه، وأبَاحَه جَنتَه؛ فلمَّا عَصَاه أخرَجَهُ مِنها بِخطيئَتِهِ، وآدم عَلى الله أكْرم مِن ابن الزبير، والجنَّة أعظَم حرمة مِن الكَعبَة.[٢٢]

المراجع[+]

  1. سيد مبارك، حياة محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 16-26. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر، خطب ومواعظ من حجة الوداع، صفحة 16-17. بتصرّف.
  3. محمد رضا، أبو بكر الصديق رضي الله عنه، صفحة 3-5. بتصرّف.
  4. عطية عدلان، خطبة أبي بكر وآفاق الرشد السياسي، صفحة 4. بتصرّف.
  5. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 141. بتصرّف.
  6. سورة القصص، آية:1-4
  7. سورة القصص، آية:5
  8. سورة القصص، آية:6
  9. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب، صفحة 181. بتصرّف.
  10. ^ أ ب دسوقي عبد المعز محمد محمد، خطبة واصل بن عطاء التي جانب فيها حرف الراء، صفحة 5-11. بتصرّف.
  11. ^ أ ب صالح حسن عبد الشمري و جهينة مصطفى مهدي، القاضي الذكي صاحب الفراسة إياس بن معاوية بن قرة المزني البصري، صفحة 179-190. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت حسين شعيب، طارق بن زياد فاتح الأندلس، صفحة 11-13. بتصرّف.
  13. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 503-505. بتصرّف.
  14. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب، صفحة 353. بتصرّف.
  15. ^ أ ب مالك بن دينار، مواعظ الإمام مالك بن دينار، صفحة 5-15. بتصرّف.
  16. ^ أ ب شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 444-446. بتصرّف.
  17. علي محمد محمد الصلابي، معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، صفحة 13-14. بتصرّف.
  18. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب، صفحة 310. بتصرّف.
  19. علي محمد الصلابي، خلافة عبد الملك بن مروان ودوره في الفتوحات الإسلامية، صفحة 13-15. بتصرّف.
  20. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب، صفحة 73. بتصرّف.
  21. فطيمة بلخيري، البيان في خطب الحجاج بن يوسف الثقفي، صفحة 5-10. بتصرّف.
  22. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب، صفحة 287. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب