X
X


موقع اقرا » الآداب » حكم وعبارات وشخصيات أدبية » أجمل ما قال المتنبي في الفراق

أجمل ما قال المتنبي في الفراق

أجمل ما قال المتنبي في الفراق


قصيدة: فراق ومن فارقت غير مدمم

فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ

وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ

وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ

إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ

سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً

مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ

رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ

عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ

وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ

بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّم

فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ

عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ

رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى

هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي

إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ

وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ

وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ

وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ

أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ

وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ

وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ

مَتى أَجزِهِ حِلمًا عَلى الجَهلِ يَندَمِ

وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ

جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ

وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ

نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ

خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت

بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ[١]

قصيدة: عواذل ذات الخال في حواسد

عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ

وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ

يَرُدُّ يَدًا عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ

وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ

مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَّوق في الحَشى

مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ

إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ

فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ

أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ

وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ

مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت

جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ

وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ

سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ

أَهُمُّ بِشَيءٍ وَاللَيالي كَأَنَّها

تُطارِدُني عَن كَونِهِ وَأُطارِدُ

وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ

إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ

وَتُسعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ

سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ

تَثَنّى عَلى قَدرِ الطِعانِ كَأَنَّما

مَفاصِلُها تَحتَ الرِماحِ مَراوِدُ

مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلي عَلى القَنا

مُحَلَّلَةٌ لَبّاتُها وَالقَلائِدُ

وَأَورِدُ نَفسي وَالمُهَنَّدُ في يَدي

مَوارِدَ لا يُصدِرنَ مَن لا يُجالِدُ

وَلَكِن إِذا لَم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ

عَلى حالَةٍ لَم يَحمِلِ الكَفَّ ساعِدُ

خَليلَيَّ إِنّي لا أَرى غَيرَ شاعِرٍ

فَلِم مِنهُمُ الدَعوى وَمِنّي القَصائِدُ

فَلا تَعجَبا إِنَّ السُيوفَ كَثيرَةٌ

وَلَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ اليَومَ واحِدٌ[٢]

قصيدة: أرق على أرق ومثلي يأرق

أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ

وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ

جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى

عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ

ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِر

إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي

نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ

فعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ

وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني

عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا

أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ

أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ

جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى

كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ

حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا

أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ

وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ

وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي

مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَرًا عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ

حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ

أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا

فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ[٣]

قصيدة: الحب ما منع الكلام الألسنا

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا

وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا

لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى

مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا

بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما

أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا

وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد

أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا

أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها

نَظَرًا فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا

أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً

ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا

وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي

فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا

وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى

وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا

لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ

عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا

وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها

وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا

نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ

ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى

فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ

مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا

نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ

فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا

يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ

فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا

أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ

وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا

يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ

ثَوبًا أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا[٤]

قصيدة: حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا

حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا

فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ

أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ

تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ

حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى

وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ

وَلَو حُمِّلَت صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا

غَداةَ اِفتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ

بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها

إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ

أَتَت زائِرًا ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها

وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ

فَما جَلَسَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا

كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ

فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها

مِنَ النَومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ

فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها

وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ

تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى

فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ

وَلا ثَوبُ مَجدٍ غَيرَ ثَوبِ اِبنِ أَحمَد

عَلى أَحَدٍ إِلّا بِلُؤمٍ مُرَقَّعُ

وَإِنَّ الَّذي حابى جَديلَةَ طَيِّئٍ

بِهِ اللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

بِذي كَرَمٍ ما مَرَّ يَومٌ وَشَمسُهُ

عَلى رَأسِ أَوفى ذِمَّةً مِنهُ تَطلُعُ

فَأَرحامُ شِعرٍ يَتَصِلنَ لَدُنَّهُ

وَأَرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ

فَتىً أَلفُ جُزءٍ رَأيُهُ في زَمانِهِ

أَقَلُّ جُزَيءٍ بَعضُهُ الرَأيُ أَجمَعُ

غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِع

وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّبًا حينَ يَلمَعُ[٥]

قصيدة: في الخد أن عزم الخليط رحيلا

في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلاً

مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا

يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَت

في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا

كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما

أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا

أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً

وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميل

وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّبًا

وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا

تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها

شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا

وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها

فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا

حَدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي

يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا

حَدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها

بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا

الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها

وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا

مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ

جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا

نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ

أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا

أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ

وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا

وَكَأَنَّ بَرقًا في مُتونِ غَمامَةٍ

هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا

وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِبًا

لَو كُنَّ سَيلاً ما وَجَدنَ مَسيلا[٦]

قصيدة: أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل

أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ

دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ

ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ

وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ

أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ

كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ

وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ

مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ

مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها

لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ

وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ

أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ

ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها

بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ

مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ

لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ

تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها

في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ

قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها

فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ

وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني

وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي

وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِيًا

بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ

فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ

وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ

ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ

عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ

لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ

أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ

جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ

فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ[٧]

قصيدة: أتظعن يا قلب مع من ظعن

أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ

حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ

ولم لا أصابُ وحربُ البسو

سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن

وهل أنا بعدَكُم عائشٌ

وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن

فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى

وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن

فما للفراق وما للجميع

وما للرياح وما للدِمَن

كأنْ لم يكن بعد أن كان لي

كما كان لي بعد أن لم يكُن

ولم يسقني الراح ممزوجَةً

بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن

لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ

وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن

ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ

وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن

كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ

فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن

لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها

ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن

فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا

برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن

ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ

لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن

فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ

وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن[٨]

قصيدة: بقائي شاء ليس هم ارتحالا

بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا

وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجِمالا

تَوَلَّوا بَغتَةً فَكَأَنَّ بَينًا

تَهَيَّبَني فَفاجَأَني اِغتِيالا

فَكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلًا

وَسَيرُ الدَمعِ إِثرَهُمُ اِنهِمالا

كَأَنَّ العيسَ كانَت فَوقَ جَفني

مُناخاةٍ فَلَمّا ثُرنَ سالا

وَحَجَّبَتِ النَوى الظَبياتِ عَنّي

فَساعَدَتِ البَراقِعَ وَالحِجالا

لَبِسنَ الوَشيَ لا مُتَجَمِّلاتٍ

وَلَكِن كَي يَصُنَّ بِهِ الجَمالا

وَضَفَّرنَ الغَدائِرَ لا لِحُسنٍ

وَلَكِن خِفنَ في الشَعَرِ الضَلالا

بِجِسمي مَن بَرَتهُ فَلَو أَصارَت

وِشاحي ثَقبَ لُؤلُؤَةٍ لَجالا

وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ

لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا

بَدَت قَمَرًا وَمالَت خوطَ بانٍ

وَفاحَت عَنبَرًا وَرَنَت غَزالا

وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت

لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا

كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي

فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا

كَذا الدُنيا عَلى مَن كانَ قَبلي

صُروفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا

أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ

تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا

أَلِفتُ تَرَحُّلي وَجَعَلتُ أَرضي

قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا

فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً

وَلا أَزمَعتُ عَن أَرضٍ زَوالا[٩]

قصيدة: أما الفراق فإني ما أعهد

أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ

هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَينًا يولَدُ

وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ

لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِدُ

وَإِذا الجِيادُ أَبا البَهِيِّ نَقَلنَنا

عَنكُم فَأَردَأُ ما رَكِبتُ الأَجوَدُ

مَن خَصَّ بِالذَمِّ الفِراقَ فَإِنَّني

مَن لا يَرى في الدَهرِ شَيئًا يُحمَدُ[١٠]

قصيدة: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني

أَبلى الهَوى أَسَفًا يَومَ النَوى بَدَني

وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ

روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا

أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ

كَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ

لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني[١١]

قصيدة: لا تنكرن رحيلي عنك في عجل

لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ

فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ

وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ

يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ

وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم

فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري[١٢]

قصيدة: ماذا الوداع وداع الوامق الكمد

ماذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ

هَذا الوَداعُ وَداعَ الروحِ لِلجَسَدِ

إِذا السَحابُ زَفَتهُ الريحُ مُرتَفِعًا

فَلا عَدا الرَملَةَ البَيضاءَ مِن بَلَدِ

وَيا فِراقَ الأَميرِ الرَحبِ مَنزِلُهُ

إِن أَنتَ فارَقتَنا يَومًا فَلا تَعُدِ[١٣]

قصيدة: بأبي من وددته فافترقنا

بِأَبي مَن وَدِدتُهُ فَاِفتَرَقنا

وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اِجتِماعا

فَاِفتَرَقنا حَولًا فَلَمّا اِلتَقَينا

كانَ تَسليمُهُ عَلَيَّ وَداعا[١٤]

لقراءة المزيد من الموضوعات ذات الصّلة، اخترنا لك هذا المقال: المتنبي والحب.

المراجع[+]

  1. “فراق ومن فارقت غير مدمم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  2. “عواذل ذات الخال في حواسد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  3. المتنبي، ديوان المتنبي، صفحة 28.
  4. “الحب ما منع الكلام الألسنا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  5. “حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  6. “في الخد أن عزم الخليط رحيلا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  7. “أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  8. “أتظعن يا قلب مع من ظعن”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  9. “بقائي شاء ليس هم ارتحالا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  10. “أما الفراق فإني ما أعهد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  11. “أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  12. “لا تنكرن رحيلي عنك في عجل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  13. “ماذا الوداع وداع الوامق الكمد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  14. “بأبي من وددته فافترقنا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب