أجمل ما قال المتنبي في الفراق
قصيدة: فراق ومن فارقت غير مدمم
فِراقٌ وَمَن فارَقتُ غَيرُ مُذَمَّمِ
-
-
- وَأَمٌّ وَمَن يَمَّمتُ خَيرُ مُيَمَّمِ
-
وَما مَنزِلُ اللَذّاتِ عِندي بِمَنزِلٍ
-
-
- إِذا لَم أُبَجَّل عِندَهُ وَأُكَرَّمِ
-
سَجِيَّةُ نَفسٍ ما تَزالُ مُليحَةً
-
-
- مِنَ الضَيمِ مَرمِيّاً بِها كُلُّ مَخرَمِ
-
رَحَلتُ فَكَم باكٍ بِأَجفانِ شادِنٍ
-
-
- عَلَيَّ وَكَم باكٍ بِأَجفانِ ضَيغَمِ
-
وَما رَبَّةُ القُرطِ المَليحِ مَكانُهُ
-
-
- بِأَجزَعَ مِن رَبِّ الحُسامِ المُصَمِّم
-
فَلَو كانَ ما بي مِن حَبيبٍ مُقَنَّعٍ
-
-
- عَذَرتُ وَلَكِن مِن حَبيبٍ مُعَمَّمِ
-
رَمى وَاِتَّقى رَميِي وَمِن دونِ ما اِتَّقى
-
-
- هَوىً كاسِرٌ كَفّي وَقَوسي وَأَسهُمي
-
إِذا ساءَ فِعلُ المَرءِ ساءَت ظُنونُهُ
-
-
- وَصَدَّقَ ما يَعتادُهُ مِن تَوَهُّمِ
-
وَعادى مُحِبّيهِ بِقَولِ عُداتِهِ
-
-
- وَأَصبَحَ في لَيلٍ مِنَ الشَكِّ مُظلِمِ
-
أُصادِقُ نَفسَ المَرءِ مِن قَبلِ جِسمِهِ
-
-
- وَأَعرِفُها في فِعلِهِ وَالتَكَلُّمِ
-
وَأَحلُمُ عَن خِلّي وَأَعلَمُ أَنَّهُ
-
-
- مَتى أَجزِهِ حِلمًا عَلى الجَهلِ يَندَمِ
-
وَإِن بَذَلَ الإِنسانُ لي جودَ عابِسٍ
-
-
- جَزَيتُ بِجودِ التارِكِ المُتَبَسِّمِ
-
وَأَهوى مِنَ الفِتيانِ كُلَّ سَمَيذَعٍ
-
-
- نَجيبٍ كَصَدرِ السَمهَرِيِّ المُقَوَّمِ
-
خَطَت تَحتَهُ العيسُ الفَلاةَ وَخالَطَت
-
-
- بِهِ الخَيلُ كَبّاتِ الخَميسِ العَرَمرَمِ[١]
-
قصيدة: عواذل ذات الخال في حواسد
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ
-
-
- وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
-
يَرُدُّ يَدًا عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ
-
-
- وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
-
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَّوق في الحَشى
-
-
- مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
-
إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ
-
-
- فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ
-
أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ
-
-
- وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ
-
مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت
-
-
- جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ
-
وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ
-
-
- سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ
-
أَهُمُّ بِشَيءٍ وَاللَيالي كَأَنَّها
-
-
- تُطارِدُني عَن كَونِهِ وَأُطارِدُ
-
وَحيدٌ مِنَ الخُلّانِ في كُلِّ بَلدَةٍ
-
-
- إِذا عَظُمَ المَطلوبُ قَلَّ المُساعِدُ
-
وَتُسعِدُني في غَمرَةٍ بَعدَ غَمرَةٍ
-
-
- سَبوحٌ لَها مِنها عَليها شَواهِدُ
-
تَثَنّى عَلى قَدرِ الطِعانِ كَأَنَّما
-
-
- مَفاصِلُها تَحتَ الرِماحِ مَراوِدُ
-
مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلي عَلى القَنا
-
-
- مُحَلَّلَةٌ لَبّاتُها وَالقَلائِدُ
-
وَأَورِدُ نَفسي وَالمُهَنَّدُ في يَدي
-
-
- مَوارِدَ لا يُصدِرنَ مَن لا يُجالِدُ
-
وَلَكِن إِذا لَم يَحمِلِ القَلبُ كَفَّهُ
-
-
- عَلى حالَةٍ لَم يَحمِلِ الكَفَّ ساعِدُ
-
خَليلَيَّ إِنّي لا أَرى غَيرَ شاعِرٍ
-
-
- فَلِم مِنهُمُ الدَعوى وَمِنّي القَصائِدُ
-
فَلا تَعجَبا إِنَّ السُيوفَ كَثيرَةٌ
-
-
- وَلَكِنَّ سَيفَ الدَولَةِ اليَومَ واحِدٌ[٢]
-
قصيدة: أرق على أرق ومثلي يأرق
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
-
-
- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
-
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
-
-
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
-
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِر
-
-
- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
-
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
-
-
- نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
-
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
-
-
- فعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
-
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
-
-
- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
-
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
-
-
- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
-
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
-
-
- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
-
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
-
-
- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
-
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
-
-
- حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
-
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
-
-
- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
-
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
-
-
- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
-
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
-
-
- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
-
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
-
-
- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
-
حَذَرًا عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
-
-
- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
-
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
-
-
- فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ[٣]
-
قصيدة: الحب ما منع الكلام الألسنا
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
-
-
- وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
-
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
-
-
- مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
-
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما
-
-
- أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا
-
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
-
-
- أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
-
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
-
-
- نَظَرًا فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
-
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
-
-
- ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
-
وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي
-
-
- فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا
-
وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى
-
-
- وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا
-
لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ
-
-
- عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا
-
وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها
-
-
- وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا
-
نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ
-
-
- ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى
-
فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ
-
-
- مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا
-
نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ
-
-
- فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا
-
يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ
-
-
- فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا
-
أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ
-
-
- وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا
-
يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ
-
-
- ثَوبًا أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا[٤]
-
قصيدة: حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا
حُشاشَةُ نَفسٍ وَدَّعَت يَومَ وَدَّعوا
-
-
- فَلَم أَدرِ أَيَّ الظاعِنَينِ أُشَيِّعُ
-
أَشاروا بِتَسليمٍ فَجُدنا بِأَنفُسٍ
-
-
- تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسِمِ أَدمُعُ
-
حَشايَ عَلى جَمرٍ ذَكِيٍّ مِنَ الهَوى
-
-
- وَعَينايَ في رَوضٍ مِنَ الحُسنِ تَرتَعُ
-
وَلَو حُمِّلَت صُمُّ الجِبالِ الَّذي بِنا
-
-
- غَداةَ اِفتَرَقنا أَو شَكَت تَتَصَدَّعُ
-
بِما بَينَ جَنبَيَّ الَّتي خاضَ طَيفُها
-
-
- إِلَيَّ الدَياجي وَالخَلِيّونَ هُجَّعُ
-
أَتَت زائِرًا ما خامَرَ الطيبُ ثَوبَها
-
-
- وَكَالمُسكِ مِن أَردانِها يَتَضَوَّعُ
-
فَما جَلَسَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا
-
-
- كَفاطِمَةٍ عَن دَرِّها قَبلَ تُرضِعُ
-
فَشَرَّدَ إِعظامي لَها ما أَتى بِها
-
-
- مِنَ النَومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ
-
فَيا لَيلَةً ما كانَ أَطوَلَ بِتُّها
-
-
- وَسُمُّ الأَفاعي عَذبُ ما أَتَجَرَّعُ
-
تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى
-
-
- فَما عاشِقٌ مَن لا يَذِلُّ وَيَخضَعُ
-
وَلا ثَوبُ مَجدٍ غَيرَ ثَوبِ اِبنِ أَحمَد
-
-
- عَلى أَحَدٍ إِلّا بِلُؤمٍ مُرَقَّعُ
-
وَإِنَّ الَّذي حابى جَديلَةَ طَيِّئٍ
-
-
- بِهِ اللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
-
بِذي كَرَمٍ ما مَرَّ يَومٌ وَشَمسُهُ
-
-
- عَلى رَأسِ أَوفى ذِمَّةً مِنهُ تَطلُعُ
-
فَأَرحامُ شِعرٍ يَتَصِلنَ لَدُنَّهُ
-
-
- وَأَرحامُ مالٍ لا تَني تَتَقَطَّعُ
-
فَتىً أَلفُ جُزءٍ رَأيُهُ في زَمانِهِ
-
-
- أَقَلُّ جُزَيءٍ بَعضُهُ الرَأيُ أَجمَعُ
-
غَمامٌ عَلَينا مُمطِرٌ لَيسَ يُقشِع
-
-
- وَلا البَرقُ فيهِ خُلَّبًا حينَ يَلمَعُ[٥]
-
قصيدة: في الخد أن عزم الخليط رحيلا
في الخَدِّ أَن عَزَمَ الخَليطُ رَحيلاً
-
-
- مَطَرٌ تَزيدُ بِهِ الخُدُودُ مُحولا
-
يا نَظرَةً نَفَتِ الرُقادَ وَغادَرَت
-
-
- في حَدِّ قَلبي ما حَيِيتُ فُلولا
-
كانَت مِنَ الكَحلاءِ سُؤلي إِنَّما
-
-
- أَجَلي تَمَثَّلَ في فُؤادي سولا
-
أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً
-
-
- وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميل
-
وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّبًا
-
-
- وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا
-
تَشكو رَوادِفَكِ المَطِيَّةَ فَوقَها
-
-
- شَكوى الَّتي وَجَدَت هَواكَ دَخيلا
-
وَيُعيرُني جَذبُ الزِمامِ لِقَلبِها
-
-
- فَمَها إِلَيكِ كَطالِبٍ تَقبيلا
-
حَدَقُ الحِسانِ مِنَ الغَواني هِجنَ لي
-
-
- يَومَ الفِراقِ صَبابَةً وَغَليلا
-
حَدَقٌ يُذِمُّ مِنَ القَواتِلِ غَيرَها
-
-
- بَدرُ بنُ عَمّارِ بنِ إِسماعيلا
-
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ بِمِثلِها
-
-
- وَالتارِكُ المَلِكَ العَزيزَ ذَليلا
-
مَحِكٌ إِذا مَطَلَ الغَريمُ بِدَينِهِ
-
-
- جَعَلَ الحُسامَ بِما أَرادَ كَفيلا
-
نَطِقٌ إِذا حَطَّ الكَلامُ لِثامَهُ
-
-
- أَعطى بِمَنطِقِهِ القُلوبَ عُقولا
-
أَعدى الزَمانَ سَخاؤُهُ فَسَخا بِهِ
-
-
- وَلَقَد يَكونُ بِهِ الزَمانُ بَخيلا
-
وَكَأَنَّ بَرقًا في مُتونِ غَمامَةٍ
-
-
- هِندِيُّهُ في كَفِّهِ مَسلولا
-
وَمَحَلُّ قائِمِهِ يَسيلُ مَواهِبًا
-
-
- لَو كُنَّ سَيلاً ما وَجَدنَ مَسيلا[٦]
-
قصيدة: أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
-
-
- دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
-
ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
-
-
- وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
-
أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
-
-
- كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ
-
وَما صَبابَةُ مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
-
-
- مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
-
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
-
-
- لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيضِ وَالأَسَلِ
-
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
-
-
- أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
-
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
-
-
- بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
-
مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
-
-
- لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
-
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
-
-
- في مَشيِها فَيَنَلنَ الحُسنَ بِالحِيَلِ
-
قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
-
-
- فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ
-
وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
-
-
- وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
-
وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِيًا
-
-
- بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ
-
فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
-
-
- وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ
-
ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
-
-
- عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ
-
لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
-
-
- أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
-
جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
-
-
- فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ[٧]
-
قصيدة: أتظعن يا قلب مع من ظعن
أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ
-
-
- حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
-
ولم لا أصابُ وحربُ البسو
-
-
- سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن
-
وهل أنا بعدَكُم عائشٌ
-
-
- وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
-
فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى
-
-
- وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
-
فما للفراق وما للجميع
-
-
- وما للرياح وما للدِمَن
-
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
-
-
- كما كان لي بعد أن لم يكُن
-
ولم يسقني الراح ممزوجَةً
-
-
- بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
-
لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ
-
-
- وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن
-
ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ
-
-
- وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
-
كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ
-
-
- فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
-
لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها
-
-
- ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن
-
فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا
-
-
- برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن
-
ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ
-
-
- لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
-
فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ
-
-
- وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن[٨]
-
قصيدة: بقائي شاء ليس هم ارتحالا
بَقائي شاءَ لَيسَ هُمُ اِرتِحالا
-
-
- وَحُسنَ الصَبرِ زَمّوا لا الجِمالا
-
تَوَلَّوا بَغتَةً فَكَأَنَّ بَينًا
-
-
- تَهَيَّبَني فَفاجَأَني اِغتِيالا
-
فَكانَ مَسيرُ عيسِهِمِ ذَميلًا
-
-
- وَسَيرُ الدَمعِ إِثرَهُمُ اِنهِمالا
-
كَأَنَّ العيسَ كانَت فَوقَ جَفني
-
-
- مُناخاةٍ فَلَمّا ثُرنَ سالا
-
وَحَجَّبَتِ النَوى الظَبياتِ عَنّي
-
-
- فَساعَدَتِ البَراقِعَ وَالحِجالا
-
لَبِسنَ الوَشيَ لا مُتَجَمِّلاتٍ
-
-
- وَلَكِن كَي يَصُنَّ بِهِ الجَمالا
-
وَضَفَّرنَ الغَدائِرَ لا لِحُسنٍ
-
-
- وَلَكِن خِفنَ في الشَعَرِ الضَلالا
-
بِجِسمي مَن بَرَتهُ فَلَو أَصارَت
-
-
- وِشاحي ثَقبَ لُؤلُؤَةٍ لَجالا
-
وَلَولا أَنَّني في غَيرِ نَومٍ
-
-
- لَكُنتُ أَظُنُّني مِنّي خَيالا
-
بَدَت قَمَرًا وَمالَت خوطَ بانٍ
-
-
- وَفاحَت عَنبَرًا وَرَنَت غَزالا
-
وَجارَت في الحُكومَةِ ثُمَّ أَبدَت
-
-
- لَنا مِن حُسنِ قامَتِها اِعتِدالا
-
كَأَنَّ الحُزنَ مَشغوفٌ بِقَلبي
-
-
- فَساعَةَ هَجرِها يَجِدُ الوِصالا
-
كَذا الدُنيا عَلى مَن كانَ قَبلي
-
-
- صُروفٌ لَم يُدِمنَ عَلَيهِ حالا
-
أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ
-
-
- تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا
-
أَلِفتُ تَرَحُّلي وَجَعَلتُ أَرضي
-
-
- قُتودي وَالغُرَيرِيَّ الجُلالا
-
فَما حاوَلتُ في أَرضٍ مُقاماً
-
-
- وَلا أَزمَعتُ عَن أَرضٍ زَوالا[٩]
-
قصيدة: أما الفراق فإني ما أعهد
أَمّا الفِراقُ فَإِنَّهُ ما أَعهَدُ
-
-
- هُوَ تَوأَمي لَو أَنَّ بَينًا يولَدُ
-
وَلَقَد عَلِمنا أَنَّنا سَنُطيعُهُ
-
-
- لَمّا عَلِمنا أَنَّنا لا نَخلِدُ
-
وَإِذا الجِيادُ أَبا البَهِيِّ نَقَلنَنا
-
-
- عَنكُم فَأَردَأُ ما رَكِبتُ الأَجوَدُ
-
مَن خَصَّ بِالذَمِّ الفِراقَ فَإِنَّني
-
-
- مَن لا يَرى في الدَهرِ شَيئًا يُحمَدُ[١٠]
-
قصيدة: أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني
أَبلى الهَوى أَسَفًا يَومَ النَوى بَدَني
-
-
- وَفَرَّقَ الهَجرُ بَينَ الجَفنِ وَالوَسَنِ
-
روحٌ تَرَدَّدُ في مِثلِ الخِلالِ إِذا
-
-
- أَطارَتِ الريحُ عَنهُ الثَوبَ لَم يَبِنِ
-
كَفى بِجِسمي نُحولًا أَنَّني رَجُلٌ
-
-
- لَولا مُخاطَبَتي إِيّاكَ لَم تَرَني[١١]
-
قصيدة: لا تنكرن رحيلي عنك في عجل
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
-
-
- فَإِنَّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
-
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ
-
-
- يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ
-
وَقَد مُنيتُ بِحُسّادٍ أُحارِبُهُم
-
-
- فَاِجعَل نَداكَ عَلَيهِم بَعضَ أَنصاري[١٢]
-
قصيدة: ماذا الوداع وداع الوامق الكمد
ماذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
-
-
- هَذا الوَداعُ وَداعَ الروحِ لِلجَسَدِ
-
إِذا السَحابُ زَفَتهُ الريحُ مُرتَفِعًا
-
-
- فَلا عَدا الرَملَةَ البَيضاءَ مِن بَلَدِ
-
وَيا فِراقَ الأَميرِ الرَحبِ مَنزِلُهُ
-
-
- إِن أَنتَ فارَقتَنا يَومًا فَلا تَعُدِ[١٣]
-
قصيدة: بأبي من وددته فافترقنا
بِأَبي مَن وَدِدتُهُ فَاِفتَرَقنا
-
-
- وَقَضى اللَهُ بَعدَ ذاكَ اِجتِماعا
-
فَاِفتَرَقنا حَولًا فَلَمّا اِلتَقَينا
-
-
- كانَ تَسليمُهُ عَلَيَّ وَداعا[١٤]
-
لقراءة المزيد من الموضوعات ذات الصّلة، اخترنا لك هذا المقال: المتنبي والحب.
المراجع[+]
- ↑ “فراق ومن فارقت غير مدمم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “عواذل ذات الخال في حواسد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ المتنبي، ديوان المتنبي، صفحة 28.
- ↑ “الحب ما منع الكلام الألسنا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “في الخد أن عزم الخليط رحيلا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “أتظعن يا قلب مع من ظعن”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “بقائي شاء ليس هم ارتحالا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “أما الفراق فإني ما أعهد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “لا تنكرن رحيلي عنك في عجل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “ماذا الوداع وداع الوامق الكمد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ “بأبي من وددته فافترقنا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.