أثر العنف الأسري على التحصيل الدراسي

أثر العنف الأسري على التحصيل الدراسي

في دراسات أُجريت مؤخرًا على مجموعة من الأفراد الذين يتعرضون للعنف الأسري، أظهرت أن هذه الفئة تحديدًا حظيت بالفعل على نتائج واضحة تشير إلى سوء قدراتهم السلوكية والعقلية، فبيّنت أن التعنيف الأسري من شأنه أن يعمل على تعطيل المسارات الطبيعية للنمو، وأشارت أيضًا إلى أن الصدمة والتأثير السلبي المتراكم الذي يحظى به الفرد المعنّف أسريًا قد يغير التنظيم الهيكلي لدماغه، فيتأثر بذلك مستواه الدراسي.[١]

وأكدت الدراسات أن التعنيف الأسري من شأنه أيضًا أن يؤثر سلبًا على القدرات المعرفية لكل من الأطفال والمراهقين والشباب على حدٍ سواء، حيث وجدت أن الأطفال المعنفين أسريًا والذين عانوا من أشكالًا مختلفة من سوء المعاملة كان أداؤهم في مهارة القراءة وتحصيلهم في مادة الرياضيات أسوأ بكثير من أقرانهم السويين نفسيًا والغير معنفين.[١]

كما أظهرت نتائج اختبارات موحدة أُجريت لأفرادٍ سبق لهم وأن تعرضوا للعنف بطفولتهم، وأطفالٍ يتعرضون للعنف في الوقت الحالي، أن التحصيل النهائي لكلا الفئتين في الاختبار كان متساويًا إلى حدٍ ما، لذا أكّد المحللون أن احتمالية رسوب ضحايا التعنيف الأسري وتكرارهم للصفوف والمراحل الدراسية أكثر من مرة واردة جدًا .[١]

وبما أن الفشل في التحصيل الدراسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا مع سلوكيات التغيب عن المدرسة أو الهروب منها، فإن أقوال المحللين النفسيين لحالات الأطفال المعنفين تُبين أن النسبة الراجحة للطلاب والطالبات الذين يتغيبون باستمرار أو سبق لهم وأن تسربوا من المدرسة، كان العنف الأسري واضحًا سواءً في مرحلة حياتهم الحالية، أو حتى في مرحلة الطفولة، ولذلك أوعزوا بأنه السبب الرئيسي لفشل هؤلاء الطلبة في أحراز تقدمًا في تحصيلهم الدراسي[١]

علامات العنف الأسري

يعبّر العنف الأسري عن سلسلة مستمرة من السلوكيات السلبية تجاه الفرد، ويشمل أساليب متعددة من الأذى والتخويف والتعنيف والسيطرة، ومن الجدير بالذكر أن الاعتداء الأسري يتمثل بعلامات وصور عديدة قد لا يسعنا حصرها بسهولة، إلا أننا نذكر أبرزها بالآتي:[٢]

• التهديد بإيذاء الفرد بأي صورة من صور الأذى.
• تعمد جرح مشاعر الفرد من خلال تجريحه والسخرية من مهاراته، أو شكل جسده، أو هويته، أو خلفيته الفكرية.
• تحطيم أو رمي الأشياء على الفرد بهدف إيذاءه.
• استخدام الأسلحة الحادة، أو إيذاء الفرد جسديًا عن طريق ضربه أو خنقه، أو لكمه.
• الإهمال المتعمد لأفراد يحتاجون الرعاية الجسدية مثل إهمال رعاية طفل رضيع أو مُسن أو ذوي الإعاقة.
• الكشف عن الأسرار الزوجية، بما في ذلك التهديد بنشر صور أو معلومات خاص ة بهدف الترهيب والتخويف وفرض السيطرة.
• التزويج القسري.
• أخذ أموال الفرد بالإكراه، أو حرمانه من الحصول عليها، أو سرقة وبيع ممتلكاته الشخصية دون علمه.

مفهوم العنف الأسري

يعرف العنف الأسري أيضًا باسم العنف المنزلي أو العنف الداخلي، ويمكن توضيح مفهومه بكونه ظاهرة سلبية غير إنسانية يتجلّى فيها نمط سلوك المعتدي بمحاولة فرض سلطته وسيطرته داخل النطاق الأسري.[٣]

وذلك بالإساءة لهم بشتى الطرق والأفعال الجسدية، أو الجنسية، أو العاطفية، أو النفسية، واتباع أساليب وسلوكيات مختلفة تتمثل بالتعنيف، والتخويف، والإذلال، وحتى التجريح النفسي والجسدي.[٣]

ومما لا شك فيه أن العنف الأسري يترك أثرًا سلبيًا واضحًا على الصعيد الاجتماعي والنفسي والتعليمي والصحي للضحية، وقد يشمل مختلف أفراد الأسرة سواء الصغار منهم أو الشباب، أو حتى أحد الزوجين.[٣]

وعادةً ما يكون التعنيف الأسري في النطاق المنزلي مستترًا، إلا أن تصاعد وتيره أحداثه قد تذهب فيه إلى منحى التحقيق والعقاب القضائي والإنساني، وخاصةً عندما ينتهي بإصابات جسيمة أو ينتهي بحالات وفاة.[٣]

المراجع

1. ^ أ ب ت ث “FAMILY VIOLENCE AND EDUCATION: REVIEW OF THE EVIDENCE ON IMPACTS OF VIOLENCE AND RESPONDING TO VIOLENCE IN THE EDUCATION SECTOR”, Equality Institute , Retrieved 4/2/2022. Edited.
2. ↑ “Forms of family violence”, Safe and Equal, Retrieved 4/2/2022. Edited.
3. ^ أ ب ت ث “What Is Domestic Abuse?”, UNFPA, Retrieved 4/2/2022. Edited.