X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » أضرار التدخين والمخدرات » أثر التدخين على وظائف الدماغ

أثر التدخين على وظائف الدماغ

أثر التدخين على وظائف الدماغ


التدخين

ما يقارب نصف الذين يدخّنون يموتون بسبب هذه العادة أو اختلاطاتها، وهذا فيما يخصّ الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل، فقرابة 480 ألف شخص يموتون سنويًا في الولايات المتحدة وحدها بسبب الأمراض الناتجة عن التدخين، وهذا يعني أنّ قرابة 1 من كل 5 وفيات بشكل عام تحدث بسبب التدخين فقط، فهو يقضي على حياة الأشخاص بنسبة تزيد عن شرب الكحول وحوادث السيارات والإصابة بفيروس الإيدز والموت الجنائي بالطلق الناري والمخدّرات مجتمعة، والتدخين لا يتسبّب فقط بالسرطان، بل إنّه يمكن أن يؤذي تقريبًا جميع أعضاء الجسم، من ضمنها الرئتين والقلب والأوعية الدموية والأعضاء التناسلية وغيرها، وسيتم الحديث عن أثر التدخين على وظائف الدماغ في هذا المقال. [١]

أثر التدخين على وظائف الدماغ

بحسب مركز مكافحة الأمراض واتّقائها في الولايات المتحدة CDC، فإنّ ما يقارب نصف الأشخاص الذين هم في سنّ المدرسة الثانوية كانوا قد جرّبوا التدخين مرّة واحدة على الأقل، أي في الفترة من العمر والتي لا يزال فيها الدماغ بطور النمو والتقدّم، ويمكن القول أن أثر التدخين على وظائف الدماغ أثناء فترة المراهقة يمكن أن يكون شديدًا، حيث تزداد نسبة الإصابة بالأمراض النفسية والأمراض العقلية لاحقًا في الحياة، حيث يكون الدماغ في مرحلة النمو ضمن فترة المراهقة وبداية البلوغ، ولكن هناك بعض المناطق من الدماغ يمكن أن تنمو بتسارع متفاوت عن غيرها.والنيكوتين الموجود في السجائر يؤثر بشكل كبير للغاية في المناطق الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن التركيز والذاكرة واكتساب المهارات الجديدة وقدرة الدماغ على التعامل مع الحياة بمرونة وسرعة، ومن الممكن أن يؤدّي التعرّض المبكّر للنيكوتين إلى خفض فعالية الدماغ وقدرته على التركيز وحفظ المعلومات الجديدة، كما من الممكن أن يؤدّي النيكوتين إلى الإدمان على التدخين، مع ما يرافق هذا الأمر من مشاكل نفسية وجسدية مختلفة.ويمكن القول أن أثر التدخين على وظائف الدماغ قد يصل إلى مراكز السيطرة على الذات والتفكير المنطقي وحلّ المشاكل، خصوصًا عند البدء بالتدخين في سنّ مبكرة، حيث يؤثر النيكوتين على هذه المناطق من الدماغ ممّا يؤدّي إلى تراجعها أو بالأحرى عدم تطوّرها ونموّها كما يجب. [٢]

أثر التدخين على وظائف الدماغ شعاعيًا

في دراسة أجريت في عام 2015 على ما يقارب 500 شخص مدخّن -أو كان قد دخّن مسبقًا- وغير مدخّن، تبين وجود بعض الاختلافات في الصور الشعاعية التي أجريت للدماغ عندهم، فقد بينت الدراسة الشعاعية أنّ المدخّن السابق والحالي لديهم قشرة دماغية أرق من الذين لم يدخّنوا من قبل، والقشرة الدماغية هي المنطقة الدماغية المسؤولة عن الذاكرة واللغة والإدراك، كما بينت الدراسة أنّ إيقاف التدخين كان قد أدّى إلى استعادة بعض من سماكة القشرة إلى حدّ ما، إلّا أنّ عملية الاستعادة هذه لم تكن كاملة، كما أنّ المدخنين السابقين بكثافة والذي كانوا قد توقّفوا عن التدخين لمدّة 25 عام كان لديهم قشرة دماغية أصغر من غير المدخنين.ويجب التنويه إلى أنّ ضمور القشرة الدماغية يمكن أن يحدث مع مرور العمر، إلّا أنّ المدخّن لديه زيادة في سرعة حدوث هذا الضمور، كما أنّ هذا الضمور يمكن أن يترافق مع انخفاض القدرة العقلية. [٣]

أثر التدخين على وظائف القلب

بما أنّ القلب يضخّ الدم لجميع أعضاء الجسم، وبما أنّ الدماغ يحصل على نسبة كبيرة من الأكسجين والموارد الغذائية التي يتمّ ضخّها عبر القلب، فإنّ أثر التدخين على وظائف الدماغ يمكن ربطه مع أثر التدخين على القلب، فللتدخين أهمية كبيرة في رفع نسبة حصول الجلطات القلبية، وذلك عن طريق تراكم العصيدات في الدم، فيما يُعرف بالتصلب العصيدي، والذي يؤدّي إلى تضيق الشرايين التي تغذي العضلة القلبية، مع ما يرافق هذا الأمر من زيادة الأهبة لحدوث الخثار الدموي، بالإضافة إلى ذلك، يوجد في التدخين بعض المواد الكيميائية التي تزيد من نسبة حصول الأمراض القلبية الوعائية، والتي تتضمّن بشكل رئيس ما يأتي: [٤]

  • الداء القلبي الإكليلي، والذي يتضمّن تضيّق الشرايين في القلب، وهو من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى الوفاة بشكل عام.
  • الجلطة القلبية أو احتشاء العضلة القلبية، فالمدخّنون يملكون نسبة تقارب ضعف غير المدخّنين في حصول الجلطة القلبية.
  • الألم الصدري الذي يكون من منشأ قلبي.

فوائد الإقلاع عن التدخين

مهما استمرّ الإنسان لفترة طويلة مدمنًا على التدخين، لا يُعدّ الإقلاع عن التدخين أمرًا ميؤوسًا منه أو غير ذي فائدة، خصوصًا عند معرفة العديد من النقاط الأساسية التي يمكن أن تحصل بمجرّد الإقلاع عن التدخين بشكل جدّي والابتعاد عن التدخين السلبي قدر الإمكان، فمن فوائد الإقلاع عن التدخين ما يأتي: [٤]

  • خفض نسبة الإصابة بالسكتة الدماغية بما يقارب النصف مقارنة مع السابق بعد مرور سنتين من الإقلاع عن التدخين، وتصبح النسبة مماثلة لغير المدخنين في غضون 5 سنوات.
  • انخفاض نسبة الإصابة بكلّ من سرطان الفم والحلق والمريء والمثانة بمقدار النصف بعد 5 سنوات من ترك التدخين، وانخفاض نسبة حصول سرطان الرئة للنصف بعد 10 سنوات.
  • انخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب خصوصًا الجلطة القلبية بمقدار النصف بعد ترك التدخين بعام واحد، وعودة النسبة لطبيعتها بعد 15 عام من ترك التدخين، حيث يصبح الشخص كالذي لم يُدخّن مطلقًا.

وبشكل عام، يمكن القول أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يُساعد في تخليص الجسم من العديد من المشاكل الجسدية والنفسية، ويسمح للجسم باستعادة حيويته بشكل أسرع.

المراجع[+]

  1. “Health Risks of Smoking Tobacco”, www.cancer.org, Retrieved 14-07-2019. Edited.
  2. “From E-Cigs to Tobacco: Here’s How Nicotine Affects the Body”, www.healthline.com, Retrieved 14-07-2019. Edited.
  3. “Smoking Linked to Damage in the Brain”, www.webmd.com, Retrieved 14-07-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “The reasons why smoking is bad for you”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-07-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب