X
X


موقع اقرا » الآداب » حكم وعبارات وشخصيات أدبية » أبرز شعراء العصر العباسي

أبرز شعراء العصر العباسي

أبرز شعراء العصر العباسي


أبو نواس

لماذا كان أبو نواس يترك القصيدة ليلة كاملة دون الإخبار عنها؟

الحسن بن هانئ الحكمي (762م- 813م)، يُعدّ من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، ومن أشهر شعراء الدولة العباسية، وُلد بقرية من قرى الأهواز ثم انتقل إلى البصرة ونشأ بها، كان أبو نواس مولعًا بالعِلم شغوفًا بالأشعار والأخبار، فكان كثيرًا ما يحضر حوار الشعراء ويترنم بالشعر، وعندما انتقل إلى بغداد صحب الشعراء، ودرس على أيدي العلماء، حتى أصبح من أشعر أهل عصره، إذ إنّه قصد الولايات والخلفاء وامتدحهم، ومنهم الخليفة الرشيد والخطيب عامل مصر، وامتازت التجربة الشعريّة عند أبي نواس بمجونه وصراحة قوله ووصفه للخمر، إضافة إلى صدقه في تصوير خليقته، كما أنه كان مشهورًا بالتنقيح، أي يعمل القصيدة فيتركها ليلة كاملة لينظر بها، فيقتصر الجيد منها

ويحذف بعضها [١]، ومن أشعاره قوله:[٢]

ومُلِحّةٍ بالعذلِ تحسبُ أنّني

للعذلِ أتركُ صُحبَةَ الشطّار

بكَرت تبصّرني الرشادَ كأنني

لا أهتدي لمذاهبِ الأبرارِ

وتقول ويحكَ قد كبرتَ عن الصبا

ورمى الزمانُ إليكَ بالأقدارِ

فإلى متى تصبو وأنت متيّمٌ

متقلّب في ساحةِ الأقذار

أوّما ترى العصرين عن قوسِ الردى

يتناضلان تقضّيَ الأعمارِ

فاجبتُها إن قد عرفتِ مذاهبي

فصرفتِ معرفتي إلى الإنكار

لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: معلومات عن أشعار أبو نواس.

بشار بن برد

كيف أتقن بشار بن برد العربية؟

بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي (96هـ- 168هـ)، أشهر شعراء العصر العباسي الأول، يتضح من الأخبار أنّ أصله هو أعجمي، ولكنّه اختلط بالعرب ونظّم الشعر، ومن ثم انتقل بشار من نسب المهلب إلى نسب بني عُقيل، ذلك لأنه فارسي من جهة أبيه، وعربي أصيل من جهة أمه.[٣]

أما عن تجربته الشعريّة فإنّ بشار كان يقول الشعر قبل أن يبلغ العشر سنين، والسبب بذلك أنه كان يتجه إلى المساجد وإلى حلقات العِلم والشعر، وممّا أعانه بقدرته على السليقة العربية هو مكوثه ونشأته في بني عُقيل، ولكنّه بعد ذلك اشتد طموحه بإتقان العربيّة فاتجه إلى البادية، وأقام فيها حتى تمكّن لسانه، ومن ثم أجمع النقاد على شاعريته ومنهم الأصمعي[٤]، ومن شعر بشار:[٣]

قَد لَعِبَ الدَهرُ عَلى هامَتي

وَذُقتُ مُرّاً بَعدَ حَلواءِ

إِن كُنتِ حَربًا لَهُمُ فَاِنظُري

شَطري بِعَينٍ غَيرِ حَولاءِ

يا حُسنَها حينَ تَراءَت لَنا

مَكسورَةَ العَينِ بِإِغفاءِ

كَأَنَّما أَلبَستَها رَوضَةً

ما بَينَ صَفراءَ وَخَضراءِ

يَلومُني عَمروٌ عَلى إِصبُعٍ

نَمَّت عَلَيَّ السِرَّ خَرساءِ

لِلناسِ حاجاتٌ وَمِنّي الهَوى

يُذكيهِ شَيءٌ بَعدَ أَشياءِ

لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: خصائص شعر بشار بن برد.

أبو تمام

لما فُضّل أبو تمام على شعراء العصر الجاهلي؟

حبيب بن أوس الطائي (192هـ -231هـ)، من أبرز شعراء العصر العباسي الأول، وُلد في مدينة جاسم وهي إحدى القرى السورية، ومن ثم بدأ بالرحيل إلى مصر، ومن ثم العراق والكوفة، تربّع أبو تمام على عرش الشعر، فبلغ الشهرة والصيت، حتى فضّله البعض على شعراء الجاهليّة، فألقيت له مقاليد الزعامة الشعريّة من أغلب الشعراء وأشهرهم أمثال المتنبي، وفي تجربته الشعرية فقد نظّم الشعر بمختلف الأغراض كالمديح والعتاب والوصف والغزل والفخر والزهد، إلا أنه اشتهر شهرة خاص ة بغرض الرثاء، وكان أسلوبه يتّصف بالمتانة وسبك الألفاظ وجزالة التراكيب، إضافة إلى دقة الوصف كوصفه للربيع والمطر والفرس، ومن أشهر أشعاره[٥]، قوله:[٦]

السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ

في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ

بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في

مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ

وَالعِلمُ في شُهُبِ الأَرماحِ لامِعَةً

بَينَ الخَميسَينِ لا في السَبعَةِ الشُهُبِ

أَينَ الرِوايَةُ بَل أَينَ النُجومُ وَما

صاغوهُ مِن زُخرُفٍ فيها وَمِن كَذِبِ

تَخَرُّصًا وَأَحاديثًا مُلَفَّقَةً

لَيسَت بِنَبعٍ إِذا عُدَّت وَلا غَرَبِ

عَجائِبًا زَعَموا الأَيّامَ مُجفِلَةً

عَنهُنَّ في صَفَرِ الأَصفارِ أَو رَجَبِ

أبو العتاهية

ما علاقة الجرار بنبع الشعر على لسان أبي العتاهية؟

إسماعيل بن القاسم بن سُويد (130هـ – 211هـ)، من شعراء العصر العباسي الأول، وُلد بعين التمر وهي قرية بالحجاز، كان أبوه نبطيًا من موالي بني عنترة، وأمه من موالي بني زهرة القرشيين، بدأ أبو العتاهية عمله بالجرار، فكان يتنقل بها بين الشوارع ويُلقي الشعر، ومن هذه الحرفة نبع الشعر على لسانه وتدفّق في خاطره، فكان يأتيه المتأدبون لينشد لهم الشعر، فيطلبون منه أن يكتبها على ما يشترونه من جرار ومن هنا زادت شهرته، فاختلط شعره بالمجون والخمريات والمديح كمدحه للخليفة المهدي والرشيد، وفي

تجربته الشعريّة كان يذكر في قصائده بعض الغزل، فكانت هذه الأغراض في شعره تُكسبه الصيت والشهرة، ولكنه في نهاية مسيرته لجأ إلى الزهد فأطال[٧]، ومن قصائده:[٨]

إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا

وَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا

لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُدًا

فَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيدًا وَمُهدِيّا

إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطًا

وَإِن تَرضَ شَيئًا كانَ في الناسِ مَرضِيّا

بَسَطتَ لَنا شَرقًا وَغَربًا يَدَ العُلا

فَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا

وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدى

فَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا

وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقى

نَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا

لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: مظاهر التجديد في شعر أبي العتاهية.

أبو الطيب المتنبي

لماذا لم يعترف المتنبي بنسبه؟

أحمد بن الحسين بن حسن بن مرة الكندي الكوفي (915م – 965م)، من أشهر شعراء العصر العباسي الأول، وُلد في الكوفة، عُرف والده بعبدان السقاء، أما جدته فأصلها همذانية صحيحة النسب، كان المتنبي لا يعترف بنسبه لأحد ولا حتى في شعره، ولكنه أشار إلى ذكر جدته لأمه ورثاها في أشعاره، تميّز المتنبي منذ طفولته بذكائه وقوة حفظه، إذ إنّه لزم الأدباء والعلماء وأكثر من مجالسة الوراقين.[٩]

كان المتنبي كثير التنقل بين الشام وبغداد ومصر، وكثيرًا ما تحدّث في شعره عن ثورات عصره واضطراباته، كما تميز شعره بقوة الخيال وجزالة الألفاظ، فذكر فيه طموحه وعلمه ورضاه وسخطه، كما أكثر من امتداح الخلفاء، والأمراء[٩]، ومن أشهر قصائده مديحه لسيف الدولة الحمداني، فيقول:[١٠]

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ

وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ

يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحُهُ

نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ

وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ

وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ

أبو العلاء المعري

كيف أتقن المعري النحو والصرف؟

أحمد بن عبدالله بن سليمان بن محمد التنوخي المعري (973م – 1057م)، من أشهر شعراء العصر العباسي الأول، يعود أصله إلى جده الأعلى وهو قضاعة بن مالك يُكنّى بأبي حي من اليمن، إذ ينتهي أصل نسبه إلى قحطان، بدأ المعري منذ صغره بتعلم النحو واللغة، إذ إنّه كان غزير المادة في الأدب، حاذقًا بالنحو والصرف.[١١]

أما عن تجربته الشعريّة فإن المعري لم يكن شاعرًا فقط، بل كان أديبًا مشهورًا، له العديد من المؤلفات منها مجموعته الشعرية الأولى وهي ديوان سقط الزند، إذ لاقى الديوان شعبية كبيرة، ثم كتب مجموعته الشعرية الثانية وهي اللزوميات، أما ثالث أعماله فهي رسالة الغفران والذي يعدّ من أشهر الكتب في التراث العربي[١٢]، أما عن أشعاره فمنها:[١٣]

يا للْمُفَضَّلِ تَكْسُوني مدائِحُه

وقد خلَعْتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنِقِ

وما ازْدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جُدُدٌ

فكيفَ أُزهَى بثوْبٍ من صِبا خَلَقِ

للهِ دَرُّكَ مِن مُهْرٍ جَرى وجَرَتْ

عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ

إنّا بعَثْناكَ تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ

فجِئْتَ بالنّجْمِ مَصْفودًا من الأفُقِ

وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِبًا

من كل وجهٍ كنارِ الفُرْسِ في السَّذَقِ

أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني

لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ

لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعرية الفلسفة عند المعري.

البحتري

كيف استيقظت موهبة البحتري الشعرية مُبكرًا؟

أبو عبادة الوليد بن عبيد الطائي البحتري (204هـ – 284هـ)، من أشهر شعراء العصر العباسي الثاني، يعود أصل نسبه إلى طائي الأب، شيباني الأم، نشأ البحتري في أحضان عشيرته إذ تغذّى من فصاحتها، فذهب مبكرًا إلى الكُتاب وحفظ القرآن، كما حفظ الكثير من الأشعار والخطب، وكان ذلك يقوي من تجربته وسليقته الشعريّة، فاستيقظت لديه موهبة الشعر مبكرًا، فامتد طموحه فانتقل بين البلدان، وفي حلب تعرّف على عُلوة فبدأ يكتب لها شعر الغزل، كما أنه مدح بعض الخلفاء في شعره، وفي مسيرته الشعريّة تعرّف

إلى الشاعر أبي تمام والذي ساعده وقدّمه لممدوحيه، إذ وضع أبو تمام نصب عيني البحتري دستورًا قويًا لإحسانه صناعة الشعر، كما مدّه ببعض الوصايا[١٤]، ومن أشهر شعره:[١٥]

قَطَعتُ أَبا لَيلى وَما كُنتُ قَبلَهُ

قَطوعًا وَلا مُستَقصِرُ الوُدِّ جافِيا

أَغُبُّ السَلامَ حينَ تَكثيرِ مَعشَرٍ

يَعُدّونَ تَكريرَ السَلامِ تَقاضِيا

وَحَسبي اِقتِضاءً أَن أُطيفَ بِواقِفٍ

عَلى خَلَّتي أَو عالِمٍ بِمَكانِيا

مَتى تَسأَلِ السِجزِيَّ عَن غَيبِ حاجَتي

يُبَيِّن لَكَ السِجزِيُّ ما كانَ خافِيا

فِداءٌ لَهُ مُستَبطَءُ النُجحِ أَخدَجَت

مَواعيدُهُ حَتّى رَجَعنَ أَمانِيا

لقراءة المزيد من أشعار البحتري، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أشهر قصائد البحتري.

أبو فراس الحمداني

كيف كان شعر أبي فراس مثالًا للشعر العربي القديم؟

الحارث بن أبي علاء الحمداني (320هـ – 357هـ)، ابن عم سيف الدولة، من شعراء العصر العباسي الثاني، وُلد بمنبج، ومنذ بداية شعره انطلق لسانه بالفخر والحماسة وشعر الحروب، كان شعره مثال الشعر العربي القديم في المتانة والأسلوب، وله العديد من نماذج الشعر التي تتوزع على مختلف الأغراض كالمديح والفخر وغيرها، كما أن شعره برأ من المجون ومن الخمريات، إذ كان أبو فراس بطلًا سخيًا معجبًا بشعره وبنفسه وبنسبه، فهو في شعره يكثر من الفخر بأصله وبقبيلته وقومه، ومن أشهر قصائده هي قصائد الروميات، والتي كتبها أبو فراس أثناء أسره في سجن الروم[١٦]، ومن أشهرها:[١٧]

إِن زُرتُ خَرشَنَةً أَسيرا

فَلَكَم أَحَطتُ بِها مُغيرا

وَلَقَد رَأَيتُ النارَ تَن

تَهِبُ المَنازِلَ وَالقُصورا

وَلَقَد رَأَيتُ السَبيَ يُج

لَبُ نَحوَنا حُوّاً وَحورا

نَختارُ مِنهُ الغادَةَ ال

حَسناءَ وَالظَبيَ الغَريرا

إِن طالَ لَيلي في ذُرا

كَ فَقَد نَعِمتُ بِهِ قَصيرا

وَلَئِن لَقيتُ الحُزنَ في

كِ فَقَد لَقيتُ بِكِ السُرورا

ابن الرومي

كيف تميّز ابن الرومي بتوليد المعنى في شعره؟

أبو الحسن علي بن عباس بن جرجيس (221هـ – 284هـ)، من أبرز شعراء العصر العباسي الثاني، رومي الأصل، وُلد ونشأ في بغداد، قضى حياته الشعريّة بين الولاة، فكان من أكثر الشعراء الذين يحملون الناس بلسانهم، كما له أشعار كثيرة في الطعام والشراب، وكان شعره يتميز بدقة الوصف والتصوير، والتفوق في توظيف الخيال، وامتاز بتوليد المعنى واستقصائه حتى لا يترك بقية فيه لغيره من الشعراء، وتساوت قصائده الطويلة في الحسن والقوة دون التكرار والسقط، كما أن له قدرة غريبة في العتاب والهجاء، وله براعة فريدة وناردة في تشبيه الشيء ووصفه[١٨]، ومن أشعاره:[١٩]

أَبلِغ أَبا الدَردامِ إِن لاقَيتَهُ

بِالرَقَّةِ البَيضاءِ أَو حَرّانِ

الدَهرَ ماتَنفَكُّ تَندُبُ وُجنَةً

دَرَسَت وَخَدّا مُنهَجَ العِرفانِ

وَتَرى الجَلالَةَ لِلصِغارِ وَإِنَّما

أَوصى الإِلَهُ بِها إِلى الشيخانِ

هَل تُفلِحَنَّ وَكَيفَ تُفلِحُ لِحيَةٌ

جُعِلَت حَوائِجُها إِلى الصِبيانِ

ابن المعتز

كيف برأ شعر ابن المعتز من المجون والكذب؟

أبو العباس عبدالله بن الخليفة المعتز(249هـ – 296هـ)، من أشهر شعراء العصر العباسي الثاني، وُلد في بيت الملك، ورَبى في موطن الجلالة، فنشأ نبيل النفس قوي الشعور، ولوعًا بالأدب والموسيقى، إذ إنّه تأدب على أيدي كبار أساتذة الأدب ومنهم المبرد وثعلب، فكان لهذه النشأة الأثر الظاهر في شعره، كان شعره سهل العبارة رقيق اللفظ بليغ الاستعارة والتشبيه، فكان يقول الشعر إرضاء لنفسه وتعبيرًا لحسه، فبرأ من كذب المدح ومن لؤم الهجاء، وتوغل أكثر في شعر وصف الطبيعة ومجالس الأنس، كما ولع بالبديع، فألف كتاب البديع، فكان ابن المعتز أول من يكتب في هذا الفن، وله الكثير من المؤلفات الأخرى بجانب الدواوين والقصائد[٢٠]، ومن أشعاره:[٢١]

أَبى اللَهُ ما لِلعاشِقينَ عَزاءُ

وَما لِلمِلاحِ الغانِياتِ وَفاءُ

تَرَكنَ نُفوساً نَحوَهُنَّ صَوادِيًا

مُسِرّاتِ داءٍ ما لَهُنَّ دَواءُ

يَرِدنَ حِياضَ الماءِ لا يَستَطِعنَها

وَهُنَّ إِلى بَردِ الشَرابِ ظِماءُ

وَجُنَّت بِأَطلالِ الدُجَيلِ وَمائِهِ

وَكَم طَلَلٍ مِن خَلفِهِنَّ وَماءُ

إِذا ما دَنَت مِن مَشرَعٍ قَعقَعَت لَها

عِصِيٌّ وَقامَت زَأرَةٌ وَزُقاءُ

خَليلَيَّ بِاللَهِ الَّذي أَنتُما لَهُ

فَما الحُبُّ إِلّا أَنَّةٌ وَبُكاءُ

الشريف الرضي

كيف نهج الرضي منهج الأقدمين في شعره؟

أبو الحسن، محمد بن الحسين بن الموسوى (359هـ – 404هـ)، من أشهر شعراء العصر العباسي الثاني، وُلد ونشأ في بغداد، بدأ بدراسة العلم منذ طفولته، فبرع في الفقه، وتفوق في الأدب، فقال الشعر وعمره لا يزيد عن عشر سنين، وفي شعره نهج منهج الأقدمين، بجزالة اللفظ وقوة المعنى، وقيل إنّ شعر الشريف الرضي هو شبيه بشعر البحتري، إلا أنه غلب على شعره الفخر والحماسة، فابتعد عن شعر المجون والعبث، لذلك فقد كان شعره يحمل صدق التصوير والتشبيه، ولا تقتصر أعمال الشريف الرضي على الشعر فقط، بل له مؤلفات كثيرة بالنثر ومنها كتاب معاني القرآن، وكتاب نهج البلاغة وغيرهم[٢٢]، أما عن أشعاره فمن قصائده:[٢٣]

يقولون أسبابُ الحياة كثيرةٌ

فقلت وأسبابُ المنونِ كثيرُ

وما هذه الأيّامُ إلّا مصائدٌ

وأشراكُ مكروهٍ لنا وغُرورُ

يُسارُ بنا في كلّ يومٍ وليلةٍ

فكم ذا إلى ما لا نُريد نسيرُ

وَما الدّهرُ إلّا فرحةٌ ثمّ تَرحةٌ

وَما النّاس إلّا مُطلقٌ وأسيرُ

لقراءة المزيد، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: الخطاب الشعري عند الشريف الرضي.

ابن زريق البغدادي

كيف توفي ابن زريق البغدادي في غربته؟

أبو الحسن، علي بن زريق الكاتب البغدادي، من شعراء العصر العباسي الثاني، انتقل البغدادي من بغداد إلى الأندلس، لم يُذكر سنة ولادته لكنه توفي سنة 420هـ، وتقول الروايات والأخبار المتناثرة إنّه انتقل إلى الأندلس ليجد سعة الرزق ولين العيش، لكن التوفيق لم يصاحبه، حيث أنه مرض هناك فتوفى في غربته، ويُضيف الرواة أن له قصيدة واحدة لم يعرف له من الشعر سواها، وهذه القصيدة كان يُخاطب بها زوجته، فيترك خلاصة تجربته في الغربة، فكانت القصيدة تدل على صدق العاطفة، وعمق التعبير، إضافة إلى الصياغة الفريدة والخيال[٢٤]، يقول في مطلع قصيدته تلك:[٢٥]

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ

قَد قَلتِ حَقًا وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي لَومهُ حَدًّا أَضَرَّ بِهِ

مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً

مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعًا بِالخَطبِ يَحمِلُه

فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ

يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ

مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ

ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ

رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ

المراجع[+]

  1. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي، صفحة 272-274. بتصرّف.
  2. “وملحة بالعذل تحسب أنني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  3. ^ أ ب “قد لعب الدهر على هامتي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  4. هاشم مناع، بشار بن برد حياته وشعره، صفحة 7-21. بتصرّف.
  5. محيي الدين الخياط، ديوان أبي تمام الطائي، صفحة 12-15. بتصرّف.
  6. “السيف أصدق أنباء من الكتب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  7. شوقي ضيف ، تاريخ الأدب العربي، صفحة 237-239. بتصرّف.
  8. “إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  9. ^ أ ب “سيرة المتنبي”، الهنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م. بتصرّف.
  10. “على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  11. أحمد تيمور باشا، أبو العلاء المعري، صفحة 12-13. بتصرّف.
  12. أحمد تيمور باشا، أبو العلاء المعري، صفحة 66-68. بتصرّف.
  13. “يا للمفضل تكسوني مدائحه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  14. شوقي ضيف، العصر العباسي الثاني، صفحة 270-273. بتصرّف.
  15. “قطعت أبا ليلى وما كنت قبله”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  16. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي، صفحة 303-304. بتصرّف.
  17. “إن زرت خرشنة أسيرا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  18. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي، صفحة 276-278. بتصرّف.
  19. “أبلغ أبا الدردام إن لاقيته”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  20. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي، صفحة 281-282. بتصرّف.
  21. “أبى الله ما للعاشقين عزاء”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  22. أحمد حسن الزيات، تاريخ الأدب العربي، صفحة 285-286. بتصرّف.
  23. “يقولون أسباب الحياة كثيرة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
  24. “ابن زرق البغدادي”، معرفة، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م. بتصرّف.
  25. “لا تعذليه فإن العذل يولعه”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب