آداب العيد للأطفال

آداب العيد للأطفال

هناك العديد من الآداب التي يُسنّ للمسلم القيام بها في العيد، ويُمكن للمربّي أن يتحدّث بها مع الأطفال ويُعلّمهم إياها بطريقة تُناسب أعمارهم خاص ة قبل موسم مناسبة العيد بقليل؛ حيث إنّ لذلك أثراً كبيراً في نفوسهم، ومن آداب العيد التي يُستحب للمسلم أن يلتزم بها، ما يأتي:[١]

حيث ذكر الإمام النووي -رحمه الله- اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة، وقد شُرع الاغتسال في هذه المناسبة نظراً لاجتماع المسلمين، ويتحقّق ذلك الاجتماع في العيد أكثر من غيره من الاجتماعات.

• الأكل قبل الخروج إلى الصلاة

وذلك في عيد الفطر دون الأضحى، والسنة في عيد الأضحى أن يأكل بعد العودة من الصلاة؛ لما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- فقال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا)،[٢] وفي ذلك إشارة إلى التشديد في النهي عن الصيام في يومي العيد.

قال -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)،[٣] ويتحقق التكبير بقول المسلمين: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.

وتكون التهنئة بأي لفظٍ تتحقّق فيه من الكلام الطيب؛ مثل: تقبّل الله منّا ومنكم، أو عيد مبارك، وذلك مما يُظهِر الأُلفة الاجتماعية بين الأفراد والمحبة فيما بينهم.

• التجمّل والتطيب ولبس أحسن الثياب

حيث روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقال: (أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِن إسْتَبْرَقٍ تُباعُ في السُّوقِ، فأخَذَها، فأتَى بها رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هذِه تَجَمَّلْ بها لِلْعِيدِ والوُفُودِ)،[٤] وذلك للرجال خارج البيت دون النساء.

• الاستماع إلى الخطبة

وهي اختيارية بالنسبة للمسلمين، لما رواه عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- فقال: (شهِدْتُ مع رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قال: إنا نخطُبُ، فمَنْ أحبَّ أنْ يجلِسَ للخُطبةِ فَلْيجلِسْ، ومَنْ أحبَّ أنْ يذهَبَ فَلْيذهَبْ).[٥]

• الذهاب من الطريق والعودة من أخرى

لما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: (كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ).[٦]

مفهوم العيد للأطفال

يعود أصل العيد في اللغة من العَوَد، وقد سمّي العيد عيداً لتكرره في كل عام، أو لتكرر الفرح والسرور فيه في كلّ مرة، أو لكثرة ما يتفضّل الله فيه على عباده وينعم عليهم من النعم التي لا تُحصى ولا تعدّ.[٧]

مفهوم صلاة العيد للأطفال

شرع الله في العيد لعباده صلاة العيد؛ وكان زمن مشروعيتها في السَّنة الثانية من هجرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كانت أول صلاة عيد قام بها رسول الله هي صلاة عيد الفطر من السنّة الثانية للهجرة.[٧]

ويعود أصل مشروعية صلاة العيد إلى ما ثبت في مشروعيتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى إجماع العلماء على مشروعيتها، ففي القرآن الكريم قال -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).[٨]

والمراد بالصلاة الواردة في الآية حسب ما ورد في تفاسير القرآن هي صلاة العيد، أمّا مشروعيتها في السنة النبوية الشريفة فهو ما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- فقال: (شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وأبي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ-، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ)،[٩] وأجمع العلماء على مشروعية صلاة العيد.[١٠]

المراجع

1. ↑ محمد صالح المنجد (2009)، القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 45-53، جزء 13. بتصرّف.
2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:953، صحيح .
3. ↑ سورة البقرة، آية:185
4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:948، صحيح .
5. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن السائب، الصفحة أو الرقم:1155، صحيح .
6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:986، صحيح .
7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1992)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة 4)، دمشق :دار القلم، صفحة 221، جزء 1. بتصرّف.
8. ↑ سورة الكوثر، آية:2
9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:962، صحيح .
10. ↑ سعيد القحطاني (2010)، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 2)، المملكة العربية السعودية :مركز الدعوة والإرشاد، صفحة 619-620. بتصرّف.