نبذة عن رواية أبناء القلعة
الروائي زياد قاسم
وُلد زياد قاسم في عام 1945م، حصل على بكالوريس المحاسبة في الجامعة الأردنية عام 1969م، ودرس ماجستير المحاسبة في بريطانيا عام 1982م، نال جوائز أدبية متعددة منها: جائزة تيسير السبول للرواية، وجائزة محمد نزال العرموطي للإبداع والدراسات العمّانية ” حقل الرواية”، وله العديد من الروايات منها: المدير العام1987م، أبناء القلعة 2009م، العرين 1999م، الخاسرون 2000م. توفي عام 2007م، إثر إصابته بجلطة دماغية. [١]وفي هذه المقالة سيتم الحديث عن رواية أبناء القلعة.
رواية أبناء القلعة
تعدّ رواية أبناء القلعة لزياد قاسم من الروايات التاريخية المهمة التي يكثف فيها الكاتب تاريخًا طويلًا لمدينة عمّان بين النشأة والتطور، وتمتد الحدود الزمانية في الرواية من الأربعينات إلى الثمانينات من القرن العشرين، وهذه الحدود الزمانية، حدثت فيها النكبة الفلسطينية عام 1948م، وبعدها النكسة عام 1967م أيضًا، فقد ربطت رواية أبناء القلعة بين الأحداث السياسية والتاريخية وأبناء القلعة في الرواية وأظهرت مدى تأثير ذلك في الشخصيات. [٢].
وتنوّعت الشخصيات الروائية في رواية أبناء القلعة وكان عددها كبيرًا، فالروائي يريد أن يبين من خلال تعدد الشخصيات واختلافها، تركيب المجتمع في عمّان، ويضاف إلى ذلك اهتمام رواية أبناء القلعة بالمكان بصورة واضحة، فعمّان في الرواية تتواصل مع المدن العربية الأخرى مثل: حيفا، ودمشق، وبغداد، والقاهرة، واختيار القلعة مكانًا أساسيًّا في الرواية لم يأت عبثًا، فللقلعة جذورها، وتاريخها، وإطلالتها على مدينة عمّان، ويأخذ الروائي المكان بسعته، وآفاقه؛ ليعبر عن رؤيته الممتدة، فلا يصور المكان فقط بل إنه يتحدث عن الناس الذين يعيشون فيه، وعلاقاتهم الاجتماعية، ومواقفهم المتعددة، وتجسد هذه رواية أبناء القلعة العلاقة بين المكان والإنسان، وتعبّر عن الواقع والتاريخ. فهي تعد من الروايات الواقعية .[٣]
وقد درَسَ عددٌ من النقاد رواية “أبناء القلعة” وبينوا أهمية هذه الرواية، وقدرة زياد قاسم الروائية في التعبير عن التاريخ والمجتمع في عمّان، ومن آراء النقاد: “نزيه أبو نضال” الذي وجد أن زياد قاسم استطاع في رواية أيناء القلعة “بعث الحياة في مدينة عمّان خلال الأربعينيات، حيث اختار، كنقطة انطلاق، القلعة التاريخية المطلة على المدينة، هذا المكان المستجد بدأ يضج بالحياة، ثم لم يلبث، خاص ة بعد تأسيس الامارة، أن احتوى مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية التي شكلت مدينة عمّان، ورافقت حركة تطورها على امتداد زمن الرواية من بدايات الأربعينيات إلى حزيران 1967”.[٤]وكذلك رأى “محمد عبيد الله”أن رواية أبناء القلعة، عكست جانبًا مهمًّا من التاريخ السياسي في عمّان في حقبة زمنية طويلة، ولكنها شددت النقمة على التنظيمات الحزبية القومية، وأظهرت ما تعرضت له التجربة الحزبية من تخريب ؛ لإفشالها ومنع تطورها.[٥]
اقتباسات من رواية أبناء القلعة
- “توالت على القلعة أمم وتعاقبت حضارات، ورثتها المدينة أطلالًا من أعمدة، وأضرحة، ومعابد، وساحات، امتزج فيها الفن الروماني والبيزنطي والإسلامي، ويحيط بالقلعة من جميع جوانبها سور من القطع الحجرية الكبيرة، اهترأ بعضها على مر السنين، وسقط إلى السفح بعض آخر، ومن فوق السور الحجري تظهر المدينة صغيرة بعيدة، وفي القاع يبدو المدرج الروماني، أقل حجمًا مما هو عليه، والسيل في الوادي يتدفق في مجراه، تتلوى مياهه الطينية العكرة، وتتلاطم في هدير كالرعد، والناس من حوله يراقبون صخب الطبيعة بفزع وذهول، فقد حدّ السيل في عمّان”.[٦]
- “وحلّت بالفلسطينيين نكبتهم الأولى، وأخذت أفواج اللاجئين تصل إلى عمّان، فاستقبلتهم المدينة بتلالها المكشوفة، ووديانها الضيقة، وأطلالها المهترئة، فأسرع الناس إلى جوانب السيل والسفوح القريبة منه، ينصبون خيامهم، ويرفعون عرائشهم، ويبنون أكواخهم، ويخنقون ذكرى الهجرة في إرادة الحياة، فتنفست عمّان أنفاس الخلود، وأضافت إلى ترابها وجودًا إلى وجود عندما أدرك فارس ونايف جبل القلعة، في يوم من أيام أيلول، ليودعهم جدهم لأبيهم أمانة في عنق فوزية ويعود إلى مدينته حيفا”.[٧]
- “الحظ قد يواكب شخصًا حتى نهاية اللعبة، يواكبه خاسرًا أو يواكبه رابحًا، الحظ كلمة ولكنها بالنسبة للاعبين، شيطان يغضب ويفرح، يعطي ويمنع، إنه مثل جني الشعراء إن جاء فاض الشعر، وإن اختفى ماتت الكلمة، إنه شيء حي يلعب معهم، أو بالأصح يلعب بهم وبأوراقهم، فيمنع ورقه من الظهور أو يحرق الأخرى، ليحرق بها أعصاب لاعب أو أكثر أو أنه يأتي بها وهي الوحيدة اليتيمة البعيدة، لينقذ بها لاعبًا يكاد يغرق، بينما يغرف آخر رغم اطمئنانه لقاربه ومؤونته واحترافه”.[٨]
المراجع[+]
- ↑ ناصر الدين الأسد وآخرون (2014)، معجم الأدباء الأردنيين في العصر الحديث (الطبعة الأولى)، عمّان : وزارة الثقافة ، صفحة 118- 119. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن ياغي (2000)، مع روايات في الأردن: في النقد التطبيقي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار أزمنة، صفحة 70. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن ياغي (2000)، مع روايات في الأردن: في النقد التطبيقي (الطبعة الأولى)، عمّان: دار أزمنة، صفحة 69-71. بتصرّف.
- ↑ “اكاديميون ومثقفون يناقشون في “شومان” روايات الاديب الراحل زياد قاسم”، petra.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2-01-2020.
- ↑ “اكاديميون ومثقفون يناقشون في “شومان” روايات الاديب الراحل زياد قاسم”، petra.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 2-01-2020. بتصرّف.
- ↑ زياد قاسم (2009)، أبناء القلعة، عمّان : وزارة الثقافة ، صفحة 13.
- ↑ زياد قاسم (2009)، أبناء القلعة، عمّان: وزارة الثقافة، صفحة 20.
- ↑ زياد قاسم (2009)، أبناء القلعة ، عمّان : وزارة الثقافة ، صفحة 105.