مواقف من حياة السيدة حفصة
الفهرس
مواقف من حياة السيدة حفصة
هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما، ورابع زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولدت قبل البعثة بخمس سنوات وتزوجها الرسول -عليه السلام- وعمرها عشرين عاماً في السنة الثالثة من الهجرة بعد انقضاء عدتها من زوجها الصحابي خنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه، الذي استشهد متأثرًا بجراحٍ أصيب بها في معركة أحد.[١]
زواجها من الرسول عليه الصلاة السلام
بعد وفاة رقيّة بنت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وزوجة عثمان بن عفان، عرض عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على عثمان بن عفان -رضي الله عنه- الزواج من ابنته حفصة؛ فسكت عنه عثمان، وقد كان بلغه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يريد أن يزوّجه ابنته الأخرى، فشكا عمر إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سكوت عثمان عنه؛ فقال له: سيزوّج الله ابنتك خيراً من عثمان، ويزوّج عثمان خيراً من ابنتك؛ فتزوج رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- حفصة، وتزوّج عثمان من ابنة رسول الله عليه السلام.[٢]
إكرام النبي لحفصة
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقترع بين أزواجه حين يخرج لغزو أو قتال وكانت حفصة ذات مرة من نالت هذا الشرف؛ فخرجت معه -صلى الله عليه وسلم- وكانت تقوم في خيمتها وخبائها، وعندما انتهت المعركة وانجلى غبارها؛ قامت أمّ المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- وخاضت بين الجرحى تسقي العطاش منهم وتداوي المكلومين وتخفّف من ألم المصابين وتضمّد جراحهم، وفي تلك الغزوة نفلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمانين وسقًا من القمح، وهذا إكرامٌ من النبيّ -عليه الصلاة والسلام- واعترافٌ منه بفضل وجهد حفصة أم المؤمنين.[٣]
طلب جبريل من النبي رد حفصة بعد تطليقها
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد طلّق حفصة، ثم راجعها)،[٤] وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال لي جِبريلُ: راجعْ حفْصة، فإنَّها صوَّامة قوَّامة، وإنها زوجتكَ في الجنةِ)،[٥] وفي هذا الحديث أمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- برَجْعتِها، وفيه: مَنْقَبَةٌ لأُمِّ المؤمِنين حَفصةَ بنتِ عُمرَ -رضِي اللهُ عنهما-.
دورها في عهد الخلافة الراشدة
أصبحت أم المؤمنين حفصة بنت عمر في عهد الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- موضع تقديرٍ واحترامٍ، وإضافةً إلى ذلك؛ فقد أضحت حجرتها -رضي الله عنها- مستودع ما كُتب من وحيٍ وما نزل من آياتٍ بيِّناتٍ على الرقاع وألواح العظام، وكانت تصون ذلك وتحفظه؛ فلما جمع أبو بكر -رضي الله عنه- المصحف بإلحاحٍ من عمر بعد أن استشرى القتل في حفظة كتاب الله نتيجة حروب الردَّة خاص َّةً يوم اليمامة، كان ما عند حفصة -رضي الله عنها- من جملة ما اعتمد عليه في المراجعة والضبط.[٣]
المراجع
- ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 482. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد ربه الأندلسي، العقد الفريد، صفحة 96. بتصرّف.
- ^ أ ب خالد الحمودي، أم المؤمنين حفصة بنت عمر ابن الخطاب، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3562.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك وقيس بن زيد، الصفحة أو الرقم:6061.