من هي صاحبة الهجرتين
أسماء بنت عميس: صاحبة الهجرتين
أسماء بنت عميس، لقّبت بصاحبة الهجرتيْن لهجرتها مع زوجها جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- في الهجرة الأولى إلى الحبشة، ومن ثم هجرتها إلى المدينة المنورة.[١]
وفي يوم من الأيام قال لها عمر بن الخطاب ممازحاً إنهم أولى برسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ إنهم الأسبق بالهجرة إلى المدينة المنورة، بينما كانت أسماء ممن هاجر إلى الحبشة.[١]
فذكرت أسماء ما حدث مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشكته له، فأخبرها رسول الله وأن لا أحد أولى برسول الله دوناً عن الآخر، وبأن لها فضل هجرتين لا هجرة واحدة بينما عمر له فضل هجرة واحدة.[٢]
ومما عرف عنها من ألقاب -رضي الله عنها- البحرية؛ أي التي ركبت البحر حين هجرتها إلى الحبشيّة، أليفة النجائب، كريمة الحبائب، مصلية القبلتين، مهاجرة الهجرتين.[٢]
التعريف بأسماء بنت عميس
هي الصحابية الجليلة أسماء بنت عُمَيس بن مالك بن النعمان بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامِر بن زيد بن نسر بن وهب الله من بني خثْعَم بن أنمار الخثعمية -رضي الله عنها-، هاجرت مع زوجها الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى الحبشة، وقد أنجبت له في الحبشة؛ محمد وعبدالله وعون، وثم هاجرت إلى المدينة المنورة.[٣]
وبعد أن استشهد جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- تزوجها أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- وقد أنجبت له محمد، وبعد أن توفي أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- تزوّجها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقد أنجبت له يحيى.[٣]
وهي ممن أطلق عليهن لقب الأخوات المؤمنات، ومما ورد في ذلك عن الصحابي الجليل ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الأخوات مؤمنات ميمونة زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- و أم الفضل بنت الحارث وسلمى امرأة حمزة و أسماء بنت عميس هي أختهن لأمهن).[٤]
فضل أسماء بنت عميس في العلم
كانت أسماء بنت عميس تروي أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن الصحابة والتابعين الّذين رووا عنها: عمر بن الخطاب، وابن عباس، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن شداد بن الهاد، وعبيد بن رفاعة، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير -رضي الله عنهم-.[٤]
وسعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وأبو زيد المدني، وعبد الله بن باباه، وقيس بن أبي حازم، والشعبي، وفاطمة بنت الحسين بن علي.[٤]
إذ إنها قد روت عن رسول الله -صلى لله عليه وسلم- ستين حديثاً، ولها أحديث في السنن الأربعة، وقد كان عمر بن الخطّاب يأتيها في تفسير الأحلام، وكانت حكيمةً، تميّزت -رضي الله عنها- بالفطنة والذكاء.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ابن الأثير، كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة ط العلمية، صفحة 12. بتصرّف.
- ^ أ ب أبي نعيم الأصفهاني، كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، صفحة 74. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن الأثير، جامع الأصول، صفحة 188. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث نايف منير، كتاب عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين، صفحة 30-32. بتصرّف.