شركة الفنون


موقع اقرا » إسلام » تعريفات إسلامية » مفهوم القراءة في القرآن الكريم

مفهوم القراءة في القرآن الكريم

مفهوم القراءة في القرآن الكريم


مفهوم القراءة في القرآن

اتفق العلماء على أن القراءة تكون بتحريك اللسان، وهو ما يتحقّق به مقصود قراءة القرآن الكريم، قال -تعالى-: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)،[١] ويترتّب على ذلك بعض الأحكام الفقهية، ومنها ما يكون من قراءة القرآن في الصلاة، وتوضيح ذلك فيما يأتي:[٢]

  • لا تكون القراءة إلا بتحريك اللسان بالحروف، وعلى ذلك إنْ صلّى المصلي القادر على القراءة ولم يحرّك لسانه بالحروف فلا تصحّ صلاته.
  • سُئِل الإمام أحمد بن حنبل عن الذي يقرأ في الصلاة لا يسمعه أحد ولا يسمع نفسه، ولا يحرك لسانه بالقراءة؛ فقال: “ليست هذه قراءة، وإنما القراءة ما حرك له اللسان”.

قراءة القرآن بالتجويد

إنّ من الأدب في قراءة القرآن أن يلتزم قارئه بأحكام التجويد، وتنقسم هذه الأحكام إلى قسمين، وفيما يأتي بيانهما:[٣]

  • تعلم أحكام القراءة والتجويد التي تحفظ اللسان من اللحن (الخطأ) المفسد للمعنى

وهذا حكمه واجب على كل مسلم ومسلمة، حتى يستطيع قراءة سورة الفاتحة وسائر سور القرآن الكريم قراءة صحيحة دون لحن جلي، واللحن الجلي هو: خطأ يعرض للفظ، ويُخل بالمعنى والإعراب؛ كرفع المجرور ونصبه.

  • تعلم الأحكام التحسينية

وهي التي تتعلق بصفات الحروف ومخارجها وأحكامها التي لا يُؤدي الجهل بها إلى إفساد المعنى، فحكمه مندوب ومستحب وليس بواجب، وبهذا العلم يتجنب القارئ اللحن الخفي؛ وهو: خطأ يعرض للفظ ولا يُخل بالمعنى ولا بالإعراب؛ كترك الإخفاء والإقلاب.

أجر قراءة القرآن

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ)،[٤] فلقارئ القرآن حسنة في كل حرف يقرؤه، والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء.[٥]

ولما كان الحرف يطلق أحيانًا على الكلمة المتركبة من حروف؛ كحروف الجر على سبيل المثال، حيث تسمى حروفاً؛ وهي متكونة من عددٍ من الحروف، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- وضّح أن المراد هنا الحرف البسيط المنفرد لا الكلمة، فهو المراد بالعشر حسنات، وهذا أجر عظيم وثواب كبير، وفضل واسع منّه الله -تعالى- على عباده، بأن رتّب الأجور الكبيرة على العبادات اليسيرة.[٥]

الماهر في قراءة وحفظ القرآن

ثبت في الحديث عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ)، وفي رواية: (والذي يَقْرَأُ وهو يَشْتَدُّ عليه له أجْرانِ).[٦]

حيث أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الذي يقرأ القرآن وهو ماهر متقن لا تشق عليه القراءة لجودة حفظه وإتقانه؛ فمنزلته مع السفرة الكرام البررة؛ وقيل هم الرسل، فيكون رفيقًا لهم في منازلهم يوم القيامة، وقيل: هم الملائكة المقربون عند ربهم، لاتّصافه بصفاتهم من حمل كتاب الله -تعالى-.[٧]

أما من يقرأ القرآن ويجد صعوبة في قراءته، ويُحاول أن يجوّد قراءته قد الممكن، فإن له أجرين؛ أجر القراءة وأجر العناء والمشقة فيها وفي الحفظ، وأجر الماهر أكثر فهو في منزلة أعلى، وفي الحديث حثٌ على حفظ القرآن، وكثرة تلاوته، لنيل الأجر والثواب، والمنزلة العالية عند الله.[٧]

المراجع

  1. سورة القيامة، آية: 17.
  2. “شرح عبارة تقرؤه نائمًا ويقظان”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
  3. “هل قراءة القرآن بالتجويد واجبة”، دار الإفتاء، 4/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2910 ، صحيح.
  5. ^ أ ب أبو الحسن المباركفوري، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 212. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:798 ، صحيح.
  7. ^ أ ب “شرح الحديث/ الماهر بالقرآن”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 9/2/2022. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب