شركة الفنون


موقع اقرا » صحة » المتلازمات » متلازمة الطرف الشبحي

متلازمة الطرف الشبحي

متلازمة الطرف الشبحي


عملية البتر

عملية البتر هي عملية تهدف إلى إزالة طرف بالكامل أو جزء من الطرف مثل الذراع أو اليد أو الساق أو القدم أو بعض أصابع القدم أو اليد، ويُعد بتر الساق من أعلى أو أسفل الركبة هو أكثر عمليات البتر شيوعًا، وهناك العديد من الأسباب التي قد تستدعي إجراء عملية بتر لأحد الأطراف، أشهرها ضعف الدورة الدموية في هذا الطرف بسبب تلف أو ضيق الشرايين المُغذية له، مما يؤدي إلى موت أنسجة هذا الطرف وإصابتها بعدوى، وتشمل الأسباب الأخرى لإجراء عملية البتر حدوث إصابة شديدة للطرف مثل حادث سيارة أو حرق خطير، أو إصابة الطرف بورم سرطاني في العظم أو العضلات، أو إصابته بعدوى خطيرة لا تتحسن مع المضادات الحيوية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن متلازمة الطرف الشبحي.[١]

متلازمة الطرف الشبحي

متلازمة الطرف الشبحي هي حالة يعاني فيها المريض من الشعور ببعض الأحاسيس سواءً كانت ألمًا أو غير ذلك في أحد أطرافه التي تم بترها، وهذه الحالة تحدث في حوالي 80-100% من حالات بتر الأطراف، وغالبًا ما تظهر بصورة مزمنة ومقاومة للعلاج، وهناك عوامل خطر تزيد من نسبة حدوث المتلازمة مثل وجود ألم قبل الجراحة ونوع دواء المخدر الذي تم استخدامه أثناء البتر وغيرها، وقد قام العلماء بوضع العديد من النظريات لشرح سبب حدوث هذه المتلازمة ولكن إلى الآن لا زالت متلازمة الطرف الشبحي أحد الحالات التي يصعب فهمها وعلاجها.[٢]

أعراض متلازمة الطرف الشبحي

على الرغم من عدم وجود الطرف إلا أن المريض قد يعاني من الشعور بألم في الطرف المبتور بالإضافة إلى بعض الأحاسيس الأخرى مثل الوخز والتقلصات والحرارة والبرودة وأي إحساس آخر يمكن أن يكون قد تعرض له الطرف قبل عملية البتر؛[٣] وبالتالي يشعر المريض كما لو أن طرفه المبتور لا يزال موجودًا، لدرجة أنه قد يشعر مثلًا بأن أصابع قدمه المبتورة تتحرك أو أن قدمه المبتورة أصبحت أقصر، ومن أشهر الأحاسيس التي يشعر بها المريض الإحساس بالألم، والذي قد يكون حادً أو سَخِينًا أو حارقًا، وقد يظهر أيضًا على هيئة تقلصات، وهناك بعض الحالات التي قد تجعل الألم أسوأ مثل:[٤]

أسباب متلازمة الطرف الشبحي

لا يزال السبب الدقيق لمتلازمة الطرف الشبحي غير واضح، ولكن هناك بعض النظريات التي تُفسر ذلك، منها أن تلك الأحاسيس تأتي من النخاع الشوكي والمخ؛ فقد وجد العلماء أنه عند تصوير المخ بالرنين المغناطيسي أو بالتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني فإن أجزاء المخ المرتبطة عصبيًا بأعصاب الطرف المبتور تُظهر نشاطًا أثناء شعور المريض بألم في الطرف المبتور، ويعتقد العديد من الأطباء أن هذه الأحاسيس يمكن تفسيرها جزئيًا على أنها استجابة لإشارات مختلطة من المخ؛ حيث تفقد مناطق النخاع الشوكي والمخ أي أحاسيس واردة من أعصاب الطرف المفقود، وبالتالي تتكيف مع هذا الواقع بطرق غير متوقعة مثل إطلاق رسالة للجسم بأن هناك شيئًا غير صحيحًا في هذا الطرف مما يؤدي إلى الشعور بالألم، وتشير بعض الدراسات إلى أنه بعد البتر يمكن للمخ أن يُعيد تمثيل هذا الجزء المبتور إلى جزء آخر من الجسم، وبالتالي فإن أي أحاسيس في الجزء الآخر سيتم إحساسها وكأنها من الجزء المبتور؛ فمثلًا يمكن أن يعيد المخ تمثيل اليد المقطوعة في منطقة الخد، وبالتالي عند لمس الخد فإن اليد المقطوعة تشعر وكأنه تم لمسها أيضًا، وهناك عدد من العوامل الأخرى التي يمكن أن تُسهم في هذا الإحساس مثل تلف النهايات العصبية وتندب الأنسجة في مكان البتر والذاكرة الجسدية لآلام ما قبل بتر ذلك الطرف.[٥]

تشخيص متلازمة الطرف الشبحي

لا يوجد اختبار طبي متخصص لتأكيد تشخيص متلازمة الطرف الشبحي، ولكن يمكن أن يتمكن الأطباء من تشخيص الحالة بناءً على الأعراض والتاريخ الطبي الذي سبق ظهور الألم مثل الإصابة بصدمة أو إجراء جراحة قبل البدء بالشعور بالألم، وقد يساعد الوصف الدقيق للأحاسيس التي يشعر بها المريض في تحديد السبب، لأن هناك سبب آخر لآلام ما بعد جراحة البتر، وهو وجود آلام في الجزء المتبقي من الطرف، ويُعدّ من المهم التفريق بين ألم الطرف الشبحي وألم الجزء المتبقي من الطرف لأن العلاج سيختلف بناءً على التشخيص.[٦]

علاج متلازمة الطرف الشبحي

للأسف لا توجد أدوية لعلاج متلازمة الطرف الشبحي بشكل نهائي، ولكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج الحالات الأخرى التي قد يعاني منها المريض في نفس الوقت مثل الاكتئاب والصرع، وقد تساعد هذه الأدوية في تخفيف الألم أيضًا، وتشمل هذه الأدوية:[٧]

  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات مثل أميتريبتيلين ونورتريبتيلين والترامادول والتي قد تساعد في تخفيف الألم العصبي.
  • مضادات الاختلاج المستخدمة لعلاج الصرع مثل كاربامازيبين وجابابنتين وبريغابالين يمكن أن تساعد أيضًا في تخفيف الألم العصبي.
  • الأدوية الأفيونية مثل الكودايين والمورفين والتي قد تساعد في تخفيف الآلام في بعض الحالات.
  • مسكنات الألم الأخرى مثل أسكيتامين والأسبرين وأسيتامينوفين.

وفي بعض الحالات قد لا تكفي هذه الأدوية وحدها لتخفيف الآلام المُتعلقة بمتلازمة الطرف الشبحي؛ لذلك قد يصف الطبيب بعض العلاجات الأخرى مثل:[٧]

  • تحفيز العصب: وذلك باستخدام بعض الأجهزة التي تقوم بإرسال تيار كهربائي ضعيف عبر بقع لزجة موضوعة على الجلد لمنع إشارات الألم من الوصول إلى المخ.
  • صندوق المرآة: وهو عبارة عن صندوق ليس له غطاء وله فتحتان إحداهما للطرف المتبقي والأخرى للمبتور، وتوجد مرآة في الوسط، وعندما يضع المريض طرفيه في الداخل يرى انعكاس الطرف في المرآة وكأنه سليم، وذلك يُهيئ للعقل أن الطرفين موجودان.
  • الوخز بالإبر: حيث يقوم المُعالج بإدخال إبر رفيعة جدًا في الجلد في أماكن محددة، مما يدفع الجسم إلى إفراز مواد كيميائية تساعد على تخفيف الألم.
  • تحفيز النخاع الشوكي: وذلك عن طريق وضع أقطاب كهربائية صغيرة داخل الجسم على طول النخاع الشوكي وإرسال تيار كهربائي صغير من خلال تلك الأقطاب.
  • تحفيز المخ: والذي يتم بنفس طريق تحفيز النخاع الشوكي ولكن مع إرسال التيار إلى المخ بدلاً من النخاع الشوكي.
  • جراحة أخرى: في حالة ما إذا كان الألم العصبي هو سبب المشكلة فقد يساعد إجراء جراحة أخرى على الطرف في علاجه.

وبجانب هذه الأدوية والعلاجات الأخرى هناك بعض النصائح التي قد تساعد على تخفيف الآلام المتعلقة بمتلازمة الطرف الشبحي بما في ذلك:[٦]

  • البحث عن أنشطة وهوايات ممتعة والقيام بها لإلهاء العقل عن هذه الآلام.
  • ممارسة بعض الأنشطة البدنية التي يستمتع بها المريض مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء الذهني مثل التأمل والتصور.

فيديو عن متى نبتر جزء من الجسم بسبب الغرغرينا؟

في هذا الفيديو يتحدث أخصائي جراحة العظام والمفاصل والمنظار والإصابات الرياضية الدكتور أحمد العموري عن متى نبتر جزء من الجسم بسبب الغرغرينا، ويوضح في البداية أنَّ الغرغرينا تحدث عند وجود ضعف تروية كبير لأحد أجزاء الجسم أو انقطاع التروية، وينتج عن ذلك تلف في الأنسجة، ثم يؤكد أنَّ الطبيب لا يلجأ لبتر أي جزء من الجسم إلا في حال كانت الفائدة المرجوة من هذا الجزء أقل بكثير من الأضرار الناتجة عن الحفاظ عليه.[٨]

المراجع[+]

  1. “Amputation Overview”, www.webmd.com, Retrieved 01-12-2019. Edited.
  2. “Phantom limb syndrome: a review.”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  3. “Phantom Limb Pain”, www.clevelandclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  4. “Phantom Limb Pain”, www.medlineplus.gov, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  5. “phantom pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  6. ^ أ ب “phantom pain”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  7. ^ أ ب “What Is Phantom Limb Pain?”, www.webmd.com, Retrieved 30-11-2019. Edited.
  8. “متى نبتر جزء من الجسم بسبب الغرغرينا؟”، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب