كيف دخل الإسلام إلى الصين
انتشار الإسلام
لقد وعد الله -تعالى- بحفظ هذا الدين والقرآن الكريم من أيِّ تحريفٍ؛ لذلك منّ على المسلمين بالفتوحات الإسلامية الكثيرة، ونشر الدين الإسلامي في المناطق المفتوحة، ولم تكن هناك حدودٌ لرغبة الخلفاء في فتح البلاد؛ حتى إنها وصلت إلى بلاد الصين، فتم فتحها ودخول الناس في الإسلام بأعدادٍ كبيرة.
دخول الإسلام إلى الصين
وصل الإسلام إلى الصين في القرن السابع الميلادي تقريباً؛ بعدة طرق منها:
الفتوحات
والتي كانت من خلال فتح تركستان الشرقية على يد قتيبة بن مسلم الباهلي؛ حيث إنّ الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما- قاما بإرسال الكثير من البعثات لدعوة الناس في تركستان الغربية، فدخل في الإسلام الكثير من سكانها.[١]
ثم انتقلت الدعوة إلى تركستان الشرقية، ولكن كان النصر الأكبر في نشر الدين الإسلامي عند فتح تركستان الشرقية؛ في آخر خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي، حيث أصبحت جميعها مسلمة، ثم انتقلت البعثات المختلفة من هذا الإقليم إلى الصين لدعوتهم إلى الإسلام، وفي نفس الوقت استمر إرسال البعثات الإسلاميّة في عهد الخلافة العباسيّة مما أدى إلى دخول السكان إلى الإسلام أفواجاً.[٢]
التجارة
كان للتجارة دور كبير في نشر الإسلام في الصين، حيث إن التجّار كانوا يُعتبرون سفراء الدولة الإسلامية في المناطق التي يصلون إليها، فكانوا يعملون بالتجارة ويدعون إلى عبادة الله تعالى وحده، ويرغبوا الناس بالإسلام من خلال شرح عاداته وآدابه، ومنهم من استقر في الصين وتزوج من الصينيات، وبنوا الكثير من المساجد والمدارس لتسهيل حياتهم، ممّا زاد من انتشار الإسلام فيما بين الناس.[٣]
أسباب أخرى
ومن الأسباب التي أدت إلى انتشار الإسلام في الصين؛ تناسل المسلمين وتكاثرهم، وكثرة اختلاط المسلمين بالملل الأخرى والتأثير فيهم، وعدم إذاعة الدعوة إلى الإسلام، إذ لم يتعرض المسلمون في بادئ الأمر إلى الاضطهاد الذي تعرضت له الملل الأخرى؛ لأنهم لم يعلنوا الدعوة إلى دينهم صراحة كما فعل غيرهم.[٤]
كما أن تركهم لنقد مبادئ “كونفوشيوس” التي كانت تسيطر على أفكار الملوك والأمراء، بل حتى قيل إنها كانت الديانة الرسمية للبلاد؛ فعدم تعرض المسلمين لهذه الديانة بالنقد، مكنهم من العيش مع غيرهم بألفة ومحبة؛ دون التنازل عن مبادئ العقيدة الإسلامية الصحيحة.[٤]
جنكيز خان وإخضاع الصين
كان الجميع يعيشون في الصين في تلك المرحلة المذكورة بكلّ حبٍ وتعاونٍ، وكان المسلمون يتعاملون مع البوذيين، والوثنيين بالإحسان، مع احتفاظهم بالهوية الإسلامية، وعاش الجميع في استقرارٍ، ولكن بدأت المشاكل واضطهاد المسلمين عندما اصطدم جنكيز خان بإمبراطورية الصين؛ والتي كانت تتبع لأسرة “سونج” الحاكمة.[٥]
وهذه الأسرة لم تكن تكف عن إثارة الخلافات بين القبائل التركية والمغولية؛ كي تأمن نفسها منهم، ولتشغلهم ببعضهم البعض، “وأراد جنكيز خان أن يضع حدًا لتدخل الصينيين في شؤون القبائل المغولية”.[٥]
“وفي الوقت نفسه تطلع إلى ثروة الصين وكنوزها، فاشتبك معها لأول مرة في سنة (608هـ= 1211م)، واستطاع أن يحرز عددًا من الانتصارات على القوات الصينية، ويُخضع البلاد الواقعة في داخل سور الصين العظيم، ويعين عليها حكامًا من قِبله”، بعد ذلك كرر غزو الصين حتى سقطت العاصمة بكين بيده، سقوطاً مدوياً.[٥]
المراجع
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1402. بتصرّف.
- ↑ [أحمد معمور العسيري]، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 159-160. بتصرّف.
- ↑ [مجموعة من المؤلفين]، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 27. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد مكين، نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين، صفحة 24-25. بتصرّف.
- ^ أ ب ت “الطاغية جنكيز خان”، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2022. بتصرّف.